تمثل صفقة استحواذ شركة الاتصالات السعودية "إس تي سي" على حصة من شركة "تليفونيكا" الإسبانية اختبارا جديدا لدول أوروبا بشأن اندفاعها نحو ثروات الشرق الأوسط والخليج.

وأعلن الأربعاء أن الشركة السعودية استحوذت على 9.9%، في "تليفونيكا"، بقيمة 2.1 مليار يورو (2.25 مليار دولار)، في خطوة تجعل "إس تي سي" أكبر مساهم في شركة الاتصالات الإسبانية العملاقة، ما يمثل أحدث مثال على تدفق ثروات الشرق الأوسط إلى أصول الاتصالات الأوروبية الرئيسية.

ومن المرجح أن تتعرض الصفقة لتدقيق من الحكومة الإسبانية، لاسيما أن وزيرة الاقتصاد الإسبانية بالإنابة، ناديا كالبينيو قالت، الأربعاء، في بروكسل إن (إس تي سي) تواصلت مع الحكومة الإسبانية، الثلاثاء، للإبلاغ بالصفقة التي ستجعل من الشركة السعودية أكبر مساهم في شركة الاتصالات الإسبانية.

وقالت كالبينيو للصحفيين عندما سألوها عن خطوة الشركة السعودية إن "تليفونيكا شركة استراتيجية لبلادنا وكحكومة سنطبق كل الآليات الضرورية لإعطاء أولوية للدفاع عن مصالحنا الاستراتيجية".

وبهذا الصدد، ذكر تقرير لموقع "اقتصاد الشرق بلومبرج" أنه إذا تمت الموافقة على الصفقة، فإن ذلك يعني أن اثنتين من أكبر شركات الاتصالات الأوروبية سيكون المساهم الأكبر بهما هي شركات خليجية مدعومة من الدولة.

وأضاف التقرير أن خطوة الشركة السعودية تأتي بعد عام من ظهور "مجموعة الإمارات للاتصالات" في أبوظبي كأكبر مساهم في مجموعة فودافون، وكلفت الحكومة -المساهم الرئيسي فيها- الشركة الإماراتية بالسعي للحصول على صفقات مثيلة ووافقت هذا العام على دفع 2.15 مليار يورو (2.3 مليار دولار) مقابل حصة مسيطرة في أصول الخدمات والبنية التحتية لمجموعة "بي بي إف تليكوم" في أوروبا الشرقية.

وحسب التقرير تعد شركة الاتصالات السعودية واتصالات الإماراتية من بين الشركات المدعومة من الحكومات والتي تعمل دول الخليج على تمكينها بشكل متزايد لإبرام صفقات على المستوى الدولي، في قطاعات تتراوح من الرياضة إلى ألعاب الكمبيوتر والتعدين إلى الرعاية الصحية.

اقرأ أيضاً

إسبانيا تدقق بصفقة استحواذ السعودية على أسهم في تليفونيكا

تناقض في التقييم

قال جيمس راتزر، المحلل في "نيو ستريت ريسيرش"، إن استحواذ المستثمرين الخليجيين على حصص في شركات الاتصالات الأوروبية هو انعكاس لتقديراتهم السعرية المنخفضة.

وأضاف: "هناك تناقض في التقييمات بين مستثمري البورصات الذين يعملون على إطار زمني من سنة إلى ثلاث سنوات لتحقيق عائد على الاستثمار، وبين المساهمين على المدى الطويل من أصحاب رأس المال الخاص، الذين هم أكثر استعداداً للدخول في رهانات طويلة الأجل على "تحسن البيئة التنظيمية وتحسن التدفقات النقدية".

وقالت شركة الاتصالات السعودية في بيان إنها لا تخطط للسيطرة أو الاستحواذ على حصة أغلبية في شركة تليفونيكا. وتتمتع إسبانيا بصلاحيات منع الاستحواذ على حصص تتجاوز 5% للشركات التي تعتبر ذات أهمية استراتيجية للأمن القومي والدفاع، كما هو الحال مع شركة تليفونيكا. كذلك لا بد من موافقة حكومية تالية عند الوصول إلى عتبة أخرى عند 10%.

وتابع راتزر: "إن شركة تليفونيكا مهمة بالنسبة لإسبانيا.. أعتقد أن الحكومة الإسبانية ستتدخل لمصالحها بطريقة لم تتدخل بها حكومة المملكة المتحدة في صفقة فودافون".

وشركة الاتصالات السعودية هي أكبر مشغل اتصالات في المملكة وتبلغ قيمتها 52 مليار دولار أي أكثر من ضعف حجم شركة تليفونيكا، وكانت في السابق محتكِرة للخدمات، مثل اتصالات الإمارات وهو ما مكّن الشركتين الخليجيتين من جني أرباح ضخمة من أسواقهما المحلية والآن تتطلعان إلى إعادة توجيهها إلى التوسع الدولي، وفق التقرير.

وأشار "اقتصاد الشرق" إلى أن صفقة تليفونيكا هي ثاني اختراق للشركة السعودية لأسواق أوروبا هذا العام، حيث اتفقت على شراء محفظة أصول الأبراج من "يونايتد جروب" مقابل 1.3 مليار دولار في أبريل. كذلك كان المساهم الأكبر في شركة الاتصالات السعودية وهو صندوق الاستثمارات العامة جزءاً من كونسورتيوم لشراء وحدة أبراج فودافون في عام 2022.

وفي أبوظبي المجاورة، استثمر صندوق الثروة السيادية "مبادلة للاستثمار"، في شركة البنية التحتية للاتصالات البريطانية "سيتي فايبر" واشترى حصة في مشغل شبكة الألياف التابع لشركة "إي كيو تي أيه بي".

بينما يناقش "جهاز أبوظبي" للاستثمار الانضمام إلى "كيه كيه أر" في عرض بقيمة 23 مليار يورو لشراء شبكة الخطوط الأرضية التابعة لشركة "تليكوم إيطاليا"، حسبما ذكرت بلومبرج نيوز في يوليو/ تموز الماضي.

اقرأ أيضاً

الاتصالات السعودية تستحوذ على 9.9% في تليفونيكا الإسبانية

المصدر | الخليج الجديد + مواقع

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: شركة تليفونيكا إسبانيا السعودية شركة الاتصالات السعودية شركة Stc السعودية شرکة الاتصالات السعودیة الشرکة السعودیة شرکة تلیفونیکا ملیار دولار فی شرکة

إقرأ أيضاً:

مليون دولار غرامة على Verizon لتسوية تحقيق انقطاع خدمة 911

وافقت شركة Verizon على دفع غرامة قدرها 1.05 مليون دولار لتسوية تحقيق لجنة الاتصالات الفيدرالية بشأن ما إذا كانت الشركة قد انتهكت قواعد الوكالة بعد انقطاع خدمة 911. 

قالت لجنة الاتصالات الفيدرالية إنه على مدار ساعة و44 دقيقة في ديسمبر 2022، منع الانقطاع مئات من مكالمات الطوارئ في ألاباما وفلوريدا وجورجيا ونورث كارولينا وساوث كارولينا وتينيسي.

وأضافت الوكالة أن الانقطاع كان مشابهًا للانقطاع الذي حدث قبل شهرين. على الرغم من أن شركة Verizon بذلت جهود تخفيف للمساعدة في منع انقطاعات مماثلة لتلك التي حدثت في أكتوبر 2022، إلا أن "بعض الإخفاقات تكررت"، وفقًا للجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC).

 وكجزء من التسوية، التزمت Verizon بتنفيذ خطة امتثال للتأكد من التزامها بقواعد لجنة الاتصالات الفيدرالية 911 والالتزام بأفضل الممارسات، والتي تشمل تقييمات المخاطر والتدابير المتعلقة بالأمان.

وقالت رئيسة لجنة الاتصالات الفيدرالية جيسيكا روزنورسيل في بيان: “عندما تتصل برقم 911 في حالة الطوارئ، فمن المهم أن تتم مكالمتك”. "إن إجراء اليوم هو جزء من الجهود المستمرة التي تبذلها لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) لضمان حصول الجمهور على اتصالات موثوقة، بما في ذلك الوصول إلى 911."

مقالات مشابهة

  • وزارة الاتصالات توقع عقد مشروع الكابل البحري مع شركة عربية
  • مليون دولار غرامة على Verizon لتسوية تحقيق انقطاع خدمة 911
  • "السعودية لشراء الطاقة" توقع اتفاقات لمشروعات للطاقة الشمسية
  • أسواق الخليج تغلق متباينة وبورصة مصر تواصل مكاسبها
  • تسليم أسطول من شاحنات "فوسو كانتر يورو 5" إلى "الخليج للإنشاءات"
  • عاجل| ابوقير للأسدة تخسر 1.26 مليار جنيه من قيمتها السوقية بعد توقف مصانعها عن العمل
  • شركة كورية جنوبية توقع صفقة بـ1.96 مليار دولار أمريكي لإنتاج مقاتلات "KF-21"
  • أدنوك للحفر تعتمد سياسة توزيع أرباح بقيمة 17.6 مليار درهم لـ5 سنوات مقبلة
  • “أدنوك للحفر” تعتمد سياسة توزيع أرباح بقيمة 17.6 مليار درهم لخمس سنوات مقبلة
  • تحذير أميركي ـ أوروبي من اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط