في قمة العشرين. أميركا تراهن على الهند لمواجهة صعود الصين؟
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
على مدى أكثر من عقدين وفي ظل رئاسات مختلفة جدا، كان الهدف الوحيد والثابت للولايات المتحدة تشجيع صعود العملاق الهندي.
وفي وقت تستضيف الهند في نهاية الأسبوع قمة لقادة مجموعة العشرين، سيتولى الرئيس الأميركي جو بايدن دور المشجع على الرغم من أن الأوساط في واشنطن تقر بأن مصالح الهند تتناقض أحيانا مع مصالح الولايات المتحدة.
تأتي القمة في السنة التي أصبحت فيها الهند أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان متجاوزة الصين، وكذلك خامس أكبر اقتصاد في العالم متجاوزة بريطانيا القوة المستعمرة سابقا.
أما رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي فقد استقبل بحفاوة كبيرة في واشنطن وباريس وأماكن أخرى.
يقول تانفي مادان من معهد بروكينغز، في تقرير لوكالة فرانس برس: "بطريقة ما، أراد رئيس الوزراء مودي أن يجعل (مجموعة العشرين) مناسبة كبرى يحتفل فيها بحلول الهند على الساحة الدولية، كقوة كبرى ذات صوت مستقل وهو مقتنع بأن وقته قد حان".
وتنظر الولايات المتحدة إلى أكبر ديموقراطية في العالم باعتبارها حليفا طبيعيا قادرا على مواجهة دور الصين الذي يتزايد قوة، وبين الطرفين نزاع حدودي طويل الأمد.
لكن الهند أثارت استياء واشنطن برفضها عزل روسيا بعد حربها ضد أوكرانيا في ظل العلاقات التاريخية الوثيقة بين نيودلهي وموسكو.
من خلال رئاستها لمجموعة العشرين، تحاول الهند تخفيف ثقل الوضع الجيوسياسي والسعي إلى تحقيق إجماع حول إعادة هيكلة الديون أو التغير المناخي.
كما تدين المنظمات غير الحكومية بانتظام الغرب الذي يسعى إلى مراعاة الزعيم القومي الهندوسي مودي على خلفية الهجمات التي تستهدف الأقليات الدينية أو حتى مضايقة وسائل الإعلام المنتقدة للسلطات.
جسر بين الغرب والجنوب
تقول أليسا أيريس، من جامعة جورج واشنطن، إنه ليس من المفاجئ أن تبقى الهند التي كانت على رأس حركة دول عدم الانحياز خلال الحرب الباردة، "مستقلة جدا".
وأضافت أن الهند لا ترى أي تناقض في "اللعب على كل الجبهات" مؤكدة على سبيل المثال أن نيودلهي تسعى إلى جعل رئاستها لمجموعة العشرين "جسرا بين الاقتصادات العالمية الكبرى واقتصادات الجنوب".
وأشادت إدارة بايدن بشكل متكرر بقيادة مودي وقالت إنها تعتزم العمل معه لضمان بقاء مجموعة العشرين المنتدى الرئيسي للتعاون الاقتصادي العالمي.
وشدد مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن جايك سوليفان هذا الأسبوع على أن الولايات المتحدة تعتزم إثبات أن مجموعة العشرين، المنقسمة جدا، يمكن أن تكون فعالة في وقت تتصاعد قوة تحالف آخر للاقتصادات الناشئة هو مجموعة بريكس.
في إطار سعيها لأن تصبح لاعبا عالميا من الصف الأول، كانت الهند تتبنى بشكل دائم رؤية لعالم متعدد الأقطاب كما تقول أبارنا باندي الخبيرة في معهد هادسون.
وقالت إن "علاقات الهند القوية مع الجنوب العالمي - عالم عدم الانحياز سابقا - تجعلها جسرا مثاليا للولايات المتحدة وحلفائها".
حالة روسيا
ولن يشارك الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين في قمة العشرين، وهو غياب يرجح أن يستفيد منه بايدن لمصلحته.
استقبال شي كان ليكون فاترا في نيودلهي لو حضر، في حين أن وجود بوتين كان ليسبّب تشتتا كبيرا نظرا لصدور مذكرة توقيف دولية بحقه.
حين بدأت روسيا حربها ضد أوكرانيا، كانت الولايات المتحدة "قلقة جدا" حيال موقف الهند لكنها "تقبلته على مضض" كما يقول مايكل كوغلمان الخبير في شؤون جنوب آسيا في مركز ويلسون.
وقال "أعتقد أن واشنطن قد تعتبر حتى أن موقف الهند قد يكون مفيدا للولايات المتحدة إذا كان الأميركيون يرغبون على المدى الطويل، أن يحاولوا انهاء الحرب من خلال وساطة أو مفاوضات".
ورغم أن واشنطن التي جعلت حقوق الإنسان أولوية، قلقة من التطورات الأخيرة في الهند، فقد قررت غض الطرف.
وقال كوغلمان "إذا بدأت الولايات المتحدة في الدفع بقضية الحقوق والديموقراطية، فإنها ستخاطر بتعريض علاقة مهمة جدا للخطر خصوصا أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تخسرها".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الصين بريطانيا الهند الولايات المتحدة روسيا قمة مجموعة العشرين أميركا الصين الهند الصين بريطانيا الهند الولايات المتحدة روسيا اقتصاد للولایات المتحدة الولایات المتحدة مجموعة العشرین
إقرأ أيضاً:
قلق متزايد في الولايات المتحدة من سيطرة إيلون ماسك على الحكومة الأميركية
واشنطن"أ.ف.ب": تثير السلطة غير المسبوقة الممنوحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحليفه الأغنى في العالم إيلون ماسك القلق بشكل متزايد إذ بدأ الأخير يدخل تغييرات كبيرة على الحكومة الأمريكية.
وسيطر الملياردير المولود في جنوب إفريقيا على نظام مدفوعات وزارة الخزانة الأميركية الذي يدير تريليونات الدولارات. وأعلن بمفرده تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو إس إيد) الإنسانية فيما ساهم في إزاحة كبار المسؤولين.
وبالنسبة إلى شخص يهاجم عادة الموظفين الرسميين غير المنتخبين، لا يخضع الرئيس التنفيذي غير المنتخب لشركتي "تيسلا" و"سبايس إكس" لأي إجراءات محاسبة تذكر في وقت يقود حملة ترامب لخفض عدد الموظفين في الحكومة الأمريكية.
وسعى ترامب للتقليل من أهمية المسألة الاثنين لدى سؤاله عنها في المكتب البيضوي، مشيرا إلى أن "إيلون لا يمكنه القيام بشيء، ولن يقوم بشيء، من دون موافقتنا".
وأكد "سنعطيه الموافقة عندما يكون ذلك مناسبا وعندما لا يكون كذلك، فلن نفعل. لكنه يبلغنا" بكل الأمور. وتابع "إنه أمر يشعر بحماسة كبيرة حياله وأنا معجب" بما يقوم به.
وبدت سلطات ماسك غير محدودة تقريبا، ما دفع الديموقراطيين إلى اتهامه بالاستيلاء على السلطة بشكل غير دستوري.
وما زال ماسك حتى اللحظة غير مسجل لا كموظف فدرالي ولا كمسؤول حكومي، رغم أن الإعلام الأميركي ذكر الاثنين أنه بات الآن مسجّلا كـ"موظف حكومي خاص".
يشير معارضوه إلى أن ماسك كان أكبر متبرع لحملة ترامب الانتخابية الناجحة، إذ قدّم له مبلغا وصل إلى ربع مليار دولار.
كما أن شركاته ترتبط بعقود ضخمة مع الحكومة الأمريكية.
وسيطر فريق الإدارة المكوّن من شباب تم اختيارهم من شركاته الخاصة على نظام المدفوعات التابع لوزارة الخزانة الأميركية واحتلوا مناصب حكومية بارزة.
وساهم هؤلاء في التحرك الرامي إلى دفع الموظفين الفدراليين لأخذ مدفوعات نهاية الخدمة والمغادرة عبر رسائل وصلت بالبريد الإلكتروني تشبه إلى حد كبير تلك التي أُرسلت إلى موظفي تويتر عندما استحوذ ماسك على الشبكة الاجتماعية وغير اسمها إلى "إكس".
أعلن ماسك شخصيا أنه سيتم "إغلاق" وكالة "يو إس إيد" الضخمة أثناء دردشة حية على "إكس" واصفا إياها بـ"المنظمة الإجرامية".
وأثار تحرّك ماسك ومساعديه من دون أي قيود الدهشة على نطاق واسع.
وأفادت تقارير عن مواجهة لافتة بعد ذلك عندما طلب مساعدو ماسك الوصول إلى غرفة محصّنة في "يو إس إيد" حيث توجد معلومات "سريّة".
ووقعت حادثة مشابهة عندما أُعطي مسؤول في وزارة الخزانة إجازة إدارية، بحسب تقارير، بعدما رفض السماح لمساعدي ماسك بالوصول إلى هذا النوع من المعلومات.
وتنحى رئيس إدارة الطيران الفدرالي يوم تنصيب ترامب عندما انتقد ماسك إشراف الوكالة على عمليات إطلاق الصواريخ. وبعد أيام، اضطُر ترامب للمسارعة لتعيين بديل له عقب حادث تحطم الطائرة الدموي في واشنطن.
وفاقم قيام ماسك بما يشبه التحية النازية يوم تنصيب ترامب الجدل.
من جهته، شدد ترامب امس على أنه "في حال اندلاع نزاع، فلن نسمح له بالاقتراب منه"، في تصريحات لم تنجح في تهدئة المعارضين.
وبدأ الديموقراطيون الذين التزموا الصمت إلى حد واسع خلال أول أسبوعين لترامب في السلطة، التحرّك ضد خطوات ماسك.
وقالت السناتورة إليزابيث وارن "لم ينتخب أي أحد ماسك".
ويجري الديموقراطيون في "لجنة الطرق والوسائل" التابعة لمجلس النواب اتصالا طارئا مكرس في جزء منه لهذه المسألة.
وانتقد هؤلاء "إدارة الكفاءة الحكومية" على اعتبارها محاولة غير دستورية لممارسة سلطات رئاسية على أموال أقرها الكونغرس.
وقال زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر امس إن "الأمر أشبه بإدخال نمر إلى حديقة للحيوانات الأليفة وتمني الأفضل".
وفي تصريحات أدلى بها أثناء تظاهرة لموظفي "يو إس إيد"، قال السناتور كريس فان هولن إن "محاولة إيلون ماسك هذه للسيطرة... لن تصمد".
في الأثناء، تجري مراقبة الوضع عن كثب في واشنطن بانتظار النهاية المحتملة لشهر العسل في البيت الأبيض بين شخصيتين استعراضيتين ومغرورتين مثل ماسك وترامب.
وتفيد تقارير بأن ماسك لا يؤدي عمله في المبنى نفسه بعدما منع من الحصول على مكتب في الجناح الغربي لموظفيه ووضع بدلا من ذلك في "مبنى أيزنهاور"، وهو قسم منفصل ضمن مجمع البيت الأبيض.