6 سبتمبر هو تاريخ بداية تصحيح أكبر جريمة ارتُكبت بحق الدولة السودانية، جريمة تأسيس كيان الدعم السريع بواسطة النظام السابق، ككيان موازي للجيش ذو موارد اقتصادية وعلاقات خارجية وترتيبات عسكرية مستقلة فيما يشبه العمل العائلي ذو الطابع العسكري، مرورًا بتحالفه الوشائجي مع البرهان، وصولًا لتعاهده الوظيفي مع شلة عنتيبي.

. وانتهاءً به كقوة متمردة محلولة بصدد ان تصبح أثرًا بعد عين.

انشاء ووجود المليشيا كأكبر تشوه بنيوي في هيكل الدولة السودانية سيظل من أكبر خطايا الانقاذ، وكلفة حله اليوم هي واحدة من أقسى الدروس التي كان يمكن للسودانيين ان يتجنبوا دفع كلفته، ولكن اختار البعض ان يتخذوه سلمًا يصعدوا به على آلام وأحلام السودانيين للوصول لغايات غاية في الذاتية، وتكسرت تلك الأحلام أمام إرادة السودانيين في البقاء وقدرة مؤسساتهم على حماية الدولة، رغم حداثة سنها بالمقارنة!

هذه الجرائم التي أدت لنكبة السودانيين التي نعيشها يجب أن تخاطبها وتحاسب عليها اي عملية للعدالة والعدالة الانتقالية في سودان ما بعد الحرب، وبالطبع هناك من الأخطاء السياسية والخيارات الخربة ما يعاقب عليه الشعب السياسيين في محكمة الرأي العام/صندوق الانتخابات.

أحمد شموخ

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ماذا سنفعل حين تضع الحرب أوزارها؟

بسم الله الرحمن الرحيم

حسين عبدالجليل
husseimabdelgalil@gmail.com

مثلها مثل أي حرب في تاريخ البشرية, ستنتهي, إن شاء الله, هذه الحرب اللعينة التي أستعرت في سوداننا الحبيب. حينها سنورث مدنا مدمرة, أجيالا فاتها قطار التعليم, معاقون بالالوف, مرضي نفسيون جدد بعشرات الألوف, بنية تحتية مدمرة, عدد كبير من النساء و الفتيات اللأتي مازلن يعانين من أثار الاغتصاب المدمرة نفسيا و جسديا و روحيا.

فماذا نحن فاعلون حيال ذلك , حينها؟

في هذا المقال سأجيب علي سؤالي أعلاه بمقترح موجه للسودانيين و السودانيات المغتربين و المهاجرين في أرض الله الواسعة. و هم ممن لم يذوقوا ويلات الحرب و أن كان معظمهم قد أكتوي بلهيبها النفسي و المادي. فهذه الشريحة من السودانيين رغم بعدها عن الوطن الذي يحترق الآن, فقد تكفل كثير منهم بنفقات معيشة بعض أقربائهم و أصدقائهم خلال هذه المحنة التي لم يشهد لها السودان مثيلا منذ القرن التاسع عشر.

لاشك أن بين المهاجرين و المغتربين السودانيين (رجالا و نساء) عدد كبير من المتخصصين في مختلف المجالات , الاطباء (اطباء علم نفس, أطباء تخصص أطفال ..الخ), مهندسين بمختلف مجالات الهندسة, فنيين في مختلف المجالات , معلمين , ممرضات و ممرضين ...الخ.

علي هؤلاء المهنيين البحث عن أفضل الطرق التي تتيح لهم تنظيم أنفسهم لخدمة وطنهم الجريح بعد الحرب , و لهم في منظمة (الاطباء السودانيين بامريكا- سابا ) خير مثال.

فقد قدم تجمع الأطباء السودانيين بأمريكا “سابا” معدات طبية لعدة مستشفيات بالسودان و ساهم في تدريب الاطباء بالسودان, ومن أنجازات سابا الكثيرة اذكر تقديمهم خلال الحرب لإمدادات طبية إلى المستشفى الجنوبي بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور, كما أنشأت المنظمة في عام 2022 مصنعا للأوكسجين بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور تبلغ سعته الإنتاجية حوالى 140 أسطوانة فى اليوم يغطى خدمات الأوكسجين ولايات دارفور الخمس (لا أدري أن كان المصنع مازل عاملا بعد الحرب ام تم تدميره ), هذا قليل من كثير فعله تجمع الاطباء السودانيين بامريكا لوطنهم السودان, و فيما قدموه من خدمات نموذجا عمليا لبقية المهنيين السودانيين بالخارج الذين أتمني أن يتخذوا خطوات عملية لتظيم أنفسهم في مجموعات عمل و مناقشة مايمكنهم تقديمه لوطنهم حال انتهاء الحرب.

هنالك شريحة أخري هامة من المهنيين السودانيين خارج السودان, و أعني بذلك من بلغ منهم سن المعاش و يقيم في الخليج او في بلاد الغرب الا أنه مازال قادرا علي العطاء. هؤلاء سيكون معظمهم في غاية الرضا و السعادة لو طلبت منهم أي جهة سودانية رسمية, بعد الحرب, القدوم للسودان للأستفادة من خبراتهم. معظم هؤلاء لديهم المقدرة المالية التي ستتيح لهم السفر و الاقامة بالسودان مؤقتا و الخدمة تطوعا في أي موقع دون أن يكلفوا الدولة السودانية أي نفقة.

أتمني أن يفكر قطاع كبير من المهاجرين و المغتربين السودانيين حول مايمكنهم تقديمه لبلدهم المنكوب بعد انتهاء هذه الحرب اللعينة و أن ينظروا لهذا الأمر بجدية, و يناقشونه في قروباتهم, و من ثم يقومون بتنظيم أنفسهم في مجموعات عمل . بعد انتهاء الحرب يمكن لمجموعاتهم المختلفة التواصل مع السلطة الانتقالية التي ستدير مقاليد الأمور في البلاد و التنسيق معها حول ذلك ولو تطلب الأمر أنشاء وزارة مؤقتة أو مفوضية مؤقتة للأدارة و التنسيق.  

مقالات مشابهة

  • أزمة اللاجئين.. هل ضاقت مصر بضيوفها؟
  • السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه
  • مباراة التشيك وتركيا.. أكبر عدد بطاقات في تاريخ "اليورو"
  • "منطقة حيوية وغنية".. كل ما تريد معرفته عن منطقة جبل مويا السودانية
  • السودان: إنقاذ ما لم يمكن إنقاذه
  • التقويم الدراسي 1446 النهائي وتحديد تاريخ بداية الدراسة.. وهذاعدد إجازات العام الدراسي
  • منصة watch it تكشف عن كواليس جديدة للجزء الثاني من مسلسل «أم الدنيا» (صور)
  • وفاة سودانية وإنقاذ عائلتها بعد تعطل سيارتهم بطريق الموت في الصحراء الليبية
  • القوى المضادة للثورة السودانية والذين يقفزون على حبال فرلمتها
  • ماذا سنفعل حين تضع الحرب أوزارها؟