كشفت مجلة "إيكونوميست" البريطانية عن إطلاق الصين أداة ذكاء اصطناعي باسم "إيرني" تنافس "تشات جي بي تي"، أعلنت عنه السلطات أواخر آب/أغسطس الماضي.

وبحسب المجلة فإن ردود "إيرني" كانت مثيرة للجدل خاصة في مجال العلوم إذ يرى أن جائحة مرض كوفيد-19 بدأت بين الأميركيين الذين يدخنون السجائر الإلكترونية "الفيب" في يوليو من عام 2019، ويشير البرنامج إلى أن الفيروس انتقل بعدها إلى مدينة ووهان الصينية، من خلال الكركند المستورد من الولايات المتحدة.



وحول القضايا السياسية كان "إيرني" يلتزم الصمت، ويشعر بالارتباك عند سؤاله مثلا "من هو الرئيس الصينية" لكنه يجيب عن اسم والدته مثلا بينما يمتنع عن ذكر أشقائه.

وعند سؤاله عن سلبيات النظام الاشتراكي يجيب بسطر فارغ ويطلب تغيير الموضوع.



تذكر المجلة أن ابتعاد "إيرني" عن المواضيع السياسية الحساسة للصين لم يكن ليثير استغراب المستخدمين الصينيين، خصوصا أنهم اعتادوا الرقابة الصارمة على الإنترنت.

وأضافت، أن الشركة المالكة للتطبيق "بايدو" هي التي أثارت اهتمام الصينيين لا سيما أنها كانت على الهامش مقابل الشركات الصينية العملاقة في عالم التكنولوجيا.

وعادت "بايدو" إلى الواجهة وتصدر اسمها مجال التكنولوجيا في البلاد عقب طرحها لـ "إيرني".

وطرحت "إيكونوميست" عدة أسئلة في تقريرها، حول مصير "إيرني" بالنظر إلى الضغط الذي يواجه قطاع التكنولوجيا في الصين والرقابة على الصادرات الأمريكية بالإضافة للحكم السلطوي والصارم الذي يزداد حدة بمرور الوقت. 

وتابعت المجلة، أن شركة "بايدو" كانت في صدارة شركات التكنولوجيا في الصين قبل عقد من الزمن، بالتوازي مع موقع "علي بابا" للتسوق وشركة "تنسنت" إذ شكلت الشركات الثلاث مثلثا سيطر على السوق الصينية وعرف آنداك بـ "pat”، في غياب المنافسة الأجنبية بسبب الحظر والرقابة التي تفرضها السلطات.

وطرأت تغييرات كبيرة على قطاع التكنولوجيا في الصين حجم من مكانة "بايدو" إلا أنها لم تفقد أهميتها بالمطلق حيث تزال تحظى بـ 90 في المئة من حركة البحث في الصين، بحسب التقرير.

ومع المتغيرات الجديدة بات بإمكان الصينيين الدخول إلى الإنترنت عبر عدة تطبيقات علو رأسها "وي تشات" الذي طورته شركة "تنسنت" فيما تتجه الإعلانات صوب تطبيق "دوين" توأم تطبيق "تيك توك".

وعلى صعيد القيمة السوقية فقد تجاوزت شركات "بيندودو" للتجارة الإلكترونية و"ميتوان" تطبيق إيصال الطعام، القيمة السوقية لـ "بايدو" البالغة 50 مليار دولار.

وترى المجلة أن الشركة حاولت العودة للصدارة عبر ابتكار حلول للإيصال والتسوق وتوفير خدمات الدفع الإلكتروني عبر منصتها، إلا أنها باءت بالفشل. 

وذكرت "إيكونوميست" أن الهيمنة السوقية لـ بايدو" تراجعت إلى حوالي ثُمن ما تعكسه "تنسنت"، بعد أن كانت تبلغ الخُمس قبل خمس سنوات. 

وبينت المجلة، أن إعلان "بايدو" عن تطبيق "إيرني" ساعد الشركة على العودة مجددا لهواتف الصينيين حيث تم تحميل "إيرني" مليون مرة خلال الساعات الـ 19 الأولى للكشف عنه، بينما حظي تطبيق "تشات جي بي تي" بمليون تحميل بعد خمسة أيام من إطلاقه وفق الشركة المصنّعة "أوبن إيه آي".

من جهة أخرى شهدت أسهم "بايدو" ارتفاعا بأكثر من 4 في المئة في اليوم الذي أعلنت فيه عن برنامجها، في حين توجه المستثمرون والمستخدمون والمحللون إلى طرح الأسئلة على البرامج.

وبالرغم نت إعلان أربع شركات أخرى عن برامج شبيهة في اليوم ذاته، بعد الحصول على موافقة السلطات الصينية، إلا أن "إيرني" سلب الأضواء منها وفق تقرير المجلة البريطانية.
 



بدورها نأت" بايدو" بنفسها عن تقديم إرشادات حول ما ستعنيه هذه التكنولوجيا بالنسبة لصورتها النهائية، لكن المحللين يعتقدون أن "إيرني" سيجذب المزيد من الزيارات إلى محرك البحث الخاص بها والخدمات الأخرى، مما يزيد من عائدات الإعلانات. كما عززت "بايدو" مكانتها كأكبر مزود سحابي للذكاء الاصطناعي في الصين، 

وبدأت الشركة في تقديم حلول مخصصة للشركات التي ترغب في تصميم نماذج ذكاء اصطناعي مخصصة لها.

وأكد تقرير المجلة أن مستقبل "بايدو"، سيعتمد كثيرا على نتائج عملية صنع السياسات في بكين وواشنطن. 

وتسبب القيود التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على بيع الرقائق المتقدمة للصين بأزمة كبيرة للشركة. 

وتنتج جميع الرقاقات تقريبا، التي يستخدمها معظم صانعي الذكاء الاصطناعي لتدريب نماذجهم، خارج الصين، ومن الممكن استخدام كمية أكبر من الرقاقات ذات الطاقة المنخفضة، بكن من خلال عملية مكلفة وفق "إيكونوميست".



وتعتمد "بايدو" في جهودها بمجال الذكاء الاصطناعي على شريحة "كونلونكسين"، ورغم أنها صممت الرقاقة بنفسها، إلا أن الإنتاج يتم بالاستعانة بمصادر خارجية لشركات مثل "Tsmc"، التايوانية. 

وتضع واشنطن قيودا على أنواع الرقاقات التي يمكن للشركات الأجنبية بيعها للصين حيث لا يستطيع أي مورد محلي إنتاج مثل هذه المكونات المتقدمة. 

وبحسب التقرير فإن "بايدو" قللت أهمية كونلونكسين، منذ الإعلان عن القيود الأمريكية وهو ما قد يشير إلى أنها تواجه مشاكل في شرائها.

وانصب اهتمام الحكومة الصينية داخليا على تنظيم قوانين الذكاء الاصطناعي، حيث تتحرك بسرعة أكبر من معظم الدول الأخرى، وهذا لم يسبب حتى الآن مخاوف كبيرة للمدراء التنفيذيين شركات التكنولوجيا في البلاد. 

ونقلت المجلة عن أحد المسؤولين التنفيذيين قوله، "إن الهيئات التنظيمية تدرك القيمة التجارية للذكاء الاصطناعي، وتريد من الشركات أن تجني الأموال منه، كما أن السلطات تدرك أيضا أهمية السماح للشركات الصينية بالمنافسة على المستوى العالمي".

وكانت الموافقة على الدفعة الأولى من البرامج الروبوتية أسرع من المتوقع، خصوصا أن التأخير المتعلق بالقوانين والموافقات، مثل تلك المتعلقة بألعاب الفيديو، غالبا ما تضر بأسعار أسهم الشركات الصينية المصنعة لها.

ومع ذلك، لا يزال العديد من المتحمسين للذكاء الاصطناعي يجدون أن بعض القواعد مرهقة، بالنسبة للصناعة الناشئة، إذ يُطلب من الشركات التي تقدم خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي تحديد "المحتوى غير القانوني" والإبلاغ عنه، وفق التقرير.

ويتعين عليهم أيضاً أن يلتزموا "بالقيم الاشتراكية الأساسية" في الصين، وهي وصية "شاملة وغامضة"، بحسب وصف "إيكونوميست".

ويشير الخبير من شركة "مورنينغستار للأبحاث" في حديثه للمجلة، أن البعض قد ينفر من استخدام البرامج الروبوتية لأنهم يدكون أن ليس بمقدورها توفير الإجابات عن بعض الأسئلة أو قد يخشون من الملاحقة القانونية في حال طرحهم بعض "الأسئلة الخاطئة". 

وأكدت "إيكونوميست" أن التجارب الأخيرة أوضحت للمسؤولين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا في الصين أنهم يعملون وفقا لرغبة الحكومة، وأنهم يمكن سحب تأييدها بسرعة، إذ تعرضت شركات الإنترنت للعديد من الحملات التنظيمية، بين عامي 2020 و2022. 

وقد تؤدي حملة أخرى على الذكاء الاصطناعي إلى إلحاق ضرر كبير بالشركات التي استثمرت في التكنولوجيا، وأشار التقرير إلى أن "بايدو" لن تستثنى من ذلك، إذ "تقوم الشركة باختبار المياه في بيئة صعبة. لهذا السبب، من المهم مراقبة ما يقوله 'إيرني'، وكل ما لا يقوله".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا الصين التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي امريكا الصين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التکنولوجیا فی الصین الذکاء الاصطناعی إلا أن

إقرأ أيضاً:

زوكربيرج يكشف عن خطة بـ65 مليار دولار لتعزيز أهداف الذكاء الاصطناعي

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، مارك زوكربيرج، عن خطط طموحة لزيادة الإنفاق على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، حيث تخطط الشركة لإنفاق يصل إلى 65 مليار دولار خلال هذا العام. 

ويتضمن هذا الاستثمار الضخم توظيف المزيد من المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي وبناء مراكز بيانات جديدة تصل قدرتها إلى 2 جيجاوات، والتي ستكون كبيرة بما يكفي لتلبية احتياجات جزء كبير من مدينة مانهاتن.

الهند تعفي واتساب من قيود مشاركة بيانات المستخدمين مع "ميتا"بعد خطوة ميتا المثير للجدل.. ارتفاع معدلات البحث عن حذف فيسبوك وإنستجرام

تستهدف “ميتا”، التي تعتبر من بين أكبر المشترين لرقائق نيفيديا، إنهاء العام برصيد يتجاوز 1.3 مليون معالج رسومي، كما تخطط لإضافة طاقة حاسوبية تصل إلى 1 جيجاوات عبر الإنترنت بحلول عام 2025. 

وفي منشور له على فيسبوك، صرح زوكربيرج بأن "هذه ستكون سنة حاسمة للذكاء الاصطناعي". هذه الجهود الكبيرة تعد بمثابة دفع لمنتجات الشركة الأساسية في السنوات المقبلة.

يأتي هذا الإعلان في وقت يتزايد فيه اهتمام شركات التكنولوجيا الكبرى بتطوير بنية تحتية متطورة للذكاء الاصطناعي بعد نجاح نموذج ChatGPT من OpenAI. كما جاء بعد إعلان مشترك من قبل OpenAI وSoftBank وأوراكل عن مشروع جديد يسمى Stargate، والذي يهدف إلى استثمار 500 مليار دولار في هذا المجال.

وفي وقت سابق من الشهر، أكدت مايكروسوفت أنها تعتزم استثمار حوالي 80 مليار دولار في السنة المالية 2025، بينما أعلنت أمازون أنها تخطط لإنفاق أكثر من 75 مليار دولار خلال العام المقبل.

ومن جانبهم، المحللون أوضحوا أن تصريحات زوكربيرج تأتي في سياق ضغوط السوق التي تتطلب سرعة في التنافس في مجال الذكاء الاصطناعي، واعتبرت تلك الحكمة مبرراً لتوقيت هذه الخطط الطموحة. كما ارتفعت أسهم “ميتا” بنسبة 1%.

تسعى “ميتا” لتصبح لاعبا رئيسيا في السباق نحو الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم بعض المنتجات المبتكرة مثل AI Chatbot ونظارات Ray-Ban الذكية، بالإضافة إلى اعتماد أسلوب مفتوح المصدر، مما يتيح للمستخدمين والشركات تجربة طرازات Llama AI بالمجان.

يتوقع زوكربيرج أن يسهم مساعد “ميتا” الذكي، المتاح عبر خدماتها، في خدمة أكثر من مليار مستخدم بحلول عام 2025، بزيادة ملحوظة عن 600 مليون مستخدم نشط شهريا كانوا يعتمدون على هذه الخدمات في السنة الماضية. 

ويمثل إنفاق الشركة المتوقع بين 60 إلى 65 مليار دولار لعام 2025 قفزة كبيرة مقارنة بالنفقات المقدرة بـ 38 إلى 40 مليار دولار التي تم إنفاقها في العام الماضي، كما يتجاوز توقعات المحللين البالغة 50.25 مليار دولار.

من المتوقع أن تعلن “ميتا” عن نتائج الربع الرابع من العام في 29 يناير، مما يزيد من اهتمام المستثمرين والمحللين بمستقبل الشركة ومكانتها في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • ديب سيك الصيني يُذهل العلماء ويتحدى عمالقة الذكاء الاصطناعي العالمي
  • الذكاء الاصطناعي ينجح في استنساخ نفسه ويثير قلق العلماء
  • أخبار التكنولوجيا | زوكربيرج يكشف عن تمويل ضخم لتعزيز إمكانات الذكاء الاصطناعي.. تحذير من مكالمات هاتفية خطيرة قد تسرق بياناتك
  • ثلاثة أسباب قد تؤدي إلى تباطؤ زخم الذكاء الاصطناعي في 2025
  • زوكربيرج يكشف عن خطة بـ65 مليار دولار لتعزيز أهداف الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي ينجح في تشخيص أمراض الرئة بأستراليا
  • احتفالات رأس السنة الصينية بدبي.. بين التكنولوجيا والتراث
  • احتفالات رأس السنة الصينية في دبي تجمع بين التكنولوجيا والتراث
  • ترامب متّهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.. تعرّف على الأسباب
  • ترامب يوقع أمراً تنفيذياً بشأن الذكاء الاصطناعي