الطاقة المتجددة في القارة السمراء.. إمكانات هائلة ومستقبل واعد
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
تتميز القارة السمراء الضخمة بغنى مواردها الطبيعية، ومساحاتها الشاسعة التي يمكن استغلالها في مجال الطاقة المتجددة، مثل الشمس والرياح والكهرومائية، وهو ما أكد عليه الأمين العام للأمم المتحدة خلال كلمة له في قمة المناخ الأفريقية بالعاصمة الكينية نيروبي، الثلاثاء.
وقال أنطونيو غوتيريش إن "أفريقيا يمكن أن تكون قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة"، وهو ما يطرح تساؤلات عن الإمكانات والفرص المتاحة في هذا المجال بالقارة السمراء.
وأوضح أن "القارة غنية بإمكانات الطاقة المتجددة"، مشيرا إلى أنها "تمتلك 30% من احتياطات المعادن الضرورية للتكنولوجيات المتجددة ومنخفضة الكربون مثل الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية".
وأضاف أنه "في منطقة القرن الأفريقي، يتم توليد 85% من الكهرباء عبر الطاقة المتجددة، بما في ذلك مشاريع الطاقة الكهرومائية الضخمة في إثيوبيا وكينيا والسودان، وهناك أيضا مشاريع الرياح والطاقة الشمسية في مصر والجزائر وتونس والمغرب".
كما أشار إلى أن "موزمبيق تحصل على نحو 100% من طاقتها من مصادر خضراء ومتجددة، وإلى زيادة المشاريع واسعة النطاق للطاقة الشمسية بعدة دول ومنها جنوب السودان".
دعوة إلى الاستثماروشدد غوتيريش على أن "الوقت قد حان لتعمل البلدان الأفريقية مع الدول المتقدمة والمؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا لخلق تحالف حقيقي للطاقة المتجددة الأفريقية".
ودعا الزعماء الأفارقة، الأربعاء، في ختام قمة تاريخية، المجتمع الدولي إلى مساعدتهم على الاستفادة من إمكانات القارة في مكافحة ظاهرة احترار المناخ، من خلال الاستثمارات وإصلاح النظام المالي الدولي.
غوتيريش يدعو إلى جعل أفريقيا "قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة" دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، العالم إلى جعل إفريقيا "قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة"، خلال كلمة ألقاها في قمة المناخ الإفريقية التي تستضيفها العاصمة الكينية نيروبي.وكان الهدف من خلال قمة المناخ الأفريقية الأولى تسليط الضوء على الموارد غير المستغلة للطاقات المتجددة، من أجل تمكين البلدان الأفريقية من التنمية الاقتصادية مع المشاركة في مكافحة ظاهرة احترار المناخ التي تعد هذه البلدان من الأكثر تضررا منها.
"إعلان نيروبي"وقال المشاركون في إعلانهم الختامي المشترك الذي أطلق عليه اسم "إعلان نيروبي" إن "أفريقيا لديها القدرة والطموح على حد سواء لتكون جزءا أساسيا من الحل العالمي لتغير المناخ".
ولفت الرئيس الكيني، وليام روتو، إلى أنه تم تقديم تعهدات استثمارية بقيمة 23 مليار دولار في مجال الطاقات المتجددة خلال القمة التي استمرت ثلاثة أيام، بينها 4,5 مليارات دولار من الإمارات.
ولم يكن من السهل التوصل إلى إجماع داخل قارة يعيش فيها 1,2 مليار نسمة في 54 دولة متنوعة سياسيا واقتصاديا، حيث تسعى بعض الحكومات إلى مستقبل يركز على الطاقة المتجددة في حين تعتمد حكومات أخرى على موارد الوقود الأحفوري، وفقا لفرانس برس.
وطالبت الدول الأفريقية المجتمع الدولي بالمساهمة في "زيادة قدرة إنتاج الطاقات المتجددة في أفريقيا من 56 غيغاوات عام 2022 إلى نحو 300 غيغاوات بحلول عام 2030 (...) لمكافحة الافتقار إلى الطاقة وتعزيز الإمدادات العالمية من الطاقة النظيفة والمربحة".
إمكانات هائلةوبوجود قوة عاملة شابة وموارد طبيعية هائلة، تستطيع أفريقيا أن تساعد في إيجاد بديل للوقود الأحفوري الملوث.
وبالإضافة إلى الإمكانات الطبيعية لتوليد الطاقة النظيفة مباشرة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية...)، تعد القارة أيضا موطنا لـ40 في المئة من احتياطات العالم من الكوبالت والمنغنيز والبلاتين، الضرورية للبطاريات والهيدروجين، وفقا لفرانس برس.
وتشمل قائمة الدول العشر الأوائل بتعدين خام المنغنيز الصادرة عن "هيئة المسح الجيولوجي الأميركية"، جنوب أفريقيا بالمرتبة الأولى، والغابون (4)، وغانا (10).
وفيما يخص الليثيوم اللازم لإنتاج البطاريات، تحتل زيمبابوي المرتبة السادسة عالميا، وناميبيا المرتبة العاشرة، وفقا لموقع "ستاتيستا".
واعتبارا من عام 2022، بلغ إجمالي قدرة الطاقة المتجددة في أفريقيا نحو 59 غيغاوات. ويمثل هذا نموا بنسبة خمسة في المئة تقريبا مقارنة بالعام السابق، مع الحفاظ على الاتجاه التصاعدي. وبشكل عام، تمثل قدرة الطاقة المتجددة في أفريقيا أقل من 2% من إجمالي القدرة العالمية، وفقا لـ"ستاتيستا".
وتعتبر نسبة الطاقة المتجددة (الرياح والطاقة الشمسية والكهرومائية) في أفريقيا ضئيلة للغاية، مقارنة بمصادر الطاقة التقليدية مثل الوقود والفحم والغاز والطاقة النووية وغيرها، وفقا لـ"وكالة الطاقة الدولية".
تحدياتوتبقى التحديات كبيرة في قارة لا يحصل فيها 500 مليون شخص على الكهرباء وحيث يواصل الزعماء الأفارقة تسليط الضوء على العقبات المالية الكبيرة، وفقا لفرانس برس.
كذلك، تعاني عدة دول أفريقية من الشلل بسبب عبء الديون المتزايد ونقص التمويل.
ودعا العديد من زعماء القارة، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى إصلاح النظام المالي الدولي الذي وصفه غوتيريش بأنه "عفا عليه الزمن وغير عادل ومختل وظيفيا"، لتكييفه مع متطلبات مكافحة ظاهرة احترار المناخ.
وقال روتو "نطالب بتكافؤ الفرص حتى تتمكن بلداننا من الوصول إلى الاستثمارات اللازمة لإطلاق العنان لإمكاناتها وترجمتها إلى فرص".
كذلك، ذكر الزعماء الأفارقة الدول الغنية الملوِّثة بالتزامها توفير 100 مليار دولار سنويا لتمويل خطط المناخ للدول الأكثر فقرا بحلول عام 2020.
أرقام وإحصاءاتووجد تقرير أعده معهد "إنيرجي"، نشرته صحيفة "الغارديان"، في يونيو الماضي، أن الوقود الأحفوري شكل ما نسبته 82% من إجمالي استهلاك الطاقة في العالم عام 2022.
ومن المتوقع أن يرتفع الاستهلاك العالمي للطاقة بشكل أكبر العام المقبل، مما قد يؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بعد أن أنهت الصين قيودها الصارمة التي فرضتها لمكافحة جائحة كورونا، وفتحت باب السفر إليها مجددا هذا العام، مما يزيد من استهلاك وقود الطائرات.
البترول مهيمن لسنوات طويلة.. مستقبل الطاقة بين "الخيال" والعراقيل يؤكد مسؤولون ومنظمات بقطاع النفط زيادة الطلب العالمي على الوقود، لعدة سنوات مقبلة، وفي المقابل تشير بعض الإحصائيات المتخصصة إلى أن نسبة ما تشكله الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح والكهرومائية، ما زالت ضئيلة ولا تفي بالطلب المتزايد، الأمر الذي يطرح تساؤلات بشأن النسب الحالية، والتوقعات المستقبلية لمستقبل قطاع الطاقة، في وقت تبذل فيه جهود دولية لمكافحة التغير المناخي والحفاظ على البيئة.وقالت جولييت دافنبورت، رئيسة معهد إنيرجي: "على الرغم من النمو القوي في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، إلا أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري المرتبطة بالطاقة العالمية زادت مرة أخرى. ما زلنا نسير في الاتجاه المعاكس لما تتطلبه اتفاقية باريس".
وجاء في التقرير، الذي نُشر بالشراكة مع KPMG وشركة Kearney للاستشارات، أن مصادر الطاقة المتجددة، باستثناء الطاقة المائية، لم تلبي سوى 7.5% من الطلب العالمي على الطاقة العام الماضي. ويمثل هذا زيادة بنسبة 1% تقريبا عن العام السابق، مدفوعة بالنمو القياسي في طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وارتفع توليد الطاقة الشمسية بنسبة 25% في عام 2022 بينما نما إنتاج طاقة الرياح بنسبة 13.5% مقارنة بالعام السابق.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی مجال الطاقة المتجددة الطاقة المتجددة فی الطاقة الشمسیة فی أفریقیا عام 2022 إلى أن
إقرأ أيضاً:
«إذاعة صوت أمريكا»: ما مصير أفريقيا فى ظل التنافس بين الولايات المتحدة والصين؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحدث الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب فى أكثر من مناسبة عن الصين خلال حملته الانتخابية؛ متعهدًا بفرض تعريفات جمركية أعلى وواسعة النطاق على الواردات من العملاق الآسيوي، وستراقب بكين الآن عن كثب تحركات الإدارة الأمريكية المقبلة فى أماكن أبعد، من بينها بالطبع قارة أفريقيا، التى باتت ملعبا كبيرا للتنافس بين واشنطن وبكين.
وبحسب التقرير الذى نشره موقع "إذاعة صوت أمريكا" فإن الخبراء يختلفون حول ما قد يعنيه فوز ترامب بولاية ثانية لطموحات بكين فى القارة السمراء، حيث يقول البعض إنها قد تكون نعمة للصين - أكبر شريك تجارى لأفريقيا - إذا سعت الولايات المتحدة إلى أجندة انعزالية "أمريكا أولاً" تتجاهل المنطقة فى الغالب.
لكن تيبور ناجي، الذى شغل منصب مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية لترامب من عام ٢٠١٨ إلى عام ٢٠٢١، لديه منظور مختلف. قال إن ترامب أدرك مدى قوة الصين كلاعب فى القارة.
قال ناجى لإذاعة "صوت أمريكا": "كانت إدارة ترامب هى أول من أدرك التهديد الوجودى الذى تشكله الصين، وكنا على الخطوط الأمامية فى أفريقيا، ورأينا ما كان الصينيون يفعلونه".
وأضاف ناجي، الذى عمل أيضًا سفيرًا للولايات المتحدة فى غينيا وإثيوبيا خلال إدارتى الرئيسين بيل كلينتون وجورج دبليو بوش، أنه لا يعتقد أن الإدارة الجمهورية القادمة ستهمل أفريقيا لأنها ترى الصين كتهديد للمصالح الأمريكية هناك كما قال إن القارة مصدر رئيسى للمعادن الحيوية الجذابة لكلا القوتين العظميين.
وينسب ناجى الفضل إلى إدارة ترامب الأولى فى تقديم سياسات فى القارة تهدف إلى مواجهة نفوذ الصين.
وتابع: "لقد كان لدينا ... التركيز الصحيح لأننا جعلنا الأمر يتعلق بالشباب. كما تعلمون، كان افتراضنا هو أن أفريقيا ستخضع لتسونامى الشباب مع مضاعفة عدد السكان بحلول عام ٢٠٥٠ وأن ما يريده الشباب حقًا هو الوظائف، أكثر من أى شيء آخر".
ولتحقيق هذه الغاية، يقول ناجي، أنشأت إدارة ترامب الأولى مبادرة Prosper Africa فى عام ٢٠١٨، وهى مبادرة مصممة لمساعدة الشركات الأمريكية التى تعمل فى أفريقيا، ويتوقع أن تظل الإدارة القادمة منخرطة هناك.
وقال: "تظل أفريقيا فى الخطوط الأمامية إلى حد كبير، والولايات المتحدة قلقة للغاية بشأن معادننا الاستراتيجية، وعندما تسيطر قوة معادية على المعادن الاستراتيجية، فهذا ليس جيدًا حقًا عندما تحتاج إلى المعادن الاستراتيجية لتكنولوجيتك المتطورة وأنظمة الأسلحة".
لكن كريستيان جيرود نيما، محرر أفريقيا فى مشروع الصين والجنوب العالمي، متشكك وقال إن ولاية ثانية لترامب قد تكون فرصة لبكين.
وقال لـ"إذاعة صوت أمريكا" إنه "بالنظر إلى ولايته الأولى، لم يُظهر ترامب اهتمامًا كبيرًا بأفريقيا، ومن المرجح أن يكون هذا هو الحال حتى الآن، ولن يكون هناك سوى عدد قليل من البلدان المهمة - البلدان التى تشكل مواردها أو موقعها أهمية لمصالح الأمن القومى للولايات المتحدة". وأضاف: "ستكون للصين مساحة للمناورة وزيادة نفوذها بعدة طرق".
وأكدت يون صن، مديرة برنامج الصين فى مركز ستيمسون، موضحة "أشك فى أن أفريقيا ستكون أولوية بارزة لترامب"، مضيفة أن غياب الولايات المتحدة عن القارة "سيعزز من بروز الموقف الصينى بحضورها".
كما أن الآراء حول مدى نجاح إدارة الرئيس جو بايدن فى التعامل مع أفريقيا مختلطة أيضًا. قال العديد من المحللين بغض النظر عما إذا كان الديمقراطيون أو الجمهوريون فى السلطة، فإن القارة عادة ما تكون فكرة لاحقة فى السياسة الخارجية الأمريكية، والتى لا تختلف كثيرًا من إدارة إلى أخرى.
وقالت الإدارة الحالية إنها كانت "كل شيء فى أفريقيا"، عندما استضاف بايدن العشرات من رؤساء الدول فى أول قمة لقادة أفارقة فى عام ٢٠٢٢، وهو الحدث الذى يُنظر إليه على أنه محاولة لإعادة تأكيد النفوذ الأمريكى فى مواجهة الصين الصاعدة.
ومع ذلك، "لم يتم التشاور مع القادة الأفارقة أو الاتحاد الأفريقى بشأن أجندة قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا لعام ٢٠٢٢ وكان هذا هو الحال أيضًا مع استراتيجية الولايات المتحدة تجاه أفريقيا".
كما كتب كريستوفر إيزيكي، مدير المركز الأفريقى لدراسة الولايات المتحدة فى جامعة بريتوريا، فى مقال شارك فى توقيعه صامويل أويوول، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه فى العلوم السياسية فى الجامعة.
بينما لم يسافر ترامب أبدًا إلى أفريقيا كرئيس، زار كبار المسئولين فى إدارة بايدن القارة، بما فى ذلك نائب الرئيس ومن المتوقع أيضًا أن يسافر بايدن إلى أنجولا قبل نهاية ولايته فى ديسمبر.
فى عهد بايدن، وافقت الولايات المتحدة على تطوير ممر لوبيتو وخط سكة حديد زامبيا-لوبيتو، وهو المشروع الذى وصفته وزارة الخارجية بأنه "أهم بنية تحتية للنقل ساعدت الولايات المتحدة فى تطويرها فى القارة الأفريقية منذ جيل".
يُنظر إلى خط السكك الحديدية على أنه جزء من رؤية عابرة للقارات تربط بين المحيطين الأطلسى والهندي.
سيتم تمويل المشروع من خلال اتفاقية مشتركة تدعو الولايات المتحدة والبنك الأفريقى للتنمية ومؤسسة التمويل الأفريقية والاتحاد الأوروبى إلى دعم أنجولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة بمثابة محاولة للتنافس مع مشروع البنية التحتية العالمى للرئيس الصينى شى جين بينج مبادرة الحزام والطريق، والتى بنت السكك الحديدية والموانئ والطرق فى جميع أنحاء أفريقيا. هناك قلق بين بعض المحللين من أن ترامب قد يتراجع عن هذا.