أقام معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية ضمن فعاليات دورته العشرين في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، أمس الأربعاء، مؤتمر "دور وسائل الإعلام في صون الصقارة والتراث الثقافي غير المادي" بحضور عدد كبير من الباحثين والمهتمين وممثلي وسائل الإعلام.

وحضر شهد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الأمين العام لنادي صقاري الإمارات ماجد علي المنصوري، و عمر فؤاد أحمد مدير المعرض، وأعضاء من الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، وعدد من المهتمين بالصقارة من حول العالم، ومن الإعلاميين العرب والأجانب.



ترسيخ الشخصية الثقافية وفي كلمته في المؤتمر، أكد المستشار الثقافي لرئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة  زكي نسيبة،   أن الإمارات نجحت في دمج عناصر التراث في مكوّنات الحداثة والتطور اليوم، قائلاً: "يحضرنا هنا ما قالته الصحافة الأمريكية إن الإمارات اختارت أن تبني ردها الثقافي على مخاطر العولمة من تراثها واعتدالها، وأمام تحديات التآكل الثقافي في العالم، نجحت أبوظبي في الموازنة بين التقاليد والتواصل الحي مع التقدم العالمي، لحماية الهوية الوطنية ولتذكير المواطنين بالتاريخ ودلالته وتأثيره". 
وأوضح نسيبة،أن الهدف النهائي من الفعاليات الثقافية الكبرى مثل معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية "خلق دينامية ثقافية تفاعلية تؤسس لأرضية حاضنة لولادة الإبداع التراثي، وصولاً إلى ترسيخ الشخصية الثقافية في نفوس أبنائنا، وإبراز الهوية الإماراتية المحلية للعالم عبر بث الصورة الأوضح والأكثر إشراقاً عن دولتنا وفعالياتها".
 إحياء فن أصيل

ومن جهته أكد رئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم، أن "الصقارة" في الثقافة الإماراتية أكثر من مجرد  رياضة جماعية، فهي "منظومة مهارات، وفنون، وعادات، وتقاليد شديدة الصلة بإرث هذه الأرض وأهلها وطبيعتها وتاريخها".

وشدد الدكتور بن تميم على "أهمية دور وسائل الإعلام في صون الصقارة والتراث الثقافي غير المادي"، الأهمية التي سبق أن شدد عليها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ 1976 حين أطلق أهم مبادرة إعلامية في هذا المجال "مهرجان الصداقة الدولي الأول للبيزرة" الذي شكل منصة استراتيجية وضعها الراحل الكبير الشيخ زايد، لتصهر الصقارة في صُلب الجهود المتنامية للحفاظ على البيئة والتراث اللامادي في الإمارات. 

نجاحات سابقة وتأكيداً لهذه الأهمية، وتشديداً على مسؤولية الإعلام في الحفاظ على هذا الإرث الثقافي والحضاري العريق، أوضح الدكتور بن تميم أن "دور الإعلام، الذي نود التركيز عند الحديث عنه، يقوم على مجموعة من النقاط الرئيسية، أولاً: تقع مسؤولية تعريف المجتمع، بكافة أطيافه، بركائز تراثه المعنوي بالدرجة الأولى، على وسائل الإعلام بأنواعها المتعددة. ونرى أن فنون الصقارة تستحق مبادرةً إعلامية خاصة، تُعيدها إلى صدارة اهتمام المجتمع، وتُحيي هذا الفن الأصيل وما يرتبط به من أدبيات ومهارات وصناعات ثقافية".
وشدد الدكتور بن تميم، على دور الإعلام في ترسيخ هذا الفن، وتثبيته، بفضل الإعلام الذي سبق له أن أثبت دوره في مثل هذه المهام والمسؤوليات، مذكراً بنجاحات سابقة، كان الإعلام حاسماً في تحقيقها "كما في نجاح برنامجي شاعر المليون، وأمير الشعراء، التلفزيونيين، بعد تمهيد الطريق للوصول إلى الأجيال الجديدة بأساليب جذابة ومشوقة، فمن كان يظن أن تُحظى أمسية شعرية يبثّها تلفزيون أبوظبي، بمتابعة ملايين الناطقين بلغة الضّاد في أرجاء العالم الفسيح! وثانياً، أثبتت التجارب أن التراث بشقيه المادي والمعنوي أحد أهم ركائز قيام ونجاح الصناعات الثقافية، بما لها من دور كبير في تعزيز الاقتصاد من مداخل السياحة، وصناعات الترفيه، وغيرها من نشاطات اقتصادية، وتجارية. وثالثاً، ثمة ضرورة قصوى للتركيز على الإعلام بمعناه الواسع، الذي يشمل صناعة السينما، والدراما، والكتب على اختلافها، وغير ذلك من الصناعات. ورابعاً، علينا العمل على تحويل الصقارة في الإمارات إلى صناعة ثقافية متكاملة، خاصة بعد تسجيلها ضمن تراث الثقافة الإنسانية، ولدينا البنية الأساسية اللازمة لهذا التحول متمثلة في هذا المعرض الكبير، وفي مؤتمره الرصين، وفي نادي صقاري الإمارات، وغير ذلك من الأنشطة المهمة. نحتاج فقط إلى جهد تنظيمي تتحول معه الإمارات إلى نقطة جذب سياحي، ومركز صناعة ثقافية قائمة على الصقارة وما يرتبط بها من فنون، ومهارات وصناعات، وطرق عيش، وآداب، وشعر، وفنون وغير ذلك من التفاصيل. وخامساً، لا أظن أني أذهب بعيداً حين أؤكد ضرورة الاهتمام بالتأليف العلمي عن فنون الصقارة، فقد تعلمنا أن الكتاب أحد أبرز وسائل الإعلام، ولا أبالغ إن قلت إن تأسيس أكاديمية ترعى التأليف العلمي في مجال الصقارة على أرض الإمارات، مطلبٌ له وجاهته".
واختتم الدكتور علي بن تميم مداخلته، بتأكيد أن تجربة الإمارات الثقافية والحضارية، قائمة "في فرادتها على الجمع بين الأصالة والحداثة في بناء نادر ألهم العالم بأسره وجعلها نموذجاً للوطنية المعتزة ذاتها المنفتحة على كافة الثقافات والشعوب تفاهماً وحواراً وسلاماً".
من ناحيته لخص محمد الحمادي رئيس جمعية الصحافيين الإماراتية، على دور الإعلام في صون التراث المعنوي للمجتمع في ثلاثة محاور رئيسة هي، التعريف بالتراث المعنوي والترويج له، والعمل باستمرار على التوعية بأهميته وتعريف الأجيال الجديدة به حتى لا تفقده، وأن تكون وسائل الاعلام بأنواعها، حلقة وصل بين البرامج والفعاليات التراثية والمجتمع.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني للصید والفروسیة وسائل الإعلام الإعلام فی بن تمیم

إقرأ أيضاً:

إقبال زوار معرض«أبوظبي للكتاب» على اقتناء الإصدارات القديمة والنادرة

يزخر معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بالمعروضات النادرة الثمينة، من إصدارات لكتب ومخطوطات وخرائط ومجلات قديمة تعرض لأول مرة سنوياً لزوار المعرض مع كل دورة جديدة، فتحظى بإقبال المهتمين بشرائها بشكل ملحوظ.

وقامت وكالة أنباء الإمارات/وام/ بجولة في بعض الأجنحة للاطلاع على بعض هذه النوادر التي تم تخصيص عدد منها لنسخة 2025.

وقال محمد آصف صاحب شركة اقتناء للكتب والمخطوطات النادرة، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات/وام/، إن أهم ما يميز مشاركتهم لهذه السنة ألبومات تحتوي على أقدم الصور لشيوخ إمارتي دبي والشارقة، وكذلك خرائط لشبه الجزيرة العربية من القرن الخامس عشر إلى القرن العشرين، ومجموعة كتب لابن سينا وألف ليلة وليلة.

وأضاف أن عدد معروضاتهم في دورة 2025 تتجاوز 300 قطعة مخطوط ومطبوع وخريطة بعدة لغات عربية وفارسية ولاتينية وفرنسية ويابانية وصينية، من أهمها خريطة لشبه الجزيرة العربية منذ عام 1482، وخرائط لدولة الإمارات طبعت فيها منذ عام 1971، ومن أهم الكتب الطبعة الأولى لكتاب ألف ليلة وليلة بالعربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، ونسخة لكتاب القانون في الطب لابن سينا مطبوعة في عام 1522، وكذلك مخطوطة عربية عمرها 300 سنة أيضاً لكتاب القانون في الطب.

وقال إن الإقبال على شراء هذه النوادر يكون من المهتمين باقتنائها، وهم في الأغلب المتاحف والمكتبات العامة والمؤسسات العلمية، وبعض الأفراد من الهواة.

وأشار آصف إلى أن شركة اقتناء تأسست عام 2017، وتعتبر مشاركتهم هذه السنة للمرة العاشرة على التوالي، وتتراوح أسعار مقتنياتهم من 500 درهم إلى 3 ملايين درهم.

من جانبه قال أليكس وارين مؤسس زرزورة للكتب النادرة ومقرها مدينة دبي في تصريح لوكالة أنباء الإمارات/وام/، إن هذه المشاركة هي الثالثة لهم في المعرض، لافتاً إلى عرض كتب نادرة وقديمة بعضها من الإصدارات الأولى منذ 100 إلى 200 سنة، منها كتب بلغات عدة مثل «The Jungle Book»، تم إصدارها في أواخر القرن الثامن عشر، وألف ليلة وليلة من إصدارات القرن 19، وكذلك أول روايات جيمس بوند عام 1960، وهاري بوتر عام 2000.

أخبار ذات صلة جناح «تريندز» في «أبوظبي للكتاب».. ورشة عمل وتوقيع 3 إصدارات جديدة حسين فهمي: سعيد بوجودي في «أبوظبي للكتاب»

وأضاف أن «زرزورة» تعرض خرائط تعود إلى عام 1790، ورسومات لمكة والخيل العربي وللوطن العربي وول الخليج، بالإضافة إلى كتب التاريخ العربي ومنطقة الخليج.

وأكد أن كل الكتب التي تقتنيها «زرزورة» هي إصدارات أولى وموقعة من مؤلفيها منذ عام 1949 وكذلك خلال فترات الستينيات والسبعينيات.

وأوضح أن تحديد أسعار هذه الكتب يتم حسب ندرتها وتوفرها بالسوق، خاصة إذا كان كتاباً موقعاً وحالته جداً جيدة فإن سعره يرتفع كلما كان أقدم وإصداره من 70 إلى 100 سنة، مثل كتب نزار قباني منذ عام 1949 فسعرها يتراوح مابين 2000 إلى 4000 درهم، وهناك ما يصل سعره إلى 100 ألف درهم مثل جيمس بوند.

وأشار إلى أن اختيار اسم «زرزورة» جاء نسبة إلى واحة أسطورية ضائعة في الصحراء غنية بالعديد من الكنوز والنفائس، وتم اختيارها كاسم لدار الكتب الخاص بهم ليعكس اقتنائهم للكتب النادرة.

من جانبه قال أنور منصور الحريري من مملكة البحرين الذي يمتلك مكتبة خاصة لبيع الكتب والمجلات النادرة والقديمة في تصريحه لوكالة أنباء الإمارات/وام/، إن أقدم كتاب يعرضه في جناحه الخاص منذ القرن السادس عشر وهو مختصر تاريخ الدول لابن العبري منذ عام 1663 م، وهو يهتم باقتناء الكتب العربية التي طبعت في أوروبا مثل كتاب أخبار مكة وكتاب المسالك والممالك وكتاب البردة بثلاث لغات مطبوع في النمسا عام 1860 م، وهناك نسخ قديمة لإصدارات فرنسية منذ 200 سنة، وكذلك مجلات إماراتية قديمة تم إصدارها في الخمسينيات والستينيات، بالإضافة إلى نسخة قديمة باللغة الفرنسية من تقرير لمجلة meed البريطانية عن دولة الإمارات في عام 1974 م، وكتاب سلوك المالك في تدبير الممالك منذ عام 1305 هجرياً.

وأكد الحريري أن أعداداً كبيرة من معروضاته قد نفذت من على الأرفف بسبب الإقبال على شرائها من قبل زوار المعرض.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • قمة أبوظبي «الثقافية» تستكشف تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع
  • إصدارات و فعاليات “تريندز” تستقطب زوار معرض أبوظبي للكتاب 2025
  • إقبال زوار معرض«أبوظبي للكتاب» على اقتناء الإصدارات القديمة والنادرة
  • وزيرة الثقافة الكولومبية: القمة الثقافية أبوظبي تعزز التعاون العالمي
  • مشاركون: «القمة الثقافية أبوظبي» حدث استثنائي يتطوّر سنوياً
  • تفاهم بين «صقاري الإمارات» و«الدولي للصيد»
  • علي بن تميم: الثقافة الكاريبية أنموذج نادر للتعدد والانفتاح
  • مذكرة تفاهم بين نادي صقاري الإمارات والمجلس الدولي للصيد
  • القمة الثقافية في أبوظبي تناقش تبدلات توزيع القوى والأقطاب العالمية
  • أبوظبي للكتاب.. مبادرات تعزز الوعي الثقافي والمعرفي بين أفراد المجتمع