إقصاء أكاديميين في جامعة صنعاء يفجر احتجاجات طلابية
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
تشهد كلية التجارة بجامعة صنعاء؛ احتجاجات طلابية عقب إقصاء عدد من أساتذة الكلية المؤهلين وتعيين آخرين محسوبين على الميليشيات الحوثية.
وأفادت مصادر طلابية، أن طلبة قسم العلوم السياسية بكلية التجارة بدأوا إضراباً عن الدراسة عقب إصدار قرار باستبدال 3 من الأكاديميين المتخصصين بآخرين غير مؤهلين وبعيدين عن التخصص.
وقالت المصادر إن من بين الأكاديميين الذين تم تغييرهم الدكتورة خديجة الهيصمي، وهي إحدى الكوادر الأكاديمية البارزة على مستوى جامعة صنعاء في العلوم السياسية، إلى جانب الدكتورة أشواق غليس والدكتور علي الحاوري وآخرين.
وأضافت المصادر إنه تم استبدال الأكاديميين بآخرين لا يحملون شهادة الدكتوراه ومحسوبين على رئيس الجامعة القيادي الحوثي القاسم عباس؛ وتم تسليمهم جدول الحصص وهو ما رفضه الطلبة وأعلنوا تصعيد احتجاجهم ضد هذه التحركات التي تضر بالعملية التعليمية داخل الكلية.
>> تزايد خطير في هجرة أساتذة الجامعات
وبحسب مصادر أكاديمية فإن رئاسة جامعة صنعاء الموالية للميليشيات الحوثية، بدأت بتنفيذ خطة لإقصاء الكثير من منتسبي الجامعة من الأكاديميين وأعضاء الهيئة التدريسية؛ واستبدالهم بموالين لهم خشية تنفيذ إضرابات جديدة تطالب بصرف المرتبات المنهوبة بعد صدور بيان عن نادي الأكاديميين قبل أيام.
وخلال الفترة الماضية كثفت الميليشيات الحوثية من تعيين الموالين لهم ضمن هيئات التدريس في جامعة صنعاء وجامعات حكومية في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم. وأن معظم من يتم تعيينهم لا يحملون مؤهلات أكاديمية معتمدة.
وتهدف الميليشيات الحوثية إلى تطييف العملية الأكاديمية عبر تغيير المناهج الدراسية وإدراج مواد جديدة وفقاً لمعتقداتها وأفكارها الطائفية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: جامعة صنعاء
إقرأ أيضاً:
صعود الميليشيات في السودان: بين ضعف الدولة وتفكك النظام السياسي
في السودان، تعد الأحزاب والجماعات السياسية جزءًا معقدًا من النسيج الاجتماعي والسياسي، حيث تتباين توجهاتها وتختلف رؤاها بحسب الأيديولوجيات والتوجهات السياسية. ورغم أن السودان شهد تاريخياً حركات سياسية مدنية تسعى لبناء دولة المؤسسات والقانون، إلا أن تدهور الحالة السياسية والصراعات المتكررة بين القوى العسكرية والمدنية ساهم في خلق بيئة لنمو ثقافة الميليشيات.
الأحزاب السياسية في السودان: سياق تاريخي وتوجهات
شهدت الساحة السياسية السودانية منذ الاستقلال عام 1956 تكوين العديد من الأحزاب، والتي تأثرت بتوجهات أيديولوجية مختلفة، مثل الإسلام السياسي، والقومية العربية، والأفكار اليسارية والليبرالية. عملت هذه الأحزاب في فترات الحكم المدني والعسكري على تعزيز مصالحها وتوسيع قاعدتها الشعبية، وكان لها تأثير كبير في رسم معالم السياسة السودانية.
لكن فترات عدم الاستقرار السياسي المتكررة والانقلابات العسكرية خلقت صعوبات أمام هذه الأحزاب، حيث تم قمع الكثير منها، ووجدت نفسها في حالة مواجهة مع الأنظمة الحاكمة. أدى ذلك إلى انقسام العديد من الأحزاب وتشكل فصائل جديدة منها، مما أضعف التأثير السياسي للأحزاب التقليدية وساهم في تشتت القوى السياسية.
ثقافة الميليشيات , ظروف النشأة وأسباب الانتشار
في ظل الحروب الأهلية المتكررة في السودان، خاصةً في دارفور وجنوب السودان (قبل انفصاله)، بدأت ظاهرة الميليشيات تتصاعد بشكل كبير. وكانت الأسباب وراء هذه الظاهرة متعلقة بعدة عوامل
ضعف الدولة المركزية , و كان ضعف الدولة وعدم قدرتها على فرض سلطتها بشكل كامل في المناطق النائية أحد أهم العوامل التي دفعت إلى ظهور ميليشيات محلية تدافع عن مصالحها.
الأزمة الأمنية والسياسية و ساهمت الأزمة الأمنية المستمرة في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وغيرها من المناطق في استقطاب الجماعات المحلية وتسليحها، إما من قبل الحكومة كوسيلة لفرض السيطرة، أو من قبل الجماعات المعارضة للدفاع عن نفسها.
التنافس على الموارد بسبب الفقر وتزايد حدة المنافسة على الموارد، خاصة في المناطق المهمشة، ظهرت ميليشيات قبلية وأخرى سياسية لتحصيل النفوذ وحماية المصالح الاقتصادية.
التأثيرات الخارجية نتيجة للحدود المفتوحة مع عدة دول أفريقية تعاني من الصراعات، أصبح من السهل على الجماعات السودانية الحصول على الأسلحة والتدريب من مصادر خارجية.
الميليشيات كأداة سياسية في السودان
استخدمت الحكومات السودانية المتعاقبة الميليشيات كأداة سياسية لضمان ولاء بعض القبائل والجماعات، ولتحقيق السيطرة في الأقاليم المتمردة. ومن أمثلة ذلك، نجد "قوات الدفاع الشعبي" التي كانت إحدى الأدوات التي استخدمتها حكومة الرئيس الأسبق عمر البشير لمحاربة الحركات المتمردة، إضافة إلى "الجنجويد" الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في النزاع في دارفور. لاحقًا، تم تشكيل "قوات الدعم السريع"، التي كانت تطوراً لهذه الميليشيات، وأصبحت جزءًا مؤثرًا في المشهد السياسي والعسكري.
النتائج السلبية لثقافة الميليشيات
أسهمت ثقافة الميليشيات في تفتيت الدولة وزيادة الصراعات القبلية، حيث أدى وجود جماعات مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة إلى إضعاف المؤسسات الأمنية والقضائية، وزيادة الانتهاكات الحقوقية ضد المدنيين، خاصة في المناطق التي تنتشر فيها هذه الميليشيات. كما عرقلت هذه الثقافة مساعي السودان نحو الديمقراطية، حيث يجد المدنيون صعوبة في فرض الاستقرار والأمن دون الاتفاق مع الفصائل المسلحة.
نحو مستقبل سياسي مستقر
لتجاوز هذه التحديات، تحتاج الأحزاب السياسية السودانية والجماعات الفاعلة إلى تبني نهج يقوم على نزع السلاح وحل النزاعات عبر الحوار وإعادة بناء مؤسسات الدولة، مما يتطلب أيضاً إصلاحات اقتصادية وسياسية شاملة تعيد الثقة إلى المجتمع السوداني وتؤسس لثقافة سياسية تعتمد على دولة القانون وليس على سلطة السلاح.
إن ثقافة الميليشيات في السودان تعد نتاجاً لتاريخ طويل من الأزمات السياسية والأمنية، وبدون إصلاحات جذرية وإرادة سياسية موحدة، سيكون من الصعب تخطي هذا الإرث وبلوغ حالة من الاستقرار السياسي المستدام.
zuhair.osman@aol.com