قد يكون من الصعب بعض الشيء الوصول إلى القدر الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية لكمية التمارين الأسبوعية اللازمة للحفاظ على صحة الجسم، لكن خبراء يؤكدون أن هناك أمرا واحدا يساعد في ذلك وهو المشي.
ويتراوح وقت التمارين الموصى بها بالنسبة للبالغين ما بين 150 إلى 300 دقيقة على الأقل من النشاط البدني متوسط الشدة في الهواء الطلق أو ما لا يقل عن 75 إلى 150 دقيقة من النشاط البدني عالي الشدة.
ويقول طبيب الطب الباطني في مؤسسة "Kaiser Permanente" الأميركية جاي لي إن على الجميع ممارسة النشاط اليومي والرياضة لمدة لا تقل عن 30 إلى 40 دقيقة متواصلة لتحسين مستوى الصحة البدنية والنفسية.
ويضيف أنه ومع ذلك فممارسة شيء بسيط مثل المشي يمكن أن يساعدك في الوصول إلى أهداف التمرين الموصى به.
يؤكد لي أن المشي يمكن أن يكون أحد أفضل الطرق لتحقيق هذه التمارين اليومية، فهو لا يتطلب أي معدات خاصة ويمكن إجراؤه في الداخل أو الخارج.
ومن السهل أيضا تغيير شدة التمرين ببساطة عن طريق تغيير مكان أو سرعة المشي، وكذلك على عكس أشكال التمارين الأخرى، فمن الممكن الجمع بين المشي والأنشطة الأخرى.
يقول موقع "ياهو نيوز" إن معظم الناس يعتقدون أنه يجب المشي 10 آلاف خطوة يوميا، إلا أن العديد من الخبراء لا يعتقدون أن من الضروري المشي كثيرا.
تؤكد الدكتورة آن هيستر أن "الهدف هو الوصول لنحو سبعة إلى ثمانية آلاف خطوة على الأقل يوميا".
ومع ذلك، تظهر دراسات أخرى أن بعض الفوائد الصحية تبدأ في الظهور مع ما لا يقل عن أربعة آلاف خطوة أو 10 دقائق من المشي.
ماذا تقول الدراسات؟وجدت دراسة نشرت في مجلة "JAMA Neurology" أن المشي نحو 10 آلاف خطوة يوميا يقلل خطر الإصابة بالخرف.
ومع ذلك، وجدت الدراسة أن القيام بما لا يقل عن 3800 خطوة يوميا قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 25 في المئة.
كذلك وجدت دراسة نشرت في مجلة "JAMA Internal Medicine" أن النساء اللواتي يمشين حوالي 4400 خطوة يوميا يقل لديهن خطر الوفاة بنسبة 41 في المئة.
وخلصت دراسة أخرى إلى أن المشي سبعة آلاف خطوة يوميا يرتبط بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 50 إلى 70 في المئة.
وأظهرت دراسة أخرى نُشرت في مجلة "Nature" أن المشي السريع لمدة لا تقل عن 10 دقائق يوميا قد يساعدك على العيش أطول لمدة تصل إلى 20 عاما.
كذلك يقلل المشي من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان وارتفاع ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وتحسين نوعية النوم والصحة العقلية وتقوية العظام.
وتشير الدراسات مجتمعة إلى أنه لا يوجد عدد سحري من الخطوات التي يجب على الجميع اتباعها".
وتقول الطبيبة في جامعة ميريلاند ماري كاناغي-ماكاليس إنه على الرغم من أن أي شكل من أشكال المشي مفيد، إلا أن "المشي السريع والمستمر" وكذلك "اختيار التضاريس المتنوعة والتكرار يمكن أن يؤدي إلى تحسين الفوائد الصحية التي يحصل عليها الجسم".
الحصول على أقصى استفادة من المشي
يوصي الطبيب لي بالمشي لمدة لا تقل عن 30 إلى 40 دقيقة دون انقطاع، ويقترح أيضا المشي بسرعة كافية لرفع معدل ضربات القلب ومعدل التنفس.
ويوصي لي بممارسة المشي اليومي لمسافات قصيرة بدلا من المشي لمسافات أطول وأكثر كثافة عدة مرات في الأسبوع. يقول: "إن الانتظام أكثر أهمية من شدته أو مدته".
وتحث الطبيبة كاناغي-ماكاليس على المشي اليومي لمسافة أربعة آلاف إلى سبعة آلاف خطوة يوميا أو 20 إلى 30 دقيقة في اليوم".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: خطر الإصابة
إقرأ أيضاً:
مرض ينتظر رائدي الفضاء العالقين بعد عودتهما إلى الأرض.. لن يتمكنا من المشي
قرار جديد من وكالة ناسا الأمريكية باستمرار مهمة رائدي الفضاء العالقين حتى نهاية شهر مارس المقبل، نظرًا لعدم إمكانية عودتهما إلى الأرض في الوقت الحالي، وذلك وسط حالة من الخوف والقلق من الأطباء عن حالة الرائدين الصحية عند عودتهما، خاصة بعد ظهور رائدة الفضاء سوني وليامز، بشكل هذيل للغاية.
عودة رائدي الفضاء العالقينعند موعد العودة لرائدي الفضاء العالقين إلى كوكب الأرض، والذي حُدد نهاية مارس 2025، وفي حال هبوطهما سيهاجمهما مرض هشاشة العظام: «بحلول الوقت الذي يعودان فيه إلى الأرض، سيكونان معرضين بشدة لخطر الإصابة بكسر الهشاشة ومن المحتمل عدم تمكنهما من المشي بقوتهما الذاتية» حسب الدكتور جون جاكويش، أستاذ الطب الحيوي.
حالة صحية غير متزنة سيعيشها رائدا الفضاء العالقين عند عودتهما إلى الأرض، وفق ما نشرته وكالة «ناسا» ونقلته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، «رائدا الفضاء سيكونان بصحة سيئة وسيغادران المركبة على نقالة، وسيستغرق الأمر شهورًا حتى يستعيدان عافيتهما وصحتهما» حسب «جاكويش»، وهو ما ظهر عليهما من فقدان الوزن وسوء تغذية.
مرض نفسي وجسدي يهاجم رائدي الفضاءلم يكن المرض الجسدي فقط من يهاجم رائدي الفضاء العالقين، بل هناك تأثيرات نفسية أيضًا تؤثر عليهما، «الجميع يدرك أنه يتم تعليم رواد الفضاء كيفية التعامل مع الظروف العصيبةـ ولكن هذا السيناريو في عودتهما ومدته 300 يوم كان أبعد من المتوقع، مما يلحق الضرر بنفسيتهما» حسب الدكتورة كارول ليبرمان، طبيبة نفسية في كاليفورنيا.
جاءت القصة، حينما عانت المركبة الفضائية سترينر، من تسرب الهيليوم ومشاكل في المحرك قبل وخلال وبعد وصول المركبة إلى محطة الفضاء الدولية، وفي النهاية قررت وكالة ناسا أنها غير صالحة لنقل ويليامز وويلمور إلى الأرض، وفي بداية الأمر تقرر عودة رواد الفضاء نهائيًا في شهر فبراير2025، عندما يمكنهما العودة إلى الأرض على متن مركبة الفضاء سبيس إكس كرو-9 دراجون، إلا أن الموعد تأجل مرة أخرى إلى مارس المقبل.
وبهذا القرار، سيمضي الرائدان أكثر من 9 أشهر في الفضاء، وهي مدة تتجاوز كثيرًا الجدول الزمني الأصلي لإقامتهما، ورغم ذلك، أكدا في تصريحات سابقة أنهما تأقلما مع الإقامة الطويلة ويواصلان أداء مهامهما بكفاءة.