ليس عندي ما أقوله.. لكني أريد أن أقول لك ذلك.. لا أفهم لماذا من المهم أن أقول لك إن الكلمات أصعب والسكوت شديد الصعوبة.. فالعقل لا يستريح إلا إذا عَرِف وفهم.. فكل الكلمات لها معنى حتى السكوت له معانٍ مختلفة.
يقول أنيس منصور في كتابه «معنى الكلام» كل شيء له معنى.. أو يجب أن يكون له معنى.. حتى الكلام الفارغ إذا صدر عن إنسان فنحن نُفكِّر في هذا الذي قال، فنقول: هذه هلوسة.
. أو هذا تخريف.. أو أنَّ المتكلم مسطول.. أو مجنون.. لا بد أن نضع صفة أو نصدر حُكمًا على هذا الذي نسمعه.
أي أننا نُفكِّر وحاولنا أن نفهم.. ثم أصدرنا حُكمنا.. فإذا قلت لك مثلًا: ما وجه الشبه بين الكلمات: أنا، خوخ، توت.. أن أقول لك: إن هذه الكلمات يُمكن قراءتها من أولها ومن آخرها.
كل ما أريد أن أقوله إن الشيطان يوجد في كل مكان إلا هذه الرقعة البسيطة التي توجد في منتصف المنزل، وهي «الكنبة» التي نستعيد فيها الذكريات الطيبة، هنا لا يمكن أن ترى شياطين الإنس الذين يطاردونك في الشوارع والطرقات والعمل، أو شياطين الجن الذين يُحاصرونك ويتحالفون مع نفسك لارتكاب الأخطاء الجسيمة التي قد تندم عليها يومًا ما.
«ع الكنبة» كان يجلس جدي يبني إمبراطورية أساسها المحبة، ثم جاء أبي ليضع ضوابط التعامل في الجنة التي اختارها لنا.. ولم يترك هذا المكان إلا لأمي «رحمها الله»، فهو مثل أي زوج قادر أن يتمرد على الظروف والحياة، لكن لا يقوى على منافسة أمي في مباراة كلامي أكثر من 4 ثوانٍ، فيضطر أن يُعلن استسلامه مسبقًا.
كانت أمي.. زوجة صالحة إلى حد كبير، عندما تتكلم يتوقف بك الزمن، تُحرِّك فلسفتها عقارب الساعة، وتتوقف مسارات وصول الدم إلى المخ، وإن لم تستوعب ما يُقال ستصاب بالإغماء وسترى الغربان تنعق في خرائب عقلك، وإن فهمت ما قيل ستظهر لك الطيور من كل لون ونوع وصوت على أشجار الكافور.
الرحلة إلى «الكنبة» قد تبدو شاقة كثيرًا لكنها تستحق.. ففي هذا الكون الفسيح تتعلَّم أشياءً كثيرة.. يمكن أن تتعلَّم صنعة أو حِرفة أو مهنة، لكن هناك «ع الكنبة» ستتعلَّم الصدق والفضيلة.. ستتأمل وتتذوق الحياة وجمالها، ستنسى همومك.
لحظات من العذاب أشعر بها أثناء مروري من أمام «الكنبة» كل صباح ومساء، فقد افتقدتها منذ زمن طويل.. عندما أصبحت أيامي عبارة عن «شغل يتخلله ساعات قليلة من النوم»، بفعل ظروف الحياة التي أرهقتني، وأصبحت في حاجةٍ لقراءة مجلة «علاء الدين» ولكن «ع الكنبة».
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
“الشؤون الاسلامية” تواصل تنفيذ الكلمات الوعظية والدروس العلمية في مساجد مركزية مكة لتوعية المعتمرين في رمضان
المناطق_واس
تواصل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة في الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة تنفيذ برامجها الدعوية في موسم رمضان للعام الحالي، من خلال إقامة سلسلة من الدروس العلمية اليومية والكلمات الوعظية، وذلك في الجوامع والمساجد الواقعة بالقرب من المسجد الحرام، ويشارك في تقديمها نخبة من الدعاة الرسميّين بالوزارة والمتعاونين والمترجمين بلغات عالمية, ضمن الخدمات المقدمة في المرحلة الثانية من موسم العمرة الحالي لعام 1446هـ.
وتضم البرامج الدعوية عناوين عدة، أهمها: إيضاح مناسك العمرة وفضائل رمضان وأحكام الزكاة والاعتكاف، ومحاسن الإسلام، وبيان جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم، وتسخيرها كل الإمكانات حتى يؤدوا المناسك بكل يسر وسهولة، والإجابة على استفساراتهم المتعلقة بمناسك العمرة.
أخبار قد تهمك خاصرة عين زبيدة.. وجهة رمضانية نموذجية للعائلات والزوار 9 مارس 2025 - 2:08 صباحًا للعام الثاني على التوالي .. “الهيئة الملكية” تطلق حملة “مكة كلها حرم” 2 مارس 2025 - 8:54 مساءًيذكر أن هذه الجهود الدعوية التي تقدمها وزارة الشؤون الإسلامية، تهدف إلى تعليم المعتمرين كيفية أداء مناسكهم على هدي القرآن والسنة، والحثّ على السكينة وأنها مطلب من مطالب إتمام النسك وتأصيل العقيدة الصحيحة، وإبراز محاسن الإسلام ويسره في العبادات والمعاملات والسلوك، وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم، والحثّ على تحقيق معاني الأخوة الإسلامية وفق منهج الوسطية والاعتدال، تحقيقًا لرسالة المملكة السامية.