الجزيرة:
2025-01-24@08:41:12 GMT

سؤال الفن.. الواقع العربي بأجوبة قديمة

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

سؤال الفن.. الواقع العربي بأجوبة قديمة

حينما نشاهد أحوال الإنسان في العالم العربي المعاصر، نقتنع بأنه ليس على ما يرام، وذلك بسبب افتقاره إلى الجاهزية التي تمكنه من الانخراط في العالم الجديد، وليس فقط المساهمة فيه وفق منطقه الثقافي والقيمي. تلك المساهمة تمنحه خصوصية بقدر ما تعطيه عالمية، بفضل قدرته على تفعيل قيمه مع متطلبات زمانه.

والواقع أن غياب الفعل العربي عن هذه المساهمة وذلك الانخراط يرجع إلى اختلال العلاقة بين الزمان والسؤال، أو إلى اختلال العلاقة بين طبيعة السياق وتوجيه الجواب الملائم للسؤال الضمني الذي يفرضه هذا السياق.

ولقد تغيرت خصائص العالم بتغييرات فرضت على كل الأمم أسئلة خاصة. وإذا استطاعت أمة أن تجد الجواب عنها، فقد ضمنت استمراريتها وحققت إبداعًا وفق قدرتها، مما يتيح لها أن تطور أنماطها وتؤثر في تشكيل العالم وفق رؤيتها.

إذا كانت علاقتنا بالزمان والمكان قد اختلت كما اختلت علاقتنا بالفنون، فسيكون لدينا عواطف مختلة أيضًا، مادامت الفنون هي التعبير عن هذه العواطف

أما العالم العربي، فلم يدرك بعد أن السؤال قد تغير، وتبعاً لذلك، يجب أن يتغير الجواب. الواقع أن الواقع العربي ما زال يعيش بأجوبة قديمة لأسئلة جديدة، أو بأجوبة من سياق ثقافي آخر على أسئلة سياقه الثقافي الحالي. ومن بينها سؤال الفن الذي ما زال محصوراً بمقاييس فقدت أسبابها وابتُلِعت آفاقها. ونتيجة لذلك، فضلنا شعور الآخرين على شعورنا، معتقدين أنه شعورنا، وتعلقنا بسردياتهم، مغررين بأنفسنا بأنها سردياتنا. وبالتالي، انحسر أفقنا من ناحية، رغم اعتقادنا بأننا نوسعه، وتوارى استشرافنا للمستقبل من جهة، على الرغم من اعتقادنا بأننا نستعد له.

والملاحظ أن غياب سؤال الفن عن سياقنا العربي بشكل عام، وعن مؤسساتنا الثقافية والتعليمية -وخصوصاً تلك المسؤولة عن وضع البرامج التربوية- أدى إلى غياب فني لدينا. هذا الغياب نتج عنه انحطاط في سلم الأذواق وفي ممارساتنا الاجتماعية واليومية.

ومن أجل ذلك، يجب تحريك الذهنيات لملامسة الوقائع الراهنة وإعادة ترتيب مقامات السؤال بهدف الإجابة وفقاً لمقتضيات السياق الجديد، الذي لم يعد يلائمه الإطار القديم. إذ إن مساحة السياق الجديد اختلفت كثيرًا عن مساحة السياق القديم، كما أن حجمه لم يعد مشابهًا للحجم الذي يتناغم مع جواب سؤال اقتضته التمثلات السابقة.

وإن سؤال الفن المعاصر يجب أن يُجاب بطريقة تعيد ترتيب العلاقة مع الشعور والزمان والمكان، خصوصًا وأن علاقة الإنسان العربي بهذه العناصر قد بلغت أشد درجات الاختلال من قبل.

فالموسيقى، مثلًا، إذا استثمرناها جيدًا وأبدعنا من خلالها، فإننا سنحقق توليفة قادرة على إعادة ترتيب علاقتنا بالزمان. إذ هي مجموعة من الأصوات التي تتناغم بطريقة خاصة مع الزمن، تسعى لرصد أرقى الجمال في زمن الأصوات، حتى تنتج نغمات تصل بين العمق الإنساني والعمق الكوني. ولكن، طالما كانت علاقتنا بالزمن مختلة، فإن علاقتنا بالفن ستظل مشوهة.

الموسيقى إذا استثمرناها سنحقق توليفة قادرة على إعادة ترتيب علاقتنا بالزمان (غيتي)

كما أن الموسيقى هي مجموعة من الأصوات التي تتواءم بشكل خاص مع المكان، تسعى لرصد أسمى حسن في مكان الصوت، حتى تُنتج نغمات تربط بين العمق الإنساني والعمق الكوني أيضًا. ولكن، مادامت كانت علاقتنا بالمكان ملوثة ومخربة، فستظل علاقتنا بالفن مشوهة.

وإذا كانت علاقتنا بالزمان والمكان قد اختلت كما اختلت علاقتنا بالفنون، فستكون لدينا عواطف مختلة أيضًا، مادامت الفنون هي التعبير عن هذه العواطف. وعليه، يعيش عالمنا العربي أزمة عاطفية نظرًا لفقدانه الوجهة التي ينبغي أن تسعى إليها العواطف، ونظرًا لفقدانها الوسيلة التي ينبغي استخدامها لبلوغ تلك الوجهة. حتى إذا استطعنا إعادة الاعتبار للفن، استطعنا أيضًا إعادة ترتيب مشاعرنا، وبالتالي استرجاع قيمة الإنسان.

وإن الفن قادر على تربية العاطفة من خلال عدة وسائل؛ فحين يرسم لنا صورة إيجابية، يحرك فينا شعور الإعجاب بها حتى نتبنى ما فيها من سلوك أو موقف.

وفي المقابل، حين يرسم لنا الفن صورة سلبية، فإنه يحرك فينا شعور الازدراء بها حتى نرفض ما فيها من سلوك أو موقف. وبناءً على ما سبق، يجب المسارعة في نقل الفن من سؤال العقيدة، الذي اقتضاه سياق بناء الدين ومواجهة الأوثان والأزلام، إلى سؤال الذوق والتربية الذي يتطلبه بناء المجتمع المعاصر ومواجهة الانبطاح والاستسلام.

إنه، باختصار، انتقال هذا السؤال من بعده الديني إلى بعده الجمالي. ولا ننفي إمكانية ارتباطه مستقبلاً ببعد آخر يستدعيه المجتمع آنذاك.

وإن البيان القرآني نفسه راعى في هذا السؤال طبيعة البعد الذي يختضم داخل المجتمع. ولنُبعِدْ في المثال بصناعة التماثيل، التي حين كانت تمثل مدرسة عقدية وثنية، أشار إليها بالآتي: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) الأنبياء: 52-54.

وحين كانت تمثل مدرسة فنية جمالية، لم يرَ الله بأسًا في صناعة تمثال الطير مثلًا. بل اعتبر التوفيق إلى هذا البعد الجمالي نعمة من نعمه، فأومأ إلى ذلك بقوله: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي…) المائدة: 110.

وفي الختام، لابد من توجيه كلمة إلى الإنسان، مفادها أن الفن في كثير من صوره يُفكِّك العلاقة الطبيعية بين الدال والمدلول، كما هي مقررة في اللغة. ذلك بأنه يؤسس لمدلول أعمق يعكس حقيقة الوعي بالمطلق اللامتناهي، محاولًا فتح مغلق ألغاز الكون وأسرار الحياة. إنه في جميع حالاته ارتفاع بالإنسان من طوره المادي إلى طور أرقى وأسمى يربط المدارك بالروح، حتى إذا هذبه، عاد به إلى منطق الوجود ليمارس الحياة بميزانه وليس بميزان المادة وحتميتها.

الفن في كثير من صوره يُفكِّك العلاقة الطبيعية بين الدال والمدلول كما هي مقررة باللغة (غيتي)

إن الفن يعمل على تنمية حضور الشخصية وقدرتنا على الإبداع، لأنه عمل يبرز تميز كل إنسان على حدة، باعتباره فردًا مميزًا له وجود مستقل عن الآخرين. ومن خلال هذا الاستقلال والتميز، والتحرر من تأثير الآخرين، يظهر الإبداع الذي يُسهم في بناء الإنسان من الناحية الثقافية والحضارية، مما يمكنه من استمرار في تقديم مساهمات قيمة في الوجود.

ويتيح لنا الفن الحفاظ على هوية الإنسان ووجوده. وعند النظر إلى التداخل المتزايد للعالم الرقمي في مجال الفن، من خلال استخدامه خوارزميات قادرة على إنتاج الألحان والألوان وغيرها من الإبداعات الفنية، نجد أن الإنسان الحديث يغرق في هذه الخوارزميات. فهي تزيف الواقع أمامه بإظهار قدرات هذا العالم الرقمي في خلق محتوى فني، وفي الوقت نفسه، يبدو الإنسان كأنه يتنازل عن دوره الفني، مستسلمًا لهذا العالم الافتراضي على حساب تواصله مع الطبيعة والواقع. وهذا هو أحد التحديات التي تواجه الحضارة المعاصرة؛ حيث تتجه الحضارة نحو تقليل أهمية الإنسان وقيمه، بعيدًا عن التركيز على العمق الإنساني والبحث عن المعاني الحقيقية التي تحفز فهمنا للوجود.

الإنسان الحديث يغرق بخوارزميات تزيف الواقع بإظهار قدرات هذا العالم الرقمي (مجلة العلوم الأميركية Scientific American)

إذ أصبحت فنون الحاسوب، التي تميل إلى التجميل والتطرية، تفتقد إلى الهدف والاتجاه الصحيح نتيجة لغياب المرجعية العليا التي توجه وتؤسس.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: سؤال الفن الذی ی

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تبهر العالم العربي في القاهرة. وتحكى تاريخ العمانيين

 

وزير الإعلام: المشاركة تعزز التواصل الثقافي والمعرفي عبر التعريف بالإرث الأدبي والثقافي العُماني


أصاخت القاهرة اليوم السمع لوقع صدى الحضور العماني في معرض القاهرة الدولي للكتاب ٥٦، حيث كانت سلطنة عُمان ضيف شرف المعرض. وعاد الزمن إلى لحظة لقاء الحضارات الأولى؛ فامتزج صوت عُمان القادم من جزيرة العرب بصوت مصر العائد صداه من شموخ أهرامات الجيزة في حوار ثقافي احتفى بالمعرفة والكتاب والفنون لكنه احتفى أيضًا بالمنجز الحضاري والإنساني الذي رفدت به عُمان الحضارة الإنسانية عبر الزمن، وحملت عُمان إلى القاهرة نماذج من ذلك المنجز ليكون شاهدًا على عظمة أمة عمانية أثرت الحضارة العربية والإنسانية بالكثير من المنجزات.

وافتتحت القاهرة اليوم الدورة السادسة والخمسين من معرض الكتاب الذي تحلّ فيه سلطنة عُمان ضيف شرف وسط ترحيب واحتفاء كبير من الأوساط السياسية والثقافية والإعلامية التي اعتبرت المشاركة العمانية تتويجًا للعلاقات العريقة بين البلدين على كل المستويات وبشكل خاص المستوى الثقافي.

وافتتح المعرض الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة المصرية بحضور  الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام  العمانى الذي مثّل سلطنة عمان «ضيف الشرف» في المعرض، وبحضور جمع كبير من المسئولين المصريين والسفراء والمثقفين والناشرين من مختلف دول العالم.
وتشارك سلطنة عمان بجناح رسمي خاص تعرض فيها نماذج من مفردات الثقافة العمانية التاريخية والحديثة إضافة إلى عدة أجنحة لدور نشر ومكتبات عمانية توزعت على قاعات المعرض الضخم.

وأشاد   أحمد فؤاد هنو بجناح سلطنة عُمان وما تضمنه من تنوع في المعروضات ما يعكس ثراء الثقافة العمانية وعمقها وعراقتها، مؤكدًا ترحيب  مصر  بالمشاركة العمانية التي تعكس مستوى العلاقات بين البلدين ونقاط الالتقاء الحضاري منذ فجر التاريخ، معتبرًا الحضور العماني الكثيف، عبر حضور المثقفين وحضور النتاج الفكري والفعاليات، يثري معرض القاهرة، ويضيف له بعدًا مهمًا في دورته الحالية.

من جانبه، قال  وزير الإعلام العمانى: إن اختيار سلطنة عُمان ضيف شرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 يعكس عراقة العلاقات والروابط المتينة بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية في مختلف المجالات، لاسيما في الجوانب الحضارية والتاريخية والثقافية.

وأشاد  في تصريح صحفي عقب حفل الافتتاح بجهود وزارة الثقافة المصرية والهيئة المصرية العامة للكتاب في تنظيم المعرض والذي يعدّ من بين المعارض التاريخية البارزة في الوطن العربي، ويُمثّل رافدًا مهمًّا للقرّاء والباحثين والأدباء والمهتمين، ومصدرًا للمعرفة وللمكتبات؛ نظرًا لما يحتويه من تنوع في الإصدارات والمناشط والفعاليات الثقافية.

وأضاف الحراصي: إن مشاركة سلطنة عُمان ضيف شرف المعرض ستُعزز التواصل الثقافي والمعرفي من خلال التعريف بالإرث الأدبي والثقافي العُماني عبر إصدارات وندوات وجلسات حوارية وعروض فنية وموسيقية، وعروض تُبرز ما تشهده سلطنة عُمان بقيادة السُّلطان هيثم بن طارق من تقدم عصريّ في مختلف مناحي الحياة.

ولفت الوزير العماني في ختام تصريحه إلى أهمية المناشط والمحافل الثقافية، ومن بينها معارض الكتب لدورها في تحسين وتعزيز قيم السلام والتفاهم ودعم دور النشر والأدباء والمفكرين وتبادل الخبرات بينهم ونشر ثقافة القراءة والمعرفة.

وتشارك سلطنة عُمان بأكثر من ٥ آلاف عنوان في المعرض في مختلف أنواع المعرفة عبر مشاركة ٢٢ مؤسسة حكومية وأهلية ومؤسسات المجتمع المدني.

وتعرض سلطنة عمان في جناحها الرسمي إصدارات متنوعة تقرأ المشهد السياسي والثقافي والاقتصادي في عُمان يبدأ بعضها من مئات السنين عبر مخطوطات نادرة تقتنيها دار المخطوطات بوزارة الثقافة والرياضة والشباب إضافة إلى وثائق تاريخية قديمة تعود إلى مئات السنين ما يعكس عراقة الحضارة العمانية ومنتجها الثقافي. وخُصص ركن لوزارة الإعلام ضمن الركن الرسمي لسلطنة عمان وتعرض فيه الوزارة أهم إصداراتها السياسية والثقافية والمعرفية. وعند مدخل الجناح العماني يجد الزائر الأعداد الأولى من جريدة عُمان والتي تتضمن أخبارًا وتقارير صحفية تعود إلى مطلع سبعينيات القرن الماضي ومواقف سلطنة عمان الداعمة لمصر في حرب أكتوبر، كما تكشف عن وتيرة التغيرات التي عاشتها سلطنة عمان في مرحلة فاصلة من مراحل تاريخها الحديث.

كما خصص ركن للموسوعة العمانية في نسختها الأساسية ونسخة الأطفال، وكانت الموسوعة محط سؤال الكثير من وسائل الإعلام في اليوم الأول من المعرض باعتبارها إنجازًا حضاريًا عمانيًا مهمًا.

واعتبر السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية أن حضور عُمان ضيف شرف في معرض القاهرة الذي يعدُّ ثاني أكبر معرض في العالم يدل على مكانة الثقافة العمانية في الوجدان العربي ودورها الريادي في رفد الحضارة الإنسانية. وأشار السفير إلى أن المشاركة العمانية ثرية بالمضامين عبر المحتوى الذي تقدمه سواء في الجناح الرسمي أو في أجنحة دور النشر والمكتبات العمانية ما يعكس الإبداع العماني عبر التاريخ إضافة إلى الإبداعات الحديثة التي أثرى بها العمانيون كل أنواع المعرفة.

واعتبر الرحبي أن الاحتفاء المصري بمشاركة سلطنة عُمان دليل أولًا على العلاقات المتينة بين البلدين على المستوى الرسمي والشعبي إضافة إلى قدرة الثقافة العمانية على الوصول إلى الآخر العربي والتأثير فيه وهذا مهم جدا ليعرف كل رواد معرض القاهرة للكتاب عن الثراء الفكري العماني. وقال الرحبي: إن عُمان تقدم تجربتها في المعرض عبر الحوارات الثقافية التي ستقام طوال أيام المعرض ضمن البرنامج الثقافي الكبير الذي تشارك به سلطنة عمان، معتبرًا أن الحوار يتأسس بالكلمة وهذا ما سيكون حاضرًا في الجناح العماني.

وشكر سفير سلطنة عمان  بالقاهرة وزارة الثقافة والرياضة والشباب والوزارات الأخرى ومؤسسات المجتمع المدني على الدور الذي تقوم به في التعريف بالثقافة العمانية والمثقفين العمانيين سواء في معرض القاهرة أو في معارض الكتاب العربية والعالمية التي تشهد حضورًا عمانيًا فاعلًا.

واحتفى الإعلام المصري بمشاركة سلطنة عُمان في المعرض وبجناحها معتبرين المشاركة تتويجًا للثقافة العمانية في القاهرة التي تحتفي بالثقافة العربية في معرضها الذي يخرج عن كونه مكانًا لبيع الكتب إلى واحدة من أهم المنصات الثقافية في العالم العربي. ونظمت سفارة سلطنة عمان اليوم حفل استقبال للوفد العماني المشارك في المعرض وحضره شخصيات مصرية وعربية رسمية وثقافية، كما حضره جمع من رجال الإعلام.

ويفتح معرض القاهرة الدولي أبوابه اليوم أمام الجمهور ويدشن برنامجه الثقافي الذي يتضمن أكثر من ٦٠٠ فعالية رسمية إضافة إلى مئات الفعاليات التي تنظمها دور النشر وحفلات التوقيع وتدشين الكتب.

ويبدأ برنامج سلطنة عُمان الثقافي اليوم بندوة عن «العلاقات العمانية المصرية الحديثة.. مرتكزات ومواقف» يشارك فيها الدكتور عبدالمنعم الحسني والدكتور علي الدين هلال والدكتور صابر عرب والدكتور علي العيسائي. وتناقش الندوة العلاقات العمانية المصرية عبر استقراء الكثير من المواقف السياسية والشعبية التي انعكست على مسارات البلدين والتعاون بينهما في مختلف المجالات السياسية والثقافية والإعلامية والتربوية وكذلك تبادل الأفكار حول المشاريع المعرفية.

وتشارك في معرض القاهرة ٨٠ دولة من مختلف قارات العالم و١٣٤٥ دار نشر بشكل مباشر و٦١٥٠ عارضا وجمع كبير من المفكرين والمثقفين من مختلف دول العالم الذين يناقشون قضايا الفكر والسياسة والدبلوماسية والتحولات التي يشهدها العالم عبر رؤى تأتي من مسارات وخلفيات ثقافية ومعرفية مختلفة.

مقالات مشابهة

  • قراءة في متغيرات الواقع العربي
  • محمود سعد: حاولت إجراء مقابلات مع عمالقة الفن العربي دون جدوى
  • سلطنة عُمان تبهر العالم العربي في القاهرة. وتحكى تاريخ العمانيين
  • مناقشة مستجدات الخطة الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.. والاطلاع على تقرير "لجنة الميثاق العربي"
  • دار الإفتاء تكشف السبب الرئيسي للهم والحزن الذي يصيب الإنسان فجأة
  • من «علاقتنا كويسة» إلى «بقينا في حتة معرفهاش».. تطورات علاقة أنغام وشيرين
  • «عالم الشاي».. الذي ينتسب إليه 90% من سكان العالم
  • «تطور الفن العربي خلال فترة ما بعد الانطباعية» في محاضرة بـ«اللوفر أبوظبي»
  • خبير: البشت الذي ارتداه ولي العهد بالعلا زاد الطلب عليه بالعالم العربي.. فيديو
  • نجيب الريحاني.. “الضاحك الباكي” الذي خطف القلوب في العصر الذهبي للفن المصري (تقرير)