إسبانيا تدقق بصفقة استحواذ السعودية على أسهم في تليفونيكا
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
تحلل إسبانيا شراء شركة الاتصالات السعودية (إس تي سي) لحصة 9.9% من أسهم شركة الاتصالات الإسبانية "تليفونيكا" لضمان عدم المساس بمصالحها الاستراتيجية مما ينذر باحتمال وجود عقبة أمام إتمام الخطوة.
وقالت وزيرة الاقتصاد الإسبانية بالإنابة، ناديا كالبينيو، الأربعاء، في بروكسل إن (إس تي سي) تواصلت مع الحكومة الإسبانية، الثلاثاء، للإبلاغ بالصفقة التي ستجعل من الشركة السعودية أكبر مساهم في شركة الاتصالات الإسبانية.
وقالت كالبينيو للصحفيين عندما سألوها عن خطوة الشركة السعودية إن "تليفونيكا شركة استراتيجية لبلادنا وكحكومة سنطبق كل الآليات الضرورية لإعطاء أولوية للدفاع عن مصالحنا الاستراتيجية".
وبوسع مدريد أن تعرقل شراء (إس تي سي) لحصة في تليفونيكا التي تقدم خدماتها لصناعة الدفاع في إسبانيا، ويمكن للحكومة التدخل في عمليات الاستحواذ للحصص التي تزيد عن 5%.
وقال مسؤول مطلع على تفكير الحكومة إن مدريد "ستمارس سلطتها" للموافقة على العملية أو رفضها حيث تدرك أن لها سلطة رقابية بسبب صلات تليفونيكا بالدفاع الوطني.
وقالت، إيوني بيلارا، القائمة بأعمال وزير الحقوق الاجتماعية على منصة إكس، تويتر سابقا، إن "الرقابة العامة على الشركات الاستراتيجية مسألة ملحة من وجهة نظر ديمقراطية وأمنية".
وأضافت بيلارا أنه يتعين على الشركة القابضة الحكومية (إس إي بي آي) الاستحواذ على حصة 10% في تليفونيكا خلال الأعوام القليلة القادمة "لقيادة التحول الرقمي".
اقرأ أيضاً
الاتصالات السعودية تستحوذ على 9.9% في تليفونيكا الإسبانية
ورحب الاتحاد العام للعمال في بيان بخطوة (إس تي سي) ووصفها بأنها "تدفق رأسمالي يعزز كل ما يتعلق باستثمارات الشركة المستقبلية... مما يضمن مستقبل عمالها".
لكن أكبر نقابة عمالية في إسبانيا دعت إلى "الحذر و(الشعور) بالمسؤولية" ووعدت بأن تظل منتبهة للإجراءات التالية التي ستتخذها الشركة السعودية.
وقالت (إس تي سي)، الثلاثاء، إنها اشترت حصة قدرها 9.9% من تليفونيكا بقيمة 2.1 مليار يورو (2.25 مليار دولار) سيرا على نهج شركات أخرى بالشرق الأوسط في الاستثمار بشركات الاتصالات في أوروبا وأمريكا اللاتينية.
و(إس تي سي) هي أكبر شركة تشغيل اتصالات سعودية ويملكها صندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادية للمملكة، بنسبة 64%.
والصندوق هو المحرك الأساسي لرؤية 2030 لولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتحويل الاقتصاد بعيدا عن اعتماده على النفط.
في الوقت ذاته تعاني شركات الاتصالات الأوروبية مثل تليفونيكا لسداد ديونها الكبيرة في ظل تباطؤ نمو أعمال قطاع الاتصالات والاستثمارات الضخمة لمواكبة أحدث التكنولوجيات مثل تكنولوجيا الجيل الخامس.
وحاولت جمع أموال من بيع مقارها الإدارية وضغطت على المفوضية الأوروبية للسماح بدمج السوق وخاضت صراعا مع شركات التكنولوجيا للحصول لحملها على تمويل استثمارات البنية التحتية.
ويصل إجمالي ديون تليفونيكا إلى حوالي ضعف قيمتها السوقية البالغة نحو 22 مليار يورو.
وقال باولو بيسكاتوري المحلل في بي.بي فورسايت "هذا يوفر دعما صارت تليفونيكا في أمس الحاجة إليه في ظل استثمار ضخم لطرح شبكات الجيل الخامس ذات النطاق العريض في الأسواق الرئيسية".
وأضاف أن هذا سيمنح فرصا لكلا الشركتين للعمل بشكل أوثق لإحداث فعالية أكبر وإطلاق منتجات جديدة عالميا.
اقرأ أيضاً
حوالة سعودية تثير إسبانيا ضد الملك السابق.. ورئيس الوزراء: القضاء يدقق
وقدمت الحكومة تشريعا لمنع الاستحواذ على نسبة 10% أو أكثر في الشركات المدرجة من كيانات خارج الاتحاد الأوروبي وغير المنتمية لرابطة التجارة الحرة الأوروبية لمحاولة منع عمليات الاستحواذ العدائية على الشركات التي تراجعت قيمتها منذ جائحة كوفيد-19.
وتم مؤخرا خفض الحد الذي يمكن للحكومة أن تتدخل عنده إلى 5% للشركات ذات الصلة بالدفاع.
وقالت كالبينيو إن مدريد تحلل تطبيق آليات الدفاع المرتبطة بالصفقة وقطاع الاتصالات والعلاقة بأمن إسبانيا والدفاع عنها وحصة (إس.تي.سي) وممارسة حقوق التصويت والمشاركة في مجلس الإدارة وفي إدارات أخرى لها صلة بصنع القرار في الشركة.
وأضافت: "لحسن الحظ، منذ أن وصلنا للحكومة عززنا آليات حماية مصالحنا الاستراتيجية".
وتليفونيكا مدرجة كمزود دفاع على مواقع حكومية على الإنترنت لإمدادها "أنظمة ومعدات" للجيش وخدمات الأقمار الصناعية لذراع الفضاء التابعة لوزارة الدفاع.
المصدر | رويترزالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: شركة الاتصالات الإسبانية إسبانيا السعودية إس تي سي تليفونيكا فی تلیفونیکا إس تی سی
إقرأ أيضاً:
نستله في ورطة.. ميكروبات خطيرة وزجاجات ملوثة تهز سمعة الشركة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت تقارير إعلامية فرنسية بأن مياه "بيرييه"، التي تُنتجها شركة نستله، قد تواجه سحب تصنيفها كمياه نقية مستخرجة من مصادر طبيعية، وذلك بعد اكتشاف وجود ميكروبات مضرة بالصحة في عدد من الزجاجات المنتجة في منشأة رئيسية بجنوب فرنسا.
وقالت وحدة التحقيق في "راديو فرنسا" إن نتائج التحاليل التي رصدت البكتيريا ظهرت في 11 مارس، غير أن الجهة المنتجة لم تقم بإخطار الجهات الرقابية إلا بعد مرور عشرة أيام على اكتشاف المشكلة.
نستله تطبق إجراءات احترازية بعد الواقعةفي أعقاب هذه الواقعة، أقدمت شركة نستله على وقف تشغيل أحد خطوط التصنيع في منشأتها بمنطقة فيرجيز التابعة لإقليم جارد، كما تم سحب 369 منصة تحميل، أي ما يعادل نحو 300 ألف عبوة بحجم 75 سنتيلتر.
نتائج مقلقة.. وتحرك رسمي ضد نستلهبالإضافة إلى ذلك، خضعت زجاجات أخرى بحجم 50 سنتيلتر للفحص، وتبين وجود كميات مرتفعة من الكائنات المجهرية الحية التي قد تشير إلى وجود تلوث غير مقبول، ما دفع السلطات إلى التحفظ على عدد كبير منها.
وفي غضون ذلك، تسعى الجهات الصحية الفرنسية في الوقت الراهن إلى اتخاذ إجراءات لإسقاط صفة "النقاء الطبيعي" عن منتجات بيرييه، في حال تأكدت المخالفات وعدم الالتزام بمعايير الجودة والسلامة في التعامل مع هذه الواقعة.
نستله تُعلق على الواقعةردّت "نستله ووترز" على ما أُثير حول تلوث بعض منتجاتها من المياه، زاعمة أن ما حدث يعود إلى عملية صيانة داخلية أُجريت على أحد خطوط المعالجة. الشركة شددت على أن هذا التداخل لم يشمل المصدر المائي المستخدم، في محاولة لنفي أي مساس بجودة المياه الأصلية.
في تصريح نقلته صحيفة "لي زيكو" الاقتصادية، أوضحت الشركة أن ما وقع يُعد من الأمور المتوقعة ضمن السياق المعتاد لإدارة المصنع، في إشارة إلى أن الوضع لا يُمثل خرقًا كبيرًا للعمليات المعتادة أو تهديدًا مباشرًا للمنتج.
أكّدت "نستله ووترز" أن الزجاجات المعروضة للبيع لا تشكل خطرًا على الصحة العامة، وقالت إن جميع العبوات التي وصلت إلى المستهلكين قد خضعت لاختبارات تضمن تطابقها مع المواصفات والمعايير المطلوبة.
بحسب المعطيات، فقد تم اكتُشِفَ وجود البكتيريا يوم 11 مارس، لكن لم يتم توجيه إخطار إلى السلطات المختصة إلا في 21 من الشهر ذاته.
ويُعد هذا التأخير مخالفًا لما ينص عليه القانون الفرنسي، الذي يُلزم المنتجين بإبلاغ الهيئات الصحية فورًا عند رصد أي تلوث محتمل.
تباطؤ في الإبلاغ ونستله تعترف بالتأخيرفي 22 مارس، رُصدت مشكلة تتعلق بزجاجات مياه أصغر حجمًا ضمن منشآت الإنتاج التابعة لـ"نستله ووترز"، لكن التنبيه الرسمي للجهات المختصة لم يتم إلا بعد ما يقرب من أسبوعين، وتحديدًا في 4 أبريل، ما أثار انتقادات بشأن التباطؤ في الإبلاغ.
وفي تعليقها لصحيفة "لي زيكو"، أقرت "نستله ووترز" بأن الإبلاغ تأخر، ووصفت الفترة بين الاكتشاف والإخطار بأنها "أطول مما ينبغي"، إلا أن المتحدث باسم الشركة شدد على أن هذا لم يؤثر على جودة المنتج النهائي، مشيرًا إلى أن خطوط الإنتاج أوقفت فورًا، وتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة لعزل الزجاجات المشتبه بها.
حادثة سابقة مشابهة في العام نفسهيُذكر أن "نستله" قامت في أبريل 2024 بإتلاف نحو 3 ملايين عبوة مياه بعد اكتشاف آثار تلوث بميكروبات مصدرها بيئي، ما شكّل سابقة دفعت الجهات الرقابية إلى تشديد متابعتها على الموقع.
ماذا ينتظر الشركة؟نتيجة تكرار الحوادث، رفعت الهيئة الصحية في منطقة أوكسيتاني توصية إلى محافظ "غارد" تقضي بإزالة صفة "مياه معدنية طبيعية" من جميع المنتجات المعبأة في موقع "فيرجيز"، بما في ذلك كافة الآبار المرتبطة به.
من جانبه، أعلن المدير التنفيذي لشركة "نستله"، لوران فريكس، أمام مجلس الشيوخ الفرنسي يوم 9 أبريل، أن الشركة باشرت تحقيقًا داخليًا شاملًا لتحديد أسباب الإخفاقات المتكررة واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة.
في الاجتماع السنوي للمساهمين، دعت مؤسسة "إيثوس" السويسرية – التي تمثل مصالح عدد من صناديق التقاعد – إدارة "نستله" إلى نشر نتائج التحقيق، أو على الأقل إصدار ملخص عام عنه، كي يتمكن المساهمون من تقييم المخاطر المرتبطة بهذه الحوادث على سمعة واستدامة الشركة.