كشفت المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، عن عقوبات أمريكية تستهدف عبدالرحيم دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في خطوة هي الأولى من نوعها، منذ بدء الحرب في السودان منتصف أبريل (نيسان).

يجب أن يترافق مع العقوبات دفع بالحلول السياسية حتى يكون لهذه العقوبات فاعلية على أرض الواقع

وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة في مايو (أيار) الماضي، فرض عقوبات على كيانات تابعة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على حد سواء، لكن العقوبات لم تستهدف أشخاصاً في الجانبين.


وجاءت العقوبات الأمريكية الجديدة في ظل انسداد مسارات سياسية تبذلها أطراف عدة لمحاولة إنهاء الأزمة في السودان، والتي خلّفت مأساة إنسانية واقتصادية تتفاقم بشكل يومي في البلاد.

تحذير أممي.. الجوع والحرب سيدمران #السودان https://t.co/YNvdE5RZr8

— 24.ae (@20fourMedia) August 25, 2023 ويرى مراقبون أن الخطوة الأمريكية قد تشكل عامل ضغط على الجانبين للدخول في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب، بعد فشل الوساطات السابقة في إقناع الطرفين بالتوصل لاتفاق دائم لإطلاق النار. مرحلة جديدة ويرى الكاتب والمحلل السياسي السوداني عثمان ميرغني، أن العقوبات الأمريكية التي صدرت بحق القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبدالرحيم دقلو، تمثل مرحلة جديدة في التعامل الأمريكي مع الحرب في السودان.
وقال ميرغني لـ24: "هذه العقوبات تمثل خطوة نحو مرحلة جديدة، لأنها تستهدف بصورة مباشرة أشخاصاً مؤثرين، وتشمل جميع ممتلكات الدعم السريع وأصوله بصورة قد تؤثر على قدرته في استيراد الأسلحة واستقدام مقاتلين".

عقوبات أمريكية على نائب قائد #قوات_الدعم_السريع السودانية https://t.co/rfb9nonaRL

— 24.ae (@20fourMedia) September 6, 2023 وأضاف "العقوبات تمثل مرحلة جديدة في التعاطي الأمريكي مع الأزمة السودانية، وهي مرحلة مؤثرة جداً، لأنها تمهد لوجود إجراءات ضد من يحاول إطالة أمد هذه المعركة".
وأوضح أنه "من الممكن أن تؤدي هذه العقوبات فعلاً إلى إنهاء الحرب، خاصة أن هناك العديد من الضغوط الإقليمية على جميع الأطراف"، مشيراً إلى أن العقوبات ستشكل نوعاً جديداً من الضغط على جميع الأطراف وتكبل قدرة الاستمرار في الحرب. رأي عام دولي ويرى المختص في الشأن الأفريقي جمال رائف، أن العقوبات الأمريكية قد تسهم في تشكيل رأي عام دولي ضاغط على أطراف الأزمة في السودان، مشيراً إلى أن ذلك سيدفع الأطراف لإعادة حساباتها.
وقال رائف لـ24: "بالتأكيد العقوبات الأمريكية الأخيرة سوف تؤثر بشكل سلبي على قوات الدعم السريع، وربما ينعكس على الموقف الغربي منها، وتكوّن رأياً عاماً أوروبياً وأمريكياً مشتركاً حول الأوضاع في السودان".

منظمة دولية: الجوع يهدد ملايين الأطفال في #السودان https://t.co/3dXrx5Tzj7

— 24.ae (@20fourMedia) August 15, 2023 وأضاف "هذه خطوة أمريكية تأخرت، ولكن من الجيد أن تأتي الآن، لتحدد الرؤية الأمريكية من الأزمة في السودان، خاصة أن الحرب تتصاعد، ووصلت لمرحلة ليست في صالح الجميع". دفع سياسي وقال الخبير في الشأن الأفريقي: "يجب أن يترافق مع العقوبات نوع من أنواع الدفع بالحلول السياسية، كحل أمثل لتسوية هذه الأزمة، حتى يكون لهذه العقوبات فاعلية على أرض الواقع".
وأضاف "لا يمكن الاكتفاء بالعقوبات فقط، ويجب أن يكون هناك دعم لفكرة الحلول السياسة وتسوية الأزمة والوقف الفوري لإطلاق النار، ومراعاة الظروف الداخلية للشعب السوداني".

هل نُسي #السودان؟ https://t.co/EpwcmWoXov pic.twitter.com/Aie1SlBgKB

— 24.ae (@20fourMedia) September 6, 2023

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أحداث السودان أمريكا العقوبات الأمریکیة الدعم السریع هذه العقوبات مرحلة جدیدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات

الانسحابات وإعادة التموضع

شهدت قوات الدعم السريع خلال الأسابيع الأخيرة تحولات ملحوظة في انتشارها الميداني داخل السودان. انسحبت بعض وحداتها من أجزاء من الخرطوم وولاية الجزيرة، وهو ما يراه المحللون خطوة محسوبة ضمن استراتيجية إعادة التموضع. هذه الخطوة قد تكون استعدادًا لحرب طويلة الأمد بدلاً من الاكتفاء بالمواجهات المباشرة التي قد تؤدي إلى إنهاك القوات.
الوضع في الفاشر ومعارك النفوذ
لا تزال الفاشر نقطة محورية في العمليات العسكرية، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى تثبيت نفوذها في دارفور، والتي تعد معقلًا رئيسيًا لها. تدور المعارك في محيط المدينة وسط تقارير عن تعزيزات جديدة وتحركات تكتيكية، ما يشير إلى أن الدعم السريع يسعى لتأمين موقعه هناك كجزء من خطته للحفاظ على عمقه الاستراتيجي.
التحضير لحرب طويلة الأمد
وفقًا لمحللين عسكريين، فإن الدعم السريع يعيد هيكلة وجوده العسكري بما يسمح له بخوض صراع طويل الأمد. من خلال الانسحاب المنظم من بعض المناطق والتوجه نحو مناطق نفوذه القوي، يحاول حميدتي وقادته تحويل الصراع إلى معركة استنزاف بدلاً من المواجهات المفتوحة مع الجيش السوداني. ويؤكد بعض التقارير أن الدعم السريع يتبنى سياسة "الأرض المحروقة" في بعض المناطق، ما أدى إلى تدمير بنى تحتية واستهداف مرافق حيوية.
الوضع الدولي والقانوني
أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، أن مكتبه سيطلب إصدار مذكرات توقيف ضد المتهمين بارتكاب فظائع في منطقة غرب دارفور بالسودان. ويعكس هذا الإعلان تصاعد الاهتمام الدولي بالانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع في تلك المنطقة، وهو ما قد يكون له تداعيات على مسار الصراع مستقبلًا.
تأمين مستقبل الحكومة القادمة
في ظل غياب تسوية سياسية شاملة، يبدو أن قوات الدعم السريع تسعى إلى ترسيخ نفوذها على الأرض بحيث تكون جزءًا لا يمكن تجاوزه في أي عملية تفاوضية مستقبلية. تسعى القوات إلى فرض واقع عسكري وسياسي يجعل من الصعب استبعادها من أي اتفاق بشأن الحكم في السودان.
التحسب لخطوات الجيش والقوى السياسية
في المقابل، يراقب الدعم السريع التحركات السياسية والعسكرية التي قد يقوم بها الجيش، خصوصًا فيما يتعلق بتحالفاته مع القوى السياسية والمليشيات المناصرة له. قد يكون أحد أهداف الدعم السريع من إعادة التموضع هو تقليل فرص الجيش في فرض حل عسكري شامل. وفي هذا السياق، قامت قوات الدعم السريع بشن هجمات بطائرات مسيرة على مرافق حيوية، مثل المحطة التحويلية للكهرباء في منطقة الشوك بولاية القضارف، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدة ولايات.
معركة ود مدني والتحديات المستقبلية
في 11 يناير الجاري، تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وقد أشارت تقارير إلى ارتكاب انتهاكات بحق المدنيين أثناء هذه العملية، مما يزيد من تعقيد المشهد ويجعل من الصعب الوصول إلى حل سياسي في المدى القريب.
يتجه الدعم السريع نحو فرض معادلة عسكرية وسياسية جديدة على الأرض، تضمن له موطئ قدم قويًا في أي تسوية مقبلة. ومن خلال إعادة التموضع وتحسين انتشاره في مناطق النفوذ، يحاول الدعم السريع الاستعداد لمرحلة طويلة من الصراع، مع التركيز على تأمين دوره في مستقبل الحكم في السودان. في ظل هذه التطورات، ستظل معارك السيطرة على الأرض وتحالفات القوى المتصارعة عوامل رئيسية في تحديد مسار النزاع خلال الفترة القادمة.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق شعبي في أم درمان
  • السودان: مقتل 54 شخصًا وإصابة 158 آخرين في هجوم لقوات الدعم السريع
  • السودان: مقتل 54 شخصًا وإصابة 158 في هجوم لقوات الدعم السريع
  • حميدتي يعترف بخسارة ميليشيات الدعم السريع بعض المناطق أمام الجيش السوداني
  • حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش (شاهد)
  • حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش
  • «حميدتي» يتوعد «البرهان» وعلي كرتي
  • السودان.. حميدتي يقر بخسارة "الدعم السريع" مناطق لصالح الجيش
  • الدعم السريع … شبح الحكومة من أجل الشرعية
  • وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات