دراسة تكشف زيادة الإصابة بالسرطان عالميا بين من تقل أعمارهم عن 50 عاما
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
كشفت دراسة حديثة عن ارتفاع عدد المصابين حول العالم بالسرطان ممن هم دون سن الـ50 خلال العقود الثلاثة الماضية، ولا تزال أسباب هذه الزيادة غير معروفة تماما.
ففي دراسة وصفت بالأكبر من نوعها وشملت تحليل معدلات 29 نوعا مختلفا من السرطان في أكثر من 200 دولة، نبه خبراء إلى زيادة حالات تشخيص الإصابة بالسرطان بين من تقل أعمارهم عن 50 عاما في جميع أنحاء العالم بنسبة 80% تقريبا، وتراوحت الإصابات ما بين مليون و82 ألفا و3 ملايين و26 ألفا ما بين تسعينيات القرن الماضي و2019.
وتوفي أكثر من مليون شخص تحت سن الـ50 بسبب السرطان عام 2019 بزيادة نسبتها 28% مقارنة بعام 1990، حسب ما ذكرت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "بي إم جي أونكولوجي" البريطانية.
وكانت أخطر أنواع السرطانات هي تلك التي تصيب الثدي والقصبة الهوائية والرئة والأمعاء والمعدة، لكن السرطانات التي تنمو بشكل أسرع هي تلك التي تصيب البلعوم والبروستات.
في المقابل، انخفض معدل الإصابة بسرطان الكبد بنحو 3% سنويا، وكشفت الدراسة أنه كلما تطورت الدولة، ارتفع معدل الإصابة بالسرطان بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما. وقد يشير ذلك إلى أن البلدان الأكثر ثراء والتي تتمتع بأنظمة صحية أفضل تكتشف السرطان في وقت مبكر.
وأضاف الباحثون أن سبب ازدياد الإصابة بالسرطان في سن مبكرة لا يزال غير واضح، لكن النظام الغذائي السيئ، والتدخين واستهلاك الكحول، والعوامل الوراثية، والخمول البدني، والبدانة، كلها عوامل قد تسهم أيضا في هذا الاتجاه، بحسب الدراسة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الإصابة بالسرطان
إقرأ أيضاً:
فى طلب السعادة
تُنقّر الكلمات شبابيك أذنى كُل يوم. أسمعها من زميل أو صديق أو جار أو قريب مُعبّرا عن حصار الهموم لحياته بقوله «أنا حزين». فالأحزان قدر إلهى لا يُمكن الفرار منه، وهى جُزء من الحياة الطبيعية للإنسان، لكنها تغلب وتتسع وتُهيمن، ما لم يقاومها مقاوم بسعيه الحثيث نحو الضفة الأخرى، طالبا السعادة.
ويبقى السر فى كيفية تحصيل السعادة، غائما لدى بنى البشر عبر السنين. فُهناك كما يُفهمنا المبدع الراحل إسماعيل يس، فى مونولوج شهير له حمل اسم «صاحب السعادة» مَن يطلب السعادة فى المال، لكنه لا يُدركها. وهناك من يظن أنها فى النفوذ والسلطة، ثم يكتشف بعد حين أن الفرح مؤقت، وأن الهموم تتراكم فيما بعد. كذلك يحسب البعض أن السعادة تكمن فى الشهرة، لكنه يكتشف بعد حين أن الشهرة تضعه دائما تحت المجهر، وأن كل شىء فى حياته مرصود.
يبتسم البعض ادعاءً، ويضحكون كذبًا، ويقهقون وقلوبهم تكتوى بنار الهم. لذا فإن كثيرين ممّن يحسبهم الناس سُعداء، بربح حققوه، أو سلطة حازوها، أو صيتِ اكتسبوه هُم فى الحقيقة أتعس التُعساء.
وربما نقرأ معنىً قريبا من ذلك فى قول الشاعر غازى القبيصى بقوله «أخفيتُ عن كُل العيون مواجعي/ فأنا الشقيُ على السعادةِ أُحسدُ».
وسؤال السعادة من الأسئلة القديمة، المطروحة عبر الأزمنة لدى الفلاسفة والمُفكرين والنبهاء. لذا رأى الفيلسوف أفلاطون مثلًا أن السعادة فى التناغم بين المطالب والواقع، بينما حدّد تلميذه أرسطو السعادة فى اللذة، وحاول فلاسفة ومفكرى المسلمين اختصار مفهوم السعادة فى الرضا.
ومؤخرًا، طالعت دراسة طويلة المدى بدأتها جامعة هارفارد البريطانية سنة 1938، وانتهت منها بعد ست وثمانين عاما، وشارك فيها رؤساء دول، وزعماء، وساسة، وقادة، وعلماء ومفكرون، وفلاسفة، ورجال أعمال.
وخلصت هذه الدراسة الأطول فى العالم، إلى أن السعادة الحقيقية تتحقق للإنسان من خلال العلاقات الوثيقة مع البشر. ويعنى ذلك أن سعادة الإنسان مقرونة بعلاقته بشخص أو بأشخاص يتآلفون معا، ويتواصلون ويتحدون، ويتناغمون. يقول البروفيسور روبرت والدينغر، أحد المشرفين على الدراسة «إن الأمر لا يتعلق ببناء صداقات بأكبر عدد من الناس، وإنما بوجود أشخاص مقربين يمكنك الاعتماد عليهم».
ويبدو أن مبُدعين وأصحاب أقلام كُثراً فى الشرق والغرب، كانوا أسبق فى التوصل لما توصلت إليه دراسة هارفارد، فقال الروائى الروسى فيودور ديستوفسكى فى إحدى روائعه «إن السعادة لا يصنعها الطعام وحده، ولا تصنعها الثياب الثمينة، ولا الزهو، وإنما يصنعها حُب لا نهاية له».
وهذا الروائى البرازيلى باولو كويليو يقول لنا «إن قمة السعادة أن تجد شخصا يُشبه روحك كثيرا».
كذلك فقد قال الشاعر الراحل محمود درويش فى جداريته الرائعة «فاحذر غدًا، وعش الحياة الآن فى امرأة تُحبك».
وهذه نصائح غالية فى هذا الزمن... والله أعلم.
[email protected]