مواجهة خطرة للأرجنتين ومهمة سهلة للبرازيل بالجولة الأولى لتصفيات مونديال 2026
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
بعدما استعادت منتخبات أمريكا الجنوبية بريقها في كأس العالم لكرة القدم الأخيرة بقطر عام 2022، بحصول منتخب الأرجنتين على اللقب، تبدأ المنتخبات اللاتينية حلمها الجديد نحو الاحتفاظ بالبطولة، عندما تنطلق تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2026.
واستعادت منتخبات أمريكا الجنوبية لقب كأس العالم الغائب عن خزائنها منذ 20 عاما، بعدما توج منتخب الأرجنتين بالمونديال الأخير، وذلك للمرة الثالثة في تاريخ (راقصو التانجو)، بعدما ظل اللقب العالمي حكرا على المنتخبات الأوروبية في نسخ 2006 و2010 و2014 و2018.
وتنطلق تصفيات اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) المؤهلة للمونديال المقبل، الذي يقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك صباح غد الجمعة، (مساء اليوم الخميس بالتوقيت العالمي)، حيث تقام 5 مباريات على مدار يومين.
وتلعب باراجواي مع ضيفتها بيرو، وكولومبيا مع ضيفتها فنزويلا، وتستهل الأرجنتين حملة الدفاع عن اللقب بقيادة نجمها ليونيل ميسي، بمواجهة ضيفتها الإكوادور.
كما يحل منتخب أوروجواي ضيفا على منتخب تشيلي، بينما يبدأ منتخب البرازيل، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس العالم برصيد 5 ألقاب، مشواره في التصفيات بملاقاة ضيفه البوليفي.
وتشارك جميع الدول العشرة الأعضاء في كونميبول في التصفيات، التي تجرى بنظام الدوري من دورين، على أن تصعد المنتخبات الستة الأوائل في جدول الترتيب مباشرة لكأس العالم، الذي يقام للمرة الأولى بمشاركة 48 منتخبا بدلا من 32 فريقا، في حين يلعب المنتخب صاحب المركز السابع بتصفيات أمريكا الجنوبية في الملحق المؤهل للمونديال.
ويبحث منتخب الأرجنتين عن تحقيق انطلاقة قوية في التصفيات أمام نظيره الإكوادوري، الذي أبلى هو الآخر بلاء حسنا في مونديال 2022 رغم خروجه من مرحلة المجموعات.
وكان منتخب الإكوادور قريبا من الصعود للأدوار الإقصائية في كأس العالم الأخيرة، بعد فوزه 2 / صفر على قطر في المباراة الافتتاحية، وتعادله 1 / 1 مع منتخب هولندا، في الجولة الثانية، غير أن خسارته المباغتة 1 / 2 أمام المنتخب السنغالي في الجولة الأخيرة، أطاحت بأحلامه في المضي قدما بالمونديال.
ويرغب منتخب الأرجنتين، المصنف الأول عالميا في التصنيف الأخير للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في تموز/يوليو الماضي، في استمرار سلسلة انتصاراته خلال العام الحالي.
وانتصر المنتخب الأرجنتيني في جميع مبارياته الودية الأربعة التي خاضها في عام 2023، وبالتحديد منذ تتويجه بكأس العالم عقب فوزه على المنتخب الفرنسي في المباراة النهائية بركلات الترجيح التي احتكم إليها المنتخبان بعد انتهاء الوقت الإضافي بالتعادل 3 / 3.
واستهل فريق المدرب ليونيل سكالوني لقاءاته الودية في العام الحالي بالفوز 2 / صفر على منتخب بنما، قبل أن يكتسح منتخب كوراساو بسباعية نظيفة في مارس الماضي، ثم تغلب على أستراليا 2 / صفر، وعلى إندونيسيا بالنتيجة ذاتها في حزيران/يونيو الماضي.
ويرغب منتخب الأرجنتين في استئناف سلسلة انتصاراته على الإكوادور، التي توقفت في آخر مواجهة بين المنتخبين، حينما تعادلا 1 / 1 في مارس من العام الماضي بتصفيات مونديال 2022.
ووضع هذا التعادل حدا لانتصارات المنتخب الأرجنتيني، بطل العالم أعوام 1978 و1986 و2022، على نظيره الإكوادوري التي استمرت في مباريات المنتخبين الأربع السابقة.
ورغم وجود ميسي ضمن قائمة الأرجنتين لمباراتي الإكوادور وبوليفيا خلال فترة التوقف الدولي الحالي بالجولتين الأولى والثانية للتصفيات، إلا أن الشكوك مازالت تحوم بشأن مشاركة لاعب إنتر ميامي الأمريكي في المونديال القادم، حيث سيبلغ من العمر 39 عاما حينها.
وأبدى ليونيل سكالوني، المدير الفني لمنتخب الأرجنتين، دعمه لمشاركة ميسي في كأس العالم المقبلة، حيث قال في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء: "من أجل كرة القدم، يتمنى الجميع أن يكون بمقدور ميسي المشاركة في المونديال القادم".
واستدرك المدرب الأرجنتيني قائلا: "لكن كرة القدم دائما ما تمتاز بتقلباتها المستمرة، ولا يوجد شيء بإمكانك حسمه".
في المقابل، يحلم منتخب الإكوادور بتحقيق فوزه الأول على الأرجنتين منذ ما يقرب من 8 أعوام، حيث يرجع آخر فوز له على رفاق ميسي إلى تشرين الأول/أكتوبر 2015، حينما انتصر 2 / صفر بملعب المونيمونتال في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، الذي يستضيف اللقاء القادم بينهما، وذلك في تصفيات مونديال 2018 بروسيا.
ومن المقرر أن تخصم ثلاث نقاط من رصيد منتخب الإكوادور تنفيذا لعقوبة محكمة التحكيم الرياضية (كاس)، بسبب قضية اللاعب بيرون كاستيو، على خلفية الاتهام الذي تقدمت به كل من تشيلي وبيرو، فيما يتعلق بوجود شبهات في شهادة ميلاد اللاعب، وذلك قبل انطلاق مونديال قطر.
من جانبه، يخوض منتخب البرازيل، بقيادة مديره الفني المؤقت فرناندو دينيز، مواجهة سهلة ضد نظيره البوليفي، الذي دائما ما ينافس على الهروب من المراكز المتأخرة في جدول الترتيب.
وقرر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم تعيين دينيز مديرا فنيا لمنتخب السامبا في يوليو الماضي، لمدة عام واحد، بخلاف عمله الحالي مدربا لفريق فلومينينسي البرازيلي.
وجاء تعيين دينيز خلفا لرامون مينيزيس، مدرب منتخب البرازيل تحت 20 سنة، الذي أشرف على الفريق الأول بعد استقالة المدرب السابق تيتي من منصبه، عقب خروج المنتخب البرازيلي من دور الثمانية في مونديال قطر على يد المنتخب الكرواتي.
وتضم قائمة منتخب البرازيل لمواجهة بوليفيا ثم بيرو في الجولة الثانية، كتيبة هائلة من النجوم الذين استدعاهم دينيز، في مقدمتهم الجناح المخضرم نيمار، المنضم لفريق الهلال السعودي هذا الصيف، بعد انتهاء مسيرته مع فريقه السابق باريس سان جيرمان الفرنسي.
كما تضم القائمة البرازيلية أيضا كلا من رودريجو جويس، لاعب ريال مدريد الإسباني، ورافينيا، جناح برشلونة الإسباني، الذي تم استدعاؤه ليعوض غياب فينيسيوس جونيور، نجم الريال، الذي يبتعد عن الملاعب لمدة شهر ونصف الشهر بداعي الإصابة.
ودائما ما تشهد مباريات المنتخبين انتصارات ساحقة للمنتخب البرازيلي، المصنف الثالث عالميا حاليا، الذي أحرز 12 هدفا في الشباك البوليفية خلال آخر 3 مواجهات جرت بينهما في مختلف المسابقات.
ورغم ذلك، يحلم منتخب بوليفيا بتحقيق المفاجأة والخروج على الأقل بنتيجة التعادل للمرة الأولى على الأراضي البرازيلية منذ أيلول/سبتمبر 2008.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: كأس العالم البرازيل مونديال 2026 الأرجنتين منتخب الأرجنتین أمریکا الجنوبیة منتخب البرازیل کأس العالم لکرة القدم
إقرأ أيضاً:
ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
صلاح المقداد
حتى وإن بدأ الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب المُثير للجدل لدى الكثيرين، لا سيما أولئك الذين تنحصر نظرتهم على بعض القشور، الظاهرة رجلاً معتوهًا وكثير التخبط، ونوع من رجال السياسة الذين عدا طوره بما يصدر عنه من تصريحات وتصرفات غير مقبولة تُعبر عن الدولة الأعظم قوة في العالم ، ويعتبرونه بذلك إنسان غير مُتزن تجاوز حدود الممكن والمقبول والمعقول، ويكتفون بهذا التوصيف والتحليل لشخصية ترامب كظاهرة أمريكية قديمة جديدة وتتكرر في التاريخ بإستمرار مع اختلاف في بعض التفاصيل، فإن هذا كله لا يعني كل الحقيقة أو حتى أقل القليل منها .
وتأسيسًا على ما ترسخ في أذهان من انحصرت نظرتهم لترامب على جوانب مُعينة، فلا غرابة أن تقتصر نظرتهم لهذا الرئيس الأمريكي على الإعتقاد الخاطئ بأنه “سوبرمان زمانه وأوانه”، وهؤلاء لا يجدون غضاضة من أن يعتبروا بأن ترامب الذي تم الدفع به للبيت الأبيض تلبيةً لمتطلبات تقتضيها المرحلة، هو أول رئيس أمريكي يستطيع أن يفعل ما يشاء ومتى شاء بلا أي عائق ومانع واعتراض، وتنحصر نظرتهم للرجل عند هذا الحد فقط.
والأكثر غرابة من ذلك أن بدأ ترامب لهؤلاء الذين ينظرون إليه تلك النظرة القاصرة والمحدودة كذلك، وكأنه خارق للعادة ومُغاير لما هو مألوف ومعهود من أمريكا وديمقراطيتها الزائفة التي وصلت اليوم لأسوأ المراحل في تاريخها الأسود لأكثر من سبب يطول شرحه، ويخال لهم أن ترامب جاء بما لم يستطع أن يأتي به من سبقوه في الوصول إلى البيت الأبيض والتربع على كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية .
وفي الحقيقة أن ما بناه أصحاب هذا الإعتقاد عن ترامب يُجافي أهم مضامين الحقيقة التي تُؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ترامب لا يعدو عن كونه رجل المرحلة العُتل الصفيق بالنسبة لأمريكا ولما تحتاجه هذه الدولة الشريرة المارقة التي أشغلت العالم، وقد جاء ترامب هذا ليؤدي دوره ومهمته المحددة والمطلوبة منه ثم يمضي لحال سبيله.
فضلاً عن أن حقيقة ظاهرة ترامب التي حجبت عن الكثيرين هي ذاتها من تشير صراحةً إلى أن ترامب هذا ينتمي لعالم البزنس والمال ويمثل طبقة الإقتصاد الرأسمالي الإستغلالي الجشع وخصوصياته البرجوازية والإحتكارية بكل مساوئه.
ووفقًا لنفس الحقيقة التي تستعصي على الحجب والتغييب، فإن ترامب كظاهرة أمريكية ميكيافيلية مرحلية لا يمكن في الواقع اعتباره استثناء ومن أكثر الرؤساء الأمريكيين صرامة وقدرة على اتخاذ القرار وبأنه يمتلك كل الصلاحيات التي تخوله وتعطيه حق التصرف ليفعل ما يريد، وتصور أنه يتصرف من تلقاء نفسه بحسب رؤية البعض الضيقة واعتقادهم الخاطئ بشأن الظاهرة الترامبية هذه.
والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب الذي تم انتخابه عن الحزب الجمهوري وينتمي إلى طبقة رجال المال والأعمال، هو رجل أمريكا الذي يمثلها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، وما يصدر عنه يعبر عنها في كل الأحوال، والأهم من ذلك أنه يُؤدي مهمة وظيفية محددة ومرحلية طُلبت منه أو كُلف به، وما كان له أن يتصرف من رأسه كما يتصور البعض.
وقد أستهل ترامب فترة رئاسته الثانية بسلسلة من التصريحات الصاخبة واصدار القرارات المُثيرة للجدل التي لاقت استهجانًا وانتقادات دولية واسعة، ومنها اعلانه اعتزام ضم الولايات المتحدة، كندا وجزيرة غيرلاند وخليج بنما وأجزاء من المكسيك إليها، ورفع الرسوم الجمركية على عدد من الدول، والتهديد بإستخدام القوة في بعض القضايا والأماكن في العالم، والدعوة إلى تهجير سكان غزة وتأجيرها للولايات المتحدة وتهديد سكانها بالجحيم إن رفضوا التهجير القسري .
ولم يكتف ترامب بذلك بل وجه الدعوة مُطالبًا دول عربية واسلامية بدفع مليارات الدولارات لأمريكا نظير حماية وخلافه.
حيث طالب السعودية التي وصفها في فترة رئاسته السابقة بـ”البقرة الحلوب” بدفع خمسة ترليون دولار مقابل حماية وعقود سلاح قال أنها سددت ترليون منها قبل زيارته المرتقبة لها قريبا، وطالب دولة الكويت بالتنازل لبلاده عن نصف ايرادات نفطها لمدة 50 عاماً كنفقات خسرتها أمريكا حسب زعمه في تسعينيات القرن الماضي عند تحرير الكويت من القوات العراقية، وردت عليه الكويت بسداد إلتزامتها المالية تلك في حينه.
كما طالب البحرين خلال لقاء جمعه بولي عهدها قبل أيام بدفع الأموال لأمريكا وقال إن امتلاك دولة كالبحرين مبلغ 750 مليار دولار كثيرُ عليها وعليها دفع نصف هذا المبلغ لواشنطن نظير حماية، وطالب مصر بدفع نصف إيرادات قناة السويس للولايات المتحدة، وهذه المطالب من قبل رئيس الولايات المتحدة لدول معينة اعتبره عدد من المحللين والمراقبين بأنها نوع من الإبتزاز الرخيص والإستغلال الفج الذي تلجأ إليه واشنطن عادة وكانت تطلب تلك المطالب في السابق سراً واليوم اعلنتها وطالبت بها جهاراً بلا تحرج ولا خجل .
وما كان ترامب الذي لا يمكن مقارنته بأطنابه من رؤساء وزعماء العالم الثالث الذين يختزلون دولهم وحكوماتهم وقوانينها في شخصياتهم، كون أمريكا دولة مؤسسات وترامب مجرد موظف له صلاحيات محددة لا يتجاوزها، فيما الأمر يختلف بالنسبة لزعماء وحكام العالم الثالث الذين يمسكون بأيديهم مقاليد الأمور ويعتبرون كل شيء في بلدانهم ومصدر كل شيء وفوق كل القوانين.
وترامب الذي يثير اليوم الجدل والإهتمام وتسلط عليه الأضواء، نظراً لتصريحاته الغريبة ومواقفه الأكثر عجبا وإثارة للجدل في قضايا عدة على مستوى العالم، يمثل ظاهرة خاصة بالولايات المتحدة ويعبر عنها، وبإختصار شديد يمكن القول اجمالاً : إن ترامب بصفاقته وجرأته وحدة وقاحته وصراحته هو الرجل الذي اسقط القناع عن وجه أمريكا القبيح وكشف بما يصدر عنه حقيقتها وهذا هو التعليل الأنسب والأصدق للظاهرة الترامبية وما يترتب عليها من آثار وتداعيات.