هل تعاني من “إعياء الإنترنت”؟.. إليك أسبابه وطرق الوقاية منه
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
هناك سبب علمي مشروع يجعل جهاز الكمبيوتر سببًا للشعور بضبابية الدماغ والقلق والدوار، بحسب ما نشره موقع Real Simple، حيث أوضح أن قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات أكثر من أي وقت مضى، والذي ربما يتسبب في شعور متزايد بالملل، لا تقتصر آثاره السلبية على مجرد ألم في الرقبة، بل إنه يتسبب في المعاناة من المرض حرفيًا.
“الإعياء السيبراني”
يمكن أن يسبب نشاط الشاشة، خاصةً لفترات طويلة، ما يسمى “الإعياء السيبراني” cybersickness، وهي ظاهرة تشبه دوار الحركة التي تؤدي إلى مشاعر حقيقية للغاية من الغثيان وضبابية الدماغ والدوخة والصداع النصفي، في حين أن “إعياء الإنترنت” كما يطلق عليه أيضاً يصيب بعض الأفراد بشكل أسوأ أو في كثير من الأحيان أكثر من غيرهم وقد يبدو من المستحيل تجنبه في هذا العصر الرقمي المفرط، إلا أن هناك بعض الطرق المفيدة للحد من استخدام الشاشة ومعالجة إحساس الشخص المزعج للغاية بالشعور بدوار البحر في مكتبه.
صراع دهليزي بصري
يمكن أن يسبب البقاء على الشاشات لفترات طويلة إعياء الإنترنت، والذي يقول الخبراء إنه يشبه دوار الحركة بعدة طرق، إذ يمكن أن يشعر الشخص بالغثيان وألم في الرأس، وفي بعض الحالات، ربما يشعر الشخص بالدوار أو ضبابية الدماغ.
ويوضح البروفيسور جيليان إسحاق راسل، معالج نفسي في بولدر بكولورادو، قائلًا: “يحدث دوار الإنترنت عندما يتلقى الدماغ رسائل مفادها أن [الشخص] تتحرك – على سبيل المثال، من خلال شاشة وامضة – بينما هو في الواقع ساكن”.
تسمى تلك الحالة “الصراع الدهليزي البصري”، ومن بين الأمثلة الأكثر شيوعًا للصراع الدهليزي البصري هو الشعور بالإعياء والدوار أثناء محاولة الشخص القراءة أثناء ركوبه سيارة. بينما تركز عيناه على جسم ثابت، فإن بقية الجسم يشعر بالحركة (إنه يتحرك تقنيًا بسرعة السيارة على الرغم من أنه لا يزال جالسًا في مقعده).
وتقول كريستينا فين، أستاذة مساعدة في العلاج المهني في معهد نيويورك للتكنولوجيا في لونغ آيلاند، إن تلك الحالة تتسبب “في نوع من الارتباك حيث تستشعر العينان شيئًا واحدًا وتكتشف الأذن الداخلية والجسم شيئًا آخر”. وعندما يحدث هذا النوع من الرسائل المختلطة، يمكن أن يشعر الشخص بالغثيان أو الدوار، خاصة إذا كان عرضة لدوار الحركة.
تعارض في الرسائل للدماغ والجسم
وبالمثل، فإن وقت الشاشة، خاصة تلك التي تحتوي على صور متحركة، يمكن أن يخلق أيضًا نوعًا من الصراع الدهليزي البصري. وتقول الدكتورة فين: “في هذه الحالة، تكتشف العينان الحركة على الشاشة بينما يظل الجسم ثابتًا، مما يؤدي إلى تعارض يمكن أن يسبب مشاعر مماثلة لدوار الحركة”، مضيفًة أن الأمر لا يستغرق يومًا كاملاً حتى يصاب الشخص بهذه الحالة، وإنما يمكن أن يطرأ بعد ساعة أو ساعتين فقط من استخدام الشاشة. ويمكن أن تستمر الأعراض في أي مكان من بضع دقائق إلى عدة ساعات، لكن تختلف التأثيرات من فرد لآخر.
الضوء الأزرق
ويشير الباحثون إلى أن الضوء الأزرق، الذي ينبعث من الشاشات، ربما يكون أحد مسببات دوار الإنترنت، موضحين أن التعرض للضوء الأزرق يمكن أن يصيب بالأرق واضطرابات النوم، ويوصي الباحثون بتقليل وقت استخدام الشاشات قبل النوم، وربما تكون تلك التوصية مرتبطة أيضًا بالتخفيف من دوار الإنترنت.
الأكثر عرضة للإصابة
وتقول الدكتورة فين إنه في حين يمكن لأي شخص أن يعاني من دوار الإنترنت، فإن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به هم الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الصداع النصفي، وأي شخص عرضة لدوار الحركة، والأفراد الذين يعانون من مشاكل دهليزية أو تاريخ من الارتجاج أو الأطفال الصغار وكبار السن والنساء (ربما بسبب تقلب مستويات الهرمونات).
3 أساليب وقائية
إن الحل الواضح لمرض “دوار الإنترنت” هو تجنب الشاشات، لكنه ربما يكون أمرًا مستحيلا وغير محتمل تنفيذه في مجتمع اليوم. لذا، فإن المفاتيح هي اتخاذ خطوات وقائية ووضع خطة واقعية للحد من وقت استخدام الشاشات حيثما أمكن ذلك:
1. توجيه العقل والجسم بشكل متكرر
أولاً، ينبغي المساعدة على تذكير الجسد بمكان وجوده في الفضاء عن طريق النهوض والتجول بشكل متكرر. وبطبيعة الحال، يحذر خبراء الصحة من مخاطر الجلوس أكثر من اللازم، ويوصي الباحثون بالنهوض كل 30 دقيقة، وهي فكرة يمكن أن تكون حكيمة لدرء دوار الإنترنت أيضًا، لأن الجسم سيكتسب “المزيد من المعلومات حول موقعه في الفضاء، مما يقلل من الصراع الحسي”.
2. خطوات فعالة لمنع إجهاد العين
يقول بروفيسور كريستوفر ستار، طبيب عيون في مدينة نيويورك: “إذا كان الشخص يحمل الأثقال لمدة 10 ساعات دون راحة، يمكنه أن يتخيل أنه سيعاني من ألم في الذراعين والعضلات، ولن يتمكن من مواصلة رفع الأثقال، وهو الأمر الذي يحدث للعيون أيضًا [عند استخدامها لساعات طويلة]”. كما أنه عندما يتم التحديق في الشاشة، ينخفض معدل رمش العين بنسبة 50% تقريبًا، مما يتسبب في جفاف العين. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إجهاد العين، والذي يزداد سوءًا مع مرور اليوم.
قاعدة 20-20-20-20
لتقليل إجهاد العين، يقترح دكتور ستار اتباع قاعدة 20-20-20-20، والتي ترتكز على أخذ استراحة من استخدام الشاشة كل 20 دقيقة والنظر إلى مسافة 20 قدمًا أو أكثر لمدة 20 ثانية، ثم يتم استخدام آخر 20 ثانية لإعادة ترطيب وتليين سطح العين عن طريق إغلاق العينين لمدة 20 ثانية أو الرمش 20 مرة في تتابع سريع.
يمكن أيضًا استخدام قطرات الدموع الاصطناعية الخالية من المواد الحافظة إذا شعر الشخص بجفاف العينين، ثم يقوم بوضع شاشة الكمبيوتر تحت مستوى العين. يقول دكتور ستار: “إن النظر إلى الأسفل [قليلاً] يمكن أن يقلل من الجفاف لأن العيون ليست مفتوحة على نطاق واسع”.
3. تقليل التعرض للضوء الأزرق
كما يجب تقليل التعرض للضوء الأزرق حيثما أمكن ذلك. تقول دكتورة فين إن العديد من الأجهزة تحتوي على مرشحات للضوء الأزرق مدمجة فيها، لذا يمكن التحقق من إعدادات شاشة الهاتف والكمبيوتر لمعرفة ما إذا كان هناك خيار لتقليل الضوء الأزرق أو شراء مرشح للشاشة. ويقول دكتور راسل إنه يمكن أن يتم شراء نظارة مرشحة للضوء الأزرق وهي عادة غير مكلفة وتساعد في تصفية الضوء الأزرق من الشاشات.
العربية نت
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الضوء الأزرق یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الصداع النصفي.. أسبابه وأعراضه وتأثير الصيام عليه
عمان- يعد الصداع النصفي (الشقيقة) من الحالات الشائعة التي تصيب العديد من الأفراد، ويتميز بحدوث ألم نابض أو خافق في جانب واحد من الرأس، وقد يكون مصحوبا بالغثيان، والقيء، والحساسية للضوء والصوت.
خلال شهر رمضان المبارك، قد يلاحظ بعض الصائمين زيادة في نوبات الصداع النصفي، وذلك نتيجة لعوامل متعددة مرتبطة بتغيرات نمط الحياة أثناء الصيام.
يقول أخصائي أمراض الدماغ والأعصاب، الدكتور أيمن المومني، إن الصداع النصفي، المعروف أيضا باسم الشقيقة، هو أحد أنواع الصداع الأولي، أي الصداع غير معروف السبب بشكل دقيق. وعلى الرغم من وجود العديد من النظريات حول أسبابه، لم يتم إثبات أي منها بشكل قاطع، لذا يظل الصداع النصفي مجهول الأسباب.
يتميز الصداع النصفي بأعراض مختلفة عن غيره من أنواع الصداع، وغالبا ما يكون نصفيا، أي يصيب أحد جانبي الرأس، سواء الأيمن أو الأيسر، وقد يبدأ في أحدهما ثم ينتشر ليشمل الجانب الآخر.
ويُعد الصداع النصفي أكثر شيوعا بين النساء، إلا أن السبب وراء ذلك لا يزال غير معروف، كما أنه يتنوع في أنواعه وأشكاله.
يوضح المومني أن الصداع النصفي غالبا ما يكون على شكل ألم نابض، حيث توجد أنواع متعددة من الألم، مثل الألم النابض، والألم الشديد، وألم الوخز، إلا أن الصداع النصفي يتميز بالألم النابض.
إعلانغالبا ما يتركز الألم حول العين في الجهة المصابة بالصداع، ويكون مصحوبا بحساسية زائدة للضوء والصوت، وأحيانا للحساسية الشديدة تجاه الروائح.
كما قد تصاحب الصداع النصفي أعراض أخرى، مثل انتفاخ جفن العين، زيادة إفراز الدموع، وسيلان الأنف. ويمكن أن تستمر نوبة الصداع من 4 ساعات إلى 3 أيام.
الأسباب المحتملة للصداع النصفييشير المومني إلى أنه على الرغم من عدم وجود سبب دقيق معروف للصداع النصفي، إلا أن بعض العائلات تعاني منه أكثر من غيرها، مما يشير إلى احتمال وجود عامل وراثي.
بعض أنواع الصداع النصفي، مثل الصداع النصفي المصحوب بشلل نصفي مؤقت، قد يستمر حتى أسبوع، وقد ثبت أنه وراثي وتم التعرف على الجينات المسؤولة عنه.
أما الصداع النصفي العادي، الذي لا يكون مصحوبا بشلل، فلا يزال السبب وراءه غير معروف. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن بعض الأطعمة قد تحفز نوبات الصداع النصفي، مثل الأجبان والشوكولاتة، وخاصة الشوكولاتة الداكنة.
تشخيص الصداع النصفي
يوضح المومني أنه يتم تشخيص الصداع النصفي بناء على الأعراض التي يعاني منها المريض. ولكن في بعض الحالات، قد تظهر أعراض تدفع الطبيب إلى البحث عن أسباب أخرى محتملة، مثل:
سرعة الوصول إلى شدة الألم القصوى حدوث الصداع لأول مرة بشكل غير مألوف الصداع المصحوب بأعراض مثل الدوخة، الخدر، أو التنميل في الأطراففي مثل هذه الحالات، يجب إجراء فحوصات إضافية، مثل التصوير الدماغي أو الرنين المغناطيسي، لاستبعاد أي أسباب أخرى قد تكون مسؤولة عن الصداع. أما في حالة الصداع النصفي، فإن نتائج الفحوصات تكون غالبا طبيعية، دون وجود أي علامات مرضية تفسر حدوث الصداع.
تأثير الصيام على الصداع النصفييشير المومني إلى أن الصيام قد يزيد من تكرار حدوث نوبات الصداع النصفي، حيث إن الصداع النصفي يأتي على شكل نوبات، وقد يؤدي الصيام إلى زيادة معدل حدوثها.
ومع ذلك، يجب التمييز بين "صداع الصيام" والصداع النصفي، حيث إن صداع الصيام قد يتشابه في أعراضه مع الصداع النصفي، مما قد يؤدي إلى الخلط بينهما.
إعلان عوامل تزيد من احتمال حدوث الصداع أثناء الصياميوضح المومني أن هناك عدة عوامل قد تزيد من احتمالية حدوث الصداع أثناء الصيام، ومنها:
فصل السنة: الصيام في الصيف يختلف عن الشتاء، حيث يكون الجسم أكثر عرضة للجفاف في الصيف، مما قد يزيد من شدة الصداع أو تكراره. مستوى السكر في الدم: هناك جدل علمي حول تأثير انخفاض مستوى السكر في الدم على الصداع، حيث تؤكد بعض الدراسات هذا التأثير، بينما تنفيه دراسات أخرى. عدد ساعات الصيام: كلما زادت فترة الصيام، زادت احتمالية حدوث الصداع، خاصة في الأيام التي يكون فيها النهار طويلًا.يقول أخصائي علاج الألم التداخلي والرعاية التلطيفية، الدكتور محمود المناصرة، إنه إذا كنت تعاني من الصداع النصفي أثناء الصيام، فهناك بعض الأمور التي قد تساعدك، ومنها:
التحضير قبل رمضان: من الأفضل التقليل التدريجي من الكافيين لتجنب أعراض الانسحاب. النوم الكافي: قلة النوم قد تؤدي إلى زيادة نوبات الصداع. تجنب الضوضاء والإضاءة الساطعة: هذه العوامل قد تحفّز الصداع النصفي.كما يوضح المناصرة أنه يمكن التحكم في الألم أو تقليل نوبات الصداع النصفي أثناء الصيام من خلال:
شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور لمنع الجفاف. تجربة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق لتقليل التوتر. وضع كمادات باردة على الرأس عند الشعور ببداية نوبة الصداع، فقد يساعد ذلك في تخفيف الألم. الأطعمة التي يُنصح بها أو ينصح بتجنبها خلال الصياميوضح المناصرة أن هناك بعض الأطعمة والمشروبات التي يُفضل تناولها أو تجنبها لتقليل الصداع النصفي:
يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، مثل المكسرات والخضراوات الورقية، لأنها قد تساعد في تقليل نوبات الصداع. يُفضل تجنب الأطعمة المالحة التي قد تسبب احتباس السوائل، وكذلك الأطعمة التي تحفّز الصداع، مثل الجبن القديم، الشوكولاتة، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين. إعلانويؤكد المناصرة أن شرب الماء بعد الإفطار مهم جدا، لأنه يساعد الجسم على تعويض السوائل التي فقدها أثناء الصيام، حيث إن الجفاف أحد الأسباب الرئيسية للصداع.
متى يجب استشارة الطبيب؟يوضح المناصرة أن هناك بعض العلامات التي تشير إلى ضرورة استشارة الطبيب في حالة تفاقم الصداع النصفي خلال الصيام، ومنها:
إذا زادت حدة الصداع بشكل ملحوظ أو أصبح أكثر تكرارا. إذا كان الصداع مصحوبا بأعراض مثل القيء المستمر، تغيّر في الرؤية، أو ضعف في أحد الأطراف. إذا لم تعد العلاجات السابقة فعالة.وفي هذه الحالات، يُفضل مراجعة الطبيب المختص لوضع خطة علاج مناسبة.