الجزيرة:
2025-01-07@01:35:35 GMT

العالم يحتفل بيومها الدولي.. كيف نقيس نقاوة الهواء؟

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

العالم يحتفل بيومها الدولي.. كيف نقيس نقاوة الهواء؟

يحتفل العالم اليوم الخميس بـ"اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء"، الذي يتم إحياؤه في السابع من سبتمبر/أيلول الجاري. فما تلوث الهواء؟ وما آثاره على الصحة؟ وكيف يتم قياس نقاوة الهواء؟

وقالت الأمم المتحدة، في منشور على موقعها، إن موضوع هذا العام هو "لنعمل معا من أجل نقاوة الهواء"، ويركز على ضرورة إقامة شراكات أقوى وزيادة الاستثمار والمسؤولية المشتركة للتغلب على تلوث الهواء.

وتضيف أنه نظرا للطبيعة العابرة للحدود لتلوث الهواء، يتحمل جميع أصحاب المصلحة مسؤولية حماية الغلاف الجوي للأرض وضمان هواء صحي يستنشقه الجميع.

ودعت إلى التعاون بين القطاعات و"تجاوز النظرة المنعزلة في الحد من تلوث الهواء، والاستفادة من التمويل والاستثمارات نحو تدابير وحلول نوعية الهواء، إضافة إلى توفير العديد من الفوائد".

ما تلوث الهواء؟

يقصد بتلوث الهواء تلوث البيئة الداخلية أو الخارجية بأي عامل كيميائي أو فيزيائي أو بيولوجي يغير الخصائص الطبيعية للغلاف الجوي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

ويستنشق نحو 90% من الناس، خلال حياتهم اليومية، هواء ملوثا ضارا بصحتهم. وقد وصفت الأمم المتحدة تلوث الهواء بأنه أهم قضية صحية في عصرنا الحالي.

ما الأشياء التي تسبب تلوث الهواء؟

مصادر التلوث الرئيسية تشمل:

استخدام الطاقة في البيوت لأغراض الطهي والتدفئة. المركبات ووسائل النقل. توليد الطاقة. حرق النفايات. الصناعة. ما عواقب تلوث الهواء على البيئة والصحة؟

تؤكد منظمة الصحة العالمية أنه من الضباب المخيم على المدن إلى الدخان المنبعث داخل المنزل، يشكل تلوث الهواء تهديدا كبيرا للصحة والمناخ.

ويتسبب تلوث الهواء المحيط (الخارجي)، سواء في المدن أو المناطق الريفية، في تشكل جسيمات دقيقة تؤدي إلى السكتات الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الحادة والمزمنة.

وبالإضافة إلى ذلك، يتعرض نحو 2.6 مليار شخص لمستويات خطيرة من تلوث الهواء الداخلي أثناء استخدامهم لأغراض الطهي نيرانا مكشوفة ملوثة أو أفرانا بسيطة تستخدم وقود الكيروسين والكتلة الإحيائية (الحطب والروث والمخلفات الزراعية) والفحم.

وتعزى 7 ملايين حالة وفاة مبكرة سنويا إلى الآثار المجتمعة لتلوث الهواء المحيط وتلوث الهواء الداخلي.

وتقول الأمم المتحدة إن جزيئات التلوث الصغيرة التي لا ترى تخترق الرئتين ومجرى الدم والجسم. هذه الملوثات مسؤولة عن حوالي ثلث الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وسرطان الرئة، فضلا عن ربع الوفيات الناجمة عن الأزمات القلبية، في حين يتسبب الأوزون الموجود على مستوى سطح الأرض، والناتج عن تفاعل عديد الملوثات المختلفة في ضوء الشمس، هو كذلك سبب للربو وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.

كما أن رداءة الهواء تشكل تحديا لجميع البلدان في سياق التنمية المستدامة، ولا سيما في المدن والمناطق الحضرية للبلدان النامية، حيث تكون مستويات تلوثه أعلى من القيم الحدية العليا التي تحددها المبادئ التوجيهية لنوعية الهواء الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.

كيف يتم قياس جودة الهواء؟

تأتي ملوثات الهواء من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك الانبعاثات التي يسببها الإنسان -مثل استخدام الوقود الأحفوري في المركبات والطهي- والمصادر الطبيعية، مثل العواصف الترابية والدخان الناتج عن حرائق الغابات والبراكين.

تتم مراقبة جودة الهواء بأجهزة استشعار مصممة للكشف عن ملوثات معينة. يستخدم البعض الليزر لمسح كثافة الجسيمات في متر مكعب من الهواء، بينما يعتمد البعض الآخر على التصوير عبر الأقمار الصناعية لقياس الطاقة المنعكسة أو المنبعثة من الأرض.

تشمل الملوثات المرتبطة بالتأثيرات على صحة الإنسان والبيئة (الجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، والجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن 10 ميكرومترات)، والأوزون على مستوى الأرض، وثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت.

كلما زادت كثافة الملوثات في الهواء، ارتفع مؤشر جودة الهواء، وهو مقياس يتراوح من صفر إلى 500. ويعتبر مؤشر جودة الهواء الذي يبلغ 50 أو أقل آمنا، في حين تعد القراءات الأعلى من 100 غير صحية.

ووفقا لشريك برنامج الأمم المتحدة للبيئة "آي كيو إير"، فإن 38 دولة ومنطقة فقط من أصل 117 دولة ومنطقة حققت متوسط قراءات صحية لمؤشر جودة الهواء في عام 2021.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة تلوث الهواء جودة الهواء

إقرأ أيضاً:

تشييع جثمان المجتمع الدولي في غزة… وولادة إسرائيل الكبيرة!

لم تعد إسرائيل تكترث بالمجتمع الدولي، وأضافت في الأسابيع الأخيرة الكثير من الفصول إلى قاموس التوحش، يأتي آخرها بتقاطر أجساد الأطفال المتجمدة من البرد في قطاع غزة، بما يظهر العالم عاجزا بصورة مفجعة، وبعد نفاد جميع الأرصدة في بنك أهدافها، تستفرد بالمستشفيات والكوادر الطبية، الأمر الذي يبرر الحديث عن تهالك المنظومة الدولية القائمة، وانهيار أساسها الأخلاقي، وانتهاء صلاحية جميع الأكاذيب التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية.

تقدم إسرائيل الخدمة الكبرى لدونالد ترامب لتسلمه جثمان الشرعية الدولية، قبل أن يبدأ الوقوف أمام خريطة العالم، ويطلق مشاريعه ذات الصبغة الاستعمارية ـ التجارية الجديدة في إعادة تعريف للاستغلال على مستوى العالم، فهو يتحدث عن استعادة قناة بنما، والاستحواذ على جزيرة غرينلاد التابعة لسيادة الدنمارك، ويطلق مزحة سخيفة حول انضواء كندا في الاتحاد الأمريكي، ويفتح الطريق أمام مطالب القوة والصراع على أساسها في العالم.

العديد من الدول يمكن أن تستعيد من جديد مطالب سابقة في صراعات حدودية، أو حتى مشروعات توسعية قديمة. عادةً ما يأتي الانهيار الأخلاقي سابقا على التحولات السياسية الكبرى، فالاهتراء القيمي الذي حملته شهوانية تسويات الحرب العالمية الأولى، هو الذي أدى إلى تراكم الغضب داخل ألمانيا، ليجعلها تتبنى خطابا غير أخلاقي في مواجهة الإذلال المتعمد للأمة الألمانية.

وفي غزة تتهاوى الأخلاقيات العالمية، والمزاعم التي عملت المنظمات الدولية على صيانتها، وتنقلب بعض الدول على فكرة أن تجلس في ملتقيات دولية، لتسمح لدولة افريقية صغيرة بأن تستعرض آراءها، أو تتخذ مواقف سياسية عقابية ضد عالم الكبار، فهذه الإجراءات كان يجب أن تجري تحت رعاية ووصاية من الدول الكبرى، فالأمريكيون يمكن أن يدفعوا عشرات الدول لاتخاذ إجراءات المقاطعة لخدمة مصالحهم وإضفاء الشرعية على توجهاتهم، والروس يمكنهم أن يؤثروا على بعض البلدان، وبشكل عام، كانت الدول الكبرى، هي التي تستطيع أن تستجمع جزءا من المجتمع الدولي ليخدمها، وأتت منظومة مجلس الأمن الدولي، لتضبط أي محاولات للخروج عن عالم اللاعدالة في العقود الأخيرة.

تتحرر إسرائيل من ضغط القانون الدولي، وتبدو غير معنية بعلاقاتها مع أي منظمة دولية، أو مع أي دولة بصورة منفردة، وتتعرى من أي خجل وهي التي تطالب بفرض إجراءات عقابية على بعض الدول التي اتخذت مواقف تحمل إدانة لتصرفاتها الهمجية، وهذه الخطوة يمكن أن تلقي آثارا كارثية على المنطقة في السنوات المقبلة، خاصة والجيش الإسرائيلي يتمدد في مجموعة من القرى في القنيطرة السورية، ويستولي على أحد سدود المياه، والجنوب اللبناني ما زال في حسابات الجيش الإسرائيلي، والضغط على التسوية في قطاع غزة يشتمل رغبة إسرائيلية في البقاء ضمن بعض المناطق الحيوية، التي يمكن أن تخدم أهداف إسرائيل الاستراتيجية، من غير أن يلزمها بأي شيء تجاه سكان القطاع، الذين عاشوا تحت وطأة المجزرة الكبرى.

هل يمكن تقييد إسرائيل أو التنبؤ بالمدى الذي تسعى لتحصل عليه في المنطقة، على حصتها المرضية من النفوذ؟ أو الوقوف على طبيعة معاركها المقبلة، وما الذي تريد تحصيله بعد أن طرح الرئيس ترامب نظرية (إسرائيل الصغيرة) في وسط الدول شاسعة المساحة حولها، وهل يعني ذلك مجرد قضم الضفة الغربية، الذي يمكن التأكد من أنه أصبح خبرا متوقعا في الأشهر المقبلة؟ وهل تظهر خريطة العلاقات العربية، قادرة على استجماع نفسها بالطريقة التي حدثت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وهل يمكن البحث عن فكرة لدعم دول الطوق؟ أم أن نظرية الطوق نفسها أصبحت خارج العصر وتقيد مشروعا إسرائيليا يزعم نتنياهو أنه سيجلب الرخاء والازدهار للمنطقة كلها.

والسؤال المرعب، ما هو الطوق المباشر وغير المباشر الذي تريده إسرائيل، وما هو فضاء مطالبها التي عهدها العالم متدرجة ومتصاعدة بصورة مستمرة، فهل يمكن أن تتحدث إسرائيل خلال أشهر عن تأمين البحر الأحمر، أم تتحدث عن الطريق الكبير الذي يمر من الخليج إلى شواطئها، أو عن طريق آخر، في حالة حدوث تحولات كبرى في إيران يخترق بلدان الشام ليضع رحاله في الموانئ نفسها؟ والسؤال الأكثر رعبا، هل يوجد فعلا من يصدق وعود إسرائيل ويتجاهل التاريخ الذي أظهر فداحة الخسارة على المستوى الاقتصادي بعد الصلح معها؟

تحدث وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل عن مشكلة نظرية الأمن الإسرائيلي، التي تمتد من المغرب إلى أفغانستان، وكيف يمكن لإسرائيل أن تسعى للتدخل في أي تحولات أو إرهاصات في هذه المنطقة بحجة حماية نفسها، والتخوف الرئيسي، وبعد أن أطلقت إسرائيل رصاصة الرحمة على المجتمع الدولي، أن يصبح الحديث عن طوق جديد تابع لإسرائيل يحل مكان الطوق المناهض، أمرا تكتيكيا بعد أن انتهت مناقشته استراتيجيا مع الدول التي امتهنت المجتمع الدولي وحولته إلى مجرد مسرحية بائسة لخدمة مصالحها، الدول التي تهافتت على الوقوف أمام إسرائيل والتعاطف مع أزمتها، وتجاهلت محنة الفلسطينيين ومعاناتهم وتفاصيلها التراجيدية.

الفلسطينيون الذين جربوا الموت حرقا وتجمدا، لم يتمكنوا من تغيير مزاج بعض الدبلوماسيين الذين يجتمعون في أماكن شتى من العالم، ويكون تساؤلهم الرئيسي والمبدئي حول إسرائيل ومستقبلها وأمنها.

لا أحد يمكنه أن يتعرف على مدى الطموحات الإسرائيلية، والحل يتمثل في دعم الطوق القديم، بوضعه الراهن، قبل أن يتوسع ضغطه إلى أماكن لم تكن متخيلة أو واردة من قبل، أما التذرع بالمجتمع الدولي ومواقف الدول الكبرى، فهو أمر أثبتت إسرائيل أنه ليس سوى عبث وتضييع للوقت يمكنها من تثبيت الأمر الواقع لمصلحتها.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • 9 ملايين شخص يختنقون بالضباب الدخاني السام في هانوي
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
  • ما جدوى مجلس الأمن الدولي؟
  • اشتباكات في مخيم العين وتصاعد القلق الدولي بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على غزة
  • أيمن محسب: انتهاكات حقوق الإنسان في غزة تحدث في ظل صمت المجتمع الدولي
  • «من سيبقى سيروي القصة.. تذكرونا».. رسالة طبيب من غزة «تبكي» مندوب بالأمم المتحدة
  • “بيئة الحكومة الليبية” تطلق حملات للتشجير لمكافحة التصحر   يعد التشجير أحد الركائز الأساسية للحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة البيئية في ليبيا، حيث يسهم بشكل كبير في تحسين جودة الهواء، تقليل آثار التغيرات المناخية، ومكافحة التصحر. وتعمل وزارة
  • إسرائيل تدافع عن غارتها على مستشفى غزة.. ومفوض الأمم المتحدة يعلق
  • رغم محاولات إسرائيل تبريره..الأمم المتحدة ترفض تدمير مستشفى كمال عدوان في غزة
  • تشييع جثمان المجتمع الدولي في غزة… وولادة إسرائيل الكبيرة!