مطارا مسقط وصلالة ضمن قائمة أفضل المطارات في منطقة الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
مسقط- الرؤية
حل مطار مسقط الدولي ضمن فئة أفضل المطارات على مستوى الشرق الأوسط في فئة 15 الى 25 مليون مسافر وجاء مطار صلالة ضمن قائمة أفضل مطارات الشرق الأوسط في فئة ٢ مليون مسافر وجائزة طاقم العمل الأكثر تفانيا على مستوى الشرق الأوسط، وأسهل رحلة مطار في الشرق الأوسط وأنظف مطار في الشرق الأوسط وأفضل مطار يستقبل أقل من 2 مليون مسافر على مستوى الشرق الأوسط.
جاء هذا التتويج في حفل توزيع جوائز جودة خدمة المطارات (ASQ)، التي ينفذ من قبل المجلس العالمي للمطارات بالشراكة مع شركة تكنولوجيا السفر "أماديوس"،
بهدف تكريم أفضل المطارات في العالم من حيث تجربة الركاب. حيث يتم اختيار المطارات الفائزة بالجوائز بناءً على استبيانات الركاب التي تم جمعها بالمطار في يوم السفر لعام 2023.
وشهد مطار مسقط الدولي قفزة كبيرة من حيث المسافرين، فقد تضاعفت وتيرة النمو في فترة وجيزة الأمر الذي وضع المطار على رأس قائمة العديد من الجوائز الإقليمية والعالمية في قطاع الطيران والسياحة والسفر خاصة وأن المطار قد تمت تهيئته ليتسع لأكثر من 56 مليون مسافر في مراحل لاحقة لاستيعاب حركة السفر المستقبلية من وإلى سلطنة عُمان والتي سيصاحبها سلسلة من الإجراءات والتسهيلات التي تضعها الجهات المعنية نصب أعينها ومنها "منح رعايا 103 دول" تسهيلات دخول إلى سلطنة عُمان من دون تأشيرة أو عند الوصول إلى المطار، وكافة الإجراءات التحفيزية للدعم الاستثمار والسياحة في سلطنة عمان الأمر الذي من المؤمل أن يؤثر إيجابا بشكل كبير على نمو الحركة عبر المطار في الفترة القادمة.
وعبر سعود بن ناصر الحبيشي، نائب الرئيس التنفيذي لمطار مسقط الدولي القائم بأعمال رئيس العمليات في مطارات عمان، عن سعادته بحصولي مطاري مسقط وصلالة على هذا الانجاز، الذي يضاف إلى الانجازات السابقة، الامر الذي يؤكد حرص المطار وموظفيه من كافة الجهات على مواصلة الجهود للوصول إلى هذه القائمة المشرفة بأفضل مطارات الشرق الاوسط في مقياس يعتبر واحد من اهم المقاييس العالمية اعتمادا.
وأشار إلى ان هذا التميز في الاداء يعود الى تعاضد كافة الشركاء الاستراتيجيين من كافة الجهات العاملة في المطار وهو ما جعل تحقيق هذا المستوى والمراكز المتقدمة المستمرة في باقي البرامج في كافة على مستوى المطارات فئة بين 15 الى 25 مليون، أو فئة المطارات في فئة أقل من 2 مليون مسافر.
ووجه الحبيشي الشكر لكل الجهات والعاملين في مطاري مسقط وصلالة، مؤكدا على أهمية مواصلة هذه الانجازات والمحافظة عليها في الاعوام المقبلة، في ظل ما يشهده قطاع السفر من نمو منذ جائحة كوفيد 19، وهذا ما يجعلنا أمام تحديات تضاعف من مسؤوليتنا لجعل مطارات عُمان واحدة من المطارات العالمية.
يُشار إلى أن عدد المسافرين عبر مطارات سلطنة عُمان ارتفع بنهاية شهر مايو 2023م بنسبة 71.5 بالمائة مسجلا 5 ملايين و223 ألفا و992 مسافرا مقارنة بـ 3 ملايين و45 ألفا و519 مسافرا بنهاية شهر مايو 2022م.
وحسب الاحصاءات، فإن عدد المسافرين عبر مطار مسقط الدولي بلغ بنهاية شهر مايو الماضي نحو 4 ملايين و718 ألفا و497 مسافرا بارتفاع نسبته 79.5 بالمائة، سافروا على متن 36 ألفا و315 رحلة، بارتفاع في عدد الرحلات بلغت نسبته 65.6 بالمائة.
وبلغ عدد المسافرين عبر مطار صلالة 470 ألفا و950 مسافرا بارتفاع نسبته 32.7 بالمائة سافروا على متن 3 آلاف و468 رحلة بارتفاع في عدد الرحلات نسبته 26.4 بالمائة.
وحقق مطار مسقط الدولي، نجاحا متسارعا وقفزات كبيرة في أعداد المسافرين والحركة الجوية في الأعوام التي تلت انتقال العمليات إلى مبنى مسافريه الجديد والذي تم إنشاؤه وفق أرقى المستويات العالمية قياسا بأعداد المسافرين والحركة الجوية في الأعوام التي سبقت افتتاحه في عام 2018، حيث اقترب عدد المسافرين في مطارات عُمان من الـ 20 مليون مسافر في نهاية عام 2019 وفق خطة وضعتها " مطارات عمان" للوصول إلى هذا العدد بحلول عام 2020.
في حين تسعى "مطارات عُمان"، بالتعاون مع شركائها سواء هيئة الطيران المدني أو وزارة التراث والسياحة وشرطة عمان السلطانية، لتقديم سلسلة حوافز سواء لشركات الطيران أو شركات السفر لتعزيز المنظومة السياحية إلى سلطنة عُمان لتكون وجهة العالم، في ظل التقارير الدولية التي تشيد بما تملكه عُمان من مقومات ومفردات تاريخية وطبيعية يجعلها واحدة من البلدان التي يجب السفر إليها مستقبلا، خاصة لما تتمتع به من أمان واستقرار إلى جانب حوافز الاستثمار التي توفرها الدولة للمستثمرين.
وتهيأت عوامل عديدة لحدوث هذه القفزات الكبيرة في أعداد المسافرين في تلك الفترة الوجيزة يتربع على قائمة أهمها، تسارع حركة النمو الاقتصادي والسياحي والتجاري في سلطنة عُمان، بالإضافة إلى افتتاح المرافق الجديدة لمطار مسقط الدولي ومطار صلالة، والسمعة الدولية التي استطاعت من خلالها "مطارات عُمان" اكتسابها على الصعيد التشغيلي، إقليميًّا ودوليًّا، ومنها حصولها على جائزة أفضل مشغل مطارات على مستوى العالم في 2019 ضمن جوائز السفر العالمية 2019، وحصول مطار مسقط الدولي في العام نفسه على جائزة المطار الأكثر تحسنا في تجربة خدمة العملاء على مستوى الشرق الأوسط من المجلس العالمي للمطارات ووصوله للمستوى 14 على مستوى العالم كـأفضل مطارات العالم ضمن برنامج المجلس العالمي للمطارات.
وشهد مطار صلالة حركة نشطة خلال هذا العام خاصة خلال فترة موسم خريف ظفار فقد سجل المطار نموا حتى 15 اغسطس الماضي بنسبة 29 % مقارنة بنفس الفترة من عام 2022.
جدير بالذكر ان مطار صلالة، حصد مؤخرا وللعام الخامس على التوالي، على تصنيف خمس نجوم من شركة سكاي تراكس في تصنيف المطارات العالمية لعام 2023، تقديرا للمستوى الرفيع والمرموق والجهود المبذولة في تعزيز الأداء وثمرة لمساعيه الدائمة لتحقيق أعلى مستويات التميز التشغيلي.
كما توج مطار صلالة، بأربع جوائز وهي : جائزة أفضل مطار في فئة المليونين مسافر في الشرق الأوسط، وجائزة أكثر موظفي المطار تفانيا في خدمة المسافرين في الشرق الاوسط، وجائزة اسهل اجراءات سفر في الشرق الأوسط، وجائزة أنظف مطار في الشرق الأوسط. حيث أعلن المجلس العالمي للمطارات بالشراكة مع شركة تكنولوجيا السفر أماديوس، عن أسماء الفائزين بجوائز جودة خدمة المطار (ASQ) لعام 2022 .
كما فاز مطار صلالة في سبتمبر 2022 بجائزة أفضل مطار بالشرق الأوسط في جودة الخدمات، وجائزة المركز الثالث لأفضل مطارات الشرق الأوسط في إجراءات السلامة خلال جائحة "كوفيد 19"، بين عامي 2020 - 2022، وذلك خلال حفل توزيع الجوائز الذي أقيم على هامش القمة العالمية لتجربة العملاء 2022، التي نظمها مجلس المطارات العالمي في مدينة كاركوف البولندية.
وحصد مطار صلالة أيضا المرتبة التاسعة في فئة تصنيف جودة خدمة المطارات لأقل من مليوني مسافر سنويًّا، واستمرت العمليات والخدمات في المطار في تحقيق التقدم من خلال التحسينات الكبيرة عاما بعد عام، حتى ارتقى تصنيف مطار صلالة في عام 2019 ليصل إلى المرتبة الرابعة في الفئة ذاتها، إضافة إلى الجائزتين الدوليتين المشار اليهما.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: على مستوى الشرق الأوسط فی الشرق الأوسط الشرق الأوسط فی عدد المسافرین مطارات العالم ملیون مسافر مطار صلالة أفضل مطار مطار فی فی فئة
إقرأ أيضاً:
الغرب وكأس الشرق الأوسط المقدسة
يرغب الأميركان في شرق أوسط مستقر، وفي سبيل ذلك يتخذون أفضل السياسات الكفيلة بزعزعة استقراره. منذ وقت طويل يراودهم حلم الوصول إلى "الكأس المقدسة"، تلك التي ستأتي بالسلام والاستقرار الأبديين. والكأس المقدسة هي السلام مع السعودية وفقًا للوصف الذي نحته زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد في مقال له على صحيفة هآرتس.
استعصت الكأس المقدسة حتى الآن، وستصبح بعيدة المنال مستقبلًا في ظل ازدهار اليهودية الراديكالية، كما يتوقع لبيد. تدرك السعودية أمرين هامين حين يتعلق الأمر بالتطبيع مع إسرائيل: مكانتها الرمزية في العالم الإسلامي، والأصول التوراتية التي تختبئ وراء النفاق الغربي. كما تدرك أيضًا أن سلامًا مفتوحًا مع إسرائيل، دون حل جذري للمشكلة الفلسطينية، لن يسهم في استقرار الشرق الأوسط.
بعد أربعة عقود من السلام مع مصر يتساءل المثقفون الإسرائيليون عن قيمة ذلك النوع من "السلام البارد". الحال بين مصر وإسرائيل بات أكثر خطرًا من سلام بارد. فقد اعترضت إسرائيل مؤخرًا على الإنشاءات العسكرية التي يقوم بها الجيش المصري في سيناء، وسبق لها أن وصفت ثورة 25 يناير/ تشرين الأول بالطاعون المصري.
داخل النقاش الجاري هناك – حول النشاط العسكري المصري في جزيرة سيناء – علّق تامير موراج، المراسل الدبلوماسي للقناة 14 الإسرائيلية، مطلع هذا الشهر قائلًا: ".. على قيادتنا العليا أن تبقى مستيقظة في الليل. مباشرة أمام أعيننا، وتحت ستار اتفاقية السلام، قامت مصر ببناء جيش هائل يعتمد على الأسلحة الأميركية، وجميع تدريباته تحاكي سيناريوهات غزو إسرائيل [..]. قوات بحرية قوية، وقوة جوية قادرة على تحدي وتعقيد الأمور بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي. هذه القوة العسكرية برمتها، التي تنتهك وتقوض اتفاقات كامب ديفيد بشكل متكرر، تتدرب من أجل هدف واحد: الحرب مع إسرائيل".
إعلانشيء واحد في حكم المؤكد، وهو أن إسرائيل – الحصن الغربي- كيان تأسس على عجلة استعمارية، وأن الزمن يعقد عليه الأمور من كل جانب. ما من كأس مقدسة في الشرق الأوسط، وحتى السلام البارد مع القوة العربية الكبرى في طريقه لأن يصبح سلامًا خطرًا، سلامًا يتدرب على غزو الجار، كما تخبرنا القناة 14 المعروفة بتطرفها وقربها من المنظومة اليمينية.
الخفة في التعاطي مع الشرق الأوسط صارت إلى علامة فارقة في السياسة الغربية التي نحَت، مؤخرًا، منحى توراتيًّا وباتت ترى الدولة الإسرائيلية شأنًا إلهيًّا، بعد أن كانت "حصنًا غربيًا" كما في تصوّر كونراد أديناور، مؤسس ألمانيا الحديثة.
القول إن المقاربة الغربية لمسألة الصراع العربي- الفلسطيني أخذت بعدًا توراتيًا ليس رجمًا بالغيب، ولا هو حديث مرسل. في يونيو/ حزيران 2001 دُعي بيل كلينتون للاحتفال بكتاب "كيف تخوض حربًا حديثة"، للجنرال ويسلي كلارك، القائد السابق للناتو. كان قد مرّ نصف عام على مغادرة كلينتون للبيت الأبيض، وعام كامل على انهيار مفاوضات كامب ديفيد.
لساعة كاملة تحدث كلينتون – لأوّل مرّة- عمّا دار في المفاوضات. تسبب عرفات، يقول كلينتون، في انهيار المفاوضات حين أقدم على الخطأ الذي لا يغتفر. إذ شكّك في "الحقيقة التاريخية" التي تقول إن الهيكل اليهودي يوجد هناك، أسفل المجمَع الإسلامي المكوّن من المسجد الأقصى، قبة الصخرة، وحائط البراق.
بالنسبة لكلينتون فإن هذا التشكيك أمر لا يحتمل. قال للحاضرين "أخبرت عرفات، قلتُ له أنا أعرف أن الهيكل هناك في الأسفل". في الواقع فقد سمع عرفات ما هو أكثر خطورة من هذه الجملة. في الرواية التي دوّنها إيهود باراك، قائد الوفد الإسرائيلي، عن الساعات الأخيرة من المفاوضات نقرأ أن كلينتون انتفض ونهر عرفات صارخًا في وجهه "أخبرني القس سولومو وأنا طفل في نيويورك أن الهيكل هناك تحت المسجد". قبل أن يغادر الحفلة قال كلينتون للحاضرين "أعتذر، لقد أفسدتُ ذلك الشيء في الشرق الأوسط"، كما نقلت مجلة نيوزويك في حينه (يونيو/ حزيران، 2001 ).
إعلانيعمل كل الغرب، لقناعات توراتية – كولونيالية، على إفساد "ذلك الشيء" في الشرق الأوسط، ولم يكن كلينتون استثناء. الإبادة الجارية في غزة كشفت عن رؤية غربية للصراع تقع القصة التوراتية في مركزها. حتى الغرب الثقافي انخرط في ذلك الخيال التوراتي. ولم يعد مستغربًا أن يرى المرء مفكرًا سياسيًا مرموقًا مثل نيال فيرغسون، الذي يقدّم نفسه بوصفه ملحدًا يرسل أولاده إلى الكنيسة، وهو يتحدث عن "المهمة الإسرائيلية فائقة النجاح" في غزة. فـ "تلك الأرض"، يقول فيرغسون، هي مكان وهبه الإله – الذي لا يؤمن بوجوده- لليهود.
الشرق الأوسط حقيقة جيوسياسية بالغة التعقيد، تتصارع حوله ثلاث رؤى، كما يذهب الباحث الإسرائيلي عاموس يلدين في مقاله الأحدث على فورين أفيرز: رؤية المقاومة الفلسطينية (حماس)، الرؤية الإيرانية، والرؤية الأميركية.
لا يمكن العثور على تصور عربي متجانس لمسألة الشرق الأوسط، لا لماضيه ولا لمستقبله. ثمّة خيالات وأحلام متناقضة ومتصارعة. غير أن مشروعًا عربيًا مكتملًا، بما يوازي ويماثل المشاريع المتجانسة التي تنظر إلى المنطقة من خارجها، لا يزال بعيد المنال.
تقوم الرؤية الأميركية، في تقدير يلدين، على تحقيق استقرار في الشرق الأوسط عبر إستراتيجيات متعددة: إنتاج فرص سياسية للإسرائيليين والفلسطينيين معًا، التطبيع بين إسرائيل والسعودية، ومن خلال اتفاقية دفاع بين واشنطن والرياض.
السؤال الإسرائيلي كان دائمًا هو سؤال الاستقرار، وهذا ما تدركه كل المقاربات الأميركية للصراع. فالمجتمع الإسرائيلي سيتعين عليه، في آخر الأمر، أن يتجاوز سؤال البقاء إلى أسئلة أخرى لا تقل أهمية، منها سؤال الاندماج مع الجوار.
فما من مثيل واحد في العالم لحالة النبذ والقطيعة التي تعيشها "الدولة" الإسرائيلية مع كل الجيران. لا تتجاوب إسرائيل كثيرًا مع تكتيكات الاستقرار التي تبتكرها السياسة الأميركية، ومع اتجاهها يمينًا فإن استجابة إسرائيل للرؤى والتقديرات القادمة من خارج المنطقة ستصبح أكثر ندرة.
إعلانفي مذكراته قال كيسنجر إن المسؤولين الإسرائيليين شكروه في وقت متأخر جدًّا على تكتيكاته التي حمَت دولتهم إبّان الصدام العسكري العربي- الإسرائيلي في سبعينيات القرن الماضي.
لم تكن المصلحة الإستراتيجية التي تنطوي عليها "حلول" كيسنجر واضحةً في العقل الإسرائيلي أوّل الأمر. كان كيسنجر بالنسبة لهم أميركيًا أكثر من حقيقته اليهودية، ولم تكن الحميمية الإسرائيلية- الأميركية قد بلغت الحد الذي نراه الآن، بأن تعمل دولة عضو في مجلس الأمن على رعاية إبادة بشرية على الهواء. وحتى الآن، في أوج الحميمية التوراتية بين البلدين، فثمة هامش مناورة واسع تستطيع إسرائيل من خلاله تمرير مشاريعها العدوانية بما فيها تلك التي تأخذ شكلًا إجراميًا مروّعًا.
الرؤيتان الأخريان؛ رؤية حماس ورؤية المحور الإيراني، تختلفان وتتفقان. وجه اتفاقهما هو في استنزاف إسرائيل وحشرها في زاوية الدخيل والغريب على المنطقة. يواصل يلدين تقديره لما يراه قائلًا: فشلت المقاربات الثلاث ونجحت إسرائيل في فرض رؤيتها الواقعية. إذ أدت العمليات العسكرية لجيش الدفاع الإسرائيلي إلى سلسلة من النجاحات انتهت بسقوط النظام السوري من جهة، وإلى تقويض "الكوريدور الممتد من غرب إيران وحتى الحدود الإسرائيلية، ذلك الطريق الذي عكفت إيران على بنائه لأربعة عقود"، بحسب يلدين.
نجحت إسرائيل من خلال أعمالها العسكرية على جبهات عدة في تغيير "الشكل" الأوسط على نحو لم تكن تتوقعه ولا يبدو أنها تأنس له. لقد تخلّق شكل جديد غامض للشرق الأوسط، لم يستقر بعد، ولا يمكن التنبؤ بما سيؤول إليه في قابل الأيام.
وإن كانت إسرائيل قد نجحت في إبعاد إيران عن حدودها، فإن الحدود التركية باتت الآن، ولأوّل مرّة، على مشارف الدولة العبرية. يتداول الكُتّاب الإسرائيليون النقاش حول المفاجأة السورية التي جعلت تركيا، ذات الثأر التاريخي، محاددة لدولتهم. كل حركة في الشرق الأوسط تخلق نقائضها، وكل إجابة عن سؤال هي في الحقيقة تعقيد للسؤال نفسه.
إعلانإلى ما قبل ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، 2024، كانت الثورة السورية قد آلت إلى قصة من الماضي البعيد. أما الثوار وهم يتحضرون للعملية العسكرية فإن طموحاتهم لم تأخذهم إلى ما هو أبعد من ريف حلب، كما دوّن كمال أوزتورك، الصحفي التركي القريب من المعارضة السورية، في مقالة له على الجزيرة نت.
تدحرجت الكرة كما هي عادة الأحداث في المنطقة وبتنا نشاهد شرقًا أوسطَ جديدًا وغامضًا يختلف جذريًّا عن ذلك الذي تخيله شمعون بيريز مخترع مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" في تسعينيات القرن الماضي.
بينما المسألتان؛ الفلسطينية واللبنانية ذاهبتان إلى الهدوء، برز الحدث السوري إلى العلن على شكل "هزة أرضية لم تحدث في المنطقة منذ اتفاقية سايكس-بيكو عام 2016" وفقًا لكلمات نتنياهو أمام المحكمة المركزية. ما من شيء، ولا أحد، بمقدوره أن يمنع الرياح والعواصف في الشرق الأوسط، ولا حتى أن يخبرنا من أين ستهبّ ولا أين ستسكن.
يقف الشرق الأوسط، برمّته، على كثبان من الرمال المتحرّكة. سكونه المريب باعث على الشك، وحركته المفاجِئة لا تخضع للقواعد. داخل هذا الغموض الوجودي، "الهيولى المحيّرة"، يُراد لإسرائيل أن تغدو كيانًا مستقرًّا. وليس لتلك الأمنية من معنى سوى أنها صادرة عن خيال عاجز وفقير، وعن أوهام خطرة حول شرقنا الأوسط اللعوب والعنيد.
كما لو أن الحديث عن الشرق الأوسط الجديد، دائمًا، يتعلق بالبحث عن مكان آمن لإسرائيل في تلك البقعة من الأرض، لا عن فهم جذري لحقيقته الجيوسياسية في سياقها التاريخي.
الشرق الأوسط الذي يُراد له أن يتسع لإسرائيل يضيق بنفسه وبشعوبه، وهو واحد من أكثر الأماكن الطاردة للسكّان الأصليين. جدران الشرق الأوسط السياسية والاجتماعية ضيقة، وقد أدّت التفاعلات السياسية التي حدثت في العقد الماضي إلى حروب أهلية مدمّرة.
إعلانتريد إسرائيل مكانًا آمنًا في الشرق الأوسط، وفي سبيل ذلك فقد بنت إستراتيجيتها على ثلاثة مبادئ: "الردع، الإنذار المبكر، والنصر الحاسم" كما يرى الباحث الإسرائيلي أسّاف أوريون في مقال له على فورين بوليسي. لطالما استخدمت إسرائيل سجلها من الانتصارات الحاسمة في ردع خصومها، وكانت تضرب الصغير ضربة يخرّ لها قلب الكبير، كما هو قانون "عنترة" في الصراع.
من خلال آلتها العسكرية المتقدمة حرصت على تحقيق انتصارات حاسمة داخل أراضي العدو، بعيدًا عن الحدود. ذلك ما جعلها تبدو وكأنها حقيقة جيوسياسية نهائية في الشرق الأدنى، وليست كيانًا استيطانيًّا في منطقة غير مستقرة في المجمل.
غير أنها مع نهاية معاركها تقف على حقائق جديدة، غالبًا أكثر تعقيدًا. كلما تعقدت المسائل أمام إسرائيل وعدتها أميركا بالكأس المقدسة، وتلك الكأس تأخذ في كل مرّة شكلًا واسمًا. كانت "مصر"- التي يتدرب جيشها على غزو إسرائيل كما يقول مراسل القناة 14- هي تلك الكأس الغالية قبل أربعة عقود.
من الحقائق الجديدة التي وقفت عليها إسرائيل بُعيد انهيار نظام الأسد أن إيران المحشورة في الزاوية، كما حذرت جيروزاليم بوست، قد تلجأ إلى تسريع برنامجها النووي بوصفه الحصن الأخير بعد انهيار كل الحصون. إن نجحت إيران في ذلك المسعى فعلى الإسرائيليين أن يهاجروا، كما يذهب تقريرٌ متشائم لصحيفة يديعوت أحرنوت.
يشبه الحال – بالنسبة لإستراتيجية الأمن الإسرائيلية- لعبة الدمى الروسية، الماتريوشكا، كلما نزع اللاعب مجسمًا وجد تحته آخر. في الواقع ثمّة كأس مقدسة، سهلة ويمكن تخيّلها: الدولة الفلسطينية. غير أن إسرائيل، ومن ورائها العلمانية الغربية التوراتية، اختارت طريق النيران.
الأمم لا تذهب إلى الاستقرار عبر المذابح. جربت أميركا ذلك الطريق مرارًا وفشلت فيه. وكان عليها، وهي تلعب دور الأم، أن تنقل إلى إسرائيل ما تحتاجه الأخيرة من العظة والعبرة. أو على الأقل أن تكشف لها عن نوع من "الحب القاسي"، وفقًا للنصيحة التي قدمها توماس فريدمان عبر صحيفة نيويورك تايمز في العام الماضي.
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية