سلط تقرير نشره موقع "اقتصاد الشرق بلومبرج" الضوء على أربعة من صناديق الخليج السيادية التي تصنف من الأكبر في العالم بإجمالي أصول تفوق 2.7 تريليون دولار، والتي تحولت إلى جهات استثمارية عملاقة ولاعب رئيسي بالعالم بعد إبرامها اتفاقيات ضخمة.

وحسب التقرير ضخت هذه الكيانات بما فيها جهاز أبوظبي للاستثمار وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، مليارات الدولارات في مجالات شتى مثل التكنولوجيا والتمويل والرياضة، وذلك في دول تمتد من أستراليا إلى كندا، وكان هذا بفضل المكاسب الكبيرة التي جنتها بعد فورة السلع الرئيسية العام الماضي.

وقال التقرير إن هذا الأمر جذب أسماء لامعة في مشهد التمويل العالمي، بداية من "راي داليو" و"راجيف ميسرا"، اللذين يعملان بشكل وثيق مع رؤساء هذه الصناديق الذين يتمتعون بنفوذ كبير.

طحنون بن زايد

وأشار التقرير إلى أن الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان سليل العائلة الحاكمة في أبوظبي يقود إمبراطورية تقدر بنحو 1.5 تريليون دولار وتضم صندوقين للثروة، إلى جانب أهم شركة استثمار خاصة في المنطقة، وأكبر بنك، وأكبر شركة مدرجة في الإمارات.

كما أنه واحد من نائبين لإمارة أبوظبي، ومستشار الأمن القومي للدولة وشقيق رئيسها، ما يمنحه نفوذاً أكبر من معظم نظرائه في المنطقة، حسب التقرير.

ووفقاً لبيانات مؤسسة "جلوبال اس دبليو اف"، احتل جهاز أبوظبي للاستثمار -الذي يرأسه الشيخ طحنون منذ مارس/آذار الماضي- المركز الثاني بين أكبر صناديق الثروة الرئيسية إنفاقاً في الشرق الأوسط من بداية 2022.

وذكر التقرير أن طحنون بوصفه رئيساً لشركة "القابضة" (ADQ)، أشرف كذلك على الاستحواذ على أصول بمليارات الدولارات في مصر، وتعهد باستثمارات تدعم الاقتصاد التركي، فضلا عن لعبه دوراً محورياً في إبرام الصفقات الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي، بما فيها الاتفاق على شراء حصة في شركة "لويس دريفوس".

اقرأ أيضاً

توقعات بتدفقات ضخمة للصناديق السيادية في الخليج

منصور بن زايد

بينما اكتسب الشيخ منصور (شقيق الشيخ طحنون والشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات)، وفق التقرير، شهرته العالمية بوصفه مالكاً لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم. وهو أحد أكثر رجال الأعمال نفوذاً في أبوظبي.

وأصبح منصور بن زايدر ئيساً لمجلس إدارة صندوق شركة "مبادلة للاستثمار" الذي تبلغ قيمته 276 مليار دولار، في مارس الماضي، فيما يتولى خلدون المبارك، وهو مسؤول بارز في الدولة، منصب الرئيس التنفيذي للصندوق منذ عقدين تقريباً.

وحسب "اقتصاد الشرق" يشرف الاثنان معاً على عدة استثمارات بما في ذلك بنك أبوظبي الأول (أكبر مصرف في الإمارة). وهناك حيازات أخرى في مجموعة "كارلايل" وشركة "غلوبال فاوندريز" وهي أكبر مورد في أميركا لأشباه الموصلات المصممة تحت الطلب.

وقال التقرير إن الصندوق يدعم أيضاً الكيان الجديد الذي يشرف عليه راجيف ميسرا، وتبلغ قيمته 6.8 مليار دولار، كما اغتنم فرص الاستثمار في شركات التكنولوجيا عندما تراجعت تقييماتها العام الماضي. ولطالما ساهمت "مبادلة للاستثمار" بقوة في جهود تنويع اقتصاد أبوظبي بعيداً عن النفط، بما في ذلك استثماراتها في قطاع الرعاية الصحية وحتى التمويل.

ويقود منصور، الذي أصبح في العقد السادس من العمر، أيضاً جهاز الإمارات للاستثمار البالغة قيمته 90 مليار دولار.

ويستحوذ الجهاز على حصة بنسبة 60% من مجموعة "الإمارات للاتصالات" (&e) البالغة قيمتها 60 مليار دولار –أكبر مساهم في مجموعة "فودافون"– التي تتبع استراتيجية توسع عالمية طموحة.

اقرأ أيضاً

90 مليار دولار في عام.. صناديق الخليج السيادية تغير استراتيجيتها في الاستثمار

ياسر الرميان

هو محافظ صندوق الاستثمارات العامة القوي في السعودية، وأحد الأشخاص الرئيسيين المكلفين بتنفيذ استراتيجية رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان بهدف إصلاح اقتصاد المملكة.

وأفاد التقرير بأن الصندوق السعودي يقود جهود التنويع في المملكة بدءاً من مدينة "نيوم" المستقبلية التي تبلغ قيمتها 500 مليار دولار، ومروراً بالصفقات المثيرة التي تقلب عالم الرياضة رأساً على عقب، وحتى الاستثمارات في التعدين والألعاب الإلكترونية والتكنولوجيا.

وتجاوز إنفاق الصندوق (البالغة قيمته 760 مليار دولار) كل نظرائه في المنطقة منذ بداية عام 2022، بدعم من ارتفاع أسعار النفط العام الماضي.

ويرأس ولي العهد السعودي صندوق الاستثمارات العامة، كما ساعد في تشكيل استراتيجيته، بما في ذلك تحويل تركيزه إلى قطاعات مثل الألعاب الإلكترونية.

الرميان في الخمسينيات من عمره وعاشق لرياضة الجولف؛ وقد اضطلع بدور أساسي في إتمام اتفاق الشراكة المفاجئة بين رابطة محترفي الغولف ودوري "ليف جولف" هذا العام.

كما يمتلك صندوق الاستثمارات العامة حصة في شركة النفط الحكومية العملاقة "أرامكو"، التي يرأس الرميان مجلس إدارتها.

ومن بين الاستثمارات الأخرى أيضاً خارج المملكة، يعد الصندوق داعماً رئيسياً لمجموعة "لوسيد"، ولديه حصتان كذلك في شركتي "إلكترونيكس آرتس" و"نينتندو".

اقرأ أيضاً

تقرير: ثروات الصناديق السيادية بالخليج ستصل لـ5.6 تريليون دولار خلال 4 سنوات

منصور آل محمود

يشغل منصور إبراهيم آل محمود منصب الرئيس التنفيذي في جهاز قطر للاستثمار، الذي تبلغ قيمته 450 مليار دولار ويعتبر أحد أكبر المستثمرين السياديين في أوروبا.

وقال تقرير "اقتصاد الشرق" إن الجهاز يملك حصصاً في شركات تمتد من عملاقة تعدين السلع الأساسية "غلينكور" إلى سلسلة متاجر السوبر ماركت "جي سينسبري"، إضافة إلى شركة صناعة السيارات "فولكس واجن" التي يشغل آل محمود، وهو من مواليد السبعينيات، عضوية مجلس إدارتها.

وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال الذي تعد الدوحة واحدة من أكبر مصدريه أدى إلى إنعاش خزائن قطر.

وخلال وقت سابق من هذا العام، أشار آل محمود -الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي في 2018- إلى عزم الصندوق على زيادة الإنفاق في آسيا والولايات المتحدة، حيث يخطط للاستثمار هناك في مجالات مكافحة تغير المناخ والبنية التحتية والرقمنة.

وحسب التقرير يتطلع الصندوق أيضاً إلى الحصول على موطئ قدم أكبر في جهود النمو الاقتصادي داخل قطر نفسها، بعد انتهاء سنوات من إنفاق البلاد الضخم على استضافة كأس العالم لكرة القدم.

وتولى الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني، محافظ مصرف قطر المركزي، منصب رئيس جهاز قطر للاستثمار هذا العام. ومن غير المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى تعديلات على استراتيجية الصندوق أو مدى إقباله على الاستثمار.

المصدر | الخليج الجديد + مواقع

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات السعودية قطر طحنون بن زايد منصور بن زايد صناديق الخليج السيادية صندوق الاستثمارات العامة تریلیون دولار ملیار دولار آل محمود بن زاید بما فی

إقرأ أيضاً:

45.6 مليار درهم حجم سوق إدارة الفعاليات في الإمارات خلال 2024

يوسف العربي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة موزة بنت طحنون: الإمارات ستواصل شراكاتها مع المنظمات الإقليمية والدولية لتمكين المرأة شرطة أبوظبي تفتتح مكتب «الباقات المميزة»

يبلغ حجم سوق إدارة الفعاليات في الإمارات نحو 45.6 مليار درهم (12.43 مليار دولار) في عام 2024، حسب «موردر إنتيليجانس» لأبحاث السوق.
وتوقع التقرير، أن يصل حجم السوق إلى 82 مليار درهم (22.35 مليار دولار) بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 12.45% خلال الفترة (2024-2029).
وأكد التقرير أن دولة الإمارات تشتهر بفعالياتها المتقنة التي تجتذب كبار العملاء وكبار الشخصيات من جميع أنحاء العالم مضيفاً أنه مع إدراك المزيد من الشركات والأفراد لقيمة إقامة الفعاليات لتعزيز صورة علامتهم التجارية وخلق تجارب خاصة للزوار، فمن المتوقع أن ينمو قطاع الفعاليات في الدولة بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة. 
وأوضح التقرير أهمية التوجه الحالي للتكامل مع تطبيقات التكنولوجيا لتعزيز تجربة الأحداث والفعاليات حيث يتضمن ذلك التكامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات العرض التفاعلية والواقع الافتراضي والمعزز والمزيد، علاوة على ذلك فإن التكنولوجيا لا توفر تجربة أكثر حيوية وتحفيزًا للزوار فحسب، بل توفر أيضًا معلومات قيمة لمنظمي الأحداث.
وتسارع نمو تبني الوسائط الرقمية والترفيهية في مجال تغطية الفعاليات والأحداث الرياضية وقام كل من القطاعين العام والخاص باستثمارات كبيرة في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

إيرادات السوق 
ويتم تقسيم سوق إدارة الأحداث في الإمارات العربية المتحدة حسب النوع (المعارض والمؤتمرات، والمهرجانات، والرياضة، وأحداث الشركات والندوات، وأنواع أخرى) ووفق مصدر الإيرادات يشمل السوق (التذاكر، والرعاية، والإعلان، والبث، ومصادر الإيرادات الأخرى) وحسب المستخدم النهائي (الشركات والأفراد والعامة).
ونوه التقرير أنه طالما كان يُنظر إلى التخطيط للفعاليات في دولة الإمارات على أنه مهمة مثيرة للاهتمام والسبب هو أنه في عالم اليوم سريع الخطى، تعد إدارة الأحداث مثل الحفلات أو التجمعات العامة لأغراض محددة مثل العطلات مهمة جداً.
وقال التقرير إن دولة الإمارات هي إحدى أهم دول الخليج التي قدمت مساهمة كبيرة في قطاع الضيافة وساعد الموقع المتميز للبلاد، والتوسع السريع لشركات الطيران والبنية التحتية الأفضل للنقل على نمو قطاع الفعاليات حيث تبعد دولة الإمارات مسافة ثماني ساعات فقط بالطائرة عن ثلثي سكان العالم وتعد شركات الطيران الدولية مثل طيران الإمارات والاتحاد للطيران، التي توفر سفراً دولياً على مستوى عالمي، عوامل ذات أهمية متزايدة في توسع صناعة السياحة في البلاد.
وأكد التقرير أن الأحداث الرياضية تلعب دورًا كمحفز لنمو قطاع العاليات والسياحة ككل وكثيراً ما يجمع رواد الأحداث الرياضية هذا مع السياحة المحلية. 
وأضاف: تقع الرياضة في قلب المبادرات السياحية التي تهدف إلى توسيع قطاع الترفيه في دولة الإمارات ويمكن جذب السياح لممارسة الرياضات المهمة في أماكن مميزة بالدولة وتوجد فرص هائلة للشراكة والاستثمار والرعاية في كل جانب من جوانب سلسلة القيمة الرياضية (الأماكن أو المرافق، والرابطات أو الأندية الرياضية، ومحترفي الرياضة، والمعدات، والترويج) وذلك بفضل الأحداث واسعة النطاق ذات الشهرة العالمية التي تقام في الدولة.
ولفت التقرير إلى أن اللاعبين الرئيسيين العاملين في صناعة إدارة الفعاليات يستحوذون على الحصة الأكبر من سوق إدارة الفعاليات و تعمل الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم على زيادة تواجدها في السوق من خلال تأمين عقود جديدة والاستفادة من ديناميكيات السواق.

مساهمة قوية 
وفي فبراير الماضي أعلنت مجموعة أدنيك عن تضاعف قيمة المساهمات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة لقطاعات أعمال المجموعة السبعة مجتمعة في اقتصاد أبوظبي ودولة الإمارات، لتصل إلى 7.37 مليارات درهم في عام 2023، بنسبة زيادة قدرها 107% مقارنة بعام 2022 التي بلغت 3.56 مليارات درهم، لتكون الأكبر في تاريخ المجموعة منذ تأسيسها في عام 2005.
ووفق التقرير الصادر عن مركز دبي التجاري العالمي، ارتفاع إجمالي الناتج الاقتصادي للفعاليات الكبرى الذي بلغ 18.28 مليار درهم عام 2023 بفضل إقامة 76 معرضاً ومؤتمراً واجتماعاً دولياً من إجمالي 301 فعالية تم تنظيمها واستضافتها خلال العام الماضي، وبلغت القيمة الاقتصادية المحتجزة ضمن الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي 10.53 مليار درهم، بنسبة قدرها 58% من إجمالي الناتج الاقتصادي للفعاليات، كما أسهمت فعاليات المركز التجاري في دعم 69.281 وظيفة، وتحقيق دخلٍ أُسريِ بنحو 3.36 مليار درهم.

مقالات مشابهة

  • 45.6 مليار درهم حجم سوق إدارة الفعاليات في الإمارات خلال 2024
  • كوريا الجنوبية تسجل أكبر فائض في الحساب الجاري منذ 32 شهرًا في مايو
  • كوريا تسجل أكبر فائض في الحساب الجاري خلال 32 شهراً
  • مصر.. ماذا قال الخبراء عن إبرام صفقة جديدة بالساحل الشمالي باستثمارات تريليون جنيه؟
  • ثروة أفقرهم 128.4 مليار دولار.. ترتيب أغنى 10 رجال في العالم
  • رجال الأعمال: نطمح أن تحقق الحكومة الجديدة نقلة نوعية في الاستثمار 
  • «أمازون» تبني سحابة للبيانات شديدة السرية للجيش الأسترالي مقابل 1.3 مليار دولار
  • أبوظبي للأوراق المالية يرحب بالإدراج الثانوي لأول سندات لـالقابضة بقيمة 2.5 مليار دولار
  • “أبوظبي للأوراق المالية” يرحب بالإدراج الثانوي لأول سندات لـ”القابضة” بقيمة 2.5 مليار دولار
  • وكيلة مجلس الشيوخ: صناديق الاستثمار تقضي على  المضاربة والمخاطر بسوق العقارات