تفاصيل أول محاكمة علنية لترامب في ولاية جورجيا
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
واشنطن – عُقدت أول جلسة إجرائية متعلقة بمحاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب و18 متهما آخر في قضية محاولة قلب نتائج انتخابات ولاية جورجيا عام 2020، برئاسة سكوت مكافي قاضي المحكمة العليا في مقاطعة فولتون بجورجيا.
ويواجه الرئيس الأميركي السابق، الذي يبلغ من العمر (77 عاما)، عقوبة سجن قد تصل لمدة 20 عاما، إذا أُدين بالتهم الموجهة إليه، وقد سبق أن احتجز لفترة وجيزة يوم 25 أغسطس/آب الجاري في سجن فولتون، حيث تم تصويره ورفع بصماته، وأُفرج عنه بعد دفع كفالة مالية قدرت بـ200 ألف دولار.
وتقول لائحة الاتهام المكونة من 98 صفحة، والتي صدرت يوم 14 أغسطس/آب الجاري، إن ترامب والمتهمين الآخرين "تآمروا بشكل غير قانوني" لتغيير نتيجة الانتخابات أثناء مشاركتهم في "مشروع إجرامي"، وتشمل التهم الأخرى ادعاءات كاذبة بتزوير الانتخابات وانتهاك القسم، في المقابل يدفع ترامب والمتهمون الآخرون ببراءتهم الكاملة من التهم الموجهة إليهم.
ووسط تساؤلات عن موعد بدء المحاكمة، قال القاضي مكافي إن "الخطة هي محاولة حل أكبر عدد ممكن من هذه القضايا هذا الأسبوع والبدء في جدولة أوامر للمتهمين المتبقين، إما بحلول نهاية هذا الأسبوع أو أوائل الأسبوع المقبل".
وسيتمكن الأميركيون للمرة الأولى من رؤية ترامب بشكل فعلي في المحكمة، إذ لم يُسمح -حتى الآن- باستخدام كاميرات الفيديو خلال جلسات توجيه اتهامات له في كل من نيويورك وواشنطن وميامي، لأن قاعات المحاكم الفدرالية ومحاكم ولاية نيويورك لا تسمح عادة بتسجيلات الفيديو والميكروفون، لكن ولاية جورجيا تسمح بذلك.
صعوبات إجرائية
دخلت قضية التدخل في انتخابات ولاية جورجيا أكثر فتراتها تعقيدا مع تضارب الإستراتيجيات القانونية للمتهمين الـ18 إلى جانب ترامب، وسط إجماع من الخبراء القانونيين على صعوبة تتبع وملاحقة تطورات المحاكمة.
وتتداخلت عوامل عديدة ومتشابكة في تشكيل طبيعة هذه المحاكمة الهامة، التي قد ينتج عنها وجود عدة محاكمات منفصلة في مستويات تقاضي مختلفة، وتوقيتات متناقضة.
بيد أن طلبات الفرق القانونية للمتهمين، والتي تناقضت كثيرا مع بعضها بعضا، تركت الكثير من الخبراء والمتابعين في حالة ترقب لما ستسفر عنه هذه الطلبات على مسار القضية الأهم التي يواجهها الرئيس السابق والمرشح لانتخابات 2024.
واعتبر الخبير القانوني داني سيفالوس أن "ما ينتظرنا في هذه المحاكمة هو الفوضى ومزيد من الفوضى".
وقال سيفالوس إن "هناك عدة مواعيد لا يعرفها أحد بعد لبدء المحاكمات، فبعض المتهمين يريدون فصل أنفسهم في قضايا مستقلة بعيدا عن بقية المتهمين، وهناك من يريد أن تنتقل قضيته إلى المحكمة الفدرالية بدلا من محكمة الولاية، وبالطبع ستكون هناك قواعد وترتيبات إجرائية مختلفة من محكمة لأخرى، وسيؤدي ذلك بالضرورة إلى فوضى إجرائية بحيث يصعب تتبعها بسهولة".
مطالب المتهمين
وطالب عدد من المتهمين، ومنهم محامي ترامب السابق كينيث تشيسيبرو ومحامية حملة ترامب في انتخابات 2020 سيدني باول، بفصل قضاياهما عن بقية المتهمين الآخرين، على أمل الحصول على محاكمة أسرع.
ويرى هؤلاء المتهمون أن مواجهة المحاكمة بشكل فردي قد تزيد من فرص براءتهم في النهاية، كما يؤمن الفريق القانوي المدافع عنهم أن فصل قضاياهما سيحررهم من الضغط الشعبي والإعلامي على هيئة المحلفين وعلى القاضي كذلك.
وطالب المتهمان ببدء محاكمتهما في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في المقابل يعارض ترامب والعديد من المتهمين معه هذا الجدول الزمني السريع.
ويؤكد الخبير القانوني داني سيفالوس أن من يتطلعون لمحاكمة سريعة "واهمون"، مضيفا "عليكم أن تتذكروا أن خطوة اختيار هيئة المحلفين في هذا النوع من القضايا قد تستغرق شهورا طويلة، وربما فترات أطول".
بدوره، طلب مارك ميدور كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ترامب من قاضي المحكمة السماح له بتغيير المحكمة، في محاولة لإسقاط التهم لأسباب تتعلق بالحصانة، وبحجة أن الإجراءات التي اتخذتها محكمة ولاية جورجيا قد لا يعتد بها في المحكمة الفدرالية.
ويخشى فريق ترامب القانوني تحول بعض المتهمين إلى شاهدي إثبات في إطار "صفقات مع المحكمة"، الأمر الذي قد يؤدي لتبرئتهم على حساب إدانة ترامب.
فرصة عفو ضئيلة
طرح ترامب فكرة العفو عن نفسه قبل مغادرة البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2021، وأشار البعض إلى أنه قد يحاول القيام بذلك في القضايا الجنائية المرفوعة ضده إذا تم انتخابه رئيسا في 2024.
لكن خبراء يقولون إن ذلك سيكون أصعب كثيرا في ولاية جورجيا، إذ يمكن للرؤساء فقط إصدار عفو عن الجرائم الفدرالية، بينما يواجه ترامب اتهامات في هذه القضية من ولاية جورجيا نفسها، وليس من الحكومة الفدرالية.
ولن يتمكن ترامب من مطالبة حاكم ولاية جورجيا بالعفو عنه، لأنه على عكس العديد من الولايات الأخرى، لا يُسمح لحاكمها بإصدار قرارات العفو.
وبدلا من ذلك، فإن "مجلس ولاية جورجيا للعفو والإفراج المشروط" هو الجهة التي تملك حق إصدار العفو، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بعد 5 سنوات من انتهاء عقوبة الشخص المدان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ولایة جورجیا
إقرأ أيضاً:
هارفارد ترفض الإذعان لترامب وأوباما يشيد بها.. جمد إعانات لها بقيمة 2.2 مليار دولار
أعلنت إدارة دونالد ترامب تجميد معونات لجامعة هارفرد، التي تعد من الأعرق في العالم، بقيمة 2,2 مليار دولار بسبب رفضها الإذعان لمطالب البيت الأبيض.
على غرار جامعات أمريكية أخرى شهدت هارفرد احتجاجات طلابية على الحرب في قطاع غزة، وهي في مرمى نيران البيت الأبيض منذ عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة.
وقالت وزارة التعليم الأمريكية في بيان "فريق العمل المشترك لمكافحة معاداة السامية أعلن تجميد إعانات بقيمة 2,2 مليار دولار على مدى سنوات عدّة"، فضلا عن "عقود على سنوات عدة بقيمة ستين مليون دولار".
وأضافت أن "الاضطراب الذي أصاب التعليم في الحرم الجامعية في السنوات الأخيرة أمر غير مقبول. إنّ مضايقة طلاب يهود أمر لا يطاق ... حان الوقت لأن تأخذ الجامعات العريقة هذه المشكلة على محمل الجدّ وأن تلتزم تغييرا هادفا إذا ما رغبت بالاستمرار في تلقّي الدعم من دافعي الضرائب".
وكانت الحكومة الأمريكية أعلنت نهاية آذار/ مارس أنها تنوي حرمان الجامعة العريقة من إعانات فدرالية بنحو تسعة مليارات دولار في ختام عملية "مراجعة كاملة" متهمة إياها بالسماح بانتشار "معاداة السامية "في حرمها.
في مطلع نيسان/ أبريل، نقلت عدة مطالب إلى إدارة الجامعة ولا سيما وقف السياسات الهادفة إلى دعم التنوع وتغيير برامج "تغذي المضايقات المعادية السامية" على ما جاء في رسالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست".
"تدقيق"
وفي رسالة موجهة إلى الطلاب والأساتذة والموظفين أكد رئيس الجامعة آلن غاربر، الاثنين، أن هارفرد "لن تتخلى عن استقلالها ولا حقوقها المضمونة في الدستور".
وأضاف: "لا يمكن لأي حكومة مهما كان الحزب الحاكم، أن تملي على الجامعات الخاصة ما الذين ينبغي أن تدرسه ومن يمكنها القبول به وتوظيفه وما هي المواد التي يمكنها إجراء أبحاث بشأنها".
طالبت إدارة ترامب هارفرد خصوصا بـ"تدقيق" آراء طلابها وأستاذتها. وردت الجامعة في رسالة وقعها محاموها جاء فيها: "هارفرد ليست مستعدة لقبول المطالب التي تتجاوز السلطة المشروعة لهذه الإدارة أو أي إدارة أخرى".
وقالت إن مطالب الإدارة الأمريكية "تتنافى مع المادة الأولى" من الدستور و"تنال من الحريات الجامعية التي تضمنها المحكمة العليا منذ فترة طويلة".
“No government—regardless of which party is in power—should dictate what private universities can teach, whom they can admit and hire, and which areas of study and inquiry they can pursue.” - President Alan Garber https://t.co/6cQQpcJVTd
— Harvard University (@Harvard) April 14, 2025وتضمن المادة الأولى من الدستور الأمريكي الحريات الأساسية ولا سيما حرية التعبير.
وتشكل الإعانات الفدرالية 11 % من عائدات هارفرد من أصل ميزانية سنوية قدرها 6,4 مليارات دولار وفق ييانات نشرتها الجامعة الخاصة ومقرها في كامبريدج قرب بوسطن في شمال شرق الولايات المتحدة.
وقالت عضوة الكونغرس الجمهورية إيليز ستيفانك إن هارفرد "هي قمة العفن الأخلاقي والأكاديمي في التعليم العالي" متهمة الجامعة بالسماح بـ"معاداة جامحة للسامية".
إلا أن هارفرد تلقت إِشادة من شخصيات ليبرالية من أمثال الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر ونائب فيرمونت بيرني ساندرز.
وقال باراك في تدوينة على حسابه بمنصة "إكس": "لقد ضربت جامعة هارفارد مثالاً يُحتذى به لمؤسسات التعليم العالي الأخرى، إذ رفضت محاولة غير قانونية وخرقاء لقمع الحرية الأكاديمية، واتخذت خطوات ملموسة لضمان استفادة جميع طلابها من بيئة تسودها روح البحث الفكري والنقاش الجاد والاحترام المتبادل. فلنأمل أن تحذو المؤسسات الأخرى حذوها".
Harvard has set an example for other higher-ed institutions – rejecting an unlawful and ham-handed attempt to stifle academic freedom, while taking concrete steps to make sure all students at Harvard can benefit from an environment of intellectual inquiry, rigorous debate and… https://t.co/gAu9UUqgjF
— Barack Obama (@BarackObama) April 15, 2025وأعلنت جامعة "أم آي تي" العريقة، الاثنين، أنها رفعت شكوى قضائية لوقف وزارة الطاقة من إلغاء منح تدعم "عمل نحو ألف عضو من أوساطنا" على ما قالت رئيستها سالي كورنبلوث.
توقيفات
وسبق للحكومة أن اقتطعت للأسباب نفسها 400 مليون دولار من إعانات جامعة كولومبيا العريقة أيضا في نيويورك التي خلافا لهارفرد باشرت في الأسابيع الأخيرة إصلاحات جذرية طالبتها بها إدارة ترامب في محاولة لاستعادة هذه الأموال.
وقالت الجامعة خصوصا إنها مستعدة لمراجعة كاملة لإدارة الحركات الاحتجاجية الطلابية واعتماد تعريف رسمي لمعاداة السامية وتعديل أقسام الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا التي أرادت إدارة ترامب وضعها تحت "وصاية أكايمية".
وأبلغت جامعة كولومبيا أنها ستعتمد جهاز انضباط جديد من خلال توظيف "36 عنصرا خاصا" يتم تدريبهم راهنا سيكونون مخولين "توقيف" أشخاص أو طردهم من الحرم الجامعي الذي أصبح منذ أكثر من عام مركزا للاحتجاجات الجامعية المؤيدة للفلسطينيين.
وقد أوقف في الفترة الأخيرة في الولايات المتحدة طلاب عدة تظاهروا تأييدا للفلسطينيين، وهم حملة تأشيرات دخول أو إقامة دائمة (غرين كارد).
وكان آخر الموقوفين محسن مهداوي الطالب في جامعة كولومبيا المولود في مخيم للاجئين في الضفة الغربية المحتلة الذي أوقفه الاثنين عناصر من هيئة الهجرة في مكتب أتى إليه لإجراء مقابلة بغية حصوله على الجنسية الأمريكية.
وكان مهداوي شارك في تأسيس مجموعة طلاب فلسطينيين في جامعة كولومبيا مع محمود خليل الناشط البارز في التعبئة الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة والذي تحاول إدارة ترامب طرده منذ توقيفه في الثامن من آذار/مارس.