قال الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، إن نتائج عملية التقييم العالمي الأول لتنفيذ اتفاق باريس، والذي سيتم الإعلان عن نتائجها بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، يجب أن تمثل وثيقة للعمل المناخي في المرحلة المقبلة.

جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة "الحوار رفيع المستوى لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ بشأن عملية التقييم العالمي الأول لتنفيذ اتفاق باريس: تعزيز العمل المناخي ودعم أفريقيا"، وذلك ضمن فعاليات قمة أفريقيا للمناخ المنعقدة بالعاصمة الكينية نيروبي.

وأكد محيي الدين أن عملية التقييم لا تقتصر على الحكومات فقط بل تشمل كل الأطراف الفاعلة، وستظهر أمام الجميع الإيجابيات التي تحققت والسلبيات التي شابت العمل المناخي في السنوات الماضية.

وأفاد محيي الدين بأن مؤتمر الأطراف سعى في نسختي جلاسجو وشرم الشيخ وعبر النسخة القادمة في دبي للتأكيد على النهج الشامل الذي يركز على كل أبعاد العمل المناخي بشكلٍ متكامل، موضحًا أنه في السنوات الماضية كان يتم اختزال العمل المناخي في أنشطة تخفيف الانبعاثات، وخاصةً ما يتعلق بالكربون وتسعيره، والتغاضي عن أنشطة التكيف مع تغير المناخ والتعامل مع الخسائر والأضرار الناتجة عنه.

وأفاد بأن مؤتمر الأطراف السابع والعشرين بشرم الشيخ أوجد نهجًا عمليًا لتنفيذ أنشطة التكيف عبر الأطراف الفاعلة الحكومية وغير الحكومية بإطلاقه أجندة شرم الشيخ للتكيف التي تضمنت خمسة مجالات عمل رئيسية هي الزراعة والغذاء، المياه والطبيعة، السواحل والمحيطات، المستوطنات البشرية، البنى التحتية، كما شهد المؤتمر تدشين صندوق الخسائر والأضرار.

وأوضح أن مؤتمر شرم الشيخ فند المزاعم بشأن الفصل بين العمل المناخي والتنموي، وأكد أن العمل المناخي هو عمل تنموي وأن تمويل المناخ هو تمويل للتنمية، وأصبح هذا المبدأ قاعدة يبنى عليها العمل المناخي والتنموي في المرحلة المقبلة. 

ونوه عن مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة التي أطلقتها الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين بالتعاون مع اللجان الاقتصادية الإقليمية التابعة للامم المتحدة ورواد المناخ بهدف تعزيز البعد الإقليمي للعمل المناخي، موضحًا أن المبادرة نجحت في إيجاد منصات إقليمية للعمل المناخي تساهم بشكل متزايد في إيجاد الحلول ومواجهة تحديات العمل المناخي والتنموي.

وقال إن عملية التقييم العالمي لتنفيذ اتفاق باريس يجب أن تبرز النماذج الناجحة للجهد الوطني في تنفيذ المساهمات المحددة وطنيًا، ودور الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني في تنفيذ هذه المساهمات، أما على المستوى المحلي، فأن مصر قدمت نموذجًا لتوطين العمل المناخي والتنموي من خلال المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية التي رسمت خارطة استثمار في جميع المدن والقرى المصرية.

وأكد محيي الدين أن تمويل العمل المناخي يواجه الكثير من التحديات، وهو ما يتطلب المزيد من الحلول المبتكرة مثل إنشاء أسواق الكربون التي تناسب اقتصادات الدول وتحقق أهدافها التنموية والمناخية، مع وضع معايير تتماشى مع المعايير الخارجية لتجارة الكربون.

كما شارك محيي الدين في جلسة بعنوان "الانتصار للعمل المناخي في أفريقيا: فتح المجال أمام تمويل التحول الحضري من خلال الحوكمة متعددة المستويات" ضمن فعاليات قمة أفريقيا للمناخ، وذلك بمشاركة أليساندرا سكوبي، رئيس وحدة تمويل المناخ بالإدارة العامة للمفوضية الأوروبية لتغير المناخ، وفيليب نيل، مدير بإدارة أفريقيا بالوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، وميشال ملينار، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وشهبانو ترمزي، كبيرة مستشاري مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين للبرامج الدولية والشراكات، ويونس أريكان، مدير بالمجلس الدولي للمبادرات المحلية البيئية، وآيلون يانج، رئيس برامج المناخ والبيئة الدولية بمؤسسة بلومبرج الخيرية.

وخلال الجلسة، أفاد محيي الدين بأن الضرائب والمشروعات والأنشطة المحلية مصادر هامة لتمويل التحول الحضري، موضحًا أن عملية التحول الحضري وتحسين الخدمات وسبل المعيشة وتوفير مصادر الغذاء والمياه والطاقة تستلزم توطين العمل المناخي والتنموي.

ونوه محيي الدين عن أهمية تبني النهج الشامل للعمل المناخي والتنموي لتحقيق التحول الحضري، حيث أن أنشطة التكيف مع تغير المناخ المرتبطة بصورة وثيقة مع أنشطة التحول الحضري لا تحظى بالتمويل العادل والكافي مقارنةً بأنشطة تخفيف الانبعاثات، موضحًا أنه في أفريقيا على سبيل المثال تبلغ قيمة تمويل أنشطة التكيف نحو ١١ مليار دولار فيما تؤكد بعض الإحصاءات الحاجة إلى عشرة أضعاف هذا المبلغ لتنفيذ أنشطة التكيف.

وأشار إلى أهمية مشاركة جميع الأطراف الفاعلة من حكومات وقطاع خاص ومؤسسات تمويل ومجتمع مدني في حشد التمويل من مصادره المختلفة لتنفيذ عملية التحول الحضري، مضيفًا أن أجندة شرم الشيخ للتكيف تمثل برنامج عمل لتنفيذ الأنشطة المتعلقة بالزراعة والغذاء والمياه والبنى التحتية والمستوطنات البشرية ومن ثم تنفيذ عملية التحول الحضري.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اقتصادات الدول مؤتمر الأطراف التحول الحضری للعمل المناخی محیی الدین المناخی فی

إقرأ أيضاً:

الأردن.. شروط الاستفادة من أراضي التطوير الحضري في 3 محافظات

#سواليف

أكدت مدير عام مؤسسة الإسكان والتطوير الحضري جمانة العطيات مباشرة المؤسسة للتحضيرات الفنية والهندسية والادارية اللازمة لتنفيذ قرار مجلس الوزراء الذي أقر الأسبوع الماضي بالموافقة على #مشروع_لتطوير_الأراضي_لغايات_السكن في المناطق التي تشهد ضغوطاً سكانية وتحديات خدماتيَّة من خلال توفير #أراضٍ_للخزينة؛ وذلك بعد #تسجيل #الأراضي بإسمها ثم البدء بتهيئة البنية التحتية لها وايصال الخدمات الأساسية لضمان السكن الملائم وتلبية احتياجات المواطن.

وأشارت عطيات إلى المعايير والشروط الواجب توافرها في المتقدمين للحصول على قطعة أرض; حيث يشترط أن يكون الشخص المستفيد أردنيا أتم 18 عاماً وأن يكون قاطناً أو يعمل في نفس المحافظة،كما يشترط أن لايكون مالكاً لعقار يصلح للسكن أو سكنا مستقلا. وفقا ليومية الرأي.

ولفتت إلى أن بدء التنفيذ سيتم في الأول من شهر نيسان القادم على أن يستكمل العمل مع نهاية العام الحالي وسيتم البدء بتخصيص وبيع الاراضي بعد تهيئة البنية التحتية.

مقالات ذات صلة الحوثيون يتوعدون بالرد والضربات الأميركية قد تستمر أسابيع 2025/03/16

وأشارت إلى أن المشروع سيتيح مساحات مختلفة للراغبين في الشراء، تتراوح بين 500 متر مربع إلى دونم واحد، ضمن مشروع تطوير الأراضي لغايات السكن، الذي أطلقه مجلس الوزراء. وأضافت أن مساحة القطعة الكاملة تبلغ 1000 متر مربع، وستخضع لتسهيلات تصل إلى 50%.

ويهدف المشروع إلى تطوير أراضٍ سكنية بأسعار مخفضة بنسبة 50% من قيمتها الإدارية للدونم الواحد، وفي حال زادت المساحة عن ذلك، سيتم بيعها وفق قيمتها الإدارية الأصلية، إضافة إلى توفير تسهيلات في الدفع بالتقسيط لمدة 10 سنوات دون فوائد، بما يسهم في تحفيز الاقتصاد، وخلق فرص عمل جديدة، وتنشيط قطاعات الإنشاءات والبنية التحتية والخدمات المساندة.

مقالات مشابهة

  • «التعليم العالي» تواصل جهودها لتنفيذ مبادرة «تحالف وتنمية» لتحفيز الابتكار
  • الأردن.. شروط الاستفادة من أراضي التطوير الحضري في 3 محافظات
  • آسر ياسين يتحدث عن مي عز الدين في مسلسل قلبي ومفتاحه
  • التحول الديموغرافي وتوجيه مجتمعات المستقبل
  • شراكة تركية مع ولاية سودانية لتنفيذ مشروع زراعي ضخم
  • الذكاء الاصطناعي يعزز الاستدامة ويسرع مكافحة التغير المناخي
  • مرقص: نعدكم العمل لتنفيذ خطاب القسم والبيان الوزاري
  • التعليم العالي: إتاحة الموارد اللازمة لتنفيذ السياسة الوطنية للابتكار المستدام
  • "مجلس الكنائس العالمي يدعو للمشاركة بندوة حول دور الدين في الشؤون الدولية"
  • ضرورة الربط بين مشروعات الطاقة والغذاء والمياه.. تقرير المتابعة الثاني لتنفيذ منصة نُوَفِّي| أنشطة رئيس الوزراء في أسبوع