فيلسوف الأدباء يُفصح عن واجب المثقفين.. وفي قصة يونس عبرة
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
هو أحد رواد الفلسفة الوضعية المنطقية حتى أطلق عليه البعض بأنه المدشن الأول لتيار الوضعية المنطقية فكان يقول "العلم بمنهجه يرسم لنا الصورة الدقيقة لما هنالك وما كان وما سوف يكون ولنا بعد أن نتخذ لأنفسنا الموقف الذي نرضاه فمن يدري؟ قد تكون نازعا بروحك الى تصوف بغض النظر عما كان وما هو كائن او سوف يكون " إنه الفيلسوف الكبير الراحل زكي نجيب محمود " فيلسوف الادباء" الذي تحل غدا ذكرى وفاته فقد ترك الكثير من الكتب التي أثرت الثقافة العربية نحو فلسفة علمية، أرض الأحلام، تجديد الفكر العربي، حصاد السنين، وغيرها، كما كانت له عدة ترجمات للعربية منها تاريخ الفلسفة الغربية، و محاورات أفلاطون.
اصدر زكي نجيب محمود كتبا تحت عنوان "أفكار ومواقف" ذكر من خلاله واجب المثقفين تجاه مجتمعهم مبينا أن الثقافة الصحيحة ليست هي التحصيل الاكاديمي للعلم مهما بلغ مداه بل يضاف الى ذلك التحصيل عملية هاضمة تبلو المقروء في قيم جديدة تُنشر في الناس فلا يكفي للمثقف أن يلم بعناصر الحياة من حوله إلماما باردا لا حياة فيه ، بل لابد له الى جانب ذلك أن ينفذ برؤيته الجديدة إلى حيث تكمن المعوقات في حياة الناس فيخرجها لهم ويلقى عليها الأضواء ليراها كل ذي بصر .
يبين زكي نجيب محمود أن أحداث الحياة قد يراها الجميع على حد سواء لكن الذين يتفاوتون في رؤيته هو امتدادات تلك الاحداث فإلى أي شيء تؤدي تلك الوقائع التي تحيط بنا وما هي صورة المستقبل التي تتمخض اللحظة الحاضرة ؟ وهذه هي نوع الأسئلة التي لا يستطيع الجواب عنها إلا من أرهفت الثقافة القدرة على الادراك ، وليس هو من قبيل الادارك بالغيب المجهول إنما هو ادراك للغائب المستتر وراء الحاضر كما تراه العين وتسمعه الاذن فنجد على سبيل المثال أن يونس عليه السلام اراد أن ينجو بنفسه من عبء الواجب الاجتماعي الذي أُلقي عليه ، ففر الى شاطيء البحر فوجد سفينة على اهبة الاقلاع واستقلها مع المسافرين الى حيث لا يدري وانقلب السفينة بمن فيها وكان أن ابتلعه الحوت فكأنما ارادت مشئة الله له أن تذهب به للعزلة التي ارادها لنفسه الى آخر مداها وماذا تكون العزلة في اقصى دراجاتها إن لم تكن في هذه الصورة الفريدة والتي أوى بها يونس في جوف الحوت فلا يرى من الدنيا الخارجية أرضا ولا بحرا ولا سماءا ، وما ان القى الحوت بحمله على الشاطيء فقه يونس حينها معنى الرسالة التي أُريد ان يؤديها وهي ان يعود للناس ليسهم في حياتهم واصلاحها
وتابع زكي نجيب محمود : أن الفرد المثقف الواحد في عزلته قد يدرك ذات نفسه لكننا إذا أردنا للأمة في مجموعها أن تدرك ذاتها وتشعر بحقيقة نفسها فلا يتحقق لنا ذلك إلا حين تُنصب جهود المثقفين الأفراد لتلتقي في نقطة مشتركة.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
بر الأباء بالأبناء واجب شرعي.. اعرف أهميته في الإسلام
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك حقوق كثيرة للأبناء على الأباء، من ضمن هذه الحقوق حسن التربية وتوفير المأوى والعلاج والنفقة قدر المستطاع والتعليم الجيد.
دار الإفتاء: بر الوالدين لا ينتهي بعد الوفاة وهذه طرق تحقيقه صور بر الوالدين بعد الوفاة.. أعمال الخير لا تنتهي بموتهماوأضاف علي جمعة، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لتوضيح معنى معنى عقوق الأباء للأبناء، أن هناك من الأباء من لا يعلم ابنه صنعة أو شيء يقتات منه فيما بعد ولا يعلمه أمور دينه فهذا يطلق عليه عقوق الأباء للأبناء، وسيسألون عن ذلك يوم القيامة.
وأشار إلى أن هناك ما يسمى بعقوق الوالدين كما يوجد عقوق الأبناء، أما الأول يظهر في أن يسمي الأباء أبنائهم بأسماء شاذة أو سيئة تكون محط معايرة الآخرين لهم فيما بعد كما سمى أحد الرجال ابنه " بلاء" وكان ذلك في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهناك من الأباء من لا يعلم ابنه صنعة أو شيء يقتات منه فيما بعد ولا يعلمه أمور دينه فهذا يطلق عليه عقوق الأباء للأبناء، وسيسألون عن ذلك يوم القيامة.
وذكر علي جمعة ما ورد عن سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- أن أحدهم جاء فاشتكى من ابنه أنه لا يبره، - الولد لا يبر أباه- فأتى عمر بالولد وسأله لماذا لا تبر أباك؟، فقال له: عندما ولدت سماني " بلاء" ، وتركني فلم يعلمني لا صنعة ولا علم، وعندما كبرت وانحرفت لم يرشدني ولم ينصحني، فليس هناك تربية ولا تعليم ولا إرشاد ولا نصيحة ، فقال عمر : عققتم أبناءكم.
وتابع: إذن فبر الأبناء باختيار الاسم الحسن والتربية والتعليم والنفقة والحماية والرعاية والعلاج والمأوى وهكذا، فهذا هو بر الآباء سواء الرجل أو المرأة للأبناء، أن يتخيروا له اسمًا حسنًا وأن يعلموهم تعليمًا حسنًا ، وأن يحفظوهم في تربية حسنة ، وأن يحفظوا جسمه في نفقة حسنة، وهكذا ، فإذا حدث هذا طالبنا الابن أن يبر أباه وأمه، ويكون رادًا لجزء من الجميل.
ولفت إلى أن هناك كان أحدهم يطوف البيت حاملاً أمه كبيرة في السن على ظهره ليحج بها ، فقال : أرأيت أنني وفيتها حقها، فقال أرى أنك لم توفها حقها لقد حملتك صغيرًا وهي تتمنى حياتك، وأنت حملتها كبيرة وأنت تتمنى وفاتها، ومن ثم فإن من يشعل أصابعه شمعًا لأبوه وأمه لن يوفيهما حقهما، لأنه لن يقدر على حملهما في بطنه ولا أن يراعيهما بعمر عامين، ولا أن يقوم بتعليمهما ويصبر على تقلبات الزمان معهم ، لذا لا تقل لهما أف ولا تنهرهما ، وصاحبهما في الدنيا معروفًا.