خمس "لعنات" بين الصحراء الليبية ومثلث برمودا!
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
سُجلت في القرن العشرين العديد من الحوادث الغريبة بما في ذلك طائرات اختفت بمن فيها، ولم تُكشف أسرار الكثير منها حتى الآن. ومن بينها 5 كوارث تعد الأكثر غموضا وغرابة.
إقرأ المزيد مأساة الأميرة "فاطمة" والحجاج.. كيف وصل الكنز العربي إلى أمريكا؟القرن الماضي شهد العديد من حوادث تحطم الطائرات فجأة ومن دون أن ترسل حتى إشارات استغاثة، واختفت بمن فيها.
أول هذه الكوارث الجوية، جرت في 21 أبريل عام 1941، حين اختفت قاذفة قنابل إيطالية من طراز "سافويا ماركيتي"، أثناء قيامها بدوريات قبالة ساحل جزيرة كريت، انطلاقا من قاعدتها في ليبيا، المستعمرة الإيطالية في ذلك الحين.
وتبين أن الطائرة القاذفة الإيطالية ما إن انطلقت تلك الليلة من قاعدتها في ليبيا وكان الطقس سيئا بشكل استثنائي، حتى تعطلت أجهزة اتصالات الراديو، ثم اندفعت الطائرة بطاقمها في أجواء صحراء جرداء لا حياة فيها.
الطائرة تاهت لساعات إلى أن نفد الوقود. في تلك اللحظات الحرجة، قرر الطاقم الهبوط الاضطراري، وما أن وصلت إلى الأرض حتى تحطمت وأصيب ستة من أفراد الطاقم بجروح متفاوتة، ولم يتمكن إلا واحد فقط من الوقوف والمضي للبحث عن مساعدة.
قطع على قدميه في الصحراء من دون ماء مسافة 90 كيلو مترا، ولقى مصرعه في النهاية قبل الوصول إلى منطقة مأهولة بمسافة 8 كيلو مترات. حين عثر عليه بعد سنوات عديدة وجد بجانبه على مسدس إشارة، وبدا أنه كان يحاول لفت انتباه شخص ما، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، فيما لم يعثر على حطام الطائرة ورفات أفراد الطاقم إلا في عام 1960.
الأمريكيون، أعداء الإيطاليين في تلك الحقبة وجدوا أنفسهم في وضع مماثل حين اختفت في ظروف غامضة قاذفة أمريكية من طراز "بي – 24" أثناء عودتها إلى قاعدتها في ليبيا في عام 1943.
لم يعثر على حطام الطائرة أو أي أثر لها بعد اختفائها، وافترض أنها تحطمت في حادثة ما وأنها غرقت في مياه البحر المتوسط.
حطام القاذفة الأمريكية لم يكتشف إلا في عام 1958، حين شاهد جيولوجيون بريطانيون بقايا هيكلها وسط الرمال داخل الصحراء بمسافة 600 كيلو متر.
حين تم الوصل إلى المكان في عام 1959، دون العثور على بقايا أفراد الطاقم التسعة، فيما لم تمس مخزونات المياه والغذاء، كان حتى الشاي في الترمس صالحا للشرب، وكانت محطة الراديو والمدافع الرشاشة صالحة للعمل. بقايا الطاقم عثر عليها فقط في عام 1960 متناثرة في الصحراء.
تبين لاحقا أن الطائرة الأمريكية تاهت لساعات هي الأخرى في عمق الصحراء الليبية وأن الطيارين في الظلام الدامس كانوا يظنون أنهم يطيرون فوق البحر.
في النهاية قرر الطاقم مغادرة الطائرة القاذفة، قفزوا بالمظلات، وقتل أحدهم ولم تنفتح مظلته، فيما هبط الباقون على الأرض وحاولوا الوصول مشيا إلى الساحل معتقدين أنه قريب من مكانهم.
قطعوا مسافات طويلة لثلاثة أيام، وتوفي في البداية خمسة منهم بعد أن قطعوا مسافة 129 كيلو مترا في حرارة لاهبة بلغت 55 درجة مئوية. مضى ثلاثة آخرون أبعد قليلا قبل أن يلاقوا حتوفهم الواحد تلو الآخر.
طائرتهم القاذفة التي تركوها لحال سبيلها، حلقت لبعض الوقت ثم هبطت على الأرض وأثناء ذلك انشطرت قسمين وبقيت المؤنة والمياه بداخلها.
الحادثة الغامضة الثالثة بطلها أو ضحيتها غلين ميلر، الموسيقي والملحن الشهير. كان من المفترض أن يشارك عازف الجاز الأمريكي الأسطوري وقائد إحدى أفضل أوركسترا الجاز في حفل في أعياد الميلاد في عام 1944 في باريس المحررة.
استقل غلين ميلر في 15 ديسمبر طائرة صغيرة من طراز "نورسمان سي- 64". الطائرة أقلعت في جو شديد الضباب من بريطانيا قبل أن تختفي تماما. لم تصل محطتها في فرنسا ولم يعثر لها على أي أثر حتى الآن.
الحادثة المماثلة الرابعة ارتبطت هي الأخرى بشخصية مبدعة تمثلت في أنطوان دو سانت إكزوبيري، الكاتب ومؤلف رواية "الأمير الصغير"، وكان طيارا حربيا أيضا.
هذا المبدع المغامر نجا من الموت بأعجوبة في تحطم طائرة أثناء محاولة تسجيل رقم قياسي لرحلة انطلاقا من باريس إلى سايغون. الطائرة تحطمت ويا لها من مصادفة، في الصحراء الليبية. أنقذ الكاتب الفرنسي بعد أن وجده بدو في حالة احتضار من العطش.
كان على موعد مع المغامرة في مناسبة ثانية، حين انطلق بطائرته من مطار كورسيكا في رحلة استطلاعية في 31 يوليو عام 1944 ولم يعد. كان يعتقد أن طائرته تحطمت فوق جبال الألب. بقيت الحادثة لغزا حتى عام 1998، حين عثر صيادون على سوار يحمل اسم الكاتب على شاطئ البحر قرب مرسيليا، وسرعان ما تم العثور على بقايا الطائرة في قاع البحر، فيما لم يعثر على بقايا الطيار، ولا تزال ملابسات مقتل سانت إكزوبيري لغزا من دون حل حتى الآن.
الكارثة الجوية الخامسة، هي الأكثر غموضا على الإطلاق في القرن العشرين. في المثلث بين برمودا وفلوريدا وبورتوريكو، المكان الذي اختفى فيه عدد كبير من السفن والطائرات من دون أن تترك أثرا، ضاعت دفعة واحدة 5 طائرات قاذفة للطوربيد كانت انطلقت في رحلة تدريبية مساء 5 ديسمبر عام 1945.
أثناء عودتها من مهمتها في أجواء صافية، تعطلت فجأة في وقت جميع أجهزة الطائرات الملاحية ولم تعد الطواقم قادرة على تحديد موقعها أو خط سيرها، وأبلغ قائد السرب عن الوضع وأنهم تاهوا ولم يعودوا قادرين على العودة إلى قاعدتهم.
على الرغم من الطقس الصحو في سماء تلك المنطقة، سُجل اتصال من قائد السرب قال فيه: "لا يمكننا تحديد مكان الغرب.. المحيط يبدو غير عادي"، فيما رصد الرادار أن الطائرات تواصل الطيران في اتجاه الشمال الشرقي مبتعدة عن البر الرئيس. بعد وقت اختفت الطائرات الخمس ولم يعثر لها على أثر، ثم اختفت طائرة مائية أرسلت للبحث عن الطائرات المفقودة، ورصدت إحدى السفن أنها انفجرت في الجو لسبب مجهول.
عثر في عام 1991 على بعد 20 كيلومترا من ساحل فلوريدا، على حطام أربع طائرات مماثلة، وتفاءل الكثيرون بأن اللغز المحير سيحل قريبا. خابت الآمال وبقي اللغز على حاله، بل وازداد غموضا لأن الطائرات الأربع لم تطابق أرقامها تلك المفقودة، والأهم أنها لم تدرج مطلقا في عداد الطائرات المفقودة!
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أرشيف حتى الآن من دون فی عام
إقرأ أيضاً:
مدارج الطائرات في الإمـارات.. تقنيــات ذكيـة للسلامة والاستدامة
رشا طبيلة (أبوظبي)
تستخدم مدارج الطائرات في طارات الإمارات أحدث التقنيات المتعلقة بالأمن والسلامة والاستدامة والحفاظ على البيئة، لا سيما في مطاري زايد الدولي ودبي الدولي.
فبحسب الهيئة العامة للطيران المدني حول عدد من التقنيات المستخدمة في مطاري «زايد الدولي» ودبي الدولي، يتم استخدام تقنية «اتبع الضوء الأخضر» (Follow The Greens) في المطارين، حيث تعتمد التقنية على نظام إنارة ذكي يعمل على إطفاء جميع الأضواء على مسارات الطائرات بين المدرج ومواقف الطائرات، وتشغيل الأضواء فقط عند مرور الطائرات في مسارات محددة مسبقاً.
وتساهم التقنية في تنظيم الحركة الأرضية في المطار، حيث يعمل هذا النظام الذكي على تقليل الوقت المستغرق للمناورة الأرضية للطائرات للوصول إلى المدرج أو موقف الطائرات، ويعزز كفاءة عمليات المطار، إضافة إلى تقليل استهلاك الوقود وانبعاثات الكربون، تساهم هذه الوفورات في الطاقة والوقود في تحقيق أهداف دولة الإمارات بتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
وقام مطار زايد الدولي في عام 2024 بتغيير أكثر من 1200 إنارة من أضواء هالوجين إلى أضواء LED خلال إعادة تأهيل المدرج الشمالي للمطار، ويساهم هذا التحويل في دعم خطط الاستدامة، حيث تستهلك هذه الأضواء نسبة 70% أقل من الطاقة مقارنة بأضواء الهالوجين، إضافة إلى مزايا أخرى مثل تقليل الأثر البيئي، وذلك لاستخدامها طاقة مستدامة ولعمرها الافتراضي الأطول، مما يساهم في تقليل تكاليف الصيانة والحاجة لاستبدالها بشكل دوري.
وفي سبتمبر من العام الماضي، افتتحت «مطارات أبوظبي» المدرج الشمالي لمطار زايد الدولي (13L/31R)، وبدأت تشغيله من جديد بعد إنجاز إعادة التأهيل قبل موعده المحدَّد الذي كان مقرَّراً في وقت لاحق من عام 2024، حيث أصبح المدرج جاهزاً بالكامل لهبوط الطائرات وإقلاعها، بعد أن شهد تحسينات ملحوظة شملت إصلاح المدرج وإعادة تعبيده باستخدام 210 آلاف طن من الأسفلت، لضمان توفير أعلى قوة واستمرارية.
ودُمِجَت العديد من التقنيات المتطورة مثل نظام مراقبة الرؤية الأرضية الاحتياطي لزيادة السلامة، ونظام الهبوط الآلي المتطوِّر (ILS) الذي يعزِّز دقة العمليات. إضافة إلى ذلك، تضمَّنت عمليات التأهيل استبدال أكثر من 1.200 ضوء هالوجين عالي الاستهلاك للطاقة بإضاءة LED صديقة للبيئة، ما يعكس التزام مطارات أبوظبي بالاستدامة.
وتُسهم هذه التحديثات في تحسين أنظمة الملاحة الحيوية، والارتقاء بمعايير السلامة وكفاءة العمليات التشغيلية، خاصةً في ظل الظروف المناخية الصعبة. ويقوم مطار دبي الدولي بتطبيق نظام ذكي لمراقبة المدرج والكشف عن حطام الأجسام الغريبة التي قد تشكل خطراً على سلامة عمليات الطيران. يقوم النظام بمسح المدرج على مدار 24 ساعة، وعند اكتشافه لأي جسم غريب، ينبه أفراد عمليات ساحة المطار إلى المواقع المحددة بحيث يمكن انتشاله بسرعة، يعزز الاكتشاف المبكر لحطام الأجسام الغريبة سلامة العمليات في المطارات، ويساهم في زيادة الكفاءة والفعالية من حيث التكلفة، وذلك من خلال تقليل الأضرار التي تلحق بالطائرات وتفادي تأخير الرحلات.
ولا يقتصر تبني التقنيات الحديثة في المدرجات القائمة حالياً، فالمشاريع المستقبلية على رأسها مبنى المسافرين الجديد قيد الإنشاء في مطار آل مكتوم الدولي، الذي تم اعتماد تصميمه في أبريل من العام الماضي، سيضم 5 مدارج متوازية بأعلى المواصفات التشغيلية، أربعة منها تعمل بصورة مستقلة.