أقرب من أي وقت مضى.. مفاجأة بشأن انضمام أوكرانيا لحلف الناتو
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، إن أوكرانيا أصبحت أقرب من أي وقت مضى للانضمام إلى الناتو، مضيفا أن روسيا لا تستطيع استخدام حق النقض ضد عضوية كييف المستقبلية.
وأدلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي بهذه التصريحات، اليوم الخميس، في البرلمان الأوروبي، حيث أطلع أعضاء البرلمان الأوروبي على التعاون بين الكتلة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأصر ستولتنبرج على أن “الجانبين يتقاسمان نفس القيم ونفس التحديات”.
وخصص ستولتنبرج، جزءا من خطابه لما عرضه الناتو على أوكرانيا في القمة الأخيرة التي عقدت في ليتوانيا ولم تحصل كييف على خارطة الطريق التي طلبتها للحصول على العضوية، ولكنها تلقت وعوداً بالمزيد من المساعدات العسكرية، والتمثيل من خلال مجلس تم إنشاؤه حديثاً، وفرصة لتخطي خطوة يتعين على مرشحي حلف شمال الأطلسي عادة اجتيازها.
وقال ستولتنبرج، إن “هذه الأمور الثلاثة، وهي قابلية التشغيل البيني، ومجلس الناتو وأوكرانيا، وإزالة شرط خطة عمل العضوية لأوكرانيا، تثبت أن أوكرانيا لم تكن أقرب إلى عضوية الناتو مما هي عليه الآن”.
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قبيل قمة يوليو، إن أوكرانيا سيتعين عليها استيفاء شروط معينة قبل قبول عرضها.
واستبعدت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي أيضًا انضمام أوكرانيا قبل حل الصراع مع روسيا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كييف أوكرانيا روسيا حلف شمال الأطلسي الناتو شمال الأطلسی
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا و«سلام القوة»
خلافاً للسنوات الثلاث السابقة، استهلت الحرب الأوكرانية - الروسية عامها الرابع، بالحديث عن السلام، على الرغم من كوابيس القصف والقتل والتدمير، في تحوّل مثير لم يكن متاحاً قبل شهرين، حتى في أكثر أحلام المتفائلين بانتهاء الحرب.
لم يكن أحد ليأخذ وعود ترامب إبّان حملته الانتخابية بإنهاء الحرب الأوكرانية خلال 24 ساعة على محمل الجد، وحتى بعد عودته إلى البيت الأبيض لم يتوقع الكثيرون أن يبادر ترامب بمثل هذه السرعة للاتصال بنظيره الروسي بوتين، وأن يرسل فريقاً تفاوضياً لوضع أسس لقاء الزعيمين المنتظر للتوصل إلى اتفاق حول إنهاء الحرب. لكن سرعان ما تبيّن أن ترامب جدّي للغاية في وضع حد للحرب، وأنه ينطلق في مسعاه من جملة أمور كلها تستند إلى فرضية السلام القائم على القوة. فهو يستند أولاً إلى أن الولايات المتحدة هي القوة الأعظم في العالم، وأنها قادرة تحت قيادته على إطفاء نيران الحروب والصراعات المشتعلة في العالم. كما أنه يرى أن روسيا في موقع الطرف الأقوى في الصراع الأوكراني، وأن ميزان القوى مختلّ لصالحها في مواجهة أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، بعد أن أخرج الولايات المتحدة من ساحة الصراع، مشدداً على أنه لا ينبغي السماح باندلاع حرب عالمية ثالثة بسبب أوكرانيا. الأهم أنه بدا متفهماً لدوافع موسكو إلى شنّ الحرب، ومنها مطالبة روسيا بإعادة صياغة الأمن الأوروبي على أسس عادلة، والإجحاف الذي لحق بها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لجهة الزحف الأوروبي على مناطق نفوذها في أوروبا الشرقية، ورفضها قبول انضمام أوكرانيا لحلف «الناتو». كما أنه يرى أن أوروبا التي اعتمدت تقليدياً على الحماية الأمريكية لم تفعل شيئاً لحل الأزمة الأوكرانية بقدر ما حشدت قواها الاقتصادية والعسكرية تحت مظلة «الناتو» لخوض حرب استنزاف طويلة ضد روسيا، على أمل الانتصار في هذه الحرب.وعلى النقيض من إدارة بايدن، يرى ترامب أن المشكلة أوروبية في الأساس، وأنه لا مصلحة أمريكية في الانخراط فيها، حيث تتحمل الولايات المتحدة العبء الأكبر من التكاليف، بينما يزداد إنفاق الدول الأوروبية على التنمية والرفاه الاجتماعي. ولذلك فقد طالب ترامب الدول الأوروبية بزيادة نفقاتها الدفاعية، والإسهام في موازنة حلف «الناتو»، بما يصل إلى 5 في المئة من إجمالي ناتجها المحلي. بهذا المعنى، هناك انقلاب كامل في الموقف الأمريكي إزاء الصراع الدائر في أوكرانيا، وهو ما يفسر استبعاد الاتحاد الأوروبي من طاولة التفاوض مع روسيا حول أوكرانيا، وإن لم يغلق الباب كلياً في وجهه.
كما يفسر لماذا يصر ترامب على صفقة المعادن الثمينة مع كييف لاسترداد مليارات الدولارات التي أنفقتها إدارة بايدن على إرسال الأسلحة والمعدات العسكرية إلى أوكرانيا.
وبالمحصلة، يعتقد ترامب أن السلام يصنعه الأقوياء، وأن أوروبا الضعيفة وحتى أوكرانيا الممزقة عليها أن تقدّم التنازلات، لصالح نظام عالمي جديد يتشكل يبدو أنه لا مكان فيه للضعفاء.