سلطنة عمان تحتفل باليوم الدولي لنقاوة الهواء وتعزز جهود مكافحة التلوث
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
- محطات رصد بالطرق ولوحة لعرض مؤشر جودة الهواء
- رصد جودة الهواء المحيط بالمناطق الصناعية والحضرية
- تركيب كاميرات المراقبة على المداخن ومصادر الانبعاثات
- الانتهاء من دراسة قياس مستويات الرصاص في محافظة ظفار
العُمانية: تشارك سلطنة عُمان ممثلة بهيئة البيئة دول العالم الاحتفال باليوم الدولي لنقاوة الهواء الذي يوافق السابع من سبتمبر، ويُشرف عليه برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ويأتي هذا العام تحت شعار "لنعمل معًا من أجل نقاوة الهواء" من أجل سماء زرقاء وإقامة الشراكات القوية للتغلب على التحديات بتلوث الهواء وتأثيراتها الصحية المصاحبة لها.
وتولي سلطنة عُمان ممثلةً في هيئة البيئة بالتعاون وبالشراكة مع مختلف الجهات ذات العلاقة اهتمامًا كبيرًا بالبيئة وصون مواردها الطبيعية، حيث يُعدُّ موضوع جودة الهواء أحد أهم الجوانب الرئيسة التي تمّ التركيز عليها خلال الأعوام الماضية لأسباب صحية واقتصادية واجتماعية؛ فهو أهم الأوساط البيئية التي يتعرض لها الإنسان بشكل مباشر وبشكل يومي وآثاره بعيدة المدى تصل لمسافات بعيدة، وأيّ تغيير في جودة الهواء قد يؤثر على الإنسان.
وضمن جهود هيئة البيئة للحفاظ على جودة الهواء جرى إنشاء وتركيب العديد من محطات رصد جودة الهواء المحيط بالمناطق الصناعية والحضرية، موزعة على مختلف المحافظات وذلك لرصد أهم ملوثات الهواء ذات التأثير المباشر على صحة الإنسان حيث تمّ ربط هذه المحطات بمركز الرصد البيئي التابع للهيئة لأجل متابعة مستويات جودة الهواء بشكل لحظي وتحليلها وتقييمها وإعداد التقارير الفنية اللازمة، كما تمّ إلزام الشركات بتركيب أجهزة رصد مستمرة لانبعاثات ملوثات الهواء من مصادر الاحتراق الثابتة كمولدات الطاقة والأفران والغلايات والمصافي وغيرها.
ويقوم المختصون بهيئة البيئة بتكثيف عمليات الرقابة التفتيشية على مختلف المنشآت والأنشطة من خلال الزيارات الميدانية، وتركيب كاميرات المراقبة على المداخن ومصادر الانبعاثات لضمان جودة الهواء وتقليل تركيز الانبعاثات الصادرة منها وضمان التزام الشركات بتطبيق إجراءات تخفيف التلوث.
وتعمل محطات رصد جودة الهواء المُجهزة بأحدث المحللات والأجهزة التي تقوم برصد وقياس الملوثات الغازية والدقائق العالقة، وذلك لضمان عدم تجاوز الملوثات للمعايير المحددة، حيث إنّ كل محطة رصد تحتوي على محللات مختلفة لقياس ملوثات الهواء الجوي مثل كبريتيد الهيدروجين، وثاني أكسيد الكبريت وغيرها.
ويقوم المختصون في هيئة البيئة بإدارة البيانات المتدفقة من جميع المحطات للتأكد من صحتها ومدى توافقها مع المعايير الوطنية المُحددة بلائحة جودة الهواء المحيط الصادرة بالقرار الوزاري 41 /2017، ولتنظيم منظومات رصد جودة الهواء بالمناطق الصناعية فقد تمّ تطوير منظومة رصد جودة الهواء بميناء صحار والمنطقة الحرة ومنطقتي صور وصلالة التابعتين للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية (مدائن) من خلال إعادة توزيع وتموضع هذه المحطات للاستفادة القصوى منها ولضمان دقة البيانات وتمثيلها لجودة الهواء بتلك المناطق وهي الأخرى تمّ ربطها بمركز الرصد البيئي بالهيئة أسوةً بباقي المحطات.
وتقوم هيئة البيئة حاليًّا بإسناد عددٍ من المشروعات لتوسعة منظومة رصد جودة الهواء المحيط بمختلف محافظات سلطنة عُمان لضمان تغطية الرقعة الجغرافية الكبيرة فيها، ويجري التنسيق مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لتركيب محطات لرصد جودة الهواء بالطرق، كما تمّ مؤخرًا البدء في تنفيذ مشروع لوحة عرض مؤشر جودة الهواء، والذي سيُسهم عند تنفيذه في تعزيز منظومة الرصد والرقابة لجودة الهواء.
كما تمّ الانتهاء مؤخرًا من دراسة قياس مستويات الرصاص في محافظة ظفار والتي أظهرت من خلالها جميع النتائج بأن مستويات الرصاص ضمن المعايير المعمول بها، ولتوسعة نطاق الدراسات المتعلقة بقياس مستويات الرصاص فقد تمّ العمل على مشروع شراء عدد من الأجهزة لأجل البدء في عمل مسوحات وقياسات لمستويات الرصاص في الهواء الجوي بجميع المحافظات.
ونظرًا للحاجة الملحة لتحسين نوعية الهواء من أجل حماية صحة الإنسان فإنه يتوجب على الحكومات والشركات ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد العمل معًا للتغلب على مشكلة تلوث الهواء حيث يُعدُّ تلوث الهواء أحد أبرز المخاطر البيئية الكبرى على الصحة، وعليه فإنه لا بد من تطوير التشريعات وتعزيز عمليات الرصد والرقابة على أهم المصادر الرئيسة لتلوث الهواء في دول العالم المختلفة والتي يأتي في مقدمتها الصناعة والنقل وغيرها.
الجدير بالذكر أنّ قضية العواصف الرملية وحركة الكثبان الرملية وانبعاث الغبار في أجواء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عمومًا وسلطنة عُمان على وجه التحديد تُعدُّ من ضمن أهم القضايا البيئية الرئيسة لوقوع هذه الدول ضمن حزام المناطق الصحراوية الجافة وشبه الجافة، وفي هذا الجانب تعمل دول المنطقة بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية في هذا الشأن بتنفيذ عدد من الدراسات للخروج ببعض الحلول للحدّ من التأثيرات الناجمة عنها، إضافة لتأثيراتها الصحية إن وجدت.
يشُار إلى أنّ تلوث الهواء هو أحد المسببات الرئيسة للإصابة بالسكتات الدماغية، وأمراض القلب، وسرطان الرئة، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والحادة، بما فيها الربو، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنه في عام 2019، كانت نسبة 99 بالمائة من سكان العالم تعيش في أماكن لم تكن تفي بالمستويات المحددة في المبادئ التوجيهية التي حددتها المنظمة لنوعية الهواء، وتصل الوفيات السنوية المرتبطة بتلوث الهواء سواء بشكل مباشر أو غير مباشر إلى 6 ملايين سنويًّا، وترتكز هذه الوفيات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل والدول النامية عمومًا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هیئة البیئة
إقرأ أيضاً:
جامعة الفيوم تحتفل باليوم العالمي للغة العربية.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد الدكتور عرفه صبري حسن نائب رئيس جامعة الفيوم لشئون الدراسات العليا والبحوث، والمشرف على كلية دار العلوم فعاليات احتفالية "اليوم العالمي للغة العربية" والذي نظمته كلية دار العلوم بالتعاون مع اتحاد الطلاب، وأسرة طلاب من أجل مصر المركزية، تحت إشراف عاصم العيسوي نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على قطاع التعليم والطلاب.
وحاضر خلالها الدكتور عصام عامرية وكيل كلية دار العلوم لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والخبير بمجمع اللغة العربية، الدكتور مأمون وجيه عميد كلية دار العلوم الأسبق، وعضو مجمع اللغة العربية، بحضور عدد من السادة أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وذلك اليوم الأحد، بالمكتبة المركزية.
قال الدكتور عرفه صبري حسن، إن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، مما يجعلها لغة متفردة وغنية بالمفردات وهي باقيه إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، مشيرًا إلى حديث الوليد بن المغيرة عندما طلب منه أن يسمع القرآن فجاء إلى رسولنا الكريم (ص) فقرأ عليه القرآن، فقال ابن المغيرة، وصفًا دقيقًا يشهد بفضل كلام الله وعظمته، "والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه.
وأضاف أن اللغة العربية هي لغة القوة والنصر والثقافة التي استمرت لعصور طويلة، ولأهميتها اعتمدت من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتكون من اللغات الأساسية يوم ١٨ ديسمبر عام ١٩٧٣ وأصبح ذلك التاريخ اليوم العالمي للغة العربية تعبيرًا عن أهمية لغتنا العظيمة والتي يتحدث بلسانها أكثر من ٥٥٠ مليون نسمة حول العالم.
وشدد على ضرورة دراسة اللغة العربية والتعمق فيها لاكتشاف قواعدها وجماليات مفرداتها، مشيرًا إلى أن اللغة العربية تمتاز بقدرتها على التعبير عن الأفكار وكانت ولا زالت هي لغة العلم والأدب والفن وأثرت بشكل كبير في الحضارات الأخرى عبر التاريخ، كما أشاد سيادته بجهود الجامعة في تعزيز قيم اللغة العربية وقواعدها من خلال الكليات التي تدرس اللغة العربية.
وفي كلمته أكد الدكتور عصام عامريه، أن اللغة هي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الأمم لأن الهوية واللغة بينهم مكونات تؤثر كل منهما على الآخر، فإذا قويت الهوية قويت معها اللغة لأنها انعكاس لها في الواقع، وأضاف أن اللغة ليست وظيفتها التواصل بين أفراد المجتمع فحسب بل تؤثر في نشاطه وحياته ووعيه فالإنسان لا يرى إلا ما تريه لغته فانظروا للعالم من خلال لغتكم.
وأشار إلى أن اللغة العربية تختلف عن كافة اللغات لما فيها من أسرار التعبير والبيان وحملت ثقافتنا للعالم أجمع ولم يستطع الاستعمار طمسها وفرض لغات أخرى عبر العصور لأنها لغة القرآن الكريم، وكانت لغة شعائر كنسية ويهودية في العصور الوسطى.
كما أوضح أن اللغة العربية تتعرض لكثير من التحديات خلال هذه الفترة مع استبدال مفرداتها أو تعلم لغات أخرى وتركها لذا فهي في تراجع مستمر من قبل أبنائها، واللغات تتجمد بجمود أصحابها وغاب عن كثير منا أن اللغة تتطور ولا تتغير وعلينا الحفاظ عليها لأنها تعبر عن هويتنا وثقافتنا، داعيًا إلى تعزيز استخدام العربية الفصحى في الحياة اليومية.
ومن جانبه أكد الدكتور مأمون وجيه قيمة اللغة العربية ومكانتها وإرثها وحضارتها التى علمت العالم أجمع، معربًا عن أسفه لما تشهده اللغة العربية من عدم استخدام لأنها أصبحت لغة لا يتقنها إلا المتخصصون فيها، فهؤلاء يدرسون في منابر العلم أما اللغة فهي وطن وحال نعيش فيه ولها قيمة يعرفها الناس في شتى بقاع الأرض وأقيمت لها المجامع والمؤسسات.
واصفًا اللغة في كلمات بسيطة هي الفكر ذاته وليست وعاء الفكر، أوعية الفكر هي الكتب أما التفكير هو اللغة وتكمن اللغة في قيمتها كركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي في المجتمع العربي من المحيط إلى الخليج لأن أمن المجتمعات يحتاج إلى الوحدة، واللغة هي الجامع الذي يوحد الخطاب وهي خط الدفاع ضد التطرف الفكري لأنها أداة فهم النصوص والتي يختلف على تفسيرها كثيرًا لعدم التمكن من اللغة والفهم الصحيح لمقاصد القرآن والسنة.
وأشار إلى وضع سياسات حاكمة لتعدد اللغات التي إن تُركت انهارت المجتمعات، ضاربًا المثل بأوروبا التى كانت تتحدث لغة واحدة وهي اللغة اللاتينية، وفي كل منطقة طغت لهجة دارجة ومفردات مختلفة لكل مجتمع فتولدت منها لغات عديدة وكانت في البداية لغة واحدة.
وأوضح أن اللغة العربية كانت جسرًا لنقل المعارف العلمية والفلسفية إلى أوروبا مما ساهم في تطور الحضارة الإنسانية لذلك يجب أن يتقن الناس اللغة العربية الفصحى ولا نحصرها داخل منابر العلم ونعزلها عن الحياة اليومية.
وفي ختام الندوة قام الدكتور عرفه صبري حسن والحضور بتسليم شهادات التقدير للطلاب المتميزين في الأنشطة الطلابية.