حاكم الشارقة يفتتح جامعة كلباء
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
الشارقة في 7 سبتمبر /وام/ افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس جامعة كلباء، صباح اليوم، بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، جامعة كلباء، أحدث المؤسسات العلمية والأكاديمية التي تدعم بها الشارقة مسيرتها الرائدة في توفير العلم والمعرفة وتأهيل أفراد المجتمع في المجالات كافة.
وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة عن افتتاح الجامعة قائلاً: "بسم الله الرحمن الرحيم، نعلن افتتاح جامعة كلباء، لتكون مؤسسةً علمية غير ربحية، متمنين لأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية والطلبة والطالبات التوفيق والسداد".
وأوضح سموه، في كلمته التي ألقاها خلال الافتتاح، أن جامعة كلباء ستبدأ بعدد من الكليات هي كلية القانون، وكلية إدارة الأعمال، وكلية الآداب والعلوم وتقنية المعلومات والاتصال، وكلية العلوم الرياضية.
وتناول سموه تأسيس كلية العلوم الرياضية وبرامجها، قائلاً: "سيتأهل الخريجون ببرنامج البكالوريوس في التربية البدنية وعلوم الرياضة، وذلك للعمل في مجالات مختلفة للارتقاء بالمستوى الرياضي، تشمل: مدربون في الأندية الرياضية ومراكز اللياقة البدنية، ومعلمون للتربية البدنية في المدارس والجامعات، ومعلمون لتأهيل الطلبة والطالبات من ذوي الإعاقة".
وبيّن سموه أن الإعداد الأكاديمي المتميز لكلية العلوم الرياضية سيتم لتكون كلية فريدة في مجالها، قائلاً: "تم اختيار جامعة موناش في أستراليا لإعداد وتقديم برامج التربية البدنية والعلوم الرياضية لجامعة كلباء، لما لتلك الجامعة من ريادة وعراقة حيث تعد واحدة من أعرق مؤسسات التعليم العالي دولياً. وجامعة موناش ليست بعيدة عنا، فقد تم توقيع شراكة أكاديمية بينها وبين جامعة الشارقة في العام 2005 لتطوير برامج كليتي الطب والصيدلة لتصبح جامعة الشارقة في صدارة الكليات في مجال الطب"، معلناً سموه توقيع اتفاقية شراكة بين جامعتي كلباء وموناش يوم السبت المقبل.
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن يوم افتتاح جامعة كلباء "الخميس 7 سبتمبر من عام 2023م" يعد بداية الاحتفالات بافتتاح المشروعات القيّمة في مدينة كلباء، مؤكداً سموه أن الجامعة هي أغلى المشروعات التي يقدمها سموه للمدينة، وأن كلباء ستصبح على مدى الشهور والسنوات المقبلة في قمة التطور والتقدم.
واختتم سموه كلمته ببيان معنى "كلباء" قائلاً: "الكَلِبَه شجرة شائكه تعلق بمن يمر بها، وهنا في كلباء يطلقون عليها أم الغيلان وهي معروفة تنبت على الأسوار في السباخ وفي الأرض القاحلة، حتى إذا مر بها الزمن هي الوحيدة التي تبقى بين الأشجار ويقال للأرض التي تكثر فيها تلك الأشجار أرض كَلِبه أو كلباء".
وكان حفل الافتتاح استهل بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، تليت بعده آيات بينات من القرآن الكريم، ليلقي بعدها الدكتور منصور بن نصار، رئيس الدائرة القانونية لحكومة الشارقة كلمة تناول فيها التشريعات القانونية التي أصدرها صاحب السمو حاكم الشارقة في شأن جامعة كلباء، وكان أحدثها القرار رقم 2 لسنة 2023م بإصدار اللائحة التنفيذية للمرسوم بقانون رقم 4 لسنة 2023م بشأن تنظيم جامعة كلباء والذي تفضل بتوقيعه سموه خلال افتتاح الجامعة.
وينص القرار على أن تتكون الجامعة من كليات وأقسام علمية ومعاهد وإدارات ومراكز أبحاث وتعليم وتدريب ومؤسسات علمية على النحو الآتي:
1. كلية العلوم الرياضية.
2. كلية إدارة الأعمال.
3. كلية الآداب والعلوم وتقنية المعلومات والاتصال.
4. كلية القانون.
5. إدارة البحث العلمي.
6. إدارة التواصل المجتمعي.
7. إدارة الفاعلية المؤسسية والاعتماد.
كما ينص القرار على أن يكون للجامعة مجلس أمناء يمثل السلطة العليا فيها ويتولى الإشراف العام على إدارتها، ويشكل من عدد كافٍ من الأعضاء بقرار من الرئيس، ويُراعى عند تشكيله أن يضم في عضويته كلا من:
1. مدير الجامعة.
2. عدداً من الشخصيات العامة في المجتمع.
3. عدداً من الشخصيات العلمية العالمية المرموقة.
ووفقاً للقرار يسعى مجلس أمناء الجامعة إلى إرساء مبادئ الحوكمة، ويختص في سبيل أدائه لمهامه بالعديد من الاختصاصات التي حددها القرار الذي نظم أيضاّ اجتماعات المجلس وآلية عمله.
كما يتضمن القرار العديد من الأحكام والتفاصيل التنظيمية للمكاتب واللجان التابعة للمجلس أو المنبثقة عنه مثل لجنة تنمية الموارد المالية، واللجنة الأكاديمية، واللجنة المالية، ولجنة الالتزام والتدقيق الداخلي.
ويوضح القرار كيفية اختيار وتعيين مدير الجامعة وتحديد صلاحياته ونائبه ومساعدوه ومجلس العمداء، كما نظم كليات الجامعة وأقسامها وبرامجها العلمية، وتضمن بعض الأحكام الختامية، ومهّد لإصدار لوائح منظمة لأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية.
وفي كلمة له، رحب الدكتور سيف سالم القايدي، مدير جامعة كلباء، بصاحب السمو حاكم الشارقة، معرباً عن شكره وامتنانه لسموه على الدعم اللامحدود وتفضله بافتتاح الجامعة، والذي يعكس الالتزام الراسخ لتنفيذ رؤية إمارة الشارقة في خلق بيئة تعليمية متميزة في مجال التعليم العالي، ومعبراً عن فخره لبداية عصر جديد مليء بالأمل والتطلعات والالتزام بتحقيق التميز.
وأوضح القايدي أن إنشاء الجامعة علامة فارقة في الجهود المشتركة لتعزيز ثقافة التعلم والابتكار والتميز في المنطقة، مؤكداً أن جامعة كلباء تحمل رؤية كبيرة تهدف إلى تنمية عقول الجيل القادم وتزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لمواجهة التحديات المقبلة، بالإضافة إلى تمكينهم من المساهمة بشكل فعال في المجتمع، متناولاً الدعائم والأُسس والقيم التي تقوم عليها الجامعة وهي النزاهة والشمولية والابتكار، ومشدداً على أهمية إتاحة الفرصة التعليمية الجيدة لكل فرد وتحقيق أُمنياته.
وقدم مدير جامعة كلباء نبذة عن التخصصات التي توفرها كليات الجامعة الأربع وبرامجها حيث تقدم كلية القانون 3 برامج، واحد منها في البكالوريوس وبرنامجين في الدراسات العليا، وتقدم كلية إدارة الأعمال 3 برامج اثنان منها في البكالوريوس وبرنامج في الدراسات العليا، كما تقدم كلية الآداب والعلوم وتقنية المعلومات والاتصال 7 برامج علمية لدرجة البكالوريوس، وبرنامجين للدراسات العليا، فيما سيتم إطلاق كلية العلوم الرياضية قريباً والتي ستحوي برنامج التربية البدنية وعلوم الرياضة.
وطالب مدير جامعة كلباء أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية في الجامعة، بضرورة إدراك المسؤولية التي تقع على عاتقهم، كونها لا تقتصر على بناء مؤسسة تعليمية فقط، بل هي بناء إرث سيشكل مستقبل المنطقة، معرباً عن ثقته الكبيرة في إنشاء بيئة تعزز التفكير النقدي والإبداعي والالتزام بالتعلم، ومؤكدا ان جامعة كلباء ستصبح، بدعم الحكومة الرشيدة وتعاون الهيئة التدريسية والإدارية وطموح الطلبة، منارة للتعلم والإبداع والابتكار.
عقب ذلك تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بإزاحة الستار عن اللوح التذكاري لجامعة كلباء، كما تفضل سموه برفع علم الجامعة على ساريته أمام المبنى الإداري فيها.
وتجول سموه بعدها يرافقه الحضور في أروقة الجامعة، واطلع على مرافقها المتنوعة من قاعات دراسية ومختبرات علمية وعملية، والتي ستسهم في تقديم أفضل العلوم والمعارف والمهارات لطلبة الجامعة.
وتتكون مرافق الجامعة التي جرى العمل على تطوير مبانيها معمارياً وهندسياً، من مبنيين للطلاب والطالبات ومبنى إداري، تم تصميمها على أحدث طراز ووفقاً للمواصفات العالمية، بما يراعي تلبية احتياجات الطلبة والهيئات الإدارية والأكاديمية والفنية.
ويتكون المبنى الإداري للجامعة من طابقين إلى جانب الطابق الأرضي على مساحة 4860 متراً مربعاً، ويتضمن قاعة مؤتمرات ومركز تقنية المعلومات، ومكاتب إدارة القبول والتسجيل وعدد من المكاتب الإدارية للخدمات المساندة، إلى جانب مكاتب إدارة الجامعة العليا وقاعات اجتماعات، كما يضم المبنى مكتب رئيس الجامعة وعددا من المكاتب الملحقة.
وتضم كليتا الطلاب والطالبات بالجامعة، كل على حدة، ثلاثة مبانٍ على مساحة 6442 متراً مربعاً، تتضمن مبنى الفصول الدراسية، الذي يشتمل على عدد من القاعات الدراسية ومختبرات الحاسوب، وتتوزع الفصول الدراسية ما بين قاعات التعليم المرن والتقليدي والتفاعلي، والمحاضرات، بالإضافة إلى مختبرات الفيزياء والعلوم والأحياء ومختبر العلوم الرياضية، كما يشتمل المبنى على ردهة المركز الطلابي التي تتضمن المسرح الجامعي ومرافق متنوعة لخدمة الطلبة، وقاعة متعددة الأغراض وعددا من المكاتب الإدارية، إلى جانب المنتدى الطلابي.
شهد الافتتاح بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة، كل من الشيخ خالد بن عبدالله القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ سعيد بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة خورفكان، والشيخ هيثم بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة كلباء، ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، وعدد من كبار المسؤولين ورؤساء الدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وأعيان المنطقة.
إبراهيم نصيراتالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: صاحب السمو حاکم الشارقة جامعة کلباء الشارقة فی
إقرأ أيضاً:
سلطان بن أحمد القاسمي: الاستجابة للحالة الإنسانية للفلسطينيين تتطلب حشداً للجهود والإمكانات
عمّان- وام
أكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، أن الاستجابة للحالة الإنسانية المتفاقمة للأشقاء الفلسطينيين بشكل عام وتحديداً في قطاع غزة، تتطلب حشد الجهود والإمكانات لتنفيذ مشروعات تنموية مستدامة في قطاعات الصحة والتعليم والأمن الغذائي، تسهم في توفير مقدرات الحياة الأساسية للمجتمع الفلسطيني، داعياً سموه أهل العطاء والخير أفراداً ومؤسسات إلى الإسهام في هذه الجهود التي تجسد الواجب الإنساني الأسمى تجاه الضحايا من لاجئين ومهجرين ومتضررين.
جاء ذلك خلال زيارة سموه مخيم «ماركا» للاجئين الفلسطينيين الذي يستضيف أكثر من 70 ألف لاجئ فلسطيني، وعدد من المؤسسات الإنسانية في المملكة الأردنية الهاشمية، على رأس وفد من إمارة الشارقة ضم عدداً من المسؤولين، وممثلين عن مؤسسة القلب الكبير والدوائر الحكومية والشركات الخاصة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بهدف الاطلاع على أفضل نماذج المشروعات الإنسانية المستدامة، وبشكل خاص في قطاعات الصحة والتعليم والأمن الغذائي، إلى جانب أشكال الإغاثة العاجلة الأخرى، وحشد الدعم وتعبئة الموارد البشرية والمادية لتنفيذ هذه النماذج من المشروعات في قطاع غزة والدول المستضيفة للاجئين الفلسطينيين، بشكل يضمن فاعليتها واستدامتها وقدرتها على الاستجابة للاحتياجات الحيوية للضحايا والمتضررين من الشعب الفلسطيني.
وشدد سموه على أن الألم الذي طال فلسطين شعباً وأرضاً أكبر من أن يوصف وأن أبسط واجباتنا هو أن نكون قادرين على تقديم المساندة وحشد الجهود الإنسانية كافة في هذا الصدد، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وشعباً كانت وستبقى دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني، مشيداً سموه بالدور الإنساني الممتد منذ عقود طويلة للمملكة الأردنية الهاشمية التي تحتضن أكثر من أربعة ملايين لاجئ من الفلسطينيين ودول عربية أخرى وتقدم لهم كل إمكانات الحياة والعيش الكريم.
وقال سموه: «يعاني الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة التهجير والنزوح واللجوء ويواجه الأهالي في قطاع غزة، حالياً، أقسى أنواع المعاناة الإنسانية نتيجة الحرب المستمرة التي أفقدتهم حاضنتهم الاجتماعية والمؤسساتية وحرمتهم من أبسط الحقوق الإنسانية بما فيها التعليم والرعاية الصحية والخدمات العامة، لذلك نحن نركز في جهودنا الإنسانية إلى جانب الإغاثات العاجلة على الإسهام بمشاريع مستدامة تساند الأهالي والأجيال المقبلة من خلال الصحة والتعليم، لأن الصحة تعني مجتمعات فاعلة وحيوية، بينما ينقذ التعليم الأجيال المقبلة من الآثار المعنوية والمادية التي تتركها الأحداث المأساوية على المجتمعات والتي قد تستمر لسنوات طويلة حتى ولو تبدلت الظروف نحو الأفضل».
وأضاف أن هذه المرحلة تعد اختباراً لمنظومة العمل الإنساني كاملة وقدرتها على القيام بواجبها مهما كانت الظروف صعبة، وأن مهمتنا في هذه المرحلة أن نبذل كل الجهود ومعنا كل المخلصين في هذا العالم من أجل أن تستمر المنظومة الإنسانية في أداء واجبها ومهمتها، فالعمل الإنساني واجب ديني وأخلاقي وحق للمستضعفين والمحتاجين علينا جميعاً.
وتشكل هذه الزيارة، امتداداً لحملة «لأطفال الزيتون» التي أطلقتها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، خلال شهر رمضان الماضي، بهدف توفير الدعم والرعاية الشاملة لأكثر من 20 ألف طفل يتيم يعيشون داخل قطاع غزة، حيث تضمن لهم الحملة حقهم في التعليم، والرعاية الصحية والنفسية، والتغذية، والمأوى.
وتضمّن البرنامج زيارة مدرسة إناث ماركا الإعدادية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»؛ حيث التقى سموه وفداً من الوكالة ضم نتالي بوكلي، نائبة المفوض العام لـ«الأونروا»، وأولاف بيكر، مدير شؤون «الأونروا» في المملكة الأردنية الهاشمية، والمهندس رفيق خرفان، المدير العام لدائرة الشؤون الفلسطينية في وزارة الخارجية الأردنية، وعدداً من مسؤولي الوكالة، وبحث معهم آليات التعاون وتعزيز الشراكات من أجل دعم المساعي والمشاريع الإنسانية التي تستهدف الفلسطينيين في غزة واللاجئين في الأردن وبشكل خاص في مجالات الصحة والتعليم والدعم المجتمعي.
وتجول سموه في الصفوف الدراسية ملتقياً الكوادر التعليمية والطالبات ومطلعاً على سير العملية التدريسية وآليات تطوير المدرسة وأبرز المختبرات والمرافق التي تضمها لتقدم التجارب العلمية المختبرية التي تدعم عملية التعليم، والاحتياجات المستقبلية للمخيم من المرافق التعليمية.
كما التقى سموه عدداً من الطالبات والطلاب ممثلي «البرلمان الطلابي» في مخيم ماركا واستمع منهم إلى شرح حول مسار عملية التعليم والتحديات التي يواجهها الطلبة، إضافة إلى احتياجاتهم الأكاديمية التي ترتقي بعملية التعليم وترفع من كفاءتها لمواكبة التطورات المتسارعة في المجالات كافة.
وانتقل سمو نائب حاكم الشارقة بعدها إلى مشروع الأمن الغذائي التابع لمنظمة «أنيرا» الإنسانية، التي تُعنى بدعم اللاجئين والمتضررين من النزاعات في لبنان وسوريا والأردن؛ حيث تعرف إلى تفاصيل المشروع الذي يركز في نموذج عمله على استثمار المساعدات والدعم من أجل تطوير قدرات تجمعات اللاجئين على إنتاج الغذاء بأنفسهم من خلال المزارع والبيوت البلاستيكية التي تؤمن المنتجات الزراعية على مدار العام.
ويتناغم هذا النموذج مع مستهدفات المشروعات التنموية المستدامة للقلب الكبير التي تخطط لتنفيذها في قطاع غزة لما لها من أهمية في تعزيز القدرات الذاتية لتجمعات اللاجئين والنازحين للنهوض بواقعهم اليومي وتقليل الاعتماد على الدعم الخارجي فقط؛ إذ يعد غياب الغذاء من أسرع المآسي الإنسانية تفاقماً وأثراً في المجتمعات عند اندلاع الصراعات والنزاعات أو وقوع الكوارث.
واطلع سموه على طرق الزراعة في مشروع الأمن الغذائي وأبرز المنتجات الزراعية التي تتم زراعتها باستخدام أساليب حديثة توفر من كميات المياه والتربة مع استدامتها في الإنتاج، ما يحقق أهداف المشروع في توفير الغذاء للمتضررين وتحقيق الأمن الغذائي.
بعد ذلك زار سمو المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير والوفد المرافق، مؤسسة «التعاون الفلسطينية»، المؤسسة الشريكة لـ «القلب الكبير» في الحملة الإنسانية «لأطفال الزيتون»، حيث عقد لقاءً تشاورياً لبحث مستجدات المساعي الإنسانية التي تستهدف اللاجئين الفلسطينيين في الأردن والنازحين في غزة والضفة الغربية على ضوء التداعيات المأساوية المستمرة، وسبل الاستجابة السريعة بما يضمن تأمين الشروط الأساسية للحياة، إلى جانب وضع تصورات مستقبلية للعمل على توفير الخدمات الحيوية الرئيسة في المجالات كافة.
واطلع سموه والوفد خلال الزيارة على عدد من المواد المرئية التي تم تصويرها من داخل قطاع غزة وتبين الواقع المؤلم والمعاناة التي يعيشها الأهالي هناك وتظهر حرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية.
وألقى الدكتور نبيل القدومي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعاون، خلال اللقاء، كلمة رحب فيها بسمو نائب حاكم الشارقة والوفد المرافق له، مشيداً بالجهود الكبيرة لمؤسسة القلب الكبير والشراكة الإنسانية المثمرة مع مؤسسة التعاون في خدمة اللاجئين.
واستعرض مجلس إدارة مؤسسة التعاون أمام سموه والوفد، برنامج نور لرعاية الأيتام الذي أطلقته المؤسسة في قطاع غزة؛ حيث وصل عدد الأيتام جراء الحرب إلى أكثر من 39 ألف طفل، واستمع الوفد إلى مجموعة من المداخلات المصورة والمباشرة للعاملين في البرنامج من قطاع غزة وجمهورية مصر العربية.
واختتم سموه برنامج الزيارة باجتماع مع الوفد المرافق تمت خلاله مناقشة نتائج الزيارات وبحث أفضل نماذج العمل الإنساني المطبقة في مخيمات اللاجئين في الأردن، وكيفية نقل تجربتها إلى اللاجئين والنازحين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً سموه إلى أن العالم اليوم بحاجة ماسة لتطوير البرامج والمبادرات الإنسانية بما يتلاءم مع الحالة غير المسبوقة التي تمر بها المنطقة.
وضم وفد الشارقة المرافق لسمو المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير كلاً من الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ سلطان بن سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، واللواء عبدالله مبارك بن عامر، قائد عام شرطة الشارقة، وبدر جعفر، المبعوث الخاص لوزير الخارجية لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية، عضو المجلس الاستشاري لمؤسسة القلب الكبير، وحسن يعقوب المنصوري، أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، ومريم الحمادي، مدير عام مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة عضو المجلس الاستشاري لمؤسسة القلب الكبير، وراشد عبدالله العوبد، مدير مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، وعلياء عبيد المسيبي، مدير مؤسسة القلب الكبير، وعدد من مسؤولي وممثلي الشركات الخاصة الداعمين.
وتعد «مؤسسة القلب الكبير» من أبرز المؤسسات الإنسانية العالمية التي تواصل حملات الدعم والمساندة للأهالي الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي مخيمات اللجوء بالدول المستضيفة، عبر مجموعة واسعة من المشروعات التنموية في قطاعات حيوية عدّة.