بعد تحوّل نهج أردوغان الاقتصادي.. تركيا تطرق أبواب جميع المستثمرين
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
في مسعى لكسب التأييد لخطته لإنقاذ اقتصاد بلاده الناشئ.. يخطط وزير المال التركي الجديد المدرّب في "وول ستريت" محمد شيمشك، لإطلاق حملة ترويجية لجذب استثمارات عالمية خلال قمة مجموعة العشرين المرتقبة في نيودلهي، نهاية الأسبوع.
وأفاد شيمشك الصحافيين بأنه سيتوجه بعد ذلك إلى نيويورك والقوّتين الاقتصاديتين الأوروبيتين ألمانيا وبريطانيا، للقاء العشرات من كبار الرؤساء التنفيذيين، وقال: "لن نترك مستثمراً من دون فتح حوار معه".
تلقى مسعى الوزير الذي اكتسب خبرته من شركة "ميريل لينش" لطرح إصلاحاته دفعة إلى الأمام، الخميس، بفضل إعلان البنك الدولي بأنه يسعى لزيادة التزاماته لتركيا من 17 مليار دولار إلى 35 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مدير برنامج تركيا لدى المصرف هامبرتو لوبيز قوله: "نحن عازمون على مرافقة تركيا في تطبيق السياسات التي ستساعد اقتصادها على الاستقرار".
جاء الإعلانان بعد يوم على إصدار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أقوى تعهد حتى الآن، بدعم شيمشك ومقاربة فريقه الاقتصادي الجديد المختلفة تماماً.
"سياسة نقدية مشددة"سجلت تركيا نمواً كبيراً في العقد الأول لأردوغان في السلطة، لكن شهد العقد الثاني لحكمه اضطرابات سياسية رافقها نهج اقتصادي غير تقليدي أتى على المكاسب السابقة.
بدأ المستثمرون الأجانب الانسحاب من السوق الذي كان واعداً في الماضي، وباتوا يملكون اليوم أقل من 1% من سندات تركيا، مقارنة مع 20% في 2015.
وفي 2021، انهارت الليرة التركية ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 85% على مدى عام، عندما ضغط أردوغان على المصرف المركزي لخفض معدلات الفائدة، لتصبح أقل بكثير من معدلات التضخم.
وعلى إثر أزمة تكاليف المعيشة، لم تُحسم نتيجة الجولة الأولى للانتخابات في مايو (أيار)، وهو أمر غير مسبوق بالنسبة لأردوغان الذي فاز في الجولة الثانية، بفضل تعهده لقاعدته السياسية بالإنفاق بشكل كبير.
تدهور توقعات التضخم في #تركيا إلى أسوأ مستوياتها منذ 21 عاماً https://t.co/uJGwe845eu
— 24.ae (@20fourMedia) August 18, 2023ينبع الجزء الأكبر من مشاكل تركيا من اقتناع أردوغان بأن معدلات الفائدة المرتفعة تؤدي إلى التضخم، وهي رؤية مناقضة للنظريات الاقتصادية التقليدية.
تعهد مراراً خلال الحملة الانتخابية بأن تركيا لن ترفع معدلات الفائدة إطلاقاً في ظل حكمه.
لكنه استعان بشيمشك وعدد آخر من الشخصيات الصديقة للأسواق، لإعادة الاقتصاد إلى مساره بعد الانتخابات.
وضاعف المصرف المركزي بنحو ثلاثة أضعاف معدلات الفائدة مذاك ويتوقع بأن يرفعها أكثر في اجتماعه المقبل المقرر في 21 سبتمبر (أيلول).
أعلن أردوغان، أمس الأربعاء، عن تأييده الكامل للمقاربة الجديدة، وقال في تصريحات متلفزة: "سنخفض التضخم إلى ما دون العشرة وهو أمر ستدعمه السياسة النقدية المشددة".
كان أردوغان يعارض باستمرار زيادة تكاليف الاقتراض، ودفع محافظي البنوك المركزية السابقين لمحاربة التضخم بأسعار فائدة منخفضة، في حين يقول خبراء الاقتصاد التقليديون إن أسعار الفائدة المرتفعة تساعد على خفض الأسعار، عن طريق خفض الطلب ورفع تكلفة ممارسة الأعمال التجارية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني تركيا أردوغان معدلات الفائدة
إقرأ أيضاً:
للمرة الثالثة على التوالي.. المركزي التركي يخفض سعر الفائدة بواقع 250 نقطة
أصدر البنك المركزي التركي قرارا بتخفيض سعر الفائدة بواقع 250 نقطة أساس ليصل إلى 42.5%، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، مستفيدًا من بيانات التضخم لشهر فبراير التي جاءت أفضل من المتوقع.
ووفق تقارير اقتصادية، فقد تراجع التضخم السنوي الشهر الماضي بأكثر من توقعات المحللين إلى 39%، وهو أدنى مستوى له منذ 20 شهرًا، ما عزز التوقعات بمزيد من التخفيضات في الفائدة.
وقال محافظ البنك المركزي التركي، في تصريحات سابقة له أثناء تقديم توقعات التضخم، إن الأسعار المرتبطة بالمؤشرات التاريخية، مثل التعليم والإيجارات، تمثل نقاط ضغط، ونتيجة لذلك، قام برفع توقعات التضخم لنهاية العام من 21% إلى 24%، مشيرًا إلى أن هذه العوامل تقع خارج نطاق تأثير السياسة النقدية.
وفيما يتعلق بدورة خفض الفائدة، أكد أيضا أن صانعي السياسة النقدية يتبعون نهجًا "تدريجيًا للغاية".
ووفقًا لمحللي جولدمان ساكس (NYSE:GS) ( Goldman Sachs Group Inc)، فقد ارتفعت الودائع بالعملات الأجنبية بنحو 10 مليارات دولار الشهر الماضي.
كما فقدت الليرة التركية حوالي 3% من قيمتها أمام الدولار منذ بداية العام، ما يجعلها ثاني أسوأ عملة أداءً في الأسواق الناشئة بعد البيزو الأرجنتيني.