العُمانية: دشَّن مطار صلالة بمحافظة ظفار اليوم الرحلة التجريبية لأول خدمة شحن بين المطار وميناء صلالة في عملية تعد الأولى من نوعها لربط الشحنات البحرية بالجوية في سلطنة عُمان، وذلك ضمن مبادرات مطارات عُمان مع شركائها الاستراتيجيين لترسيخ المنظومة اللوجستية المتكاملة بين الموانئ والمطارات.

يأتي تقديم هذه الخدمة في إطار توحيد الجهود مع كافة الجهات ذات العلاقة لربط مبنى الشحن الجوي في مطار صلالة مع ميناء صلالة لإيجاد منفذ جوي آخر للبضائع في سلطنة عُمان تحقيقًا للاستفادة من المقومات والبنية الأساسية المتمثلة في قرب الخدمات اللوجستية كالميناء ومنطقة صلالة الحرة من المطار.

وقال عبد الناصر بن عبد الله اليماني، نائب الرئيس لتنمية قطاع الأعمال في "مطارات عُمان": إنَّ رحلة اليوم سجلت بدء مرحلة جديدة في مجال الشحن البحري والجوي في سلطنة عُمان من خلال التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين لتطوير الأعمال بهدف إيجاد آفاق أرحب وتحقيق نجاحات مستمرة.

من جانبه ذكر زكريا بن يعقوب الحراصي نائب الرئيس التنفيذي لمطار صلالة أنَّ مطار صلالة سجَّل أول ربط في سلطنة عُمان بين ميناء ومطار، لتقديم خدمة (الشحن البحري الجوي)، حيث تمَّ إنشاء مطارات سلطنة عُمان (المنافذ الجوية) وفق أحدث المواصفات وتزويدها بمباني شحن وفق أعلى المعايير العالمية، وإنشائها على بُعد مسافات بسيطة من موانئها (المنافذ البحرية) المزودة كذلك بأحدث خدمات المناولة والشحن. وأضاف: "إنَّ هذه المطارات والموانئ قد هُيِّئت للعمل لجعل سلطنة عُمان محورًا اقتصاديًّا إقليميًّا وعالميًّا مهمًا، مستفيدةً من كل هذه البنى الأساسية لتحقيق التكامل المطلوب في إطار خطة استراتيجية شاملة".

وفي السياق ذاته، أشار سعود بن عبد العزيز العزيزي المدير التنفيذي "لترانزُم المناولة" إحدى شركات مطارات عُمان إلى أنَّ تحقيق أهداف الرحلة التجريبية بنجاح وفق الخطط المرسومة يؤكد تكامل وتضافر الجهود بين جميع الأطراف ذات العلاقة في سلطنة عُمان، الأمر الذي يعطي مؤشرات على المستويات القياسية العالية التي تتمتع بها كافة الفرق العاملة في عمليات الشحن الجوي والمناولة الأرضية من حيث السرعة ودقة العمل.

وكانت الشحنة قد وصلت هذا الأسبوع إلى ميناء صلالة عبر شركة "ميرسك لوجستيك" قادمةً من ميناء العاصمة السريلانكية "كولومبو"، ليتم إيصالها صباح اليوم إلى مطار صلالة لإنهاء إجراءات الشحن والتخليص في مبنى الشحن الجوي عن طريق شركة "ترانزُم المناولة"، والفريق المختص بشرطة عُمان السلطانية ممثلًا بالإدارة العامة للجمارك بغرض تسييرها إلى وجهتها النهائية.

تجدر الإشارة إلى أنَّ محطة الشحن في مطار صلالة تمتد على مساحة 20 ألف متر مربع، وتبلغ طاقتها التشغيلية السنوية الحالية 50 ألف طن، ويمكن توسعتها حتى 100 ألف طن سنويًّا، حيث جُهزت المنشأة بمرافق ومخازن متخصصة ومبردّة من أجل الحفاظ على البضائع الخاصة منها المنتجات الصيدلانية القابلة للتلف والبضائع الخطرة، كما يتوفر مركز للحيوانات الحية يمتد على مساحة حوالي 2500 متر مربع مجهز بأدوات ومعدات لضمان توفير المساحة والرعاية الكافية للحيوانات قبل نقلها أو تسليمها إلى الطائرة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

انهيار صناعة السفن الأمريكية وصعود العملاق البحري الصيني.. ماذا يعني هذا للعالم؟

سلطت مجلة "نيوزويك" الضوء على التراجع الكبير في صناعة السفن الأمريكية في مقابل النمو الهائل للصين كقوة بحرية؛ حيث تتزايد الفجوة بين الدولتين في مجال بناء السفن مع تزايد الهيمنة الصينية العالمية في هذا القطاع.

وقالت المجلة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لإعادة تنشيط صناعة السفن الأمريكية المتراجعة؛ حيث أعلن في خطابه أمام الكونغرس الأسبوع الماضي عن إنشاء مكتب بحري جديد في مجلس الأمن القومي لتنشيط بناء السفن العسكرية والتجارية على حد سواء.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تقرير نشره هذا الأسبوع مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث في واشنطن، يسلط الضوء على مكانة الصين كلاعب مهيمن عالميًا في مجال بناء السفن، مما يشكل تحديات اقتصادية وأمنية للولايات المتحدة.


وأشارت المجلة إلى أن البحرية الأمريكية تمتلك أربعة أحواض بناء سفن عامة نشطة فقط، بينما تمتلك الصين ما لا يقل عن 35 موقعًا معروفًا بصلته بالمشاريع العسكرية أو مشاريع الأمن القومي في هذا المجال، وفقًا لباحثي مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذين حللوا 307 من أحواض بناء السفن الصينية، وجميعها "تعمل بتوجيهات من الدولة".

وقد وصف تقرير وزارة الدفاع الأمريكية السنوي حول القوة العسكرية الصينية، الصادر نهاية السنة، البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني بأنها الأكبر في العالم "بقوة قتالية تزيد عن 370 سفينة وغواصة، بما في ذلك أكثر من 140 سفينة حربية سطحية رئيسية".

وأفاد مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية السنة الماضية بأن البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني تشغل 234 سفينة حربية، مقارنةً بـ 219 سفينة تابعة للبحرية الأمريكية، وتتمتع الولايات المتحدة بميزة في الطرادات والمدمرات المزودة بصواريخ موجهة، بالإضافة إلى الحمولة الإجمالية، بفضل أسطولها المكون من 11 حاملة طائرات، مقابل ثلاث حاملات للصين.

ومع ذلك؛ قال مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية هذا الأسبوع إن الصين في طريقها للوصول إلى أسطول من 425 سفينة بحلول عام 2030، مقارنة بـ300 سفينة تمتلكها البحرية الأمريكية.

وأكدت المجلة أن تضاؤل النفوذ البحري الأمريكي إلى جانب تنامي حجم البحرية الصينية وقوتها يشكل تحديات كبيرة للاستعداد العسكري للولايات المتحدة وحلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وقال مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إن أكبر شركة بناء سفن مملوكة للدولة في الصين، وهي شركة بناء السفن الحكومية الصينية، قامت ببناء سفن تجارية في عام 2024 أكثر مما بنته صناعة السفن الأمريكية بأكملها منذ الحرب العالمية الثانية.

وأوضحت المجلة أن بكين قامت بدمج الإنتاج التجاري والعسكري في العديد من أحواض بناء السفن التابعة لها، مما أتاح لبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني الوصول إلى البنية التحتية والاستثمار والملكية الفكرية الخاصة بالعقود التجارية.

وقال مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إن الشركات الأجنبية، بما في ذلك شركات من دول حليفة للولايات المتحدة، اشترت 75 بالمئة من السفن التي بنيت في أحواض بناء السفن الصينية ذات الاستخدام المزدوج، مما منح البلاد إيرادات وخبرات تكنولوجية.

وعلى النقيض من ذلك، أغلقت البحرية الأمريكية خلال العقود السابقة عددًا من أحواض بناء السفن العامة التي كانت تديرها، والتي كانت حيوية للمجهود الحربي الأمريكي في الحرب العالمية الثانية.


وأفادت المجلة بأن تقريرا للكونغرس الأمريكي لعام 2023 سلط الضوء على تضاؤل قدرات الولايات المتحدة في بناء السفن؛ حيث ذكر أن أحواض بناء السفن الأمريكية كانت تبني في سبعينيات القرن الماضي حوالي 5 بالمئة من حمولة السفن في العالم - أي ما يصل إلى 25 سفينة جديدة في السنة - ولكن بحلول الثمانينيات، انخفضت هذه النسبة إلى المعدل الحالي البالغ حوالي خمس سفن في السنة.

وفي الوقت نفسه، كشفت إحاطة مسربة للبحرية الأمريكية أن قدرة الصين على بناء السفن كانت أكبر بـ 232 مرة من قدرة الولايات المتحدة.

وختمت المجلة بأن التقرير الصادر عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بعنوان "حروب السفن"، أوصى بضرورة اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات حاسمة للتصدي للتحديات الأمنية والاقتصادية متعددة الأوجه التي تفرضها صناعة بناء السفن الصينية، مؤكدًا أن التجارب السابقة في صناعات مثل الألواح الشمسية وبطاريات السيارات الكهربائية، حيث تم إقصاء الشركات الأمريكية والحليفة بالكامل تقريبًا من السوق بسبب التصنيع الصيني منخفض التكلفة، تقدم تحذيرات واقعية لما يمكن أن يحدث في صناعة بناء السفن.

مقالات مشابهة

  • تصعيد خطير.. ترامب يعلن عملية عسكرية كبرى ضد الحوثيين في اليمن!
  • الجيش الأمريكي: أطلقنا عملية واسعة النطاق في اليمن ضد الحوثيين
  • ترامب: أصدرت أوامر بشن عملية عسكرية حاسمة ضد الحوثيين في اليمن
  • ترامب يأمر بشن عملية عسكرية “حاسمة” ضد الحوثيين ويتوعدهم بـ”الجحيم”
  • بعد زواجه .. حب فارس البحري أمام تحد كبير في شارع الأعشى
  • انهيار صناعة السفن الأمريكية وصعود العملاق البحري الصيني.. ماذا يعني هذا للعالم؟
  • «رمضان الخيري» .. مبادرة تدعم 700 أسرة وتعزز التكافل الاجتماعي بصلالة
  • اتفاقية لدعم مرضى السرطان بمحافظة ظفار
  • مسؤول صهيوني: تهديد اليمن الأكثر أهمية في الحصار البحري لـ”إسرائيل”
  • جلسة حوارية في صلالة لدعم المشاريع الصغيرة وتعزيز الاستدامة الصناعية