مطاري مسقط وصلالة ضمن قائمة أفضل المطارات في منطقة الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
مسقط – «الوطن»:
حل مطار مسقط الدولي ضمن فئة أفضل المطارات على مستوى الشرق الأوسط في فئة 15 الى 25 مليون مسافر وجاء مطار صلالة ضمن قائمة أفضل مطارات الشرق الأوسط في فئة ٢ مليون مسافر وجائزة طاقم العمل الأكثر تفانيا على مستوى الشرق الأوسط، وأسهل رحلة مطار في الشرق الأوسط وأنظف مطار في الشرق الأوسط وأفضل مطار يستقبل أقل من 2 مليون مسافر على مستوى الشرق الأوسط.
جاء هذا التتويج في حفل توزيع جوائز جودة خدمة المطارات (ASQ)، التي ينفذ من قبل المجلس العالمي للمطارات بالشراكة مع شركة تكنولوجيا السفر “أماديوس”،
بهدف تكريم أفضل المطارات في العالم من حيث تجربة الركاب. حيث يتم اختيار المطارات الفائزة بالجوائز بناءً على استبيانات الركاب التي تم جمعها بالمطار في يوم السفر لعام 2023.
وشهد مطار مسقط الدولي قفزة كبيرة من حيث المسافرين، فقد تضاعفت وتيرة النمو في فترة وجيزة الأمر الذي وضع المطار على رأس قائمة العديد من الجوائز الإقليمية والعالمية في قطاع الطيران والسياحة والسفر خاصة وأن المطار قد تمت تهيئته ليتسع لأكثر من 56 مليون مسافر في مراحل لاحقة لاستيعاب حركة السفر المستقبلية من وإلى سلطنة عُمان والتي سيصاحبها سلسلة من الإجراءات والتسهيلات التي تضعها الجهات المعنية نصب أعينها ومنها “منح رعايا 103 دول” تسهيلات دخول إلى سلطنة عُمان من دون تأشيرة أو عند الوصول إلى المطار، وكافة الإجراءات التحفيزية للدعم الاستثمار والسياحة في سلطنة عمان الأمر الذي من المؤمل أن يؤثر إيجابا بشكل كبير على نمو الحركة عبر المطار في الفترة القادمة.
وعبر سعود بن ناصر الحبيشي، نائب الرئيس التنفيذي لمطار مسقط الدولي القائم بأعمال رئيس العمليات في مطارات عمان، عن سعادته بحصول مطاري مسقط وصلالة على هذا الانجاز، الذي يضاف إلى الانجازات السابقة، الامر الذي يؤكد حرص المطار وموظفيه من كافة الجهات على مواصلة الجهود للوصول إلى هذه القائمة المشرفة بأفضل مطارات الشرق الاوسط في مقياس يعتبر واحد من اهم المقاييس العالمية اعتمادا.
وأشار إلى ان هذا التميز في الاداء يعود الى تعاضد كافة الشركاء الاستراتيجيين من كافة الجهات العاملة في المطار وهو ما جعل تحقيق هذا المستوى والمراكز المتقدمة المستمرة في باقي البرامج في كافة على مستوى المطارات فئة بين 15 الى 25 مليون، أو فئة المطارات في فئة أقل من 2 مليون مسافر.
جدير بالذكر ان عدد المسافرين عبر مطارات سلطنة عُمان ارتفع بنهاية شهر مايو 2023م بنسبة 71.5 بالمائة مسجلا 5 ملايين و223 ألفا و992 مسافرا مقارنة بـ 3 ملايين و45 ألفا و519 مسافرا بنهاية شهر مايو 2022م.
وحسب الاحصاءات فإن عدد المسافرين عبر مطار مسقط الدولي بلغ بنهاية شهر مايو الماضي نحو 4 ملايين و718 ألفا و497 مسافرا بارتفاع نسبته 79.5 بالمائة، سافروا على متن 36 ألفا و315 رحلة، بارتفاع في عدد الرحلات بلغت نسبته 65.6 بالمائة.
وبلغ عدد المسافرين عبر مطار صلالة 470 ألفا و950 مسافرا بارتفاع نسبته 32.7 بالمائة سافروا على متن 3 آلاف و468 رحلة بارتفاع في عدد الرحلات نسبته 26.4 بالمائة.
وحقق مطار مسقط الدولي، نجاحا متسارعا وقفزات كبيرة في أعداد المسافرين والحركة الجوية في الأعوام التي تلت انتقال العمليات إلى مبنى مسافريه الجديد والذي تم إنشاؤه وفق أرقى المستويات العالمية قياسا بأعداد المسافرين والحركة الجوية في الأعوام التي سبقت افتتاحه في عام 2018، حيث اقترب عدد المسافرين في مطارات عُمان من الـ 20 مليون مسافر في نهاية عام 2019 وفق خطة وضعتها ” مطارات عمان” للوصول إلى هذا العدد بحلول عام 2020.
في حين تسعى “مطارات عُمان”، بالتعاون مع شركائها سواء هيئة الطيران المدني أو وزارة التراث والسياحة وشرطة عمان السلطانية، لتقديم سلسلة حوافز سواء لشركات الطيران أو شركات السفر لتعزيز المنظومة السياحية إلى سلطنة عُمان لتكون وجهة العالم، في ظل التقارير الدولية التي تشيد بما تملكه عُمان من مقومات ومفردات تاريخية وطبيعية يجعلها واحدة من البلدان التي يجب السفر إليها مستقبلا، خاصة لما تتمتع به من أمان واستقرار إلى جانب حوافز الاستثمار التي توفرها الدولة للمستثمرين.
كما شهد مطار صلالة حركة نشطة خلال هذا العام خاصة خلال فترة موسم خريف ظفار فقد سجل المطار نموا حتى 15 اغسطس الماضي بنسبة 29 % مقارنة بنفس الفترة من عام 2022.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: عدد المسافرین الشرق الأوسط ملیون مسافر على مستوى مطارات ع مطار فی
إقرأ أيضاً:
الصراع بين الكنيسة المصرية ومخطط الشرق الأوسط الجديد
منذ العصور القديمة، كان الشرق الأوسط مركزًا دينيًا وثقافيًا شكّل هويته الفريدة.
ومع بداية الألفية الجديدة، بدأت القوى الغربية، التي تحركها الصهيونية العالمية، في تبني سياسات تهدف إلى إعادة رسم حدود المنطقة من خلال مخطط يسعى إلى طمس الهويات التاريخية العميقة التي تشكل نسيجها الثقافي والديني.
ومن بين هذه الهويات، تبرز الهوية المسيحية الشرقية، وفي قلب هذا الصراع، تقف الكنيسة المصرية كحجر عثرة أمام محاولات إعادة تشكيل مكونات الهوية الدينية والثقافية للمنطقة.
تبنت القوى الغربية المتحالفة مع الصهيونية سياسة "الفوضى الخلاقة" كوسيلة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، بهدف تفكيك الأنظمة السياسية وزرع الفوضى، مما أدى إلى تصاعد الجماعات الإرهابية، وانتشار النزاعات الطائفية، وتهجير المسيحيين من العديد من دول المنطقة. وكان لهذا التدمير الممنهج أثر بعيد المدى على هوية المنطقة، حيث سعت تلك القوى إلى فرض مشروع "مسار إبراهيم" كرمز ديني ثقافي يربط بين اليهودية والمسيحية والإسلام. وتجسد ذلك في "بيت العائلة الإبراهيمي"، الذي رفضت الكنيسة المصرية الانضمام إليه، باعتباره محاولة لتكريس واقع جديد يخدم أهدافهم.
محاولة الترويج لمسار إبراهيم كمرجعية دينية وثقافية تجمع الديانات الثلاث ليست سوى وسيلة لتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى"، الممتد - وفقًا لتصورهم - من النيل إلى الفرات، مستندين إلى رحلة النبي إبراهيم التي شملت عدة دول في المنطقة وصولًا إلى مصر.
يهدف هذا المشروع إلى تحقيق حلم إقامة "مملكة داوود"، استنادًا إلى الإيمان اليهودي بقدوم "المسيح الملك الأرضي"، الذي سيقيم ملكوته على الأرض ويقود "مملكة داوود".
ويتماشى هذا التصور مع الفكر المسيحي المتصهين للكنيسة البروتستانتية، التي تؤمن بمفهوم "حكم الألفية"، أي نزول المسيح في آخر الزمان لحكم العالم لمدة ألف عام. وكليهما يتفقان على أن كرسي حكم هذا الملك هو هيكل سليمان، وهو ما يتناقض تمامًا مع العقيدة المسيحية الشرقية، خاصة الكنيسة القبطية المصرية، التي ترفض هذا الفكر.
المواجهة الحقيقية بين الكنيسة المصرية والمشروع المتفق عليه بين المسيحية المتصهينة والمعتقد اليهودي تتجلى في صراع المسارات، بين "مسار إبراهيم" و"مسار العائلة المقدسة".
فوفقًا للتاريخ المسيحي، هرب السيد المسيح وأمه العذراء إلى مصر هربًا من بطش هيرودس، وتوقفت العائلة المقدسة في عدة مناطق مصرية، مما يجعل مصر نقطة محورية في تاريخ المسيحية.
هذا الأمر يتناقض مع الفكر المسيحي المتصهين والمعتقد اليهودي، اللذين يسعيان إلى ترسيخ الاعتقاد بأن القدس وحدها هي المركز الديني الأوحد وكرسي حكم "مملكة داوود" من داخل هيكل سليمان، وتهيئة الأجواء لقدوم "المسيح الملك" عبر مسار إبراهيم.
وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا لم يتم حتى الآن تفعيل "مسار العائلة المقدسة" كحج مسيحي عالمي رغم أهميته في تاريخ المسيحية وذكره في الإنجيل المقدس؟ الإجابة تكمن في أن أصحاب مشروع "مملكة داوود" يسيطرون على شركات السياحة العالمية ويوجهونها بما يخدم مخططاتهم، كما أنهم نجحوا في اختراق عدد من المؤسسات الدينية في الغرب، مما جعل بعض الكنائس الغربية أداةً في خدمة هذا المشروع، متجاهلين الدور التاريخي لمصر في المسيحية.
الكنيسة القبطية لا تعترف بمفهوم "الملك الألفي" الذي تروج له المسيحية الصهيونية، حيث يتناقض مع الإيمان الأرثوذكسي بالمجيء الثاني للمسيح، وهو ما تم تأكيده في مجمع نيقية عام 325م ومجمع القسطنطينية عام 381م. حيث جاء في العقيدة المسيحية أن المسيح سيأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات، وليس كملك أرضي يحكم العالم. كما أن الكنيسة القبطية تدحض المعتقد اليهودي الذي لا يعترف بالمسيح الذي جاء بالفعل، إذ لا يزال اليهود في انتظار "المسيح الملك الأرضي" القادم لإقامة مملكتهم.
كان للبابا شنودة الثالث بُعد نظر استراتيجي ورؤية واضحة حول المخطط الصهيوني، فاتخذ موقفًا حازمًا ضد أي تطبيع مع إسرائيل، وأصدر قرارًا تاريخيًا بمنع الأقباط من زيارة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن "القدس لن يدخلها الأقباط إلا مع إخوانهم المسلمين". وقد جعل هذا الموقف الكنيسة القبطية في مواجهة مباشرة مع المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى تحقيق "مملكة داوود".
ومع تولي البابا تواضروس الثاني قيادة الكنيسة المصرية، استمرت هذه السياسة الوطنية، وبرز ذلك في مقولته الشهيرة: "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، وهي رسالة قوية تؤكد أن الكنيسة المصرية لا يمكن أن تكون جزءًا من مشروع يهدف إلى طمس الهوية الوطنية المصرية.
كما لعب البابا تواضروس دورًا مهمًا في تعزيز علاقات الكنيسة بالأقباط في الخارج، ودعم دورهم كصوت وطني مدافع عن مصر في مواجهة محاولات التشويه والتأثير الخارجي. لم تقتصر مواقف البابا تواضروس على الجاليات القبطية في الخارج فقط، بل عمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة حول أوضاع الأقباط في مصر، مؤكدًا أن ما يتم الترويج له بشأن "اضطهاد الأقباط" هو مجرد افتراءات تهدف إلى زعزعة استقرار الوطن.
وقد أظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديره الكبير للكنيسة المصرية وللبابا تواضروس في عدة مناسبات، أبرزها حضوره احتفالات عيد الميلاد المجيد في الكاتدرائية، مما يعكس العلاقة القوية بين الكنيسة والدولة في مواجهة المخططات الخارجية التي تستهدف مصر وهويتها الوطنية.