ارتفاع الفقر متعدد الأبعاد في الأردن / تفاصيل
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
#سواليف
قدر تقرير مؤشر الفقر العالمي متعدد الأبعاد السنوي (MPI) 2023 ، عدد الأسر الأردنية التي تعيش في فقر متعدد الأبعاد بنحو 48 ألف أسرة بنهاية 2021، مقارنة مع 45 الف أسرة في عام 2017، بارتفاع نسبته 6.6%.
وصدر التقرير أول من أمس عن مكتب التنمية البشرية (HDRO) التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومبادرة جامعة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية (OPHI)
وبحسب التقرير فإن نسبة شدة الحرمان في أوساط هذه الأسر تصل إلى حوالي 35.
وحول نسبة مساهمة الحرمان في كل بعد إلى إجمالي نسبة الفقر متعدد الأبعاد، بين التقرير أن نسبة الحرمان في بعد التعليم تناهز 53.5 %، وتبلغ في بعد الصحة ما نسبته 37.5 %، في حين تقدر النسبة لبعد معيار المعيشة 9 %.
وكان تقرير سابق صادر عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الأسكوا) قدر نسبة الأسر التي تعاني من الفقر متعدد الأبعاد في الأردن، بنحو 13.5 % وذلك استنادا لبيانات مسح نفقات الأسر الأردنية عام 2017 – 2018.
ويقيس مؤشر الفقر متعدد الأبعاد (MPI) أوجه الحرمان المترابطة في مجال الصحة والتعليم ومستوى المعيشة التي تؤثر بشكل مباشر على حياة الشخص ورفاهيته، من خلال جمع البيانات من 110 دول نامية تغطي 6.1 مليار نسمة ويمثلون 92 % من السكان البلدان النامية.
ورصدت النسخة الأخيرة من التقرير انتشار الفقر متعدد الأبعاد في الدول النامية خلال الفترة الواقعة ما بين 2017 – 2022.
ويشار إلى ان دائرة الإحصاءات العامة كانت قد بدأت في العام الماضي في إدخال منهجية احتساب الفقر متعدد الأبعاد في قياس معدلات الفقر في الأردن إلى جانب منهجية “الفقر النقدي” المتبعة منذ عقود، وفق الغد.
وكشف مدير الإحصاءات العامة حيدر فريحات أن أرقام ونسب الفقر المنوي إعلانها في شهر نيسان (أبريل) من العام القادم 2024، ستكون مبنية على بنود أشمل وأوسع من ناحية الفقر المتعدد وسيشمل؛ الفقر الغذائي، الملابس، الخدمات الحكومية، قطاع النقل، المستوى المعيشي، السكن، الخدمات الصحية، الخدمات الاجتماعية ومختلف الاحتياجات الأساسية.
وبالعودة إلى تفاصيل التقرير، فقد أكد على أن هناك مجموعة من التحديات التي تعيق الحد من الفقر على الصعيد العالمي، كعدم المساواة على نطاق واسع إضافة إلى عدم الاستقرار السياسي والصراع إلى جانب حالة الطوارئ المناخية الناجمة عن التغيير المناخي، علاوة على عدم التعافي الكامل من جائحة كوفيد- 19، وارتفاع تكايف المعيشة.
ولفت التقرير إلى أنه على الرغم من اقتراب المهلة الزمنية المحددة لتحقيق الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة التي أصدراتها المتحدة عام 2015 والمتمثل في القضاء على الفقر في منتصف عام 2030 ما تزال تخيم على طريق تحقيق هذا الهدف الكثير من التحديات والظروف التي تؤثر على المستوى المعيشي للناس.
ووفق التقرير يبلغ عدد الفقراء حول العالم نحو 1.1 مليار نسمة، يعيش ما نسبته 84 % منهم في المناطق الريفية ويشكل الأطفال من إجمالي الفقراء ما نسبته 50 %، حيث يبلغ عدد من هم دون سن 18 بين هؤلاء 566 مليون نسمة.
ويترواح عدد الفقراء الذين لا تتوفر لديهم خدمات الصرف الصحي الملائمة أو السكن أو وقود الطهي ما بين 824 – 991 مليون فقير، أما الذين يعانون من السوء التغذية يبلغ عددهم قرابة 600 مليون نسمة.
وبين التقرير أن 485 مليون فقير في العالم يعيش في فقر مدقع حيث تترواح نسبة الحرمان في أوساط هؤلاء 50 – 100 %، إضافة إلى معاناة 99 مليون فقير من حالة الحرمان في جميع الأبعاد الثلاثة (التعليم ، الصحة، معيار المعيشة) وتترواح نسبة الحرمان ما بين 70 – 100 %.
ويذكر أن الأردن جاء في المرتبة 78 على مستوى العالم من بين 97 دولة في تصنيف مجلة غلوبال للدول الأكثر فقرا في العام 2023، واحتل المرتبة العاشرة عربيا من بين 14 دولة عربية، شملها تصنيف المجلة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف
إقرأ أيضاً:
الإفطار بالماء.. رمضان يحل على اليمنيين وسط أزمات غير مسبوقة
صنعاء ـ "لم يستطع زوجي شراء التمر خلال شهر رمضان المبارك، وأصبحنا نفطر على الماء، وصنف واحد من الطعام"، بهذه الكلمات تشكو اليمنية أم عبد الله الأحمدي وضعها المعيشي الصعب في الشهر الفضيل الذي يحل على البلد المصنف من بين أفقر بلدان العالم.
تضيف أم عبد الله المقيمة في تعز -أكبر المحافظات اليمنية سكانا- أن أسرتها المكونة من 8 أفراد لا تملك سوى قليل من الدقيق والزيت، أما التمر والأرز والسكر والشاي فهي مواد غير متوفرة، بسبب الفقر والبطالة التي يعاني منها زوجها".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فيديو.. ماذا يفتقد الغزيون في رمضان؟list 2 of 2سنة أولى صيام.. كيف تحفزين طفلك لشهر رمضان؟end of listويأتي شهر رمضان في وقت يعاني فيه معظم سكان اليمن من الفقر الذي تسبب في العيش من دون أدنى متطلبات الشهر المبارك.
ويوم الأربعاء 5 مارس/آذار الجاري أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان مقتضب عبر منصة "إكس"، بأن أكثر من نصف سكان اليمن بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، مع دخول البلاد عامها العاشر من الصراع.
وأضاف أن معدلات الجوع في البلاد شهدت ارتفاعًا نتيجة الانقطاعات في المساعدات الغذائية والتراجع الاقتصادي المستمر والصراع والصدمات المناخية.
أكثر من نصف سكان #اليمن بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، مع دخول البلاد عامها العاشر من الصراع.
وشهدت معدلات الجوع في البلاد ارتفاعًا نتيجة التقلصات والانقطاعات في المساعدات الغذائية والتراجع الاقتصادي المستمر، والصراع، والصدمات المناخية. pic.twitter.com/yjlj8FePQe
— OCHA MENA (@ocharomena) March 5, 2025
إعلانوتواصل الأحمدي نقل معاناتها جراء الفقر، قائلة "في أول أيام رمضان قررت ترك منزل زوجي إلى بيت أبي نتيجة عدم توفر متطلبات الشهر الكريم، لكن بعض الأهل والجيران قدموا لي القليل من المساعدات وبقيت في منزلي".
وأردفت "زوجي عامل بالأجر اليومي، ومع غياب فرص العمل هذا العام ساء وضعنا وأصبحنا لا يهمنا توفير التمور أو تحسين الوجبات بقدر الاهتمام بمكافحة الجوع".
بدوره، يصف المواطن اليمني علي سعيد الذي يعمل بمهنة البناء في العاصمة صنعاء وضع أسرته في رمضان هذا العام بالمأساوي للغاية، جراء غياب فرص العمل، وتوقف المساعدات الإنسانية والمبادرات الخيرية التي كانت تنشط في الشهر الفضيل خلال الأعوام الماضية.
وأضاف الرجل الأربعيني للجزيرة نت أن أسرته المكونة من 5 أفراد تفطر على الماء بدلا من التمر الذي ارتفع سعره كثيرا، وتمتلك فقط نصف كيس دقيق وجالون زيت سعته 4 لترات ونزرا يسيرا من المتطلبات الأساسية الأخرى.
وتابع "لا أعلم أين كان هذا الوضع مخبأ لي، وقفت عاجزا عن توفير أدنى مقومات الحياة لأسرتي بسبب شح الأعمال بشكل كبير. نتمنى فقط أن نستطع توفير المقومات الأساسية لأطفالنا، أما المتطلبات الأخرى فقد استغنينا عنها".
تنتشر في بعض المدن اليمنية مبادرات رمضانية تحاول تخفيف المعاناة لدى الفقراء في شهر رمضان، فيعدّ مشروع "شباب التمكين" من المبادرات الشبابية الإنسانية التي تنشط في الشهر الفضيل بمدينة تعز.
وفي حديث للجزيرة نت، يقول مدير المشروع ضياء إسماعيل إنه يقوم مع فريقه بتقديم وجبات يومية خلال رمضان تستهدف 250 أسرة من النازحين والمحتاجين.
وأضاف إسماعيل أن المشروع إنساني بحت يهدف إلى تخفيف معاناة الفقراء والمساكين في الشهر الكريم، بدعم من فاعلي خير، خصوصا في ظل تراجع المعونات واستمرار تدهور الأوضاع المعيشية.
وفي العاصمة صنعاء، أسست السيدة حنان علي مطبخا رمضانيا يقدم الوجبات للأسر المتعففة خلال شهر رمضان.
إعلانوتقول حنان للجزيرة نت إنها تقدم 200 وجبة يومية خلال أيام رمضان الحالي للأسر المتعففة داخل البيوت والحارات، وجزء منها لعابري السبيل وممن يزورون المطبخ ويطلبونها.
وأضافت السيدة اليمنية أن الوجبات المقدمة تشمل الأرز والخبز والشوربة، بدعم من فاعلي خير، مشيرة إلى أنه بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة "شهد هذا العام تراجعا ملحوظا في المبادرات الإنسانية والمطابخ الخيرية في العاصمة صنعاء، والتي كانت تحظى بمنافسة كبيرة خلال السنوات الماضية. ونتيجة لذلك، أصبحنا نقدم 200 وجبة فقط من أصل 600 وجبة خلال السنوات الماضية".
يحل رمضان على اليمنيين ونسبة البطالة وصلت إلى 60% بينما ما يقارب 80% تحت خط الفقر، حسب تقارير حكومية.
ويرى الباحث الاجتماعي عيبان محمد السامعي أن رمضان يأتي واليمنيون يعانون من تردّ غير مسبوق في الوضع المعيشي بسبب استمرار الحرب وما أفرزته من تدهور بالأوضاع الاقتصادية وتراجع حاد في قيمة العملة المحلية.
وأضاف السامعي للجزيرة نت أن هذا الأمر انعكس سلبا على القيمة الحقيقية للأجور والرواتب لموظفي القطاع الحكومي، إذ كان متوسط الأجر الشهري للموظف في عام 2015 ما يعادل 250 دولارا في حين أصبح في عام 2025 أدنى من 50 دولارا وهو أجر هزيل لا يغطي الحد الأدنى من معيشة الأسرة اليمنية التي تتكون في متوسطها العام من 6 أفراد.
وأشار إلى أن الحرب تسببت في ارتفاع مخيف لنسبة الفقر والبطالة، إذ تشير تقارير أممية إلى أن نسبة اليمنيين ممن باتوا يعيشون تحت خط الفقر الدولي تتجاوز 85%، وذلك يعني تآكل الطبقة الوسطى واتساع طبقة الفقراء والمعوزين واستمرار غياب الحلول التي من شأنها أن تحد من هذا التدهور المتسارع.
ولفت إلى أن هناك مبادرات يقوم بها فاعلو خير ومنظمات مجتمع مدني، تقدم بعض المساعدات الغذائية للأسر الفقيرة، لكنها تبقى محدودة ولا تغطي إلا نزرًا يسيرًا من الاحتياجات نظرًا لاتساع رقعة الفقر.
بدوره، يقول الصحفي المهتم بالشؤون الإنسانية محمد جمال الطياري إن الوضع في اليمن يعد من أكثر الأزمات تعقيدًا وتدهورًا على مستوى العالم نتيجة عقد من الصراع المرير.
إعلانوأضاف الطياري للجزيرة نت أن ملايين اليمنيين يصومون وهم يعانون من تبعات الحرب التي طال أمدها، مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، ومحدودية الأجور وتقلص القدرة الشرائية، وانحسار المبادرات الخيرية، وشح فرص العمل وتوقف الدعم الإنساني من المنظمات الدولية.
وشدد على أن الوضع يتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لتوفير الدعم المالي والإنساني اللازم لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة، معتبرا أنه من دون حل سياسي شامل للصراع ستستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم وتهدد مستقبل أجيال كاملة.