علقت صحيفة "صباح" التركية على ما يجري حاليا من قتال بين القبائل العربية وما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يسيطر عليها الأكراد، وذلك في منطقة دير الزور حيث الوجود الأميركي والآبار النفطية السورية.

وقال الكاتب بالصحيفة مراد أصلان إن القبائل العربية شمال شرق سوريا لم تعد تتحمل استمرار "الاحتقار الذي عانوا لفترة طويلة" على يد القوات الكردية والآن يقولون: "كفى" وتركوا الكلمة للسلاح.

وأضاف أن هذا "جعل الهياكل التي كان يروِّج لها الأميركيون تحت اسم قوات سوريا الديمقراطية تنهار".

وانتقد الكاتب قيام واشنطن بإنشاء هذه القوات تحت ذريعة مكافحة تنظيم الدولة، واصفا قوات "قسد" بأنها إرهابية هي الأخرى و"لا يمكن استخدام منظمة إرهابية لمواجهة منظمة إرهابية أخرى".

ولفت إلى أن الدفاع المشترك "اللفظي" بين العشائر العربية وهذه القوات قد انهار نتيجة لما تعرض له العرب من انتهاكات وعنف توج باعتقال القائد العربي أحمد الخبيل من قبل عناصر "قسد" وهو ما أسفر -حسب قوله- عن قتل أو أسر العشرات من مسلحي القوات الكردية في تلك الاشتباكات.


واتهم أصلان الأميركيين بأنهم عندما منحوا هذا التنظيم الكردي حوالي ثلث مساحة سوريا، بما في ذلك المناطق النفطية، تجاهلوا تمامًا القبائل العربية في المنطقة وتعاملوا معهم كما لو كانوا عناصر محتملين من تنظيم الدولة.

وأشار الكاتب إلى أن الأميركيين اعتمدوا في ذلك على ما كان الأكراد يمدونهم به من معلومات خاطئة أو مبالغ فيها استغلوا من خلالها حساسية الأميركيين من "الإرهاب".

وأضاف أن تجربة الأميركيين بالعراق جعلتهم لا يثقون في العرب السنة ويتهمونهم بالتعاطف مع ما يطلقون عليهم "المتشددين الإسلاميين" ولذا فإن الأميركيين -حسب قوله- اختاروا التعامل مع الأكراد الذين يتبنون التيار الماركسي.

وأبرز أصلان أن الأكراد استغلوا التساهل الأميركي من أجل تطوير تنظيماتهم، واتخذوا إجراءات صارمة للسيطرة على المناطق السكنية وزيادة جهودهم للبقاء والاستمرار في المنطقة.

وقال أيضا إن الأكراد فرضوا في هذا الإطار ضغوطا على السكان العرب والتركمان، كما عرضوا زعماء العشائر العربية ومجموعاتهم المسلحة -الذين "تم نقلهم" إلى الهياكل التي أطلق عليها التنظيم "المجلس العسكري"- لسوء المعاملة لإعطاء "درس" لترهيب السكان المحليين.

كما اتهم الكاتب الأكراد بأنهم يسعون إلى تقسيم سوريا بمباركة أميركية، كما أنهم يحاولون تجنيد العرب وتحويلهم إلى ماركسيين وطرد من لا يخضعون لسلطتهم.

لكنه حذر من أن الشعب السوري لم يعد مستعدا للتضحية بالحرية والرفاهية التي حرم منها منذ 13 عاما، ولذا فإن ثورته الجديدة الثانية ضد وحدات حماية الشعب بالمنطقة على أشدها وهي تمثل تحديا حقيقيا للولايات المتحدة، حسب قول الكاتب.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

4 قتلى بشمال سوريا في احتجاجات على أعمال عنف ضد سوريين في تركيا

قتل أربعة اشخاص الاثنين خلال احتجاجات في مناطق نفوذ أنقرة في شمال سوريا، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، شارك فيها المئات على خلفية على اعمال عنف طالت مصالح سوريين في تركيا.

عبّر المتظاهرون عن غضبهم غداة أعمال عنف اندلعت اثر اتهام سوري بالتحرش بطفلة واستهدفت أعمالا تجارية وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري التركية، وأوقفت الشرطة التركية على خلفيتها 67  شخصا.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس عن تظاهرات “في مناطق واسعة” على طول الشريط الحدودي الخاضع لسيطرة تركيا في شمال سوريا “تترافق مع أعمال عنف”.

وقال عبد الرحمن إن “أربعة أشخاص قتلوا خلال تبادل اطلاق النار بين متظاهرين وحراس مواقع تركية، ثلاثة منهم قتلوا في عفرين، وآخر في جرابلس”. وأصيب 20 آخرون بجروح، وفق المرصد.

وكان المرصد تحدّث في وقت سابق عن “اشتباكات بالأسلحة الرشاشة دارت بين متظاهرين مسلحين من جهة، وعناصر من القوات التركية من جهة أخرى، أمام مبنى السرايا في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي”. وتحدث حينها عن مقتل متظاهر وإصابة سبعة نقلوا إلى المستشفى.

وشاهد مصور في فرانس برس العشرات يتظاهرون في مدينة أعزاز في شمال سوريا، تعبيراً عن استيائهم من استهداف مصالح سوريين في تركيا.

وقال عادل الفرج الذي كان من بين المحتجين إن التظاهر رد على ما تعرض له “أهالينا وأخوتنا السوريون” في تركيا، مضيفاً أن الدولة التركية “بإمكانها بأجهزتها الأمنية أن تقمع وتمنع” أعمال العنف ضدّ السوريين الذين “تهجروا من بشار الأسد ويلقون الظلم في تركيا”.

وحاول محتجون اقتحام نقاط تركية وقاموا بإنزال أعلام تركية، وفق المرصد، وردّ عليهم حرس النقاط “بإطلاق النار لتفريقهم” في مدينة الأتارب وبلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي.

وقال إن “عناصر من حرس الحدود التركي أطلقوا الرصاص الحي على متظاهرين” اقتحموا “معبر جرابلس الحدودي”.

وشاهد مصور في فرانس برس مسلحين يطلقون النار على شاحنات بضائع تركية في مدينة الباب.

وأشار المرصد إلى أن التظاهرات شملت أيضاً مناطق في إدلب المجاورة تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها.

سيطرت تركيا في العام 2016 مع فصائل سورية موالية لها على مراحل إثر عمليات عسكرية عدة، على مناطق حدودية في شمال سوريا.

ودان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان موجة العنف الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في تركيا. وقال “بغض النظر عن هوياتهم، فإن إضرام النيران في الشوارع وفي المنازل هو أمر غير مقبول”، مشددا على وجوب عدم استخدام خطاب الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية.

وأظهرت تسجيلات مصوّرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إضرام النيران في متجر للبقالة في قيصري.

وأشار وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا الى ان مواطنين أتراكاً ألقوا القبض على المشتبه به السوري وسلّموه إلى الشرطة. وذكر يرلي كايا على منصة “إكس” بأنه يشتبه بأن السوري تحرّش بقريبته السورية.

شهدت تركيا التي تستضيف حوالى 3,2 ملايين لاجئ سوري أعمال عنف مرتبطة برهاب الأجانب عدة مرّات في السنوات الأخيرة، أثارتها في أكثر الأحيان شائعات تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل النصية.

وما زال مصير اللاجئين السوريين مسألة جدلية في السياسة التركية فيما تعهّد معارضو إردوغان في انتخابات العام الماضي إعادتهم إلى سوريا.

المصدر أ ف ب الوسومتركيا سوريا

مقالات مشابهة

  • صحيفة الثورة الاربعاء 27 ذو الحجه 1445 الموافق 3 يوليو 2024
  • الاستخبارات التركية تحذر المحرضين على العنف ضد السوريين
  • صحيفة الثورة الثلاثاء 26 ذو الحجة 1445- 2 يوليو 2024
  • هل ينسحب بايدن من السباق الرئاسي؟ صحيفة تركية تتساءل
  • 4 قتلى بشمال سوريا في احتجاجات على أعمال عنف ضد سوريين في تركيا
  • بدء المناظرة الأولى للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية
  • الشبكة السورية لحقوق الإنسان: مقتل 429 في النصف الأول من 2024
  • صحيفة الثورة الاثنين 25 ذو الحجة 1445 – الموافق 1 يوليو 2024
  • رئيس اتحاد المعلمين العرب يواصل لقاءاته بقيادات التربية والتعليم في سوريا
  • صحيفة تركية: مؤتمر الاستثمار المصري-الأوروبي المشترك ركز على موقع مصر الاستراتيجي