RT Arabic:
2025-02-02@23:50:06 GMT

بوتين وشي جين بينغ يدفنان مجموعة العشرين

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

بوتين وشي جين بينغ يدفنان مجموعة العشرين

لن يشارك زعيما روسيا والصين في قمة مجموعة الدول العشرين G20 التي تبدأ في نيودلهي 9 سبتمبر الجاري، وسيتم تمثيل البلدين على مستوى أقل.

بالنسبة للصين، هناك مجموعتان من الأسباب التي تدفعها إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة، الأولى تتعلق بالاحتكاك مع الهند، بدءا من معارضة الهند لتوسع مجموعة "بريكس" في الاتجاه الذي تحتاجه الصين، وانتهاء بسلسلة من التحركات الهندية الصغيرة غير الودية أو المثيرة لجدل بالنسبة للصين في الآونة الأخيرة.

إقرأ المزيد ما الحاجة إلى "بريكس"؟ وهل تشكل تهديدا للولايات المتحدة؟

المجموعة الثانية من الأسباب تتعلق بالتنافس مع واشنطن، التي تهيمن بمساعدة حلفائها على مجموعة العشرين، والتي من المرجح أن تستخدم هذه المنصة لتشكيل أجندة مناهضة للصين.

تشارك موسكو في هذه المجموعة الثانية من الأسباب وإلى حد أكبر بكثير، لأن نصف أعضاء مجموعة العشرين بالضبط هم مناهضون بشدة لروسيا، ومن جانبهم سوف يعيقون المشاركة الروسية الكاملة في القمم المستقبلية. ومن النصف المتبقي، يعتمد جزء كبير من هذه الدول إلى حد ما على الولايات المتحدة أو هم حلفاء لواشنطن. ونظرا لهذا العامل فلا يمكن لموسكو على المدى البعيد أن تكون مهتمة بنجاح مجموعة العشرين.

ومع ذلك فإن الوصول إلى هذه الدرجة من الحدة من العلاقات مع الغرب بالنسبة للصين هو مسألة وقت لا أكثر، وأعتقد أن الصينيين يدركون ذلك.

في رأيي المتواضع أن هناك من الأسباب الوجيهة ما يجعلنا نعتقد أن مثل هذه الصيغة (باستثناء روسيا والصين) سوف تكون مستدامة.

وبين الغرب وروسيا (وقريبا الصين) لا توجد أجندة تعاون، بل هناك فقط صراع شرس على نحو متزايد بغرض التدمير، بالتالي فإن التعايش المثمر في إطار منظمة واحدة أمر مستحيل.

علاوة على ذلك، فإن منطق الأحداث يحول مجموعة العشرين إلى صيغة مناهضة لمجموعة "بريكس" والعكس بالعكس.

إقرأ المزيد لقاء بوتين وأردوغان: نهاية سياسة المناورات؟

في الجوهر، وإذا تم استبعاد روسيا والصين، فإن مجموعة الدول العشرين تظل هي مجموعة الدول الصناعية السبع (أي الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها) والدول النامية الرئيسية. في "بريكس"، فإن الصورة هي نفسها، نفس البلدان، ولكن فقط بدلا من مجموعة السبع، هناك الصين وروسيا. الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا والمملكة العربية السعودية وإندونيسيا وعدد من الدول التي تقترب من تلك الدول من حيث خصائصها، والتي وجدت نفسها في نفس موقع العروس الجميلة، التي يتنافس الخطّاب على قلبها.

الهند اقتصاد كبير، والدولة الأكثر سكانا في العالم، ولها دور خاص في المنظمتين (تجمع بين العناصر المدمرة والإيجابية)، لكن من السابق لأوانه إدراجها ضمن القوى العظمى.

إلا أن الوضع ليس متماثلا، ففي مجموعة العشرين تبدو الصورة أكثر تعقيدا، وهيمنة الزعيم أقوى بكثير، نظرا لوجود دول تابعة وحليفة لواشنطن، فيما تتمتع الدول النامية في مجموعة "بريكس" بقدر أكبر من الحرية في المناورة، لا سيما في ضوء الخطط الرامية إلى توسيع المنظمة.

لهذا لم يكن من قبيل الصدفة أن ينتهي المطاف بالدول الرئيسية للجنوب العالمي في مجموعة "بريكس"، فهي ستقاوم دكتاتورية الغرب داخل مجموعة العشرين. إلا أننا سنرى مدى النجاح بالنسبة لهم وفقا لنتائج الاجتماع القادم.

بشكل أو بآخر، فإن تطور المواجهة بين الغرب وروسيا والصين سيؤدي في النهاية إلى تصفية المنظمة كنادي لأكبر عشرين اقتصادا في العالم. على الرغم من محاولات واشنطن إبقاء اسم مجموعة العشرين وراء هذا التنسيق لأطول فترة ممكنة.

إقرأ المزيد على محمد بن سلمان أن يقرر ما إذا سيكون لـ "أوبك+" جيشها الخاص

لقد ظهرت في العالم، خلال سنوات الحرب الباردة في النصف الثاني من القرن العشرين، حركة عدم الانحياز، والمكونة من الدول الراغبة والقادرة على الحفاظ على العلاقات مع كلا المعسكرين المتعارضين. لكن الصراع الراهن أصبح أكثر شراسة من حيث الحجم، ولم تعد الرفاهية وحدها على المحك، وإنما كذلك وجود منافسين رئيسيين في شكلهم الحالي. وفي ظل هذه الظروف، سيكون الضغط على دول عدم الانحياز أكبر بكثير، وعلى الأرجح سيتعين على معظمها الانضمام إلى أحد المعسكرات. وفي حين أن العقوبات الغربية تعاقب على العلاقات الاقتصادية مع روسيا، التي ليس لدى العديد من البلدان سوى القليل من التجارة معها، فإن هذه البلدان تميل إلى اتباع العقوبات الغربية. ولن تتمكن معظم الدول من الانضمام إلى العقوبات المفوضة على الصين دون عواقب وخيمة على اقتصادها القومي والاستقرار الداخلي، وسيتعين عليها الاختيار بين المعسكرين.

بشكل أو بآخر، لا زالت "العشرون" على قيد الحياة، بل وتظهر نشاطا معينا، إلا أن ذلك يبدو كحركات عشوائية لدجاجة قطعت رأسها للتو. ولا أتوقع أي فائدة من قمة المجموعة.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا للصين الهند بريكس ألكسندر نازاروف ناريندرا مودي ألكسندر نازاروف بريكس جو بايدن شي جين بينغ فلاديمير بوتين مجموعة العشرين مجموعة العشرین روسیا والصین من الأسباب

إقرأ أيضاً:

«ترامب» يحذّر مجموعة «بريكس» من التخلّي عن «الدولار» ويهددها بالانتقام

حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دول “بريكس”، اليوم الجمعة، من “الانتقام الاقتصادي” إذا حاولت التخلي عن الدولار في التجارة العالمية، وأكد أنه سيطالبها بعدم إصدار عملة موحدة.

وأشار ترامب في منشور عبر منصته “تروث سوشال”: “إلى أن أي محاولة للابتعاد عن الدولار الأمريكي في التجارة الدولية ستؤدي إلى فرض تعريفات جمركية بنسبة 100٪”.

واعتبر في منشوره أن “فكرة أن دول بريكس تحاول الابتعاد عن الدولار، بينما نقف مكتوفي الأيدي ونراقب، انتهت”.

وأضاف: “سنطلب التزاما من هذه الدول بأنها لن تخلق عملة جديدة موحدة ولا تدعم أي عملة أخرى لتحدي الدولار الأمريكي العظيم، وإذا رفضوا، فسوف يواجهون تعريفات جمركية بنسبة 100٪ ويجب أن يتوقعوا قول وداعا للاقتصاد الأمريكي الرائع”.

وتابع: “لا توجد فرصة لاستبدال مجموعة البريكس بالدولار الأمريكي في التجارة الدولية، أو في أي مكان آخر. يجب على أي دولة تحاول أن تقول مرحبا بالتعريفات الجمركية ووداعا لأمريكا”.

جدير بالذكر أن ترامب قال نفس المضمون في تصريحات سابقة حول هذه القضية أثناء حملته الانتخابية وعندما تم انتخابه.

وتأسست مجموعة بريكس في عام 2006 من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت إليها جنوب أفريقيا في عام 2011. وفي الأول من يناير 2024، أصبحت مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات أعضاء فيها.

وفي منتصف يناير الجاري، أعلنت الخارجية البرازيلية أن جمهورية نيجيريا الاتحادية أصبحت الدولة التاسعة التي تنضم إلى مجموعة “بريكس” كدولة شريكة.

مقالات مشابهة

  • ترامب يهدد مجموعة “بريكس” إذا فكرت في استبدال الدولار
  • روسيا ترد على تهديدات ترامب لـ دول الـ«بريكس»
  • روسيا ترد على تهديدات ترامب لـ دول الـ«بريكس»
  • روسيا تقلل من تهديدات ترامب ضد بريكس
  • روسيا تردّ على تهديد ترامب بفرض رسوم على بريكس
  • «ترامب» يحذّر مجموعة «بريكس» من التخلّي عن «الدولار» ويهددها بالانتقام
  • قولوا وداعًا لأمريكا.. ترامب يُعيد تهديد مجموعة "بريكس" إذا فكرت في استبدال الدولار
  • ترامب: سنلزم دول بريكس بعدم إطلاق عملة جديدة
  • ترامب يوجه رسالة إلى الدول الأعضاء في مجموعة بريكس.. ما هي
  • ترامب يلوح بإجراء قاس ضد بريكس