وجد استطلاع جديد أن أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا أدت إلى زيادة عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى دعم إضافي ومستوى الحاجة، بحسب وصف تقرير نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية اليوم، الخميس.

وتقوم المدارس بتوزيع الملابس والطعام على الأطفال وسط أزمة غلاء المعيشة في بريطانيا، في حين أفاد المعلمون بتدهور النظافة بين التلاميذ، حيث تقلص الأسر من تنظيف الأسنان والاستحمام وحتى تنظيف المراحيض.

ووفقا لاستطلاع للمدارس في بريطانيا، قال تسعة من كل 10 إنهم يقدمون الملابس والزي الرسمي للطلاب، بينما كان سبعة من كل 10 يقدمون الطعام على شكل طرود، أو مخصصات بنك الطعام، أو قسائم أو وجبات إفطار مدعومة.

وقال أكثر من 80% من كبار القادة للباحثين إن ضغوط تكلفة المعيشة أدت إلى زيادة عدد الأطفال المحتاجين إلى دعم إضافي ومستوى الحاجة، لا سيما في المدارس الأكثر حرمانا.

وفي الوقت نفسه، ارتفع الطلب على دعم إضافي للصحة العقلية إلى واحد من كل أربعة تلاميذ في المدارس العادية، واثنين من كل خمسة في المدارس الخاصة، حيث تؤثر الضغوط على الحياة الأسرية، وفقًا للمؤسسة الوطنية للبحوث التربوية في بريطانيا.

ويرسم الاستطلاع، الذي نشر اليوم، الخميس، صورة مثيرة للقلق للأطفال الجائعين وسوء الرعاية الذين تأثرت حياتهم بشدة - ولم تتم تلبية احتياجاتهم الأساسية - بينما يعاني آباؤهم. 

وقال المعلمون للباحثين إنهم يشعرون بالقلق من أن بعض الأطفال في المدارس الخاصة ليس لديهم معدات متخصصة حيوية بما في ذلك الكراسي المتحركة وأدوات المساعدة على الحركة. 

كما شهدوا زيادة في معدلات الإصابة بالأمراض بين التلاميذ بسبب نقص التدفئة في المنازل وسوء التغذية، ما يؤثر على الالتحاق بالمدارس.

ويتغيب آخرون عن المدرسة لأن آباءهم غير قادرين على تحمل تكاليف النقل، في حين قالت 90% من المدارس الابتدائية والثانوية والخاصة إنها اضطرت إلى دعم الأنشطة اللامنهجية لبعض التلاميذ.

وقال أحد معلمي المدارس الخاصة: «في رحلة مدرسية مؤخرًا، اعتقدنا أن التلاميذ يعانون من مشاكل سلوكية عندما لا ينظفون المرحاض. لكن اتضح أنه لا يجوز لهم هدر المياه والشطف في المنزل. وينطبق الشيء نفسه على تنظيف الأسنان والاستحمام. النظافة سيئة حقًا وتزداد سوءًا”.

وقال أحد المعلمين في إحدى المدارس العادية: «يعاني الكثير من طلابنا من مشاكل سلوكية وصحية عقلية لأن الحياة خارج المدرسة أصعب.» 

وقال آخر: “أسوأ شيء هو الفقر الخفي وحقيقة أننا لا نستطيع إعالة الجميع. نحن نشهد زيادة في المخاوف المتعلقة بالحماية نتيجة للعلاقات الأبوية المتوترة".

يتعين على المدارس التدخل لسد الثغرات في الدعم، حيث يكافح المعلمون للحصول على الدعم من الوكالات الخارجية مثل خدمات الصحة العقلية للأطفال والشباب.

وقال أحد المعلمين: "علينا أن نتحمل عبء استكمال النماذج المطولة مع العائلات حتى يتمكنوا من الوصول إلى خدمات دعم الأسرة للأطفال"، و"نحن لسنا أخصائيين اجتماعيين مدربين ولكن يُطلب منا القيام بهذا العمل".

كما وجدت الدراسة أن الأطفال الأكثر حرمانا، والمؤهلين للحصول على تمويل إضافي من أقساط التلاميذ، ليسوا وحدهم الذين يحتاجون إلى الدعم، حيث أفاد أكثر من ثلاثة أخماس المدارس العادية أن 50% أو أكثر من التلاميذ الذين يتلقون دعمًا إضافيًا كانوا تلاميذًا غير مؤهلين للحصول على علاوة التلميذ.

وقالت جينا جوليوس، مديرة أبحاث NFER والمؤلفة المشاركة للتقرير، إن أزمة تكلفة المعيشة كان لها تأثير عميق على التلاميذ والأسر.

وأضاف: “تقدم المدارس مستويات غير مسبوقة من الدعم العاجل، فالتلاميذ الذين لا يتم تلبية احتياجاتهم الأساسية - سواء كانوا يذهبون إلى المدرسة جائعين، أو غير قادرين على تحمل تكاليف الزي المدرسي أو النقل - هم أقل احتمالا للالتحاق بالمدرسة والانخراط بنجاح في التعلم".

وأضاف: "بدون اتخاذ إجراءات عاجلة الآن، هناك خطر من أن يكون للأزمة آثار بعيدة المدى وطويلة الأمد على التلاميذ".

وقد تم الاتصال بوزارة التعليم للتعليق.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بريطانيا تكلفة المعيشة ازمة الغلاء الجارديان فی بریطانیا فی المدارس

إقرأ أيضاً:

جراوس: المناهج التقليدية تثبط روح الإبداع مع مرور الزمن

أبوظبي: سلام أبوشهاب

شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، محاضرة استضافها مجلس محمد بن زايد، في جامع الشيخ زايد الكبير، بأبوظبي، مساء أمس الأول الخميس، ألقاها البروفيسور جير جراوس، مستشار تربوي عالمي، بعنوان «إعادة تصور التعليم المبكر»، وحضرها عدد من الشيوخ، والوزراء، وكبار المسؤولين.

قال البروفيسور جير جراوس: «يسعدني ويشرفني أن اتحدت في مجلس محمد بن زايد عن موضوع التعليم المبكر»، مؤكداً أهمية دور اللعب كعامل محفز وشكل مبكر من أشكال الترفيه التعليمي الذي يجب توفيره للأطفال عبر مراحل الدراسة.

وأوضح أن المناهج التقليدية تثبط من روح الإبداع مع مرور الزمن، وبالتالي يجب الاهتمام بمراحل تطور الطفل حتى بلوغه مرحلة التعليم الجامعي، والتحاقه بسوق العمل منتقداً المسارات والهياكل التعليمية الخطية التي تسهم في تعزيز التعليم كمؤسسة أكثر منه كمسيرة ممتدة مدى الحياة، وأشار إلى أهمية دور اللعب في جميع المراحل التعليمية، منذ الولادة وحتى سن 99 سنة.

وقال إنه يمكننا عالمياً، تحسين تعليمنا وتدريسنا وتفكيرنا، لكن جماعياً، ويمكننا التفكير بشكل أفضل ونوسع الآفاق بشكل جماعي، وأن ندرك أن المتاحف وصالات العرض الفنية وتراثنا الثقافي جزء من تعليمنا، ويجب علينا أن نجعله إلزامياً لكل طفل في كل مجتمع، وأن يشعر بأن المتحف، وصالة العرض، والمكتبة، هي منزله، تعليمياً وثقافياً، كما نحتاج أن نفهم أن الصداقات أفضل من العلاقات العادية.

وأكد أن الآباء هم أهمّ المساعدين في رحلة تعلّم الطفل، ويجب عليهم العمل مع المدارس سوياً لمصلحة أطفالهم، كما يجب على المدارس أن تضع واجبات منزلية للعائلة حتى يتعلم الجميع معاً، وأن تكون مدارسنا أكثر من مجرد مدرسة، وتكون مملوكة لنا وللمجتمعات وأطفالها، عندئذ يمكننا إحداث فرق، خصوصاً في المدارس الابتدائية.

وأضاف أن أحد أسباب جمال جامع الشيخ زايد الكبير الماثل أمامنا، هو أن الأساسات كانت قوية، ونريد من الجيل القادم أن يبني، إن شئتم، مساجد أكبر، وأفضل، لأن هذا هو معنى الطموح.

واكد أن الأطفال لا يمكن أن يكونوا طموحين إلا إذا أتحنا لهم الفرصة لذلك، وشبابنا سيصبحون وسينمون ضمن الحدود التي نضعها لهم فقط، وبالتالي نحتاج للتفكير في الأساسات، مشيراً إلى أنه بدأ العمل في مجال التعلم خارج الفصول الدراسية، بما في ذلك في متاحف قد لا تضاهي اللوفر.

وقال إن الأطفال ليسوا طرودًا تُمرر من السنوات الأولى إلى المدرسة الابتدائية، ثم الثانوية، ثم إلى الجامعات، هم أشخاص ينمون ثم يدخلون إلى عالم العمل، ويصبحون أعضاء في المجتمع، ومساهمين في الاقتصاد، ويصبحون ذوي قيمة إذا سمحنا لهم بالنمو، بدلًا من تمريرهم من مرحلة إلى أخرى.

وأشار إلى أنه عمل في 63 دولة، وكان يسأل الأطفال لماذا تذهب إلى المدرسة؟ والإجابة في نحو 80% من الحالات هي لأنني مضطر إلى ذلك، مشيراً إلى أننا تقدمنا في مجتمعنا بشكل كبير، لكننا نعلّم أطفالنا بالطريقة نفسها، وأكد أن الأطفال الواثقين بأنفسهم، والذين يملكون الثقة الكافية لزيارة المتاحف والمعارض الفنية سيصبحون متعلمين أفضل.

وقال أجرينا دراسة على مستوى العالم شملت نحو 560,000 طفل، وهي مستقاة من ثماني دول، تركزت على خيارات الأطفال، ووجدنا أن جميع القوالب النمطية تتشكل في سن الرابعة، ولم يكن هناك أي تغيير في السلوك من سن 4 إلى 14 عاماً، ويتخذون القرارات بالطريقة نفسها تماماً، كما وجدنا عالمياً، في جميع البلدان أن الفتيات يخترن أنشطة أقل من فئتهن العمرية، والفتيات في سن التاسعة يخترن أنشطة للفتيات في سن السابعة، لذا هناك مشكلة تتعلق بالثقة بالنفس.

وقال منذ سنوات عدة، اخترعت شيئا يسمى جامعة الأطفال، والتي كانت تركز على الأطفال، وعملنا مع المتاحف، والمكتبات، والمعارض، والمزارع، وحدائق الحيوان، والأندية الرياضية، وغيرها، وشجعنا الأطفال وعائلاتهم على الزيارة خارج ساعات المدرسة، وعندما أجرينا البحث مع جامعة كامبريدج، وجدنا أن الأطفال وعائلاتهم الذين تطوعوا للتعلم خارج الفصل الدراسي، أصبحوا يتعلمون أفضل.

وأكد أهمية التركيز على الشباب، وجعلهم مواطنين أكفاء، ومنتجين، مشيراً إلى أن كل طفل يتخّذ شخصاً ما قدوة، وبالتالي علينا أن نكون قدوة حقيقيين.

وقال أريد أن يكون أطفالنا قادرين على التعامل مع الأمور غير المتوقعة في مناطق الحياة الصعبة، مهما كان ما يواجههم، أريدهم أن يكونوا واثقين جداً، بحيث لا يهربون، يمكننا القيام بذلك بشكل استباقي، هذا ما يجلبه التعليم الجيد، الثقة، والمهارات، والمؤهلات.

وأضاف أريد أن يكون أطفالنا لطفاء، ويدركوا مدى أهمية اللطف في عالم لا يبدو لطيفاً في بعض الأحيان، وعليهم تجنب الأشخاص السلبيين قدر المستطاع.

وأكد في معرض رده على بعض الأسئلة، أن التجربة تعطي هدفاً وفهماً، وأن أطفالنا أذكى بكثير مما نظن، مؤكداً أهمية أن يكون هناك رابط بين العائلات والتعلم وزيارة تراثنا الثقافي والثقة التي يكتسبها الأطفال.

مشاريع مبتكرة

عُرض في بداية المحاضرة التي قدمتها مريم الحلامي، مستشارة تربوية في دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي، فيديو يعرض عدداً من المشاريع التعليمية المبتكرة في الإمارات، مع التركيز على أسلوب التعليم من خلال التجربة، وإشراك المجتمع، كما سلط الضوء على دور التجربة العملية في إثراء تعليم الطفل وتنمية مهاراته العملية، ويهدف إلى حث القائمين على التعليم على تبنّي تلك الممارسات والارتقاء بالواقع التعليمي في الإمارات.

المحاضر في سطور

البروفيسور جير جراوس، هو أول مدير عالمي للتعليم في كيدزانيا، والمؤسس والرئيس التنفيذي لجامعة الأطفال، نال وسام الإمبراطورية البريطانية تقديرا لدوره في مجال تعليم الأطفال، ومنحه المنتدى الاقتصادي العالمي للمرأة لقب «قائد مبدع في خلق عالم أفضل للجميع»، ويتبنّى قضية الإبداع والتقدم والمساواة والابتكار في تعلّم الأطفال.

مقالات مشابهة

  • إلى جانب الأم.. كيف تؤثر تغذية الأب على صحة نسله لاحقاً؟
  • مناوي: نرفض فرض حكومة من الخارج ولن نسمح بتفتيت السودان
  • منطقة كفر الشيخ الأزهرية تناقش تحسين مستوى التلاميذ الضعاف في الابتدائي
  • مسيرة فاشلة مع الشباب تطوق عنق آيت منا وجماهير الوداد تدق ناقوس الخطر
  • الأونروا: أكثر من 625 ألف طفل في غزة خارج المدارس منذ 8 أشهر
  • العليا للحج: يجب تقصي الحقائق باستجواب المواطنين الذين سافروا بتأشيرة الزيارة بموسم الحج
  • جراوس: المناهج التقليدية تثبط روح الإبداع مع مرور الزمن
  • “شربنا المر”.. بكري يناشد بحل أزمة الكهرباء بالتوقف المؤقت عن تنفيذ المشروعات الكبرى
  • "الفاو" تدق ناقوس الخطر لارتفاع مؤشرات حدوث مجاعة في غزة
  • حملات تطعيم مجهولة بالخرطوم والسلطات تحذر