شفق نيوز/ توقع الحزب الديمقراطي الكوردستاني، يوم الخميس، حصد مقعد الكورد في مجلس محافظة صلاح الدين رغم غياب مقاره ونفوذه السياسي والمنافسة الشديدة مع غيرمه الاتحاد الوطني الكوردستاني، معولا في ذلك على قوة القائمة المنضوي فيها.

وقال مسؤول مركز الحرب الديمقراطي الكوردستاني (كرميان - طوز خورماتو) اكرم صالح لوكالة شفق نيوز، إنه "رغم غياب مقارنا السياسية والمنافسة المحتدمة مع الاتحاد الوطني خلال الانتخابات المحلية القادمة إلا أن مرشحنا في الانتخابات أوفرُ حظا من مرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني".

وتابع إنه "سنخوض الانتخابات بظروف صعبة بعد إغلاق مقارنا السياسية في طوز خورماتو بعد أحداث 16 أكتوبر 2017 وما تلته تطورات، ونعوّل على قائمة (الحسم الوطني) لحصد مقد الكورد والتي تضم 30 مرشحا يمثلون نحو 10 أحزاب بزعامة وزير الدفاع ثابت العباسي، وكلاً من النواب السابقين والزعماء السياسيين اسامة النجيفي ورافع العيساوي وعمار يوسف"

وبين صالح ان الاتحاد الوطني يمتلك مقومات خوض الانتخابات لوجود مقاره السياسية في طوزخورماتو الا ان ان حظوظنا سنراهن عليها بالقائمة المتحالفين معها، وبحظوظ المكون النسوي كوننا سنخوض الانتخابات بمرشحة وحيدة"، مشيرا الى "برامج سياسية واجتماعية اعدها الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات المحلية في صلاح الدين".

وعن المضايقات والعراقيل المحتملة لحملة الحزب الديمقراطي الكوردستانية الانتخابية قال صالح "لم تظهر المشاكل بعدُ، ولكل حادث حديث وموقف"

يذكر ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني سيخوض انتخابات مجلس محافظة صلاح الدين بمرشحة واحدة هي تارة جلال حميد، فيما تبلغ اصوات الناخبين الكورد في طوز خورماتو اكثر من 40 الف ناخب.

وتسببت خلافات أحداث تشرين الأول/ أكتوبر 2017 بانشقاق المكون الكوردي وتشتت قوائمه ولم يتفق الحزبان الرئيسيان (الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني) على خوض الانتخابات بقائمة موحدة في المناطق المتنازع عليها.

وكانت قيادات سياسية سنية شكلّت، في 18 تموز/ يوليو 2023، تحالفاً جديداً لخوض انتخابات مجالس المحافظات تحت مسمى "تحالف الحسم الوطني"، ويضم: أسامة النجيفي رئيس البرلمان الأسبق، ورئيس حزب الحلّ جمال الكربولي، ووزير المالية الأسبق رافع العيساوي، ووزير الدفاع الحالي ثابت العباسي، وقادة آخرين، فيما اختار المكتب السياسي للتحالف الجديد، أسامة النجيفي أميناً عاماً للتحالف، وثابت العباسي رئيساً للتحالف.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي الانتخابات المحلية صلاح الدين الحزب الدیمقراطی الکوردستانی الاتحاد الوطنی صلاح الدین

إقرأ أيضاً:

هيئة تحرير الشام.. من العولمة الجهادية إلى المحلية السياسية.. قراءة في التجربة

شهدت الحركات الإسلامية في العقود الأخيرة تحولات عميقة ومتشابكة، امتدت من الفكر العابر للحدود الذي تتبناه تنظيمات مثل القاعدة وداعش إلى رؤى أكثر خصوصية ومحلية تتبلور في تجارب مثل "هيئة تحرير الشام" بقيادة أحمد الشرع (المعروف بـ "أبو محمد الجولاني"). ورغم التحولات المثيرة للجدل التي مر بها الشرع ـ بدءًا من انتمائه لتنظيم القاعدة مرورًا بداعش ثم جبهة النصرة وصولاً إلى هيئة تحرير الشام ـ فإن التجربة التي يقودها الآن قد تقدم نموذجًا جديدًا للحركات الإسلامية في المنطقة. هذا المقال يبحث في طبيعة القيادة الجديدة التي يمثلها الشرع، ويرصد أبعادها المختلفة على المستوى الفكري، السياسي، والاجتماعي.

"هيئة تحرير الشام".. خلفية موجزة

لقد شهدت "هيئة تحرير الشام" تطورًا كبيرًا على مدار سنوات الحرب السورية، بدءًا من نشأتها كجماعة متمردة في إطار "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة"، وصولاً إلى هيكلها الحالي كقوة سياسية وعسكرية ساقطت النظام السوري بالضربة القاضية، حيث تطورت الهيئة بمرور الوقت لتصبح لاعبًا رئيسيًا في المعادلة السورية، لا سيما بعد أن انفصلت عن "القاعدة" في عام 2016، لتتحول إلى "هيئة تحرير الشام" في محاولة لتوسيع نطاق دعمها المحلي والدولي والتخفيف من الضغوط المفروضة عليها.

أحد دروس الربيع العربي التي استوعبتها قيادة هيئة تحرير الشام هو أهمية تعزيز الأمن وتجنب الانقسامات السياسية التي تؤدي إلى انهيار المجتمع. فبدلاً من الدخول في نقاشات أيديولوجية وخلافات سياسية واسعة، ركزت القيادة على إعادة بناء الحياة اليومية في المناطق التي تديرها، معتمدة على خطاب عملي بعيد عن التنظير الفكري.منذ ذلك الحين، بدأت الهيئة تركز على بناء نموذج مستقل، يركز على الشأن المحلي والسيطرة الإقليمية، محاولا التكيّف مع التغيرات في السياسة السورية. بينما كانت الحركات الجهادية الأخرى مثل "داعش" تسعى لإقامة دولة إسلامية من خلال العنف المفرط، كانت "هيئة تحرير الشام" أكثر تميزًا في قدرتها على جمع بين القوة العسكرية والإدارة المحلية، حيث سعت إلى تحسين الوضع الإنساني في المناطق التي تسيطر عليها، وتقديم خدمات أساسية كالتعليم والصحة، وذلك لخلق قاعدة شعبية تدعم وجودها.

وبالتوازي مع تطور هذه الجوانب العسكرية والإدارية، سعت "هيئة تحرير الشام" إلى تجنب الوقوع في أخطاء الحركات الإسلامية الأخرى التي عانت من الانقسامات الداخلية والتطرف الفكري. فقد استطاعت الهيئة أن تواكب التحديات السياسية المعقدة، بما في ذلك التعامل مع القوى الإقليمية والدولية مثل تركيا وروسيا، والتفاوض مع فصائل المعارضة الأخرى. وفي وقت كانت فيه جماعات مثل "القاعدة" و"داعش" قد أخفقت في بناء تحالفات سياسية حقيقية بسبب مواقفها الراديكالية، نجحت الهيئة في تأكيد قوتها كقوة مؤثرة على الأرض، وقادرة على الحفاظ على علاقات متوازنة مع القوى المختلفة.

كما أظهرت "هيئة تحرير الشام" مرونة كبيرة في تعاملها مع الأزمة الإنسانية التي رافقت الصراع السوري، مما منحها نوعًا من الدعم الشعبي المحلي الذي كان مفقودًا لدى العديد من الحركات الجهادية الأخرى. بينما كانت تلك الحركات تعاني من عزلة دولية، نظراً لاستخدامها العنف المفرط والإيديولوجيات المتشددة، نجحت "الهيئة" في تقليل هذا العداء من خلال انفتاحها على الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، مما ساعد في تجنب الانهيار الداخلي الذي شهدته الحركات الأخرى. وفي الوقت ذاته، حافظت على أهدافها العسكرية والسياسية، مما أتاح لها الاستمرار في النمو والتمدد.

ومع مرور الوقت، عملت "هيئة تحرير الشام" على تحسين تنظيمها العسكري، من خلال تكوين وحدة قتالية قوية، تعتمد على تكتيك حرب العصابات، واستخدام التكتلات الصغيرة لمهاجمة الأهداف الهامة دون التورط في معارك كبيرة قد تعرضها لخسائر فادحة. كما طورت الهيئة هيكلًا إداريًا مرنًا قادرًا على التكيف مع المتغيرات المحلية، ما ساعدها في الحفاظ على السيطرة على الأراضي التي استولت عليها، وتنظيم شؤونها اليومية بفعالية.

في المقارنة مع الحركات الإسلامية الأخرى، تبرز "هيئة تحرير الشام" كنموذج أكثر مرونة وحكمة، قادر على تحقيق مكاسب طويلة الأمد من خلال التوازن بين القوة والمرونة السياسية. على عكس الحركات المتطرفة التي فشلت في تحقيق أهدافها بسبب التصلب الفكري والانقسامات الداخلية، استطاعت "الهيئة" أن تكون أكثر مرونة في تبني سياسات واقعية، وتجنب الأخطاء التي وقعت فيها الجماعات الأخرى، مما يجعلها مثالاً يحتذى به في قدرة الجماعات المسلحة على التحول إلى كيانات سياسية وعسكرية قادرة على التفاعل مع البيئة الإقليمية والدولية بذكاء.

التشبيب في القيادة والقاعدة

تمثل القيادة الشابة في هيئة تحرير الشام محركًا أساسيًا في تحول الجماعة، حيث تبتعد عن القيادات التاريخية التي تعاني من قيود أيديولوجية وحسابات قديمة. القيادات التقليدية، التي تشبثت بصراعات ماضية، غالبًا ما تكون عاجزة عن التكيف مع التحولات السريعة، مما يضعف قدرتها على الاستجابة للتحديات الإقليمية والدولية. بالمقابل، توفر القيادات الشابة مرونة أكبر، ما يسمح لها بتطوير استراتيجيات سياسية واقعية وفتح قنوات تواصل جديدة، مما يعزز من قدرة الهيئة على التفاعل بشكل أكثر فاعلية مع المتغيرات في المنطقة.

الحركات التي يقودها قادة تاريخيون تواجه تحديات كبيرة في التجديد بسبب تمسكها بحسابات وأيديولوجيات قديمة. هذا الارتباط بتجارب سابقة يعوق قدرتهم على التكيف مع التغيرات السريعة في البيئة السياسية، مما يؤدي إلى بطء اتخاذ القرارات وضعف في التجديد. هذه القيادات التقليدية تكون أقل قدرة على استثمار الفرص الجديدة، مما يحد من مرونة الحركات ويضعف فعاليتها في مواجهة التحديات المتجددة.

تُعتبر الإدارة المدنية والعسكرية في شمال سوريا، والمقاتلون الذين هم أبناء الثورة، حجر الزاوية في الإنجاز التاريخي لإسقاط نظام الأسد. هؤلاء الثوار الذين لم يرتبطوا بأي أيديولوجيات خارجية أو مصالح إقليمية، حافظوا على ارتباطهم الوثيق بالثورة السورية وقيمها الوطنية. لم يتأثروا بالضغوط الدولية أو الإقليمية، بل كانوا يواصلون نضالهم بإصرار لتحقيق الحرية والكرامة لشعبهم.

تأسست المجالس المحلية في المناطق المحررة بجهود مشتركة بين المدنيين والمقاتلين، وتمكنت من إدارة شؤون الحياة اليومية بشكل مستقل، وتقديم الخدمات الأساسية رغم الظروف الصعبة. هذا النموذج المحلي في الإدارة أثبت قدرة السوريين على التنظيم الذاتي بعيدًا عن التدخلات الخارجية، وأكد على قوة الإرادة الشعبية في مواجهة النظام.

المقاتلون الذين تحركوا في اللحظات المناسبة، بقوا مرتبطين بهموم الشعب السوري في المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد، وكانوا دائمًا في الموعد، ملتزمين بقضيتهم الوطنية. إن هذا التلاحم بين الثوار والإدارة المدنية كان عنصرًا حاسمًا في نجاح الثورة، مما جعلهم القوة الفاعلة في إسقاط النظام وبناء المستقبل السوري.

تحولات ملفته

في عالم يشهد تحولات جذرية على الصعيدين الفكري والاستراتيجي، برزت قيادة أحمد الشرع كدافع رئيسي لتحويل مسار هيئة تحرير الشام من مشروع "العولمة الجهادية" إلى رؤية محلية تركز على إدارة المناطق التي تسيطر عليها. هذا التحول الفكري والاستراتيجي يمثل محاولة لتجاوز التجارب السابقة التي تبنت الأيديولوجيات العالمية، مفسحًا المجال لبناء نموذج محلي يتكيف مع الواقع السوري ويعكس احتياجات المجتمع المحلي بعيدًا عن التدخلات الخارجية.

من العولمة إلى المحلية

أحد أبرز معالم التحول في قيادة أحمد الشرع هو الابتعاد عن مشروع العولمة الجهادية، الذي ميّز تنظيم القاعدة وداعش، نحو مشروع محلي يرتكز على إدارة مناطق محددة. حيث اتجهت هيئة تحرير الشام بقيادته إلى فكرة “خصوصية القضية”، ما يعني التركيز على المصالح المحلية لشمال سوريا بدلاً من السعي لإقامة خلافة عالمية. هذا التحول نابع من إدراك القيادات أن استيراد فكر عالمي وفرضه على مجتمعات محلية يؤدي إلى صدام مستمر مع الشعب، وهو ما أسقط العديد من المشاريع الجهادية الأخرى.

يؤكد الشرع هذا التحول في خطابه، منتقدًا صراحة السياسات التي تسعى لفرض نماذج تاريخية متشددة على الواقع المعاصر. في أحد تصريحاته، أشار إلى ضرورة مراعاة أعراف وتقاليد المجتمع المحلي عند تطبيق مقاصد الشريعة، معتبراً أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس وظيفة للأفراد بل للدولة من خلال قوانينها ومؤسساتها.

من فكر الثورة إلى فكر الدولة

إن الانتقال من فكر الثورة المسلح إلى فكر الدولة والتنظيم المدني يمثل أحد أهم السمات التي ميّزت قيادة هيئة تحرير الشام تحت قيادة الشرع. ففي مراحل مبكرة، أظهرت الهيئة وعياً استراتيجياً بأهمية التخلي التدريجي عن الخطاب الثوري المسلح لصالح خطاب الدولة المستقرة. هذا التحول انعكس في خطوات عملية مثل تشكيل حكومة مصغرة تهدف إلى إدارة شؤون المنطقة وإعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق التي تسيطر عليها.

يشير مراقبون إلى أن هذا النهج يهدف إلى بناء نموذج عملي يُظهر قدرة الجماعة على إدارة المناطق، مما يختبر مهارات القيادة ويمكّن من تفكيك شعارات الدولة الإسلامية التقليدية التي كانت قائمة على الإيديولوجيا دون رؤية عملية. وقد أثبتت التجربة نجاحاً نسبياً في توطيد الأمن وإعادة الاستقرار، على عكس الفوضى التي أعقبت سقوط الأنظمة في دول مثل اليمن وليبيا.

الاهتمام بالقضايا العامة واحترام الحياة الشخصية

من التحولات البارزة في نهج أحمد الشرع هو تبنيه خطاباً أكثر تسامحاً فيما يتعلق بالقضايا العامة والحياة الشخصية، سواء تعلق الأمر بالنساء أو بالطوائف المختلفة. فعلى عكس الجماعات المتشددة السابقة التي تبنت سياسات صارمة ومواجهات حادة مع المجتمع، أظهرت هيئة تحرير الشام تحت قيادة الشرع مرونة في التعامل مع التنوع الاجتماعي. ويُعد هذا التحول خطوة مهمة لتعزيز العلاقة بين القيادة والمجتمع المحلي، حيث ظهر الشرع في العديد من المناسبات بين السكان، في المناطق التجارية والمحلات، مؤكداً الاندماج مع الشعب.

إلغاء صراعات الماضي وتركيز على الحاضر

ربما كان أحد أكثر التصريحات إثارة للجدل من أحمد الشرع هو دعوته إلى تجاوز صراعات الماضي، خاصة تلك المتعلقة بالخلافات الإسلامية التاريخية. فقد صرح قائلاً: “ما علاقة سوريا بخلافات وقعت قبل 1400 سنة بين علي ومعاوية؟ لما يقتل السوريون اليوم وتحتل بلدانهم باسم الدين؟”. يعكس هذا التصريح وعياً بأهمية تجاوز الموروث التاريخي الثقيل الذي أدى إلى تأجيج الصراعات، والتركيز على بناء مستقبل يستند إلى واقع الحاضر.

إدارة الصراع الإقليمي والدولي

تمثل إدارة العلاقات مع الأطراف الإقليمية والدولية تحدياً كبيراً لأي حركة إسلامية محلية. وقد أظهرت هيئة تحرير الشام وعياً ملحوظاً في هذا الجانب، حيث سعت إلى تهدئة خطابها وتصريحاتها، واعتماد سياسة براغماتية في التعامل مع القوى المختلفة. كان من اللافت أن الهيئة تجنبت الدخول في مواجهات مع إسرائيل أو القوى الدولية الكبرى، معتبرة أن ذلك قد يجهض مشروعها المحلي قبل تحقيق أهدافه.

إن الانتقال من فكر الثورة المسلح إلى فكر الدولة والتنظيم المدني يمثل أحد أهم السمات التي ميّزت قيادة هيئة تحرير الشام تحت قيادة الشرع. ففي مراحل مبكرة، أظهرت الهيئة وعياً استراتيجياً بأهمية التخلي التدريجي عن الخطاب الثوري المسلح لصالح خطاب الدولة المستقرة. هذا التحول انعكس في خطوات عملية مثل تشكيل حكومة مصغرة تهدف إلى إدارة شؤون المنطقة وإعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق التي تسيطر عليها.كما أن اختيار الحلفاء الموثوقين واعتماد العقلانية في القرارات السياسية ساعد الهيئة في الحفاظ على نوع من الاستقلالية، بعيداً عن التورط في تحالفات قد تُضعف موقفها. هذا الهدوء في التصريحات والقرارات يمثل جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق الاستقرار.

تعزيز الأمن وتجنب القضايا الخلافية

أحد دروس الربيع العربي التي استوعبتها قيادة هيئة تحرير الشام هو أهمية تعزيز الأمن وتجنب الانقسامات السياسية التي تؤدي إلى انهيار المجتمع. فبدلاً من الدخول في نقاشات أيديولوجية وخلافات سياسية واسعة، ركزت القيادة على إعادة بناء الحياة اليومية في المناطق التي تديرها، معتمدة على خطاب عملي بعيد عن التنظير الفكري.

هل نشهد نموذجاً جديداً؟

اتسام الحركة بمرونة فكرية واستراتيجية، واعتماد على الخصوصية المحلية بدلاً من العولمة الجهادية، ووعي بأهمية التحول من الثورة إلى الدولة، لا يعني أن الهيئة استوفت كافة شروط القدوة السياسية، لكن تبقي انطباعات أولية، ربما رصدت الجانب الأذكى منها، تلتزم الصمت فيي الكثير من القضايا التي غالبا تثير الخلافات والتعارضات، ومع ذلك، تبقى هذهالتجربة خاضعة لتحديات كبيرة، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي،وستكون السنوات القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كان هذا النموذج يمثلنقلة نوعية في مسيرة الحركات الإسلامية أم مجرد مرحلة مؤقتة تفرضهاالظروف.

*كاتب يمني

مقالات مشابهة

  • "دورالأحزاب في التوعية السياسية" ندوة بالمجالس المحلية بالحرية المصري
  • أحمد عوين رئيسًا لاتحاد المكفوفين حتى 2028
  • بعد مشاركتها في «الحب كله».. حاتم صلاح يوجة رسالة لـ مي عز الدين | صورة
  • هيئة تحرير الشام.. من العولمة الجهادية إلى المحلية السياسية.. قراءة في التجربة
  • عشرات القتلى وفوضى في موزمبيق على خلفية الطعن بالانتخابات الرئاسية
  • صلاح الدين.. انتحار منتسب في الدفاع المدني اثناء الواجب
  • الحزب الديمقراطي المعارض في كوريا الجنوبية يؤجل خطة تقديم مقترح عزل الرئيس المؤقت
  • بعد موافقة مجلس الشيوخ.. المصري الديمقراطي يرفض مشروع قانون المسؤولية الطبية
  • بيان عاجل لـ أمريكا بعد فوز الحزب الحاكم في انتخابات موزمبيق
  • بنسبة تجاوزت 65%.. فوز دانيال شابو بالانتخابات الرئاسية في «موزمبيق»