على مدى السنوات الماضية ظلت الميليشيات الحوثية- ذراع إيران في اليمن، تنتهج سياسة التجويع والتركيع لفرض قبضتها وإحكام نفوذها ضد سكان المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.

ومع تفاقم الأوضاع وزيادة حدة المجاعة بين المواطنين، واستمرار نهب مرتبات الموظفين على مدى 8 سنوات، أصبحت هذه السياسة الفاشلة هي شرارة الغضب التي هيجت الشعب لرفع صوته بالمطالبة بالحقوق المسلوبة رغم التهديد والوعيد الذي تطلقه القيادات الحوثية ضد من يطالب بحقوقه.

وخلق التعنت الحوثي ورفض صرف مرتبات الموظفين خصوصا رواتب المعلمين والمعلمات والأكاديميين والإداريين بالجامعات الحكومية في صنعاء حراكا جماهيريا ونقابيا واسعا هو الأول من نوعه منذ انقلاب المليشيا في العام 2014، في ظل تفاقم المعاناة في مناطق الانقلاب واستمرار الهدنة التي لم تأت بأي نتائج إيجابية ملموسة في حياة السكان. 

وللأسبوع الثامن على التوالي يتواصل الإضراب الشامل للمعلمين والمعلمات استجابة لدعوة "نادي المعلمين" الذي أكد استمرار الاحتجاجات السلمية للمطالبة بصرف المرتبات بشكل منتظم شهرياً وتسليم باقي المستحقات والعلاوات المنقطعة منذ سنوات.

وجاء إضراب المعلمين تزامناً مع سخط شعبي كبير ومطالبات متكررة برفض سياسة التجويع والتركيع التي تنتهجها الميليشيات الحوثية لتحقيق أغراضها وأجندتها الخاصة. هذا السخط أثار حفيظة القيادات الحوثية التي سارعت للخروج بتصريحات استفزازية ضد المطالبين بصرف مرتباتهم. 

ووصف القيادي محمد علي الحوثي، من داخل محافظة صعدة، من يطالب بالمرتبات بأنه "أحمق ومجنون"، في حين وصف القيادي في الجماعة مهدي المشاط تحركات المطالبين بالمرتبات بـ"الغوغائيين والخونة والعملاء والحمقى"، متوعداً بـ"ردعهم".

التصريحات الانفعالية العلنية لقيادات الصف الأول في عصابة الحوثي لم تأت من فراغ؛ ولكنها ناجمة عن شعورها بتهديدات جدية جراء الضغوط الشعبية التي تقودها النقابات والأندية المهنية للمعلمين والأكاديميين في صنعاء. كما أن تلك التصريحات تؤكد حالة الارتباك والقلق التي تعيشها الجماعة بعد فشل سياسة التركيع والتجويع التي انتهجتها على مدى السنوات الماضية.

التعنت الحوثي يقابله توعد شعبي بالتصعيد وتوسيع الاضراب لانتزاع الحقوق بالوسائل المشروعة. بينما اطلق ناشطون دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تنظيم وقفات احتجاجية ومظاهرات شعبية لإسناد انتفاضة المعلمين والأكاديميين للحصول على مرتباتهم المنقطعة.

رقعة السخط والاستهجان الشعبي توسعت لتتحول إلى صدام حقيقي على أرض الواقع، في مؤشر لحالة الرفض الجماعي للمشروع الحوثي الذي ينشر أفكارا خاطئة وطائفية مستوردة من إيران.

وقالت المصادر إن مصلين في جامع السنة بقرية ذوقعبان بمديرية العشة محافظة عمران، طردوا مشرفاً حوثياً من المسجد بعد محاولته القاء محاضرة بعد صلاة المغرب، لافتة إلى أن المواطنين رفضوا الاستمرار بعمليات الكذب والدجل الذي تروج لها الميليشيات الحوثية وقياداتهم الطائفية. 

وأضافت المصادر إن المشرف عاد ومعه أطقم عسكرية محملة بعناصر مسلحة لاقتحام المسجد ونهبوا مكتبة الجامع واعتقلوا أربعة اشخاص من أبناء ذوقعبان واقتادوهم إلى إدارة أمن مديرية العشة؛ الأمر الذي استنفر قبائل ذوقعبان لرفض هذه السياسة القمعية قبل أن تدخل وساطة تهدئة بين القبائل والمليشيات.

في الجوف أدت عمليات السطو والنهب لأراضي المواطنين ومزارعهم والاعتداءات بحق أبناء القبائل؛ إلى ثورة مسلحة ضد الميليشيات الحوثية. واندلعت مؤخرا اشتباكات عنيفة بين مجاميع مسلحة من قبائل همدان "آل صالح"، ومن تسمى قوات الأمن التابعة لمليشيا الحوثي التي يقودها القيادي السلالي المكنى "ابو نجيب الشريف" في محيط سوق الحزم مركز محافظة الجوف (شمال شرقي اليمن).

الاشتباكات دارت بمختلف أنواع الأسلحة بالقرب من كبري همدان جنوبي سوق ‎الحزم؛ وتصاعدت مع قيام المليشيا بمهاجمة منازل المواطنين في منطقة الصافية جنوب غرب المدينة. وسط استنفار القبائل للتصدي للهجمات الحوثية التي أدت إلى مقتل عدد من العناصر الحوثية واحتراق آليات عسكرية تابع لهم.

الرفض القبلي المتصاعد للانتهاكات وصل إلى محافظة صعدة معقل المليشيات الرئيس؛ حيث تجددت المواجهات المسلحة بين قبائل بني حذيفة ومجاميع حوثية تتبع القيادي “أبو علي الحاكم“، في ضحيان مديرية مجز في صعدة.

وجاءت الاشتباكات عقب محاولة المدعو “أبو علي الحاكم” الاستيلاء على أراضي قبائل بني حذيفة الموجودة في ضواحي ضحيان، وواجهت تلك المحاولة ردة فعل قاسية من القبائل، تسببت في مقتل أحد مرافقي الحاكم وثلاثة آخرين، بالإضافة إلى عدد من الجرحى.

ويستمر الغليان القبلي في صعدة، وسط توافد عدد من مؤيدي ومناصري قبيلة بني حذيفة لدعم أبنائهم والعمل على منع القيادي الحوثي “ابو علي الحاكم“ من السيطرة على المزارع.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: المیلیشیات الحوثیة

إقرأ أيضاً:

مقتل مواطن في اشتباكات قبلية بشبوة

يمانيون../
اندلعت اشتباكات مسلحة جديدة بين قبائل في محافظة شبوة، جنوبي اليمن، اليوم، ما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة آخر.

وذكرت مصادر محلية أن الاشتباكات العنيفة وقعت بين مسلحين من قبائل آل محيقن وآخرين من قبائل آل ينيوب في مديرية مرخة العليا، نتيجة ثأرات قبلية. وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل مواطن من أبناء الصبيحة كان يعمل في بيع العسل، وإصابة آخر.

وتأتي هذه الاشتباكات في ظل اتهامات موجهة للتحالف السعودي الإماراتي والفصائل الموالية له بتغذية الصراعات القبلية في المنطقة، بهدف تعزيز سيطرتهم على مقدرات المحافظة الغنية بالنفط.

مقالات مشابهة

  • ‎قصة أب فقد ابنه بسبب تهاونه في ربط حزام الأمان ..فيديو
  • تحولت لرماد.. حريق هائل في كافتريا نادى المعلمين بالإسكندرية
  • بريطانيا.. 9 كلمات تُثير الهلع في حفل زفاف
  • مقتل مواطن في اشتباكات قبلية بشبوة
  • العنف ضد الفلسطينيين.. شرارة متجددة للتصعيد في المنطقة
  • يخشى الإعدام.. ترامب يتجاهل أمر قضائي بالحضور إلى محكمة غرب الأمانة بصنعاء وصدور مذكرة اعتقال حوثية بحقه!
  • صعود الميليشيات في السودان: بين ضعف الدولة وتفكك النظام السياسي
  • مصادر مطلعة بصنعاء تكشف عن توجسات حوثية بعد فوز ”ترمب”وأول قرار متوقع يتخذه ضد الجماعة
  • بعد فوز ترامب: نهاية النفوذ الإيراني في المنطقة والقيادات الحوثية في خطر
  • الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية