الاحتلال يكشف وثائق سرية عن حرب 1973.. هذا ما دار بين قادته قبيل المعارك بساعات
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
ما زال الإسرائيليون منشغلين بإحياء الذكرى السنوية الخمسين لاندلاع حرب أكتوبر 1973، حيث يتم الكشف عن المزيد من الأسرار التي بقيت طي الكتمان حتى اللحظة، وآخرها التقييمات التي سادت في أوساط جيش الاحتلال قبل 18 ساعة من الحرب، والتقدير بعدم قيام المصريين والسوريين بالهجوم، واعترف وزير حرب الاحتلال حينها موشيه ديان بأن تقييمهم "كان خاطئاً"
وبعد العقود الخمسة على انتكاسة "يوم الغفران" كما يسميها الاحتلال، يواصل أرشيفه الكشف عن بروتوكولات جديدة وصور ووثائق نادرة منها.
يارون دروكمان المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، كشف أنه "قبل ساعات قليلة من بدء صيام يوم الغفران بين اليهود، جرت مناقشة أمنية في مكتب رئيسة الوزراء غولدا مائير، وعلى جدول الأعمال إجلاء العائلات السوفيتية من سوريا ومصر، والتمرين الذي أجراه البلدان معا.
وأشار المراسل إلى "وجود شبه إجماع حينها بين الحاضرين أنه ليس متوقعا اندلاع الحرب، وتظهر البروتوكولات والمواد التي نشرها أرشيف الدولة اليوم الخميس أن الشك رافق قادة الدولة حتى بداية الصيام، وبعده أيضا، كما يصفون اللحظة التي تغير فيها التصور، واعتراف ديان بأن التقييم استند لحرب 1967، وتبين لاحقا أنه غير صحيح".
وأضاف في تقرير مطول استند لملخصات وصور نشرها موقع أرشيف الدولة، وترجمته "عربي21" أن "رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية - أمان، إيلي زعيرا، قدم لمحة عامة عن مصر وسوريا، بزعم أن يقظتهما ترجع أساسا للخوف من إسرائيل، دون تجاهل المناورات الروسية، وليس من الواضح سبب قيامهم بذلك"
وتابع: "كان لرئيس الأركان ديفيد أليعازر (دادو) رأي مماثل أيضا، زاعما أن اعتقاده بأن السوريين والمصريين لن يهاجموا، ليس لدينا أي دليل على ذلك، مع العلم أن رئيس جهاز الموساد تسفي زامير لم يكن حاضرا في المناقشة، لأنه غادر إلى لندن بشكل عاجل للقاء صديقه، وهو أشرف مروان، المقرب من الرئيس المصري أنور السادات".
وذكر دروكمان أن "ديان أبلغ الحاضرين في الجلسة أن الصور الجوية حددت معدات تابعة للقوات المصرية، ويبدو أن استكمال بناء الدبابات كان ناجحا، ليس 100%، لكنه قريب من ذلك، وعرض نقل رسالة للأميركيين مفادها أن السوريين سيهاجمون إسرائيل، وإبلاغ الروس أنه ليس لدينا ميول عدوانية، وبعد ساعات قليلة، عقدت مشاورة أخرى في مكتب غولدا، وقدم زعيرا مراجعة أخرى، لكنه ظل ثابتًا في رأيه بأن الحرب لن تندلع".
ونقل عن دادو قوله: "ما زلنا نعتقد أنه يحتمل جدا أن يكون التأهب السوري والمصري نابعا من الخوف منا، وأن تكون نواياهما الحقيقية القيام بأعمال عدوانية في اتجاهات محدودة، أي أن التقييم الأساسي لـ"أمان" بأننا لا نواجه حربا هو التقييم الأكثر ترجيحا، وما نراه من تشكيلات واستعدادات تحمل سمات الدفاع فقط، رغم أنه يمكنه الهجوم على الفور، لكن ليس لدينا دليل كاف على أنهم لا ينوون الهجوم بناء على المعلومات، وقبل 18 ساعة من شن مصر وسوريا هجوما مشتركا، قدر أننا سنتلقى المزيد من الأخبار باعتزامهم شن هجوم مباغت من نوع ما، فإذا علمنا بذلك قبل 12 أو 24 ساعة، فهذه أيضاً مفاجأة كبيرة".
غولدا من جهتها "قارنت الأجواء السائدة عشية حرب أكتوبر 1973 بعشية حرب حزيران 1967، وفي صباح يوم 6 أكتوبر، وفي تمام السابعة والنصف مساء، وصلت لمكتبها في تل أبيب، وقرأ سكرتيرها العسكري ليئور في أذنها برقية أرسلها زامير أثناء الليل بعد لقائه أشرف مروان، وتلقى الحاضرون في الغرفة رسالة واضحة بأن الحرب مع مصر وسوريا لا مفر منها، وبعد نصف ساعة، جرت مناقشة خاصة بحضور ديان ودادو وزعيرا، والوزيرين يغآل آلون ويسرائيل غليلي، وكان أحد الأسئلة الرئيسية التي تم طرحها ما إذا كان ممكنا توجيه ضربة وقائية ضد المصريين والسوريين، لكن ديان أكد أنه لا يمكننا تحمل تكلفتها هذه المرة من وجهة نظر سياسية".
غولدا أيدت موقف ديان بقولها إن "الضربة الاستباقية جذابة للغاية، لكننا لسنا في عام 1967، هذه المرة سنكون مكشوفين أمام العالم، ويعتبرون سلوكنا رجسا ومقتا شديدا وعملا بغيضا، لن يصدقونا".
"وكان ديان قدر احتمال انضمام الأردن لجبهة القتال إضافة لمصر وسوريا، وقد لا نضطر لإعطاء إنذار للملك، لكن علينا أن نقول إنه إذا بدأ الأردنيون بالتحرك، فيجب قصفهم، فيما نشر أرشيف الدولة تفاصيل لقاء مائير والملك حسين حذرها من اندلاع الحرب، لكن ديان قدر أن المملكة من الشرق ستنضم للحرب، وقد يقع الملك تحت ضغط شديد من المصريين لأنهم بحاجة شديدة إليه".
من جهته، ذكر مدير مكتب رئيسة الحكومة إيلي مزراحي أنه "في يوم 25 أيلول /سبتمبر، قبل أسبوعين من اندلاع الحرب، عقدت غولدا لقاء مع (ليفت) وهو لقب الملك حسين، الذي أبلغها أنه علم من مصدر حساس للغاية أن جميع الاستعدادات والخطط المتعلقة بالعملية السورية اكتملت، وأن الوحدات موجودة في مواقعها لمدة يومين، بما يشمل سلاح الجو والصواريخ، والاستعدادات المذكورة متخفية في شكل تدريب".
وأضاف مزراحي: "سألته غولدا عما إذا كان ممكنا أن يقوم السوريون بالهجوم بدون التعاون الكامل من المصريين، فأجاب الملك بأنه لا يعتقد أنهم لن يتعاونون، وفي نهاية اللقاء مع (ليفت) اتصلت غولدا بديان وأبلغته بحديث الملك عن احتمال الحرب".
الأرشيف الإسرائيلي يزعم أن "ليفت" لم يكن الاسم الرمزي الوحيد للملك حسين، ففي برقية أرسلها المدير العام لمكتب رئيس الوزراء مردخاي غازيت، إلى سفير إسرائيل في واشنطن سيمحا دينيتز في حزيران /يونيو 1973، يظهر لقب آخر للملك وهو "ينوكا".
وجاء في البرقية أن "ملك الأردن أكد للأمريكيين أن شرط أي اعتبار في منحه مساعدات من الدول العربية هو موافقته على نقل قيادة جيشه للقادة المصريين والسوريين، لكن القوات العسكرية الأجنبية لن تدخل الأردن إلا بعد الحصول على موافقة أردنية مسبقة على مصيرها وموقعها، وسيتم تشغيلها تحت قيادة أردنية، وعلى عكس حرب 67، فالأردن لن تنضم للحرب".
وتابع مزراحي: "عديدة هي الاعترافات الإسرائيلية التي سنقرأها في قادم الأيام وما زالت حتى اللحظة محتفظا بالعديد منها في أرشيف دولة الاحتلال، بما فيها سجلات الأحداث في مكتب رئيسة الحكومة، والمحادثات والمشاورات مع المسؤولين السياسيين والعسكريين، وملخصات الاجتماعات، ومحاضر الجلسات الحكومية".
كما أشار إلى أن "جميع تلك الاعترافات مكتوبة بخط اليد، حتى أصبحت قراءتها صعبة للغاية، لأن خمسين عاما مرت على تدوينها، ولعل هذا التوثيق يكشف خطورة تلك الأحداث ساعة بساعة، والحاجة لتوثيقها، لأنه يقدم لمحة نادرة عن عمليات صنع القرار".
مع العلم أن مزراحي مدير مكتب غولدا احتفظ بآلاف الوثائق السرية، وهدد بنشر كتاب فيها، وكشف أسرار الدولة، وبدلاً من اتهامه بالتجسس والخيانة، فقد دفعت له دولة الاحتلال مبالغ ضخمة كرسوم لصمته، لكنه توفي في 2001، وحتى الآن، وفقًا لأرشيف الدولة، لم يتم نشر المذكرات الكاملة التي كتبها أثناء الحرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة حرب أكتوبر المصريين سوريا سوريا مصر فلسطين الاحتلال الإسرائيلي حرب أكتوبر صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ، اليوم الخميس 30 يناير 2025 ، عن ضابط كبير في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ، قوله إن المسألة ليست غزة فقط وليست حماس فقط"، في الحرب على غزة التي وسعتها إسرائيل إلى الضفة الغربية، وأن "التحدي الحقيقي" موجود في الضفة.
وألمح الضابط إلى مخططات إسرائيلية لاجتياح واسع للضفة الغربية، وقال إن "يهودا والسامرة هي الحدث الذي أمامنا، وهذا حدث ضخم ونحن ندرك هذا جيدا".
وأعلن وزير الأمن، يسرائيل كاتس، من داخل مخيم جنين أن "إسرائيل أعلنت الحرب على مخيمات اللاجئين" في الضفة الغربية، بادعاء القضاء على المجموعات المسلحة.
وتابع الضابط أنه "نعمل بقوة شديدة في طولكرم وجنين، وسنستمر بهذا الشكل. وهذه المنطقة معقدة أكثر بأضعاف، وأصبحنا نعمل هناك بشكل مختلف. وعموما، أعتقد أنه بعد 7 أكتوبر ينبغي تقويض المفاهيم التي كانت لدينا، ولديّ أيضا".
وأضاف "نحن نقول إن حماس هي العدو في يهودا والسامرة، وأن أجهزة الأمن (الفلسطينية) تساعدنا. من قال أن هذا الوضع سيستمر؟ ومن قرر أن حماس تعني الحرب و فتح تعني السلام؟ لقد واجهنا مفاجأة إستراتيجية واحدة في 7 أكتوبر في غزة، وليس بإمكاننا السماح بتكرارها في يهودا والسامرة. وكنا عالقين في مفهوم وقد انهار، ويحظر أن ينهار مفهوم آخر في يهودا والسامرة".
ووصف الضابط أقوال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول تهجير سكان من قطاع غزة، من خلال "نقل" أكثر من مليون فلسطيني من غزة إلى دول مجاورة، بأنها "فكرة ممتازة".
واعترف بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أن إسرائيل لم تحقق هدف الحرب بالقضاء على حماس، مشيرا إلى أنه "نتواجد في وضع معقد للغاية، لم يُهزم فيه الذراع العسكري لحماس بعد، وكذلك الذراع السلطوي. واقتراح ترامب إيجابي".
ورغم أن المسؤولين الإسرائيليين وفي مقدمتهم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، صرحوا مرارا وتكرارا حول تهجير سكان القطاع، إلا أن الضابط زعم أنه "حتى تحدث ترامب عن ذلك، في إسرائيل خافوا من التحدث عن فصل سكان عن المنطقة".
وحسب الصحيفة، فإن الانطباع في إسرائيل هو أن "الأميركيين جديون في هذا الموضوع، وأقوال ترامب لم تكن عفوية". ويبدو أن إسرائيل تتجاهل رفض مصر والأردن لأقوال ترامب.
وقال الضابط إنه "نعمل في غزة بشدة بالغة، لكن القضية الإنسانية، الأسرى والمفقودين وتقييدات المساعدات الأميركية تطلبت منا تعديلات صعبة. وعلينا أن نسأل أنفسنا إلى أين نستمر من هنا".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الاحتلال يستعد لتضييق الخناق لمنع الاحتفالات بتحرير الأسرى الجيش الإسرائيلي يقرّ بتنفيذه خروقات في غزة مبعوث ترامب بحث في إسرائيل مخططات ترحيل سكان غزة الأكثر قراءة قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في الضفة بالفيديو: قوات الاحتلال تُجبر أهالي مخيم جنين على النزوح قسرا تفاصيل أول مكالمة بين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي الجديد المجدلاوي: العمل على إنشاء مستشفيات ومراكز صحية جديدة في قطاع غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025