هل يشعل إلغاء اتفاقية خور عبد الله أزمة بين بغداد والكويت؟
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
فتح قرار المحكمة الاتحادية العراقية (أعلى سلط قضائية) إلغاء اتفاقية خور عبد الله بين العراق والكويت بعد 10 سنوات على إبرامها، باب التساؤل واسعا بخصوص أبعاده، وتوقيته، والتداعيات التي من الممكن أن تنعكس على العلاقة بين البلدين الجارين.
ونص قرار المحكمة الاتحادية، الإثنين، على عدم دستورية قانون تصديق اتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله، لأنه يخالف أحكام الدستور العراقي الذي يلزم البرلمان بأن يكون تنظم عملية المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية بقانون يصوت عليه أغلبية ثلثي أعضائه.
ما هي اتفاقية خور عبد الله؟
واتفاقية "خور عبد الله" لتنظيم الملاحة البحرية بين العراق والكويت، هي اتفاقية دولية تمت المصادقة عليها في بغداد، في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، تنفيذا للقرار رقم 388 الذي أصدره مجلس الأمن بعد عدة قرارات تلت الغزو العراقي للكويت عام 1990.
وتنص الاتفاقية على تقسيم مياه خور عبد الله بالمناصفة بين البلدين، انطلاقا من قرار مجلس الأمن الدولي التابعة للأمم المتحدة رقم 833 الصادر عام 1993 الذي أعاد ترسيم الحدود في أعقاب الغزو العراقي للكويت.
خيار التدويل
من جهته، قال الخبير القانوني والدستوري العراقي، علي التميمي، إن "قرار المحكمة الاتحادية لإلغاء اتفاقية خور عبد الله استندت فيه على أنها كانت مخالفة لأحكام الدستور المادة 61 الفقرة الرابعة المتعلقة بتصويت ثلثي أعضاء البرلمان على القانون".
وأوضح التميمي لـ"عربي21" أنه "من الناحية الواقعية يُعد العراق حاليا غير مصادق على اتفاقية خور عبد الله الموقعة مع الكويت عام 2013، وهذا يرجعنا إلى المربع الأول وكأن الاتفاقية جرى توقيعها الآن".
وتابع: "الاتفاقية متوقفة حاليا، فإما أن يصادق عليها البرلمان عليها أو لا، فإذا صوت عليها بأغلبية الثلثين، فإنها ستمضي وتكون بقانون ورقم جديد ثم يقرها الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، وإذا لم يصادق عليها نعود إلى الاتفاقية المتكونة من 16 بندا".
ولفت التميمي إلى أن "الفقرة الثانية من البند 16، تجيز لأي طرف من الطرفين إنهاء الاتفاقية وإشعار الطرف الآخر كتابيا خلال مدة 6 أشهر، ويتوقف هذا الإنهاء على موافقة الأخير. أما البند رقم 14 فإنه يؤكد أنه إذا استعصى الحل يذهب الطرفان إلى محكمة البحار لعام 1982".
وأشار إلى أن "المحكمة الاتحادية لها الحق في العدول أو التراجع عن قراراتها السابقة وهذا موجود في نظامها الداخلي بمسمى حق العدول، لذلك فإن التراجع عن قرارها السابق الصادر عام 2014، والذي ردت فيه دعوى أقامتها برلمانية عراقية ضد الاتفاقية، لا يُعد تناقضا".
وتابع: "اتفاقية فينا للعلاقات الدولية لعام 1969 تتيح أيضا للدول العدول عن الاتفاقيات المبرمة بينها لظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية وحسب الحاجة، وأن العراق بعد احتلاله عام 2003 تعرض لتعسف بقرارات من مجلس الأمن، لأنه ليس من صلاحيات الأخير ترسيم الحدود البحرية والبرية".
ورأى التميمي أن "العراق إذا ذهب إلى محكمة البحار وفق عدد من مواد قانون البحار، فإنه سيحسم القضية لصالحه، لأنه ما بني على باطل فإنه باطل"، حسب قول الخبير العراقي.
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في العراق، الدكتور معتز النجم، إن "القضايا القانونية وتحديدا ذات البعد الدستوري تأخذ مدة طويلة جدا، خصوصا أن التكوين السياسي في البرلمان العراقي الحالي يختلف عما كان عليه عام 2013".
وأوضح النجم في حديث لـ"عربي21" أن " البرلمان الحالي يضم نوابا مستقلين استطاعوا الخروج من شرنقة الكتل السياسية المهيمنة طيلة السنوات الماضية، وأن من قدم الدعوى هم من النواب الجدد، وبناء على ذلك فإننا اليوم أمام تطور في طبيعة العلاقات الخارجية".
ورأى الخبير السياسي أن "إلغاء المحكمة الاتحادية اتفاقية خور عبد الله جاء لصالح العراق حتى يستطيع تنظيم العلاقات الدولية، وبالتالي فيه انعكاسات على السياسة الخارجية".
وأكد النجم أن "السياسة هي التي تصنع القانون ومحركاتها تجعل من القانون أحد الوسائل لتفعيل المصالح الدولية، لذلك يجب أن يكون هناك رد فعل عراقي على قرار مجلس الأمن 833 لعام 1993 القاضي بترسيم الحدود بين العراق والكويت".
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن "العراق اليوم بدأ يتعافى، وعلى بغداد والكويت أن يتعاملان وفق سياسة حسن الجوار، لأن الميناءين العراقيين الفاو وأم قصر، وكذلك خور عبد الله كان يراد لهم التعطيل، وأن تذهب منافعهم لصالح الدول المجاورة".
"كيل بمكيالين"
بخصوص تداعيات القرار على العلاقة بين الكويت والعراق، قال التميمي إن "هناك 250 ألف عراقي متواجد على أراضي الكويت، إضافة إلى وجود علاقات اقتصادية قد تتأثر، لكن الموضوع يتعلق بقضية سيادية، وأن خور عبد الله جزء لا يتجزأ من البلد".
ولفت إلى أن توقيت القرار جاء بعد دعوى قضائية رفعها نواب بالبرلمان، لأن المحكمة الاتحادية لا تتحرك تلقائيا، وإنما وفق قانون المرافعات والإثبات ويجب أن يكون هناك مدعي ومدعى عليه، وبالنتيجة عندما تأتيها دعوى فهي ملزمة بالرد عليها سواء في قبولها أو ردها".
من جانبه تساءل النجم، قائلا: "لماذا تقام هناك دعوى لدى المحكمة ضد الكويت ولا يوجد شيء ضد إيران التي أيضا تنتهك السيادة العراقية، لذلك نحتاج إلى تفسير هذه اللغز في السياسة المتبعة، حتى ننطلق من مفهوم مصلحة العراق هي العليا".
وبحسب النجم، فإن عقلية صانع القرار السياسي العراقي ما زالت تعتمد على الأجندة الخارجية، لذلك لدينا إشكالية في فلسفة بناء الدولة التي يفترض أنها تعتمد على الداخل وليس الخارج، ولهذا نحن بحاجة إلى مشروع وطني داخلي يتصدى لمثل هذه القضايا".
ولفت إلى أنه "في ظل حكومة الإطار التنسيقي المقربة من إيران قد تكون القرارات الحالية فيها جنبة سياسية تصب في صالح طهران وبالضد من دول أخرى في المنطقة على حساب المصلحة الوطنية العراقية".
وتابع: "على المحكمة الاتحادية النظر في جميع القضايا العالقة بين العراق ودول المجاورة والإقليمية، لاستعادة حقوقه، ولاسيما في الآبار النفطية والغازية والمياه والتجاوزات الحدودية، لأن هناك كيل بمكيالين وازدواجية في التعاطي مع هذه الملفات".
وعلى خلفية الأزمة هذه، أجرى وزير الخارجية الكويتي سالم عبد الله الجابر الصباح مع نظيره العراقي، فؤاد حسين، تناولا خلاله "العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط البلدين الشقيقين" ومناقشة "آخر المستجدات الإقليمية والتطورات الراهنة في المنطقة"، حسبما نشرت وكالة "كونا" الكويتية، الثلاثاء.
ولم يذكر بيان الخارجية الكويتية من قريب أو بعيد موضوع خور عبد الله في الاتصال الذي جرى بين الصباح وحسين، الأمر الذي يبقي ردود فعل الحكومتين غامضا حيال الإجراءات التي من المحتمل أن تتخذ بعد قرار المحكمة الاتحادية العراقية إلغاء الاتفاقية الملاحية بين البلدين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العراقية إلغاء اتفاقية خور عبد الله الكويت العراق الكويت اتفاقية إلغاء خور عبد الله سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قرار المحکمة الاتحادیة اتفاقیة خور عبد الله مجلس الأمن بین العراق إلى أن
إقرأ أيضاً:
الرئيس العراقي: حان الوقت لتعيش شعوب المنطقة بعيدا عن الحروب
أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، الجمعة، أن بلاده والمنطقة يمران "بظروف عصيبة، تتطلب وضع حلول مناسبة لها ودراسة الأوضاع بشكل جيد"، معتبرا أن "الوقت حان لتعيش شعوب المنطقة بعيدا عن الحروب".
وعبر الرئيس العراقي في كلمة خلال منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط بالجامعة الأميركية في محافظة دهوك، عن أسفه لتصعيد الحرب الدائرة في لبنان وقطاع غزة، خاصة ما يعانيه المدنيون جراء هذه الحرب.
وأضاف: "حان الوقت كي تعيش شعوب المنطقة بسلام واستقرار بعيدًا عن الحروب"، معتبرا أن استمرار النزاعات "سيؤدي إلى توسيع تأثيرها على التجارة العالمية واستقرار الاقتصاد الدولي".
ودعا رشيد المجتمع الدولي إلى العمل من أجل إنهاء الحرب، والالتزام بتحقيق السلام الشامل في المنطقة.
يذكر أن المخاوف تتصاعد من توسع دائرة الصراع، مع شن ميليشيات مسلحة موالة لإيران، بعضها في العراق، هجمات على إسرائيل، دعما لحركة حماس في غزة.
دعم أميركي للنازحين العراقيين لتحقيق التماسك المجتمعي أكثر من 8 سنوات من النزوح قضاها نسيم يوسف وعائلته بعيدا عن منزله في قضاء القائم غربي محافظة الانبار العراقية، حتى تمكن عام 2020، من العودة الى منطقته الاصلية، ضمن برامج العودة الطوعية، وسط استمرار حالة عدم الاستقرار، وانعدام سبل العيش.من جانب آخر، أوضح رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، أن العالم "يترقب تغييرات في السياسة الأميركية"، بعد فوز المرشح دونالد ترامب بالانتخابات وعودته المرتقبة إلى البيت الأبيض.
وأضاف بارزاني في كلمته بالمنتدى نفسه، أن التوقعات "تشير إلى أن إدارة ترامب الجديدة ستختلف كثيرا عن إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن، أملا في تحقيق السلام والخير للعالم والمنطقة"، على حد تعبيره.
وبشأن التحديات الأمنية في المنطقة، دعا بارزاني إلى وقف الحرب الدائرة في لبنان وقطاع غزة وإنهاء "المأساة" في المنطقة، مشيرا إلى أهمية أن يكون العراق "بعيدا عن تأثيرات تلك الحروب".
أول تعداد شامل في العراق منذ 1987.. استنفار حكومي لإحصاء السكان انطلقت في العراق، الأربعاء، فرق العد والإحصاء التابعة لوزارة التخطيط، لإجراء أول تعداد سكاني شامل منذ عام 1987، والذي سيستمر حتى منتصف ليل الخميس.وحذر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني من انتشار المخدرات في المنطقة، وهو ما اعتبره "التحدي الأخطر"، مؤكدا انتشار الإتجار بتلك المخدرات، دون الإشارة إلى منطقة محددة أو شخصيات معينة.