RT Arabic:
2025-04-28@22:32:34 GMT

بوتين وشي جين بينغ يدفنان مجموعة العشرين

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

بوتين وشي جين بينغ يدفنان مجموعة العشرين

لن يشارك زعيما روسيا والصين في قمة مجموعة الدول العشرين G20 التي تبدأ في نيودلهي 9 سبتمبر الجاري، وسيتم تمثيل البلدين على مستوى أقل.

بالنسبة للصين، هناك مجموعتان من الأسباب التي تدفعها إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة، الأولى تتعلق بالاحتكاك مع الهند، بدءا من معارضة الهند لتوسع مجموعة "بريكس" في الاتجاه الذي تحتاجه الصين، وانتهاء بسلسلة من التحركات الهندية الصغيرة غير الودية أو المثيرة لجدل بالنسبة للصين في الآونة الأخيرة.

إقرأ المزيد ما الحاجة إلى "بريكس"؟ وهل تشكل تهديدا للولايات المتحدة؟

المجموعة الثانية من الأسباب تتعلق بالتنافس مع واشنطن، التي تهيمن بمساعدة حلفائها على مجموعة العشرين، والتي من المرجح أن تستخدم هذه المنصة لتشكيل أجندة مناهضة للصين.

تشارك موسكو في هذه المجموعة الثانية من الأسباب وإلى حد أكبر بكثير، لأن نصف أعضاء مجموعة العشرين بالضبط هم مناهضون بشدة لروسيا، ومن جانبهم سوف يعيقون المشاركة الروسية الكاملة في القمم المستقبلية. ومن النصف المتبقي، يعتمد جزء كبير من هذه الدول إلى حد ما على الولايات المتحدة أو هم حلفاء لواشنطن. ونظرا لهذا العامل فلا يمكن لموسكو على المدى البعيد أن تكون مهتمة بنجاح مجموعة العشرين.

ومع ذلك فإن الوصول إلى هذه الدرجة من الحدة من العلاقات مع الغرب بالنسبة للصين هو مسألة وقت لا أكثر، وأعتقد أن الصينيين يدركون ذلك.

في رأيي المتواضع أن هناك من الأسباب الوجيهة ما يجعلنا نعتقد أن مثل هذه الصيغة (باستثناء روسيا والصين) سوف تكون مستدامة.

وبين الغرب وروسيا (وقريبا الصين) لا توجد أجندة تعاون، بل هناك فقط صراع شرس على نحو متزايد بغرض التدمير، بالتالي فإن التعايش المثمر في إطار منظمة واحدة أمر مستحيل.

علاوة على ذلك، فإن منطق الأحداث يحول مجموعة العشرين إلى صيغة مناهضة لمجموعة "بريكس" والعكس بالعكس.

إقرأ المزيد لقاء بوتين وأردوغان: نهاية سياسة المناورات؟

في الجوهر، وإذا تم استبعاد روسيا والصين، فإن مجموعة الدول العشرين تظل هي مجموعة الدول الصناعية السبع (أي الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها) والدول النامية الرئيسية. في "بريكس"، فإن الصورة هي نفسها، نفس البلدان، ولكن فقط بدلا من مجموعة السبع، هناك الصين وروسيا. الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا والمملكة العربية السعودية وإندونيسيا وعدد من الدول التي تقترب من تلك الدول من حيث خصائصها، والتي وجدت نفسها في نفس موقع العروس الجميلة، التي يتنافس الخطّاب على قلبها.

الهند اقتصاد كبير، والدولة الأكثر سكانا في العالم، ولها دور خاص في المنظمتين (تجمع بين العناصر المدمرة والإيجابية)، لكن من السابق لأوانه إدراجها ضمن القوى العظمى.

إلا أن الوضع ليس متماثلا، ففي مجموعة العشرين تبدو الصورة أكثر تعقيدا، وهيمنة الزعيم أقوى بكثير، نظرا لوجود دول تابعة وحليفة لواشنطن، فيما تتمتع الدول النامية في مجموعة "بريكس" بقدر أكبر من الحرية في المناورة، لا سيما في ضوء الخطط الرامية إلى توسيع المنظمة.

لهذا لم يكن من قبيل الصدفة أن ينتهي المطاف بالدول الرئيسية للجنوب العالمي في مجموعة "بريكس"، فهي ستقاوم دكتاتورية الغرب داخل مجموعة العشرين. إلا أننا سنرى مدى النجاح بالنسبة لهم وفقا لنتائج الاجتماع القادم.

بشكل أو بآخر، فإن تطور المواجهة بين الغرب وروسيا والصين سيؤدي في النهاية إلى تصفية المنظمة كنادي لأكبر عشرين اقتصادا في العالم. على الرغم من محاولات واشنطن إبقاء اسم مجموعة العشرين وراء هذا التنسيق لأطول فترة ممكنة.

إقرأ المزيد على محمد بن سلمان أن يقرر ما إذا سيكون لـ "أوبك+" جيشها الخاص

لقد ظهرت في العالم، خلال سنوات الحرب الباردة في النصف الثاني من القرن العشرين، حركة عدم الانحياز، والمكونة من الدول الراغبة والقادرة على الحفاظ على العلاقات مع كلا المعسكرين المتعارضين. لكن الصراع الراهن أصبح أكثر شراسة من حيث الحجم، ولم تعد الرفاهية وحدها على المحك، وإنما كذلك وجود منافسين رئيسيين في شكلهم الحالي. وفي ظل هذه الظروف، سيكون الضغط على دول عدم الانحياز أكبر بكثير، وعلى الأرجح سيتعين على معظمها الانضمام إلى أحد المعسكرات. وفي حين أن العقوبات الغربية تعاقب على العلاقات الاقتصادية مع روسيا، التي ليس لدى العديد من البلدان سوى القليل من التجارة معها، فإن هذه البلدان تميل إلى اتباع العقوبات الغربية. ولن تتمكن معظم الدول من الانضمام إلى العقوبات المفوضة على الصين دون عواقب وخيمة على اقتصادها القومي والاستقرار الداخلي، وسيتعين عليها الاختيار بين المعسكرين.

بشكل أو بآخر، لا زالت "العشرون" على قيد الحياة، بل وتظهر نشاطا معينا، إلا أن ذلك يبدو كحركات عشوائية لدجاجة قطعت رأسها للتو. ولا أتوقع أي فائدة من قمة المجموعة.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا للصين الهند بريكس ألكسندر نازاروف ناريندرا مودي ألكسندر نازاروف بريكس جو بايدن شي جين بينغ فلاديمير بوتين مجموعة العشرين مجموعة العشرین روسیا والصین من الأسباب

إقرأ أيضاً:

الإمارات تشارك في اجتماع الشيربا الثاني لمجموعة بريكس

ترأس سعيد مبارك الهاجري، مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية وشيربا دولة الإمارات لمجموعة بريكس، وفد الدولة المشارك في اجتماع الشيربا الثاني لمجموعة بريكس خلال الفترة من 23-26 أبريل 2025 في مدينة ريو دي جانيرو - البرازيل. وتم عقد الاجتماع تحضيراً لاجتماع وزراء خارجية مجموعة بريكس، والمزمع عقده خلال يومي  28 و29 أبريل 2025، وشارك أعضاء المجموعة خلال الاجتماع في المناقشات لصياغة بيان وزراء الخارجية، وتم خلاله الاتفاق على أوجه التعاون بين دول المجموعة. وأكد سعادته في مداخلاته على أهمية التوصل إلى نتائج اقتصادية ملموسة تنعكس بشكل إيجابي على اقتصادات دول المجموعة، كما أشاد بتعاون أعضاء المجموعة وحرص ممثلي الدول على تعزيز التعاون الاقتصادي. وعقد الهاجري خلال الاجتماع، عددا من اللقاءات الثنائية مع شيربا البرازيل - الدولة المضيفة ، بالإضافة إلى عدد من شيربا دول المجموعة لمناقشة سبل دفع التعاون إلى آفاق جديدة وتعزيز العلاقات الثنائية.

أخبار ذات صلة وفاة نجم الإنتر منال بنت محمد: الإمارات ملتزمة ببناء مستقبل رقمي مُمَكّن للمرأة المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • دول بريكس تبحث رداً مشتركاً على سياسات ترامب التجارية
  • هيمنة الدولار على طاولة اجتماع دول بريكس في البرازيل
  • الإمارات تشارك في الاجتماع الثاني لشيربا مجموعة بريكس
  • الإمارات تشارك في اجتماع الشيربا الثاني لمجموعة بريكس
  • الإمارات تترأس اجتماع «العمل والتوظيف» لدول «بريكس»
  • صحيفة عبرية: القنبلة التي هزت ميناء رجائي الإيراني جاءت من الصين
  • الصين وإفريقيا.. سباق الاقتصاد العالمي والمعادن النادرة
  • ماتفيينكو: تعاون روسيا وجنوب إفريقيا في إطار “بريكس” يعزز الشراكة بين البلدين
  • الرئيس الصيني شي جين بينغ يدعو للاعتماد الذاتي في تطوير الذكاء الاصطناعي
  • خلال اجتماعات مجموعة العشرين.. محافظ البنك المركزي يحذر من مخاطر تواجه الأسواق الناشئة