أعلنت اللجنة الرباعية في منظمة "الإيجاد"، عن مبادرة سلام جديدة بشأن السودان تشمل تقديم دعم مادي للمساعدة في مواجهة أزمة اللاجئين، بعد 24 ساعة من قرار الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، بحل ميليشيات الدعم السريع.

وقالت اللجنة الرباعية المنبثقة عن "إيجاد" إنها تريد توحيد مساعي السلام المختلفة بشأن السودان لتحقيق استقرار طويل الأمد، مضيفة أن الصراع في السودان يهدد بالتوسع إلى ما هو أبعد من خطوط القتال الأصلية، مما يهدد استقرار منطقة القرن الأفريقي بأكملها.

 

وقالت اللجنة الرباعية في بيان يوم الخميس إنها تقترح تعزيز جميع مبادرات السلام لجمهورية السودان في إطار يعالج الصراع بشكل شامل ووصول المساعدات الإنسانية والحوار السياسي طويل الأمد لتحقيق سلام شامل ودائم، مؤكدة أن المناقشات حول السلام في السودان يجب أن تشمل جهات فاعلة سياسية أخرى.

وحذرت من أن الصراع في السودان أصبح معقدا بشكل متزايد ويخاطر بأخذ بعد إقليمي مع دخول ومشاركة حركات مسلحة أخرى، بالإضافة إلى الانتشار السريع للأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة التي تشكل تهديدا أمنيا شديدا بحسب ما أوردت صحيفة “إيست أفريكان” الكينية.

واجتمعت اللجنة الرباعية في نيروبي والمكونة من كينيا وجنوب السودان وإثيوبيا وجيبوتي، على هامش قمة المناخ الأفريقية، للمرة الثانية منذ أن تم طرحها على نطاق مثير للجدل قبل شهرين.

وقالوا إن إيجاد، وهي كتلة من ثمانية أعضاء من دول القرن الأفريقي، يجب أن تعمل مع الاتحاد الأفريقي وتوحيد الجهود "مع الدول المجاورة للسودان، وتدعو كذلك الجهات الفاعلة الدولية إلى دعم اتحاد موحد وشامل بقيادة إيجاد والاتحاد الأفريقي".

وتقول إيجاد إنها ستعمل مع الاتحاد الأفريقي للتشاور على نطاق واسع وتحديد جدول الأعمال والمكان والمشاركين "لدعم حوار سياسي يحدد بوضوح عملية سياسية يملكها السودانيون ويقودها السودانيون".

واقترحت اللجنة الرباعية تقديم تبرع قدره مليون دولار من كل عضو في "إيجاد" للمساعدة في معالجة الأزمات الإنسانية المتصاعدة في مختلف أنحاء السودان، حيث نزح أكثر من مليوني شخص بسبب الحرب وقتل أكثر من 2000 شخص منذ أبريل.

وترأس الاجتماع الرئيس الكيني ويليام روتو، وحضره رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله، وهو أيضًا رئيس إيجاد، ورئيس جنوب السودان سلفا كير، نائب رئيس إيجاد ومثل إثيوبيا الدكتور أبراهام بيلاي، وزير الدفاع ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي.

يذكر أن السودان رفض الانخراط في جهود لجنة الإيجاد الرباعية بسبب اعتراضه على ترأس كينيا لها، مرجعا ذلك إلى انحياز الرئيس الكيني وليام روتو إلى قائد ميليشيات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي".

وأصدر الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أمس الأربعاء، مرسوما دستوريا يقضي بـ حل قوات الدعم السريع، وأمر القيادة العامة للقوات الشعبية المسلحة والأمانة العامة لمجلس السيادة والجهات المعنية الأخرى بوضوع القرار موضع التنفيذ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مبادرة سلام السودان الإيجاد أزمة اللاجئين القرن الأفريقي اللجنة الرباعیة الدعم السریع أن السودان

إقرأ أيضاً:

ادانات بالغة للإنتهاكات الجسيمة والعنف الجنسي ضد النساء على يد قوات الدعم السريع بالسودان

 

أعربت منظمة صحفيات بلا قيود عن إدانتها البالغة وقلقها الشديد إزاء الانتهاكات الجسيمة وجرائم العنف الجنسي التي ترتكبها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ضد النساء والفتيات في السودان، والتي وثقتها تقارير حقوقية وإعلامية موثوقة، من بينها تقرير هيومن رايتس ووتش الصادر في 16 ديسمبر 2024.

تشمل هذه الجرائم المروعة جرائم الاغتصاب الجماعي، الاستعباد الجنسي، التعذيب، وحالات اختطاف، ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ويرقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق أحكام الاتفاقيات والمواثيق الدولية.

أكد التقرير الصادر عن هيومن رايتس ووتش ارتكاب قوات الدعم السريع جرائم حرب في جنوب كردفان، حيث شنت قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات ضد المدنيين بين ديسمبر 2023 ومارس 2024، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين والاغتصاب الجماعي لعدد من النساء والفتيات. تم توثيق 79 حالة اغتصاب لنساء وفتيات نوباتيات، شملت بعض الحالات العبودية الجنسية. كما وثق التقرير شهادات لضحايا وعائلاتهن خلال الهجمات على حبيلة وفايو، حيث تم اغتصاب النساء تحت تهديد السلاح. إحدى الشهادات تشير إلى قيام المهاجمين بقتل زوج المرأة قبل اغتصابها، وأكدت الضحية أن هذا الحادث وقع في يناير 2024. كما جمع الباحثون في هيومن رايتس ووتش شهادات من 70 نازحًا في مناطق جبال النوبة في جنوب كردفان، وتم فحص صور الأقمار الصناعية التي كشفت عن تدمير ممتلكات مدنية وهجمات ضد المجتمعات النوبية.

وقالت بلا قيود ان مفوضية حقوق الإنسان الأممية نسبت 70 في المئة من حوادث العنف الجنسي المؤكدة لمقاتلين يرتدون زي قوات الدعم السريع، وحادثة من بينها، يتهم بارتكابها مقاتل بلباس قوات الجيش ، في حين وثق تقرير الهيومن رايتس وواتش وقوع انتهاكات ممنهجة طالت عشرات النساء والفتيات، تراوحت أعمارهن بين 7 سنوات و50 عامًا، خاصة في ولاية جنوب كردفان ودارفور. ووفقًا لمنظمة المرأة في منطقة القرن الإفريقي (SIHA)، فإن أكثر من 90% من حالات الاغتصاب كانت ضمن اعتداءات جماعية، حيث ارتُكبت الجرائم أمام عائلات الضحايا، في منازلهن، أو بعد اختطافهن واستعبادهن جنسيًا ، روايات مروعة عن نساء وفتيات تعرضن للعنف الجنسي والتعذيب على يد عناصر قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة المتحالفة.

واضاف بين بلا قيود " في ٦ ديسمبر نشر موقع أخبار الأمم المتحدة  عن بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان ، التي نشرت تقريرها الأول ، والذي تضمن إن الأطراف استهدفت المدنيّين من خلال الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، والاحتجاز التعسفي والاعتقال، بالإضافة الى التعذيب وسوء المعاملة، كما اكدت أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت "اعتداءات مُرعبة" ضد المجتمعات غير العربية – وبالتحديد ضد مجتمع المساليت في الجنينة وحولها بغرب دارفور - تضمّنت القتل والتعذيب والاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي وتدمير الممتلكات والنهب.  وهي جرائم ترقى جميعها الى جرائم حرب "متمثلة في الاعتداء على الحياة والأشخاص والاعتداء على الكرامة الشخصية".

كما أكدت "صحفيات بلا قيود" إن ما ترتكبه قوات الدعم السريع في السودان يُعد انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان الأساسية، حيث تحظر اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولها الإضافي الثاني جميع أشكال العنف ضد المدنيين، بما فيها العنف الجنسي أثناء النزاعات المسلحة، فيما ينص نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في مادتيه السابعة والثامنة على اعتبار الاغتصاب، الاستعباد الجنسي، والتعذيب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية إذا ارتُكبت بشكل ممنهج وواسع النطاق. كما يلزم قرار مجلس الأمن رقم 1325 (2000) الأطراف المتنازعة بحماية النساء والفتيات من العنف الجنسي، ويؤكد على مسؤولية المجتمع الدولي في ضمان محاسبة مرتكبي هذه الجرائم. ويُعد استمرار الإفلات من العقاب خرقًا واضحًا لالتزامات السودان الدولية، ولا سيما اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) التي صادق عليها السودان، ما يستدعي تحركًا عاجلًا لتحقيق العدالة وإنهاء هذه الانتهاكات.

ودعت صحفيات بلا حدود المجتمع الدولي ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي التحرك لملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم وضمان محاسبتهم أمام المحاكم الدولية المختصة ، والعمل علي اتخاذ خطوات عاجلة لحماية النساء والفتيات في السودان، وتقديم الدعم النفسي والطبي والقانوني للضحايا. ، مؤكده علي ضرورة تنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن تعزيز تدابير المساءلة وإنهاء الإفلات من العقاب، بما في ذلك محاسبة المسؤولين الجنائيين وضمان وصول الضحايا إلى العدالة .

وطالبت بلا قيود كافة الأطراف وقف استهداف المدنيين فورًا ، خاصة النساء والأطفال، والعمل على إيجاد حلول عاجلة لوقف الحرب الدامية وتحقيق السلام.

كما طالبت بوجوب تنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، ولا سيما بشأن تدابير المساءلة، و وضع حد للإفلات من العقاب ومعالجة أسبابه الجذرية، وضمان المساءلة، بما في ذلك، حسب الاقتضاء، المسؤولية الجنائية الفردية، ووصول الضحايا إلى العدالة.

وفي أخر بيانها أكدت "صحفيات بلا قيود" إن معاناة النساء في السودان تتطلب استجابة سريعة وفعّالة لضمان حقوقهن وحمايتهن من هذه الجرائم البشعة. سنواصل، في منظمة صحفيات بلا قيود، فضح هذه الانتهاكات والدفاع عن حقوق النساء في كل مكان، والعمل مع الجهات المعنية لتحقيق العدالة والمساءلة.

   

مقالات مشابهة

  • هل صارت الخدمات من أدوات الصراع السياسي في السودان؟
  • السودان...إصابات بقصف مدفعي للدعم السريع على أم درمان
  • المبعوث الأميركي للسودان: الدعم السريع متورطة في تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية
  • قوات الدعم السريع تعتزم التعاون مع حكومة جديدة وتثير مخاوف بتقسيم السودان
  • السودان يطلب من الولايات المتحدة الضغط على الإمارات بشأن الدعم السريع
  • “الدعم السريع” تنفي تقرير منظمة دولية وتطالب بسحبه والاعتذار 
  • واشنطن تعيد تقييم مزاعم الإمارات حول عدم تسليح الدعم السريع
  • رغم تأكيد الإمارات.. واشنطن تعيد تقييم مزاعم أبو ظبي حول عدم تسليح الدعم السريع
  • ادانات بالغة للإنتهاكات الجسيمة والعنف الجنسي ضد النساء على يد قوات الدعم السريع بالسودان
  • فريق بايدن يدفع بقوة نحو تحقيق السلام في السودان