تتواصل التحقيقات الأمريكية مع المبعوث الخاص للشؤون الإيرانية روبرت مالي، الذي كان يقود الجهود الدبلوماسية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، ومصير الرهائن الأمريكيين الذين تحتجزهم طهران، وذلك قبل أن تسحب وزارة الخارجية تصريحه الأمني، على خلفية شكوك بسوء استخدام معلومات سرية.
"أف بي آي" يحقق في احتمال إساءة استخدام معلومات سرية
ويقول الكاتب جوش روجين في صحيفة "واشنطن بوست" إن كل شخص انتقد الحكومة الصينية على السرية التي أحاطت بها اختفاء وزير خارجيتها السابق تشين غانغ يُعد منافقاً، إذا لم يقر بأن الحكومة الأمريكية تمارس غموضاً مشابهاً حيال مصير أحد أبرز دبلوماسييها.
Essential piece by @JoshRogin on the Malley saga. The @StateDept has been acting like it has something to hide on #Iran. Americans deserve answers. If this happened during the Trump administration, the reaction may have been quite different.https://t.co/H2Ig3MAVGD
— Jason Brodsky (@JasonMBrodsky) September 6, 2023
ومنذ شهرين فقط، علم الكونغرس والرأي العام- من وسائل الإعلام- أن وزارة الخارجية، سحبت الترخيص الأمني منه، وأنها تجري تحقيقات حول حدوث تسريب محتمل لمعلومات سرية. وتبين أيضاً أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي أي"، هو الذي حقق في الأمر. (في بعض الحالات، ترقى مسألة إساءة إستخدام المعلومات الحساسة إلى مستوى الجريمة الفيدرالية).
ومنذ الكشف عن المسألة، هناك تسريبات قليلة مستمرة - ينشر معظمها عن طريق وسائل الإعلام الإيرانية –، أظهرت أن وزارة الخارجية قدمت إلى الكونغرس والرأي العام، معلومات غير كاملة، وفي غالب الأحيان مضللة حول المسألة.
وأفاد روجين أن افتقار وزارة الخارجية إلى الشفافية قد تسبب بصدع مع الكابيتول هيل. وفي الوقت نفسه، تواصل وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية نشر روايات خاصة بها عن القضية، وفي بعض الأحيان مرفقة بوثائق أمريكية حساسة.
Anyone who criticized the Chinese government for its secrecy surrounding the disappearance of foreign minister Qin Gang is guilty of hypocrisy unless they acknowledge the U.S. is being similarly opaque about the fate of State Dept Iran envoy Rob Malley.https://t.co/4MxVWVrzQr
— Josh Rogin (@joshrogin) September 6, 2023
ويضيف أنه لا يوجد دليل واضح على أن مالي قد إرتكب أي خطأ. ولم توجه إليه رسمياً أية تهمة وهو يعتبر بريئاً. لكن ما يغضب النواب ليس الضرر المزعوم، وإنما الدليل المتزايد على وجود تغطية. ويدل التسلسل الزمني للأحداث على وجود نمط من التشويش. وعلى سبيل المثال، تبين وثائق أمريكية مسربة نشرتها صحيفة "طهران تايمز" التي تملكها الدولة الإيرانية، أنه تم إبلاغ مالي في 12 أبريل (نيسان) أنه يخضع للتحقيق بسبب إساءة استخدامه معلومات سرية، وأن تصريحه الأمني قد سحب منه. ومع ذلك، فإن وزارة الخارجية لم تبلغ الكونغرس والرأي العام بذلك إلا بعد أسابيع، وواصل مالي القيام بمهامه، التي لا تتطلب تصريحاً أمنياً.
وفي 16 مايو (أيار) ، لاحظ مساعدون في الكونغرس أن مالي أخفق في المثول أمام مجلس الشيوخ للإدلاء بشهادة حول إيران. وأبلغهم مسؤولو وزارة الخارجية أن مالي يمضي "إجازة شخصية"، وأوحوا بأنه يتعامل مع حالة مرضية في العائلة.
ولم تنشر وسائل الإعلام الأمريكية إلا في 19 يونيو (حزيران)، أولى تقاريرها في ما يتعلق بالتحقيق مع مالي. وفي اليوم نفسه، كانت وزارة الخارجية تبلغ الصحافة أنه لا يزال على رأس عمله مبعوثاً إلى إيران. في الواقع، كان مالي قد منح إجازة غير مدفوعة يومذاك.
وفي 7 يوليو (تموز)، قيل إن "أف بي آي" يحقق في احتمال إساءة استخدام معلومات سرية. ولم تعترف وزارة الخارجية حتى الآن بتدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي. ورفض مالي التعليق.
وبعد شعور نواب بأنهم تعرضوا للتضليل، بدأوا المطالبة بإجابات. وفي الوقت الذي كان تصريحه الأمني معلقاً، انخرط مالي بقوة في مجموعة معقدة من المفاوضات المتعددة الجنسيات. ومن المؤكد ان شبكة علاقاته بما في ذلك مع مسؤولين إيرانيين ووسطاء آخرين، كانت بمثابة رصيد لهذه المحاولات الديبلوماسية. لكن السؤال هو ما إذا كان قد تجاوز الحدود بمشاركته معلومات حساسة مع الشخص الخطأ.
وتزعم صحيفة "طهران تايمز" حصولها على وثيقة داخلية سرية عائدة لوزارة الخارجية الأمريكية تروي بالتفصيل كيف ساعدت وكالات الاستخبارات الأمريكية المحتجين الإيرانيين العام الماضي. وربما يكون مالي على علم بمثل هذه المذكرة، فهل كان لذلك علاقة بمسألة تصريحه الأمني؟.
“Anyone who criticized the Chinese government for its secrecy surrounding the disappearance of former foreign minister Qin Gang (including me) is guilty of hypocrisy unless they acknowledge that the https://t.co/0HzH9RTQTt
— Alireza Nader علیرضا نادر (@AlirezaNader) September 6, 2023
وأثناء التحقيقات الجارية، ظل مالي منشغلاً في أدوار جديدة بجامعتي برينستون وييل. ومن هذه الناحية، يقول روجين، لا يزال في وضع أفضل من وزير الخارجية الصيني السابق تشين غانغ، الذي بقي متوارياً حتى إعفائه من منصبه.
وخلص الكاتب إلى أن مالي يستحق إجراءات عادلة، وخصوصاً أن حكم القانون هو ما يميز النظام الديمقراطي الأمريكي عن أنظمة الاستبداد. والأمر الآخر هو النزاهة والشفافية لدى الحكومة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني روبرت مالي الملف النووي الإيراني استخدام معلومات وزارة الخارجیة إساءة استخدام وسائل الإعلام معلومات سریة
إقرأ أيضاً:
مظاهرات في موزمبيق وفرار أكثر من 1500 سجين.. ماذا يحدث؟
فرّ أكثر من 1500 محتجز من سجن في مابوتو عصر الأربعاء، مستغلّين اضطرابات في المنشأة على خلفية توترات تشهدها موزمبيق لليوم الثالث على التوالي، بعد تأكيد فوز حزب فريليمو الحاكم في انتخابات تقول المعارضة إن تزويرا حدث بها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأكد قائد الشرطة الوطنية برناردينو رافايل في مؤتمر صحفي في المساء أنه في المجموع "فرّ 1534 محتجزا من السجن" الواقع على بعد نحو 15 كيلومترا من العاصمة. وقال إن 33 من الفارين قُتلوا وأصيب 15 آخرون في اشتباكات مع حراس السجن.
أخبار متعلقة أوكرانيا: معارك ضارية للسيطرة على مدينة بوكروفسك الاستراتيجية"التعاون الإسلامي" تعزّي أذربيجان في ضحايا تحطم طائرة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مظاهرات في موزمبيق - أ ف باضطرابات داخل السجنوأتاحت عمليات البحث التي جرت بمؤازرة من الجيش، اعتقال نحو 150 من هؤلاء الفارين. وبين الفارين نحو 30 معتقلا على صلة بجماعات جهادية مسلّحة تبث الرعب منذ سبع سنوات في إقليم كابو ديلغادو شمال البلاد.
وقال قائد الشرطة "نحن قلقون خصوصا بسبب هذا الوضع". وأشار إلى أن مجموعات من المتظاهرين اقتربت من السجن وأحدثت ارتباكا وضوضاء، ما تسبب باضطرابات داخل السجن حيث حطم السجناء في نهاية المطاف جدارا فروا من خلاله.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مظاهرات في موزمبيق - أ ف بالانتخابات في موزمبيقوثبّتت محكمة موزمبيق الدستورية، الأعلى درجة في البلاد، الاثنين فوز حزب "فريليمو" (جبهة تحرير موزمبيق) الحاكم منذ العام 1975 في الانتخابات التي أدت في الأساس إلى أسابيع من الاضطرابات.
وبناء على نتائج الانتخابات سيتولى مرشّح الحزب دانيال تشابو (47 عاما) الرئاسة خلفا لفيليب نيوسي الذي تنتهي ولايته الثانية في 15 يناير.
وسيكون تشابو ذو الخبرة المحدودة في السياسة والحكم، أول رئيس لموزمبيق يولد بعد الاستقلال والأول الذي لم يكن مقاتلا في "جبهة تحرير موزمبيق".
ويحكم حزب "فريليمو" البلاد منذ استقلالها عن البرتغال.