الأزهر يُشارك في معرض النيابة الإدارية للكتاب للعام الثالث على التوالي
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
يشارك الأزهر الشريف بجناح خاص في معرض النيابة الإدارية للكتاب في دورته الرابعة بمقر نادى مستشاري النيابة الإدارية بالمنيل، والذي ينعقد في الفترة من اليوم الخميس الموافق ٧ سبتمبر وحتى ١٥ سبتمبر ٢٠٢٣م، والذي يستقبل زواره يوميا من الساعة الواحدة ظهرا وحتى الحادية عشرة مساءً.
الأزهر يُشارك في معرض النيابة الإدارية للكتاب للعام الثالث على التواليويشارك الأزهر بالعديد من الإصدارات والدوريات والحوليات العلمية، والتي تضم إصدارات جديدة في قضايا متنوعة تتناول محاور مهمة تمس اهتمامات الجمهور بمختلف فئاته وتجيب على كثير من الأسئلة التي تدور في أذهانهم.
ويتضمن جناح الأزهر في المعرض عددا من الإصدارات العامة لهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية ومركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، ومركز الأزهر للترجمة الذي يعرض نماذج من ترجماته، لمواجهة ظاهرة العنف والإسلاموفوبيا ونشر الصورة الحقيقية للإسلام، فضلا عن ركنا خاصا للخط العربي، لتعليم رواد المعرض فنون كتابة الخط العربي وجمالياته.
وتأتي مشاركة الأزهر الشريف في معرض النيابة الإدارية للكتاب، للعام الثالث على التوالي، استكمالا لسلسلة مشاركاته الناجحة في معارض الكتاب بالقاهرة والإسكندرية والمعارض الدولية، والتي شهدت إقبالا كبيرا من الجمهور، فقد قدم الأزهر فيها الكثير من الخدمات والأنشطة النوعية والندوات اضطلاعا منه بدوره الديني والعلمي والتوعوي.
تخريج طلاب متميزين في كل المجالاتكرمت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، الطلاب الفائزين في الورش الفنية التي عقدها مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين على مدار الأسبوع الماضي لتعليم فن البورتريه والكاريكاتير، بجوائز مالية قيمة، مؤكدةً أن الأزهر لا يهتم بتعليم العلوم الشرعية والعربية فحسب؛ بل يعمل على تخريج طلاب متميزين في مجالات العلوم والفنون المختلفة، ليواكبوا مستجدات العصر، وهذا ما نعمل عليه في الأزهر الشريف.
من جانبها، بينت الفنانة فاطمة حسن، رسامة بأخبار اليوم، وأحد المدربين للطلاب في الورش، أنها تفاجأت بوجود جنسيات مختلفة من كثير من الدول يجمعهم الحب والتعاون، وهذا التجمع يصعب أن تراه بهذا الشكل والود في أي مكان سوى الأزهر، مضيفة أن الأزهر سخر كافة الإمكانات التي تمكن الطلاب من تعلم فنون الرسم، مشيرة أن الطلاب الوافدين استفادوا كثيرا من هذه الورش التعليمة، مؤكدة أن تبني الأزهر للفن الهادف جعلها تشعر بأهمية الفن وتشعر بالفخر أيضا، لأنها تنتمي لعلم يهتم به الأزهر.
ومن جانبه أوضح فنان الكاريكاتير، إسلام زكي، أن الورش أبرزت مواهب الكثير من الطلاب، مشيرا أن اختيار موضوع تمكين المرأة أمر مهم، لأن المرأة تمثل نصف المجتمع، كما أن فن الكاريكاتير يعتبر من القوة الناعمة في المجتمع حيث يعمل على حل الكثير من المشكلات المجتمعية من خلال رسومات وتعبيرات بسيطة لها مدلولات كبيرة، مؤكدا أن مهارات الطلاب في الرسم تطورت كثيرا بعد الدروس التي تلقوها في الورش.
ومن جانبه، أوضح الطالب حماس شهيد، من إندونيسيا، والفائز بالمركز الأول، أن هذه الورش أصقلت مهاراتنا وفتحت لنا آفاقا جديدة نحو التعبير عن مكنونات أنفسنا بشكل أفضل من خلال اللوحات الفنية، كما أنها تعد تطبيقا عمليا لمفاهيم وقيم كنا نسمع عنها فقط، حيث أبرزت لنا أهمية مفهوم دور المرأة من خلال التعريف بشخصيات مصرية وعربية كانت لهن أدوار بارزة في المجتمع، وهو ما جعلنا نتحمس في إظهارهن في أفضل صورة تليق بما قدمن تكريما لهن وإجلالا و تقديرا لجهودهن.
وبيّن الفائز بالمركز الثاني الطالب محمود خالد، من سوريا، أن هذه الورش أضافت إليه فنونًا جديدة لم يعلم عنها شيء من قبل مثل الرسم بالفحم، مؤكدا أن هذه التجارب والورش مهمة لكل طالب لديه ميول للفن بشكل عام والرسم بشكل خلص، موضحا أن هذه الورش دليل واضح على أن الأزهر مهتم ومنفتح على كل العلوم، فهو مؤسسة متكاملة تبني جيلا متميزا لديه الكثير من العلوم والمهارات والقدرات.
وأكدت الفائزة بالمركز الثالث الطالبة، واحدة المحرمة، من إندونيسيا، أن تكثيف هذا النوع من الورش الفنية سوف يسهم بمرور الوقت في تخريج فنانين كبار، مبينة أنها تشعر بالفخر لانتمائها للأزهر الشريف والذي يعمل بكل ما فيه من جهد لتطوير مهارات وقدرات الطلاب الإبداعية، فهو بجانب اهتمامه بالعلوم الشرعية والعربية يهتم أيضا بتعليم العلوم والفنون المختلفة وهو ما يميز طالب الأزهر عن غيره، وهذا هو سر حبنا لهذه المؤسسة العريقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر جناح الأزهر كبار العلماء النيابة الإدارية هذه الورش الکثیر من أن هذه
إقرأ أيضاً:
معرض مسقط للكتاب وضيف الشرف
في هذا الأسبوع يُفتتح العرسُ الثقافي السنوي العماني أي معرض مسقط للكتاب في دورته التاسعة والعشرين، وهو عرس سنوي منتظر بشوق من محبي الثقافة بجميع تشكلاتها، كما تهاجر إليه الثقافات والأفكار والعلوم من أقطار عديدة في العالم لتجدها قريبة منك في بلدك بفضاء إنساني مفتوح أمام نتاج الإنسان وتقدم إبداعاته واختراعاته، وتعدد ثقافته وميولاته.
لقد كتبتُ في السنوات الماضية كثيرا عن معرض مسقط للكتاب إعجابا ونقدا، فلا أريد هنا تكرار ما كتبت، بيد أني مضطر أن أعقب على البرنامج الثقافي للمعرض، الذي لم تظهر الصورة النهائية – حسب تصوري - بَعد، ونحن على بُعد يومين من افتتاح المعرض، عدا تضمينه ضمن بيانات دورة المعرض والذي انتشر عقب المؤتمر الصحفي لمعرض مسقط للكتاب الأربعاء الماضي، وحتى الآن لم نرَ البرنامج في صورة تصميمية جاذبة تليق بمعرض الكتاب، والأصل أن يكون ذلك بشكل مبكر يخلق دعاية ضمنية للمعرض، كما أنه يعطي صورة فخرية له نباهي بها المعارض الأخرى إذا ما أحسن اختيارات برامجه، وانطلقت من العموميات إلى الإبداع والإحكام، وهذا لا أجده بصورة ظاهرة في الجدول المنتشر، مقارنة بمعارض قريبة منا، والتي تصاحبنا هذه الأيام أيضا.
هناك 3 جوانب ممكن أن نحاكم بها جاذبية البرنامج، وهي الثيمة وخيط الثقافة ومدار البرنامج ذاته، بمعنى ليست العبرة بكثرة الفعاليات، وإنما بمدى حضور الإبداع والإحكام فيها، فهناك فعاليات رئيسة تكون مدار البرنامج تُسلط عليها الأضواء بشكل أكبر، فلكل يوم مثلا فعاليته الرئيسة، تحوي رموزا ثقافية كبيرة لها ثقلها المعرفي وليس الإعلامي فحسب على المستوى المحلي أو العربي والعالمي، لتكرم بالتفاعل من حيث الحضور والصحافة والتوثيق، وهناك فعاليات مصاحبة، يجمع هذا ثيمة لها علاقة بالثقافة، ويدرك المتابع مدى حضور خيط الثقافة فيها بشكل أعمق.
والبرنامج له مدارات لأن الناس بطبيعتهم يعيشون عوالم مختلفة، فهناك مثلا مدار من حيث الفعاليات كندوات وحوارات، ومدار من حيث الفنون كالموسيقى والرسم والمسرح، وهكذا من حيث الطفل والمرأة وغيرها، كل مدار له فعالياته الرئيسة من جهة والثانوية المصاحبة من إدارة البرنامج أو المؤسسات الثقافية من جهة أخرى، بيد أن تداخل البرنامج بدون إحكام يؤدي إلى طغيان البرامج المصاحبة على البرامج الرئيسة، والتي في الأصل يكون الاهتمام والإنفاق عليها بشكل أكبر، كما يؤدي إلى عدم ظهور الخيط الثقافي خصوصا فيما يتعلق بثيمة المعرض ورسالته المخصصة لكل عام.
ما قلته سلفا لا يعني انتقاصا من برنامج العام، أو من الجهة المنظمة له، حيث يبذلون جهدا كبيرا في إعداده وتطويره يشكرون عليه، إلا أنني كمتابع أقرأ من الخارج، وأزعم أنني لصيق المعرض منذ سنوات خلت لأكثر من عقد، كما أزعم أنني متابع للعديد من المعارض العربية من حيث التأمل والحضور، لكن في الوقت نفسه أسعد كثيرا عندما نباهي بمعرض مسقط عربيا ودوليا لما يصل إلى درجة الإحكام والريادة والإبداع، فالمعرض ليس بيعا وشراء فقط، بل هو تظاهرة ثقافية، وسوق ثقافي مفتوح بكل ما تعنيه الثقافة وسبلها من معنى، فهو لا يمثل الجهات المنظمة بل يمثل عُمان جميعا، ورغم الكثافة السكانية القليلة في عُمان مقارنة مثلا بمصر أو المغرب أو الجزائر، أو بالسعودية في الخليج؛ بيد أنه اليوم يعتبر من المعارض العربية التي تحمل بُعدا ثقافيا مهما، ويشكل إضافة في المشهد الثقافي بشكل واسع.
الأمر الآخر والذي أتعجب منه كل عام وهو ضيف الشرف، وعُمان اليوم لها حضورها العربي والدولي والحمد لله - كما ندرك ذلك في السنوات الخمس الأخيرة من النهضة المتجددة من خلال زيارات السلطان - حفظه الله - وعادة يكون ضيف الشرف دولة ما تهاجر إليك بثقافتها وفنونها وإبداعها، وتعرفك على كتابها ومبدعيها وفنانيها، كما أن معرض الكتاب يهاجر بشكل غير مباشر إلى تلك الدولة عن طريق الإعلام والصحافة والكتابة، فلا معنى أن يكون ضيف الشرف محافظة عمانية، فهذا ممكن تحققه عند المعارض المحلية، أو في مهرجان مسقط أو خريف صلالة؛ لأنه يحمل أبعادا اقتصادية واستثمارية أكثر منه ثقافية بمفهومها التقني الدقيق.
هذا الأمر يؤدي إلى مطاطية ثيمة المعرض ذاته، وفق فعاليات عمومية، قد يفهم منها التكثير وملء الجدول أكثر من الإبداع والإحكام .
كما أسلفت -، من خلال العموميات بلا ثيمة ثقافية جامعة، تارة في عمومية الاقتصاد أو الاستثمار أو الأدب أو التراث مثلا، وهنا أتحدث عن البرنامج الرئيسي وليس عن البرامج المصاحبة، فقد يعذر الثاني لأن رؤيتها وفق المؤسسة بهويتها الخاصة والثابتة حسب اشتغالاتها ما لا يعذر الأول لأنه يخلق هوية معينة للمعرض، وهي هوية متحركة كل عام يشعر بها الزائر بشكل واضح.
ما قلته سلفا يمثل وجهة نظري، وهي في الأصل نظرة محدودة لأني أنظر من زاوية محدودة، بينما صاحب الشأن ينظر من زاوية واسعة وفق الإمكانات المتاحة، كما أنني أقرأ من الخارج بينما هو خبير من الداخل والخارج، بيد هذا لا يمنع من التدافع والنقد، وهي الحالة الصحية لتقدم المجتمعات، بدل المبالغة في الإطراء، ولكن أيضا لا نبخس ما يقومون به، فعملهم عظيم وإن كان تكليفا وظيفيا غير تطوعي من حيث الابتداء، إلا أنهم يبذلون أوقاتهم لرقي المعرض وتقدمه، وهذا يشكرون عليه، وهو واقع ملموس، ونحن ننتظر بشغف هذا العرس الثقافي، والذي بلا شك له مميزاته هذا العام، كما سيخلق إضافة في المشهد الثقافي محليا وعربيا ودوليا، وهذا ما نرجوه لعمان، فأي تقدم فيها تقدم للجميع نباهي وفخر به.