الأورومتوسطي: الاشتباكات شمال وشرق سوريا تعمّق معاناة المدنيين وتزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
رام الله - دنيا الوطن
أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء أعمال العنف المستمرة في بعض المناطق شمال شرقي سوريا منذ أكثر من أسبوع، والتي تسبّبت بمقتل عشرات المدنيين وتضرر عدد من المرافق المدنية.
وقال "الأورومتوسطي" في بيان صحافي الأربعاء، إنّ الاشتباكات المسلحة بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ومسلحين يتبعون لبعض العشائر العربية في المنطقة لا تسهم سوى في تعميق معاناة المدنيين، وزيادة الأعباء الإنسانية التي يعيشونها منذ سنوات بسبب ظروف النزاع وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
ومنذ 27 آب/أغسطس المنصرم، قُتل نتيجة الاشتباكات 54 مدنيًا على الأقل، بينهم أربعة أطفال، كما تضررت البنى التحتية العامة الحيوية بصورة بالغة، بما في ذلك مستشفيان وثلاث منشآت لمعالجة المياه، بحسب الأمم المتحدة.
ولفت "الأورومتوسطي" إلى أنّ الاشتباكات بدأت في بعض قرى ريف دير الزور الشرقي بين "قسد" ومسلحين يتبعون لعشائر عربية بعد عزل "قسد" لقائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها "أحمد الخبيل"، وإطلاق ما وصفتها بـ"عملية تعزيز الأمن في المناطق الشرقية والشمالية من ريف دير الزور، لتطهيرها ممّا تبقى من فلول خلايا تنظيم
داعش" الإرهابي والعناصر الإجرامية ومهربي المخدرات".
وامتدت أعمال العنف لتشمل مناطق في أرياف محافظات الحسكة والرقة وحلب، إذ أعلن مسلحون تابعون للعشائر تنفيذ هجمات على مواقع لـ"قسد" في "تل تمر" و"منبج" و"عين عيسى" وبلدات أخرى، وتخلل ذلك قصف صاروخي متبادل أسفر خسائر بشرية في صفوف المدنيين، إلى جانب نزوح مئات منهم إلى مناطق أكثر أمنًا.
ومطلع أيلول/سبتمبر الحالي، قُتل خمسة مدنيين وأصيب آخرون في قرية "المحسنلي" بريف "جرابلس" شرقي حلب، بعد تعرضها لقصف مدفعي يُعتقد أنّ مصدره مواقع تابعة لـ"قسد"، كما تعرضت البلدة لغارات جوية يُعتقد أنّها روسيّة؛ بعد سيطرة مقاتلين تابعين لعشائر عربية عليها عقب اشتباكات مع "قسد".
وأفادت تقارير بتنفيذ "قسد" حملة اعتقالات عشوائية في مدينة "البصيرة" بريف دير الزور بعد استعادة السيطرة عليها، شملت احتجاز عشرات المدنيين بزعم مشاركتهم في القتال، في مؤشر مقلق على احتمالية تنفيذ طرفي النزاع أعمال انتقامية في مناطق الاشتباكات.
وقال مسؤول العمليات في المرصد الأورومتوسطي "أنس جرجاوي": "دائمًا ما يدفع المدنيون الثمن في أوقات النزاعات المسلحة بسبب تجاهل الأطراف المتحاربة للأعراف القانونية والأخلاقية التي توُجب حماية المدنيين وتحييدهم عن العمليات الحربية".
وأضاف أنّ "الاشتباكات في بعض المناطق شمال وشرقي سوريا تؤشر على مدى هشاشة الوضع الأمني والسياسي في البلاد، إذ تسببت ظروف النزاع المستمر منذ أكثر من 12 عامًا بزرع بذور توتر سياسية وطائفية وعرقية قد تتفجّر في أي لحظة، الأمر الذي يؤكد على ضرورة معالجة الجذور العميقة لتلك التوترات، وعدم الاكتفاء بمعالجات سطحية أو مؤقتة".
وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ استهداف المدنيين والأعيان المدنية قد يرقى إلى جريمة حرب، إذ ينبغي على أطراف النزاع اتخاذ مختلف التدابير للتأكد من تحييد المدنيين والأعيان المدنية عن عملياتها العسكرية، وضمان استمرار تدفق المواد الأساسية والمرافق الخدمية المهمة لحياة السكان.
ودعا المرصد الأورومتوسطي "قسد" ومسلحي العشائر العربية المنخرطين في القتال إلى وقف فوري لجميع العمليات العسكرية، والانتهاء عن استخدام العنف لحل الأزمات في مختلف الظروف، والكفّ عن استهداف المدنيين والمرافق المدنية.
وطالب المرصد الأورومتوسطي القوى ذات النفوذ في سوريا، لا سيما الولايات المتحدة الداعم الرئيس لـ"قسد"، بالضغط على جميع الأطراف المنخرطة في النزاع من أجل وقف العمليات العسكرية، وعدم بدء نزاعات جديدة تضاعف معاناة السكان الضعفاء بالفعل، والاحتكام إلى الحوار لتفادي إراقة مزيد من الدماء.
المصدر: دنيا الوطن
كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطی دیر الزور
إقرأ أيضاً:
من سوريا إلى موسكو.. تفاصيل عمليات سرية لنقل الأموال
كشفت وثيقة سرية نشرها "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عليها عن عمليات سرية لتحويل أموال ضخمة عبر الخطوط الجوية السورية إلى موسكو.
وقال المرصد إن العملية تعتبر من أكثر عمليات النقل المالي غموضا تورط فيها النظام السوري السابق.
تفاصيل العملية
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه ومنذ نهاية عام 2020 وحتى منتصف عام 2024، كانت الخطوط الجوية السورية تدير رحلة أسبوعية إلى موسكو، تحديدا إلى مطار "فنوكوفو"، وعلى متن كل رحلة كانت تحمل حقائب مليئة بالأموال، تصل قيمتها في المتوسط إلى 20 مليون دولار أمريكي.
وأوضح أن هذه الأموال كانت تنقل تحت إشراف مباشر من المخابرات الجوية، في عملية شديدة السرية.
وبحسب الوثيقة فإن الحقائب كانت تسلم بشكل مباشر من مصرف سوريا المركزي إلى شاحنة حماية، ليتم نقلها إلى أسفل الطائرة فور وصولها إلى المطار.
وتابع المرصد أن المثير في الأمر أن هذه الحقائب كانت تحمل بشكل منفصل عن أمتعة الركاب، وتحت إجراءات أمنية مشددة.
وأوضح أنه ولضمان سرية العملية، كان يطلب تحميل الحقائب أولا قبل أي شحنات أخرى، وكان لا يسمح لأي من العاملين أو الركاب بالاستفسار عن محتوى الحقائب، بل تم تحذير الجميع بعدم التدخل أو السؤال.
وقال المرصد إن الوثيقة احتوت على تفاصيل دقيقة حول عملية نقل الأموال، بما في ذلك، عنوان المصرف الذي يتعامل مع نقل الأموال في موسكو، وعدد الحقائب، وزنها، وتاريخ الرحلة، والمبلغ المنقول وكافة التفاصيل المتعلقة بكل عملية.
وأضاف أن رسالة كانت توجه حصرا للمدير عام الخطوط الجوية السورية لتيسير عملية تحميل الأموال دون أي عوائق.