عربي21:
2025-04-26@14:09:30 GMT

عُمْرة البدل.. بين رفض الدعوة وحبس صاحبها

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية، تطبيق قام صاحبه بنشره، عما يسمى بعمرة البدل، أن يقوم هذا الشخص وهو الداعية أمير منير، بالقيام بعمرة نيابة عنك، أو عن قريب لك، مقابل مبلغ مالي، ولم تهدأ وسائل التواصل وعقبت بشكل كثيف، وكانت معظم التعليقات تميل إلى الجانب السلبي برفض التطبيق، ورفض الفكرة من أساسها، ثم في يوم الأربعاء السادس من سبتمبر، تم إلقاء القبض على أمير.



وبين دعوته أو تطبيقه لما يسمى بعمرة البدل، وبين حبسه، جرى في النهر مياه أخرى، فمع رفض الكثيرين على التواصل الاجتماعي، وصدور تعليقات على الميديا، وقبيل إلقاء القبض عليه، خرجت بعض الفتاوى ضده، منها: فتوى عن دار الإفتاء، وفتوى عن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وكلتاهما ضد التطبيق.

أما عن الجانب الفقهي في الموضوع، فهو موجود ومنصوص عليه في الكتب، من حيث الرأي والتوجه الديني، فهنا قضيتان: قضية النيابة في العبادة، وأخذ الأجر عن النيابة في العبادة، أما عن الأولى، فقد تحدثت فيها كتب الفقه، بناء على نصوص نبوية وردت في الموضوع، وبخاصة قضية الحج والعمرة، فأما عن النيابة عن القريب، فورد فيها المرأة التي سألت عن حجها عن أبيها، وأفتاها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

وأما عن النيابة عن غير الأقارب، فورد فيه حديث الصحابي الذي لبى في الحج، فقال: لبيك اللهم عن شبرمة، فسأله صلى الله عليه وسلم: من شبرمة؟ فقال: أخ لي، فقال صلى الله عليه وسلم: هل حججت عن نفسك؟ قال: لا، قال: فحج عن نفسك، ثم حج عن شبرمة. فأخذ من أجاز النيابة عن القريب أو عموم المسلمين بهذا الحديث.

وأما عن الأجر عن العبادة، فهي أيضا قضية مختلف فيها، وبخاصة في إهداء الأجر لغيره، فالجائز هو أن يقوم الإنسان بالعمل الصالح، ثم يهديه لإنسان، قريب أو غيره، لكن أن يقوم إنسان بالطاعة بمقابل مادي، ثم يهديه لأحد، فمعظم الفقهاء يمنعه، والبعض يجيزه إن كان من باب الجعالة، أي: العطاء غير المشروط.

هذا هو الجانب الفقهي في الموضوع، ويمكن توضيحه ببساطة كما رأينا، لكن للموضوع جوانب أخرى، تتعلق بلماذا توجد مثل هذه الظاهرة؟ وهي ظاهرة تتبع ما يحدث في الحياة من تنميط وتسليع لكل ما في حياة الناس، فإذا كان البعض يلوم على أمير منير اليوم هذا التطبيق، فإن الذي جعل من الدعوة والعبادة نمطا اقتصاديا، هو ما أدخله أهل المال للربح في عبادة روحية كالحج والعمرة، بأن ينظم رحلة للحج والعمرة، ولكي يرغب الناس، ويزيد في سعره، يعلن أن الداعية فلان، أو الشيخ فلان المشهور، سيكون في الحملة، واعظا لها أو مفتيا، وتتنافس الحملات على جلب المشايخ والدعاة.

من المنطقي والطبيعي أن يقارن الناس بين مواقف المشايخ إفتاء أو تصريحا، في موضوع يتعلق بفرد، في عبادة فردية، بينما تلوذ هذه الجهة بالصمت التام عن ممارسات تتعلق بالمجتمع، وتهدر حقه، سواء فيما يتعلق بالأموات أو الأحياء.وكذلك كثير من الفضائيات التي ظهرت، كي تشاهد، كانت تجلب مشاهير الدعاة، ويكون فيها برنامج ديني، ولا بد من البحث عن رعاة للبرنامج، ثم بعد ذلك تحولت هناك فتاوى على الهاتف بالمقابل المادي، وأول من قام بذلك كان الشيخ خالد الجندي، ثم دخلت شركات الهواتف على الخط، بأن جعلت رنات الموبايل أدعية، بمقابل مادي، فالحياة تحولت من حولنا لهذا النمط في التعامل مع التدين والطاعة، ومن هذا المجتمع وهذه الانماط خرجت فكرة عمرة البدل، وستخرج أفكار أخرى.

المرفوض في الفكرة، هو تحويل العبادة التي أساسها ترقيق القلوب، والارتقاء الأرواح، إلى نمط وشكل، وفقدان ما فيها من قيمة سلوكية وتعبدية، تقرب القائم بها من الله تعالى، إلى أشياء روتينية، رغم حسن نوايا بعض القائمين على هذه الأمور، أو دافعهم إن كانت مقبولة أو مرفوضة.

إننا نرفض دعوة صاحب عمرة البدل، لأسباب علمية وموضوعية، والرفض أشد لإلقاء القبض عليه، فالرجل لم يقترف جرما، بل فعل ما اعتقد صحته، وعندما غضب الناس، قام بالاعتذار عن فعله، فالعجيب سرعة تحرك الأجهزة الأمنية في موضوعه، بينما الصمت والتباطؤ في قضايا أخرى تتعلق بالمواطنين.

بين دعوة عمرة البدل، وإلقاء القبض على صاحبها، خرجت الفتوى سريعة من دار الإفتاء، وهو ما جعل الناس تتعجب، إن على مسافة قصيرة من الدار مقابر تاريخية تهدم، والناس منذ شهور تصرخ فيما يفعل، ولا صوت للدار، ولها فتوى سابقة في الموضوع، حكم فيها مفتي مصر الدكتور شوقي علام، يتوعد من يقوم بذلك بحرب من الله، وكانت فتوى علام عن أشخاص عاديين يهدمون مقابر صالحين، فلما قام النظام بالهدم، سرعان ما سحبوا فتواه، رغم وجودها في سلسلة الكتب التي صدرت عن الدار فيها فتاوى دار الإفتاء المصرية.

وإذا كان الأزهر قد أصدر فتوى في موضوع عمرة البدل، إلا أن اللوم عليه في عدم تعرضه لهدم المقابر التاريخية، قد نجا منها، فإن تصريحا على لسان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، عن أهمية مثل هذه المقابر والواجب نحوها، قد رفع عنه الحرج، في هذه المسألة تحديدا.

من المنطقي والطبيعي أن يقارن الناس بين مواقف المشايخ إفتاء أو تصريحا، في موضوع يتعلق بفرد، في عبادة فردية، بينما تلوذ هذه الجهة بالصمت التام عن ممارسات تتعلق بالمجتمع، وتهدر حقه، سواء فيما يتعلق بالأموات أو الأحياء.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الديني دين موقف عبادات الحج البدل رياضة رياضة سياسة سياسة مقالات رياضة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الموضوع عمرة البدل

إقرأ أيضاً:

الدكتور أيمن أبو عمر: الوطن نعمة تستوجب الشكر.. وحبه نابع من الإيمان

أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، على أن حب الوطن نعمة تستوجب الشكر، وأن التضحيات التي قدمها المصريون على مدار التاريخ هي ثمرة لعقيدة راسخة في وجدان هذا الشعب الأصيل.

وقال الدكتور أيمن أبو عمر، خلال تصريحات تلفزيونية له: "ربنا بيقول: (وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، وواجبنا النهارده إننا نفوق ونستيقظ على النعمة الكبيرة دي.. نعمة الوطن اللي لازم نحافظ عليها بالغالي والنفيس، وده اللي حصل فعلاً من آبائنا وأجدادنا".

وأضاف: "كل بيت في مصر قدم حاجة.. شهيد أو مصاب أو حتى الاستعداد الدائم للتضحية.. دي مش مجرد حكايات.. دي عقيدة بتعيشها قواتنا المسلحة وبيعيشها الشعب المصري كله".

وأكد أن المدرسة والمسجد والمنزل هي محاضن لغرس هذا الإيمان: "المدرس مع الطلبة بيعيش ده، والبيت بيغرس ده، وده من صميم الدين وتعاليمه، لأن حب الوطن من الإيمان".

خطيب الجامع الأزهر: أدعو الذين أسرفوا على أنفسهم بالاعتذار لجموع الناس وللوطن

يذكر أن خطيب الجامع الأزهر، أشار إلى أن عيد تحرير سيناء يذكرنا بنصر الله عزّ وجلَّ، ومن الأمانة أن نواكب هذا العيد، بأن ننصر الله عزّ وجلَّ، وأن ننصر دينه وشريعته، لكن نرى بين الحين والآخر من يخوضون في شريعة الله ويشككون في الثوابت ويوَلون وجوه الناس عن المهمات الحياتية التي تعيش فيها الأمة إلى وجهات أخرى مكررة منذ سنوات بنصها وتفصيلها، فكان من الواجب على من أثار الثائرة، أن يتقِي الله عزّ وجلَّ في إثارة الناس، فلا يعكر عليهم دينهم، ولا يعكر على الوطن، استقراره وأمنه والفكر والاجتماعي، ويخوض في ثوابت الدين ليشتت أفكار الناس وأذهانهم واهتماماتهم، ويجرهم إلى هذا الكلام الذي تستغربه عقولهم ولا تعيه أفئدتهم، وهذا ما نبه عليه النبي ﷺ بأن كتاب الله وسنة نبيه ﷺ ليست مضماراً لأغراض دنيوية، وفي القرآن الكريم ما يشير إلى ذلك، فعلينا الاستيقاظ حتى لا نؤخذ بجرتهم.

وختم د. الصغير حديثه بقوله: عند الاحتفال بعيد تحرير سيناء لابد أن نذكر بأسباب النصر، ولابد أن يندحر وينزوي أولئك المغدورون الذين يلحدون في آيات الله ويحرفون الكلم عن مواضعه، فكلامهم مردود عليه بنص الكتاب والسنة، وهذا الكلام يفتح بابا ومجالا كبيرا لتحكيم الناس بشرع الله، فالإدعاء بالمساواة بين البنين والبنات، والأخوات والأخوة، والأب والأم، والزوج والزوجة، ادعاء باطل، والزعم بأن الآيات تقرر حقاً وليس واجباً أمر مرفوض ولا يعقل، فهذه أنصبة مفروضة، وهي حدود الله عزّ وجلَّ، لا ينبغي علينا أن نتجاوزها أو نعتدي عليها، يقول تعالى: ﴿وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾. ففكرة وضع قانون يخالف شريعة القرآن المحكمة وطرحه للاستفتاء أكبر كذبة، ويرد عليها بقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾.

ودعا خطيب الجامع الأزهر، الذين أسرفوا على أنفسهم بوجوب الرجوع ووجوب الاعتذار لجموع الناس وللوطن، فنحن في وقت أحوج ما نكون فيه بأن نذكر بأن نكون على قلب رجل واحد، وأن نثبت الناس على الحق، وأن ننبذ الفرقة بدل أن ننشرها يقول تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾، مذكراً إياهم بالتوبة والاستغفار، وتقدير الأمر بقدره، وبالعلم الذي سوف يسألون عنه يوم القيامة ماذا عملوا فيه؟

طباعة شارك وزارة الأوقاف حب الوطن الأوقاف الدكتور أيمن أبو عمر

مقالات مشابهة

  • من جامع زوجته بهذه الأيام.. علي جمعة: عليه كفارة 10 آلاف جنيه
  • ما تم نهبه فقط من بنك السوداني ٨٢٠ مليون دولار نقدا، و٥ طن ذهب
  • الدكتور أيمن أبو عمر: الوطن نعمة تستوجب الشكر.. وحبه نابع من الإيمان
  • خطيب الجامع الأزهر: الأمانة قيمة عظيمة يجب الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها
  • في ذكرى تحرير سيناء .. «أرض الفيروز» تجلى فيها نور المولى وعبر منها الأنبياء
  • سفيرة الجامعة العربية أمام جثمان البابا فرانسيس: «تأثرت بشدة وذكرت اللحظة التي تحدثت فيها عن معاناة الفلسطينيين»
  • الخداع تحت غطاء الصداقة وخيمة الثقة !
  • موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
  • دعاء الرزق وقت الفجر.. احرص عليه سترى العجب العجاب
  • أول تعليق من صاحب تريند إطعام الكلب: الرحمة بالحيوان لا تقل عن العبادة