ظاهرة محيرة.. علماء الفلك: الثقوب السوداء تتجشأ النجوم بعد سنوات من ابتلاعها
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
شفق نيوز/ توصل علماء الفلك، إلى اكتشاف علمي يتمثل بقيام "الثقوب السوداء" من أكثر الأجسام إثارة للاهتمام في الكون، بتجشأ ما تبتلعه في طريقها، من دون فهم حقيقة سلوكها الغامض.
وتتميز الثقوب السوداء بالأكل الفوضوي الذي يجعلها تبتلع أي شيء في طريقها. لكن ما لم يدركه علماء الفلك هو أن هذه الوحوش الكونية "تتجشأ" بعد ذلك مزيجًا انتقائيا من النجوم والغازات والكواكب والغبار الذين التهمتهم قبل سنوات.
وتوصل علماء الفلك إلى هذا الاكتشاف بعد قضاء سنوات في مراقبة الثقوب السوداء المشاركة في أحداث الاضطرابات الموجية العنيفة (tidal disruption event)، أو المعروفة اختصارًا بـ TDE.
وتقليديا، تمت دراسة الأجسام لبضعة أشهر فقط بعد "حدث الاضطراب الموجي العنيف"، وهو ما يحدث عندما تقترب النجوم كثيرًا من الثَّقب الأسود ويتم تمزيقها إلى أجزاء في عملية تسمى حادث السباغيتي أو التأثيرات المعكرونية.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن ملاحظة الثقوب السوداء بشكل مباشر، إلا أنه يمكن للعلماء مشاهدة "حدث الاضطراب الموجي العنيف" لأن هذه الأحداث ينبعث منها ضوء وراديو وموجات أخرى لمدة تصل إلى بضعة أسابيع أو أشهر في أثناء حدوثها.
وعندما يحدث ذلك، يتم التخلص من بعض الغاز والغبار المتبقي من النجم المدمر بعيدا عن الثقب الأسود. ثم يشكل الباقي هيكلا رقيقًا يشبه الصحن الطائر حوله يسمى القرص التراكمي، والذي يغذي تدريجيًا تلك المادة النجمية إلى الثقب الأسود.
ولكن ما اكتشفه العلماء في مركز هارفارد وسميثسونيان للفيزياء الفلكية هو أن بعض هذه المواد يمكن أن تظهر مرة أخرى بعد فترة تتراوح بين عامين وستة أعوام بعد حدوث "حدث الاضطراب الموجي العنيف".
ووجدوا أنه في ما يصل إلى 50% من الحالات، "تجشأت" الثقوب السوداء المادة النجمية بعد سنوات من "حدث الاضطراب الموجي العنيف"، على الرغم من عدم وجود أي فكرة عن السبب.
وقالت المؤلفة الرئيسية والباحثة المشاركة في جامعة كاليفورنيا، إيفيت سينديس، لموقع "لايف ساينس": "إذا نظرت بعد سنوات، فإن جزءا كبيرا جدا من هذه الثقوب السوداء التي لا تحتوي على انبعاث راديوي في هذه الأوقات المبكرة سوف "تعمل" فجأة في موجات الراديو. أسميها التجشؤ لأننا نواجه نوعا من التأخير حيث لا تخرج هذه المادة من القرص التراكمي إلا في وقت متأخر جدا عما كان يتوقع. والسؤال هو، أين يتم تخزينها قبل أن يتم تتجشأ مرة أخرى؟".
ويعرف العلماء على وجه اليقين أن هذه البقايا لا يأتي من داخل الثقب الأسود، لأن الأجسام لها أفق حدث حيث تكون الجاذبية قوية جدا بشكل لا يمكن حتى للضوء الهروب منها.
وأضافت سينديس: "نحن لا نفهم تماما ما إذا كانت المواد التي تم رصدها في موجات الراديو قادمة من قرص التراكم أو إذا تم تخزينها في مكان ما بالقرب من الثقب الأسود".
ويخطط العلماء لمواصلة مراقبة الثقوب السوداء التي كانوا يراقبونها، خاصة وأن بعضها ما يزال أكثر سطوعا بعد "حدث الاضطراب الموجي العنيف".
ويسعون أيضا إلى تحسين نماذج الكمبيوتر لتمثيل كيفية "تجشؤ" الثقوب السوداء بعد سنوات بشكل أفضل، وهو ما يأمل الخبراء أن يعزز فهم هذا السلوك الغريب.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي اكتشاف علمي علماء الفلك الثقوب السوداء الثقب الأسود علماء الفلک بعد سنوات
إقرأ أيضاً:
شاهد.. مرصد جيمس ويب ينشر أدق التفاصيل عن ظاهرة الإعصار الكوني
التقط مرصد جيمس ويب الفضائي، التابع لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية، تجاورا رائعا بين جرم سماوي يعرف باسم "هيربيغ-هارو 49/50" ومجرة حلزونية أبعد في موقع مثالي.
ونظرا لقرب هذا الجرم من الأرض، تتيح هذه الصورة الجديدة بالأشعة تحت الحمراء تفاصيل على نطاقات مكانية صغيرة بشكل غير مسبوق.
أجرام هيربيغ-هارووتعرف أجرام هيربيغ-هارو فلكيا بأنها تيارات من الغاز المتوهج، تُقذف من نجوم فتية (حديثة الولادة)، وتظهر هذه الأجرام كبُقع مضيئة أو سحب صغيرة في الفضاء، خاصة في صور التلسكوبات القوية مثل "هابل" و"جيمس ويب".
حينما يتكوَّن نجم جديد من سحابة غازية وغبار (سديم)، فإن هذا النجم الفتي يُطلق نفاثات قوية من الغاز من قطبيه، هذه النفاثات تتحرك بسرعة كبيرة جدا (في هذه الحالة تتراوح بين 100 إلى 300 كلم/ ثانية)، وعندما تصطدم هذه التيارات بالغاز المحيط بها، تتكوَّن موجات صدمية تسخّن الغاز، فيضيء ويُكوِّن ما نراه في صورة "جرم هيربيغ-هارو".
ويعتقد العلماء أن النجم المسؤول عن تكون "هيربيغ-هارو 49/50" يُدعى "سيد 110 إيرس4″، وهو نجم أولي لا يزال في مرحلة النشأة الأولى.
وبسبب شكله، يحمل هذا الجرم كذلك اسم "الإعصار الكوني"، لكن على عكس أعاصير الأرض، فإن "هيربيغ-هارو 49/50" يصل طوله إلى عدة سنوات ضوئية، مما يعني أنه يمكن لك أن تضع 3 إلى 4 مجموعات شمسية، مثل مجموعتنا، فوق بعضها بعضا لتُعادل هذا الطول.
وقد توصل العلماء إلى هذه التفاصيل باستخدام أدوات كاميرتي "ميري" و"نيركام" على متن مرصد جيمس ويب، التي بينت أن الجسم الضبابي في قمة "الإعصار" هو في الحقيقة مجرة حلزونية بعيدة، ولم تكن صورة هذا الجرم واضحة في صور مرصد هابل السابقة.
إعلانوظهر للباحثين أن المجرة لها انتفاخ مركزي أزرق (يدل على وجود نجوم قديمة)، وذراعان حلزونيان بهما غبار دافئ ونجوم حديثة النشأة نسبيا.
وأوضحت الصور الأحدث أن الأقواس الظاهرة في "هيربيغ-هارو 49/50" لا تشير كلها إلى الاتجاه نفسه، مما قد يعني وجود تدفقات غازية أخرى، متداخلة مع التدفقات الناتجة من النجم الأصلي.
وكشف جيمس ويب كذلك عن تركيبة الجزيئات في هذه السحب، وهي الهيدروجين، وأول أكسيد الكربون، والغبار المضيء.