حل قوات الدعم السريع.. تحول مفاجئ في الأزمة السودانية| هل اقتربت نهاية الصراع؟
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أمس الأربعاء، مرسوما دستوريا يقضي بـ حل قوات الدعم السريع، وأمر القيادة العامة للقوات الشعبية المسلحة والأمانة العامة لمجلس السيادة والجهات المعنية الأخرى بوضوع القرار موضع التنفيذ.
ويأتي قرار البرهان، استنادا إلى تداعيات تمرد قوات الدعم السريع والاشتباكات التي نشب مع قوات الجيش السوادني منذ 15 أبريل الماضي، وتداعيات هذه الاشتباكات على السودان والانتهاكات الجسية التي مارستها هذه القوات ضد المواطنين، والتخريب المتعمد للبنى التحتية فضلا عن مخالفتها لأهداف ومهام ومبادئ إنشائها الواردة في قانون قوات الدعم السريع لسنة 2017.
الاشتباكات بين الدعم السريع والجيش
وأضاف بين مجلس السيادة السوداني، أن الاشتباكات العنيفة متواصلة بالأسلحة الثقيلة، بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جنوبي العاصمة الخرطوم، ومدينة أم درمان، فيما قوات الدعم السريع في الساعات الأولى لصباح أمس الأربعاء بهجوم مدفعي على سلاح المهندسين التابع للجيش السوادني في مدينة أمد درمان في إطار محالات السيطرة عليها.
من جانبه، رد الجيش السوداني على قوات الدعم السريع، بقصف مواقعها في المدينة الرياضية ومحيط سلاح المدرعات، وسميع دوي انفجات قوية متتالية وسط العاصمة الخرطوم، وتصاعدت أعمدة الدخان في محيط القصر الجمهوري، كما استهدف سلاح الطيران المسير بالجيش، أهدافا لقوات الدعم السريع في مناطق شرق النيل والجريف غرب جنوب شرق الخرطوم.
في هذا الصدد، قال السماني عوض الله، رئيس تحرير جريدة الحاكم نيوز السودانية، إن قرار مجلس السيادة السوداني بشأن حل قوات الدعم السريع، سوف يكون له تأثيران على سير الأزمة السودانية، فقد تتعامل قوات الدعم السريع بردة فعل عنيفة لرفض هذا القرار وتزيد من وتيرة العمليات العسكرية، وقد يؤثر القرار إيجابا على عملية السلام، لأنه سيؤثر على معنويات قوات الدعم السريع والتي ستنهار بسبب عدم قانونية وشريعة تحركاتها، وبالتالي قد يؤدي الأمر في النهاية إلى تسوية سياسية والاستسلام.
تأثير قرار حل الدعم السريعوقال عوض الله، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه من الناحية القانونية فإن قوات الدعم السريع تم إنشائها بقرار وقانون ينظمها، ولكن عندما اعتدت هذه القوات على الجيش السوداني، فكان على مجلس السيادة الذي يدير الفترة الانتقالية إصدار قرار بحل هذه القوات.
وأوضح أن قرار حل قوات الدعم السريع، سوف يفقدها الفرصة التي كان الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد أتاحها بأن كل من يترك السلاح يمكن دمجه في الجيش السوداني مرة أخرى، مشيرا إلى أنه بعد قرار الحل، فقد فقدت قوات الدعم السريع الفرصة للعودة مرة أخرى، ما سيكون له تأثير سلبي على معنويات هذه القوات.
واختتم: كل هذه الأمور المتداخلة سوف تؤثر على العمليات العسكرية بشكل عام، في ظل ملاحقة قوات العمل الخاصة والجيش السوداني لقوات الدعم السريع والتي ترك بعضها السلاح فيما غادر البعض الأخر الخرطوم.
عقوبات أمريكية على الدعم السريعوكانت الولايات المتحدة قد فرضت أمس الأربعاء، عقوبات على قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم حمدان دقلو، بسبب أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها قواته خلال صراعها المستمر منذ أشهر مع الجيش السوداني، وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان إنها "فرضت عقوبات على عبد الرحيم – وهو قائد عسكري كبير وشقيق محمد حمدان دقلو الذي يرأس قوات الدعم السريع – بتهمة قيادة مجموعة من الجنود المسؤولين عن "مذبحة المدنيين والقتل العرقي واستخدام العنف الجنسي".
وكانت الاشتباكات في السودان بدأت 14 أبريل الماضي، لتدخل الخرطوم في حالة من الفوضى المستمرة منذ ما يقرب من 5أشهر عندما تصاعدت التوترات المستمرة منذ فترة طويلة، بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع، إلى حرب مفتوحة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قوات الدعم السريع حل قوات الدعم السريع السودان الأزمة السودانية حل قوات الدعم السریع الجیش السودانی مجلس السیادة هذه القوات
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يقضي على آخر خلايا الدعم السريع
وانتشرت قوات الشرطة في مختلف الأحياء والشوارع لتأمين العاصمة. وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبدالله في بيان اليوم: «القوات المسلحة طهرت آخر جيوب الدعم السريع بمحلية الخرطوم، مؤكداً اعتقال عدد من المسلحين من مختلف الجنسيات كانوا يقاتلون في صفوف قوات الدعم السريع».
وأفاد شهود عيان بأن عناصر الجيش انتشرت في كافة مناطق الخرطوم، وبدأت الشرطة في تأمين المقار الإستراتيجية في العاصمة، مبينة أن الوضع الأمني بدأ يعود بشكل تدريجي إلى مختلف الأحياء في العاصمة.
وحذرت القوات الأمنية المواطنين من التجمعات العامة وأداء صلاة العيد داخل المساجد حتى لا تستهدفهم قوات الدعم السريع، التي باتت تستخدم الطيران المُسير في عدد من المناطق.
وتعرضت منشآت إستراتيجية للتدمير بما فيها المتحف الذي كان يعد تحفة معمارية تطل على النيل الأزرق، وبحسب وسائل إعلام دولية فإن المتحف لم يتعرض للسرقة فقط بل الدمار الذي لحق بالمبنى كان نتيجة القصف.
وأوضح وزير الإعلام السوداني خالد الإعيسر أن هناك اتصالات بدأت بالفعل مع الجهات الداخلية والخارجية، وكانت الخطوة الأولى تأمين مباني المتحف عبر الشرطة لمنع مزيد من الضياع، مشدداً بالقول: سنبدأ لاحقاً خطوات أخرى بالتعاون مع اليونسكو وغيرها من الجهات المعنية لاستعادة المقتنيات الأثرية. وأعرب الإعيسر عن شكره للجهود السعودية من أجل السلام، مؤكداً أن السعودية قدمت دعماً إنسانياً غير مشروط.
وأوضح في تصريحات صحفية أن تحرير الخرطوم نقطة فارقة في العمليات العسكرية، مبيناً أن العاصمة تفتح الباب لتحرير كامل السودان. وأشار إلى أن انتشار الدعم السريع في دارفور منحصر في بعض المناطق فقط