لافروف: مشروع أوكوس برعاية واشنطن يفتح الباب لنشر أسلحة نووية بالمنطقة
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
أشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال قمة شرق آسيا، إلى مخاطر عسكرة منطقة آسيا والمحيط الهادئ بسبب تغلغل حلف الناتو فيها، معتبرا أن مشروع أوكوس برعاية واشنطن يفتح الباب لنشر أسلحة نووية بالمنطقة.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية حول مشاركة لافروف في القمة، اليوم الخميس: "تم إيلاء اهتمام خاص لمخاطر عسكرة شرق آسيا على خلفية تغلغل قوات حلف الناتو والبنية التحتية التابعة له في هذه المنطقة، بالاعتماد على آليات كتل الاحتواء الشبكي التي أنشأها الغرب، والترويج لمشروع مواجهة "أوكوس"، الذي ينص على نشر مجمع عسكري-استراتيجي بعنصر نووي في المنطقة".
وأضافت الوزارة أنه خلال تبادل وجهات النظر حول القضايا الرئيسية المدرجة على جدول أعمال منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تم إبلاغ الشركاء بـ"موقف روسيا الثابت الداعم لتعزيز هيكل الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة في المنطقة". وأكد الجانب الروسي "أهمية الحفاظ على آليات التعاون المتعددة الأطراف في نظام التنسيق المعتد برابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وذلك بروح الحوار البناء غير المسيس والتعاون القائم على مبادئ التوافق والاحترام المتبادل ومراعاة المصالح".
وتابعت الوزارة أن التأكيد تم على أهمية تعزيز الأنشطة البناءة في إطار قمة شرق آسيا، "بما في ذلك تنفيذ المبادرات الروسية في مجالات الاستجابة للتهديدات الوبائية، وتطوير قطاع السياحة، وإقامة اتصالات مستدامة بين المنظمات التطوعية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
ووفقاً للوزارة، "أكد الجانب الروسي تركيزه على بناء إطار قوي للتعاون بين الدول في المنطقة من خلال دمج قدرات الآليات المتعددة الأطراف التي تعمل بروح التنمية المشتركة الإيجابية، بما في ذلك تعزيز التعاون البناء بين "آسيان" ومنظمة شانغهاي للتعاون والاتحاد الاقتصادي الأوراسي".
وافتتحت قمة شرق آسيا في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، اليوم الخميس، حيث يمثل روسيا وزير خاجيتها لافروف، وتشمل قائمة المشاركين في قمة شرق آسيا الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) - بروناي وفيتنام وإندونيسيا وكمبوديا ولاوس وماليزيا وميانمار وسنغافورة وتايلاند والفلبين، بالإضافة إلى شركاء حوار آسيان - روسيا وأستراليا والهند والصين وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا والولايات المتحدة واليابان، كما تمت دعوة تيمور الشرقية للمشاركة في الفعاليات هذا العام كمرشح لعضوية آسيان.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News الناتو روسيا سيرغي لافروفالمصدر: العربية
كلمات دلالية: الناتو روسيا سيرغي لافروف قمة شرق آسیا
إقرأ أيضاً:
الحرب التجارية.. بكين تحذّر واشنطن وتوسع تحالفاتها في قلب آسيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في مشهد يعكس تصاعد التوترات العالمية على جبهات الاقتصاد والتحالفات الجيوسياسية، وجّه الرئيس الصيني شي جين بينغ تحذيراً مباشراً من السياسات التجارية الحمائية التي تتبناها بعض القوى الكبرى، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة.
وجاء تصريح شي خلال لقائه بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في بكين، حيث قال إن "الحروب التجارية والتعريفات الجمركية تقوّض الحقوق والمصالح المشروعة لجميع الدول، وتضعف النظام التجاري متعدد الأطراف، وتهدد استقرار النظام الاقتصادي العالمي".
الاجتماع لم يكن مجرد مناسبة دبلوماسية، بل مثّل منصة لإعادة تشكيل تحالف استراتيجي في منطقة القوقاز الحساسة، حيث أعلن الزعيمان إقامة "شراكة استراتيجية شاملة" بين الصين وأذربيجان.
هذه الشراكة، التي تم توثيقها بتوقيع 20 اتفاقية تعاون، شملت مجالات تتجاوز الاقتصاد إلى الأمن، وإنفاذ القانون، والاقتصاد الرقمي، والفضاء، والتنمية الخضراء، ما يشير إلى نقلة نوعية في عمق العلاقة بين البلدين.
الخطوة الصينية تُقرأ في سياق أوسع ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، التي أطلقها شي في 2013، وهي المبادرة التي لطالما سعت من خلالها الصين إلى توسيع نطاق نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي عبر تطوير البنية التحتية العالمية وربط الأسواق الآسيوية والأوروبية والأفريقية في شبكة مترابطة من المصالح والممرات التجارية.
أذربيجان، الدولة ذات الموقع الاستراتيجي التي تتقاطع حدودها مع إيران وروسيا وأرمينيا وجورجيا، تعد من أوائل الداعمين لهذه المبادرة، وتشكّل جسراً حيوياً في مشروع الصين لتوسيع نفوذها في آسيا الوسطى والشرق الأوسط.
رد حاد من بكين على تهديدات واشنطنوفي سياق موازٍ، جاء رد وزارة الخارجية الصينية على التصريحات الأمريكية التي لمح فيها الرئيس دونالد ترامب إلى إمكانية خفض الرسوم الجمركية على الصين.
الخارجية الصينية لم تكتفِ بالتعليق الدبلوماسي، بل وجهت رسالة صارمة إلى واشنطن مفادها: "إذا أرادت الولايات المتحدة إبرام اتفاق، فعليها أن تتوقف عن التهديد والتعنت والإكراه".
المتحدث باسم الخارجية الصينية اتهم واشنطن بالاستمرار في ممارسة "أقصى درجات الضغط" رغم محاولاتها التفاوض، واعتبر أن هذه المقاربة "ليست الطريقة المناسبة للتعامل مع الصين"، في رسالة تعكس حجم الاستياء الصيني من أسلوب التفاوض الأميركي، الذي يعتمد على العقوبات والضغوط الأحادية الجانب.
بين التصعيد الاقتصادي والتحالفات الجيوسياسيةالرسائل التي حملها هذا الحدث تتجاوز الإطار الثنائي بين الصين وأذربيجان، أو حتى التوتر الصيني الأميركي، لتؤكد حقيقة أعمق: أن العالم يشهد تحولاً في موازين القوى، وأن الصين لم تعد تكتفي بردود الأفعال، بل باتت تبادر بإعادة رسم خريطة التحالفات من آسيا إلى أوروبا.
كما أن إصرار بكين على ربط تحذيراتها من الحروب التجارية بتوسيع شراكاتها الإقليمية، يُظهر بوضوح أن المواجهة مع الولايات المتحدة لم تعد مقتصرة على الملفات الاقتصادية، بل أصبحت جزءاً من صراع أوسع على شكل النظام العالمي المقبل، ومدى قدرة واشنطن على الاستمرار في فرض قواعده.