وضع متقدم للمغرب مع رابطة آسيان.. ماذا ستستفيد الرباط؟
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
الرباط – حصل المغرب وضع "شريك الحوار القطاعي" لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا المعروفة اختصارا باسم "آسيان"، وصادق وزراء خارجية الرابطة خلال اجتماعهم الاثنين بجاكرتا رسميا على منح المملكة المغربية هذا الوضع.
وأوضح بيان للخارجية المغربية أن المملكة أصبحت بهذا القرار أول بلد في شمال أفريقيا يحظى بهذا الوضع، وهو بذلك يعزز موقعه كمحاور مفضل لهذا التجمع الجيوسياسي والاقتصادي ذي الأهمية الكبيرة.
وأضاف المصدر أن تأكيد وضع" شريك الحوار القطاعي" للمغرب يكرس رؤية الملك محمد السادس القائمة على تنويع الشراكات وانفتاح المملكة على فضاءات جيوسياسية جديدة، مضيفا أن هذا القرار يشكل أيضا اعترافا من هذا التجمع بدور المغرب، كقطب للاستقرار في أفريقيا والعالم العربي، وهو يعكس كذلك دينامية الشراكات بين المغرب وبلدان جنوب شرق آسيا .
وتم الإعلان عن الاتفاق المبدئي لمنح "وضع شريك الحوار القطاعي" للمغرب خلال الاجتماع الـ 56 لوزراء الشؤون الخارجية بدول الآسيان الذي انعقد يومي 11 و12 يوليوز/تموز المنصرم بجاكارتا.
ويدعو ميثاق رابطة آسيان إلى تطوير علاقات الصداقة والتعاون والحوار والشراكات المتبادلة المنفعة مع الدول والمنظمات والمؤسسات شبه الإقليمية والإقليمية والدولية.
وينص هذا الميثاق على أشكال متنوعة للشراكات حيث أن العلاقات الخارجية لدول الرابطة تحدد إطار عملها لتوسيع وتعميق علاقاتها مع الأطراف الخارجية من خلال منحها الوضع الرسمي لتكون شريكا في الحوار أو شريكا في الحوار القطاعي أو شريكا في التنمية بشرط الالتزام بقيم ومعايير هذا التكتل.
مسار إيجابي للعلاقاتتعد رابطة دول جنوب شرق آسيا -وهي اتحاد سياسي واقتصادي- سابع أكبر اقتصاد في العالم، وتأسست عام 1967 في بانكوك ومقرها جاكرتا.
تهدف الرابطة إلى تسريع النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي والتنمية الثقافية لأعضائها لرفع مستويات معيشة شعوبها وتقوية التبادل الحر بين الدول الأعضاء في الرابطة والأقطاب الاقتصادية المجاورة وتعزيز السلم والاستقرار في المنطقة إلى جانب أهداف سياسية وثقافية وعلمية وأمنية أخرى.
وتضم الرابطة حاليا في عضويتها 10 دول آسيوية هي: ماليزيا، وأندونيسيا وسنغافورة، وبروناي، وكمبوديا، ولاوس، وميانمار، والفلبين، وتايلاند، وفيتنام.
وبحصوله على "وضع شريك الحوار القطاعي"، يصبح المغرب سابع دولة تحظى بهذا الوضع، وهو ما يتيح له حضور اجتماعات "آسيان" والتعاون مع الرابطة في قطاعات محددة مثل الاقتصاد والثقافة والتعليم، وهي خطوة تسبق عادة الحصول على العضوية الكاملة بهذا التكتل.
وتأتي هذه الخطوة المهمة تتويجا لمسار إيجابي للعلاقات بين المغرب وهذه الرابطة منذ توقيعهما على معاهدة الصداقة والتعاون سنة 2016، وتقديم المغرب ترشيحه للحصول على وضع الشريك القطاعي خلال نفس السنة.
ومنذ ذلك التاريخ، عززت المملكة حضورها في الهيئات الإقليمية الأخرى في جنوب شرق آسيا وخاصة تلك المرتبطة مؤسساتيا أو جغرافيا بتكتل آسيان.
ووقعت الرباط سنة 2017 و2022 مذكرتي تفاهم مع لجنة نهر الميكونغ التي تضم كمبوديا ولاوس وتايلاند وفيتنام، وفي 2020 حصل المغرب على صفة مراقب لدى الجمعية البرلمانية للرابطة، وعلى صفة "عضو شريك" لدى جمعية وزراء التربية بآسيان سنة 2021.
شركاء غير تقليدييناتجه المغرب منذ حوالي 15 سنة نحو شركاء غير تقليديين مثل أوروبا الشرقية والمملكة المتحدة وكذا دول أميركا اللاتينية بجانب العمق الأفريقي، وفق ما أوضح الخبير الاقتصادي محمد الجدري في حديثة للجزيرة نت.
وأشار المتحدث إلى أن رابطة الآسيان تعد القوة الاقتصادية السابعة في العالم والثالثة في آسيا بناتج إجمالي محلي يناهز 2.6 ترليون دولار، وتحقق نسب نمو عند 5% متجاوزة المعدل العالمي الذي عند 3 % بالإضافة إلى أنها تشكل تجمعا اقتصاديا كبيرا يضم أكثر من 664 مليون مستهلك.
ويرى الجدري أن الوضع الجديد للمغرب مع هذا التكتل لا يمكنه إلا أن يعود بالنفع على المكانة السياسية والاقتصادية للمملكة التي أصبحت بدورها تشكل قوة إقليمية في السنوات الماضية.
أما الخبير الاقتصادي مهدي فقير فيشير إلى أن المغرب باعتباره قوة اقتصادية صاعدة وواعدة حققت مؤشرات نمو مهمة ولها سياسات واضحة تخص التنمية الاقتصادية، جعلت الشركاء في مختلف دول العالم يرون فيه الشريك ذا المصداقية الذي يمكن إقامة علاقات اقتصادية دائمة معه. هذه المصداقية -يؤكد فقير- سمحت له بالتمتع بوضع متقدم مع تكتل آسيان.
ويسعى المغرب بهذه الشراكة -يضيف فقير- إلى تنويع شركائه الاقتصاديين وفق صيغة رابح-رابح والبحث عن آفاق اقتصادية جديدة إذ إنه لا يريد التموقع على الصعيد القاري فقط.
ويعد الاتحاد الأوربي (فرنسا وإسبانيا وألمانيا) والولايات المتحدة الأميركية وتركيا أهم الشركاء الاقتصاديين والتجاريين للمغرب.
ولفت فقير إلى أن الصين سبقت الدول الشرق آسيوية إلى المغرب للاقتراب أكثر من الزبناء الأوروبيين والأميركيين من خلال عدد من المشاريع، أهمها مدينة محمد السادس طنجة تيك وهي مدينة حديثة للعلوم والتكنولوجيا بنتها شركة الطرق والجسور الصينية وتضم منطقة للتجارة الحرة.
وأشار إلى أن تكتل آسيان شأنه شأن جميع التكتلات الاقتصادية يعيد النظر في سلاسل الإنتاج والتوريد ويبحث عن شركاء أقرب لأوربا مدفوعا بارتفاع تكلفة الشحن والنقل، والمغرب -يوضح المتحدث- سيتحول بحكم موقعه الجغرافي إلى منصة لهذه الدول لإنتاج وتصدير سلعها نحو أوربا وأيضا أفريقيا.
منافع اقتصاديةتوقع مهدي فقير العديد من المنافع الاقتصادية للمملكة من هذه الشراكة، مشيرا إلى حدوث زخم جديد خصوصا في القطاعات التي يعول عليها المغرب خاصة القطاع الصناعي، في حين سيستفيد من نقل الخبرات والتكنولوجيا الآسيوية.
من جهته، يرى محمد الجدري أن هذه الشراكة ستعزز من قوة المغرب التفاوضية مع الشركاء الآخرين، كما ستفيده اقتصاديا عبر استيراد مجموعة من المواد التي يحتاجها الاقتصاد المحلي، بالمقابل سيعزز هذا الوضع ولوج الصادرات المغربية خصوصا الخضروات والفواكه والخدمات السياحية وغيرها لهذه السوق الاستهلاكية الجديدة.
ويضيف الجدري أن وجود دول صاعدة تحقق نسب نمو مهمة مثل سنغافورة وأندونيسيا وماليزيا وتايلاند ضمن هذا التكتل سيجعل المستثمرين في هذه الدول يتجهون للاستثمار في المغرب مما سيعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.
ويؤكد فقير أن من شأن الانفتاح على شركاء في دول جنوب شرق آسيا الرفع من تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شریک الحوار القطاعی جنوب شرق آسیا هذا التکتل هذا الوضع إلى أن
إقرأ أيضاً:
“علاقات الشارقة” تعزز الروابط الثقافية الراسخة مع فرنسا
استقبل الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، سعادة جان كريستوف باري، القنصل العام للجمهورية الفرنسية في دبي والإمارات الشمالية، والسيد إلهامي جولجين، نائب القنصل العام الفرنسي، في زيارة رسمية إلى “الرابطة الفرنسية” و”بيت الحكمة”، بحث خلالها الجانبان سبل تعزيز التعاون بين الشارقة والمدن الفرنسية، إلى جانب دعم تعليم اللغة الفرنسية، وتطوير الفعاليات الثقافية التي تسهم في ترسيخ التفاهم والتواصل بين الثقافة الفرنكفونية والعربية.
“الرابطة الفرنسية في الشارقة”
وفي أول محطات الزيارة، توجه الوفد القنصلي الفرنسي إلى “المدرسة الفرنسية الدولية في الشارقة”، بحضور ممثلين عن “الشارقة لإدارة الأصول”، تعرف خلالها سعادة جان كريستوف باري، القنصل العام الفرنسي، ونائبه، على “الرابطة الفرنسية” بالشارقة، التي تأسست في سبتمبر 2022، بموجب اتفاقية وقعتها “دائرة العلاقات الحكومية” مع السفارة الفرنسية، بهدف تعزيز تعليم اللغة الفرنسية، ودعم تجارب المعاهد والمدارس الناطقة بالفرنسية بأحدث طرق ووسائل إتقانها وممارستها.
“بيت الحكمة”
وأعقبتها زيارة إلى “بيت الحكمة” برفقة الشيخ فاهم القاسمي، تعرف خلالها الوفد الفرنسي، على أبرز المرافق، كمخبر الجزري، ومكتبة بيت الحكمة، ومرافق الأطفال، وديوان السيدات، وقاعات الفعاليات، كما شملت الزيارة جولة في معرض “جلال الدين الرومي: 750 عاما من الغياب.. ثمانية قرون من الحضور”، الذي افتتح صباح الإثنين 18 نوفمبر.
علاقات ثنائية وثيقة
ورحب الشيخ فاهم القاسمي بالوفد الفرنسي، وقال: “تحرص دائرة العلاقات الحكومية على تعزيز التعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات الدولية وتبادل المعارف والخبرات، من خلال إبرام شراكات استراتيجية واتفاقيات رسمية تستهدف تعزيز آليات التعاون وتطوير العلاقات المشتركة ومد جسور التواصل الدولي والثقافي والحضاري، بما يتماشى مع رؤية الإمارة في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والثقافية، التي تشكل أسساً راسخة للحوار الحضاري والتفاهم الدولي”.
مبادرات ثقافية رائدة
وجاءت هذه الزيارة استكمالاً للمبادارت الثقافية بين الشارقة وفرنسا، حيث صادقت الإمارة على ميثاق الرابطة الفرنسية بعد أن وقعته الشيخة حور القاسمي، رئيسة الرابطة الثقافية الفرنسية بالشارقة، خلال زيارتها مقر مؤسسة “ألليانس فرانسيز” في باريس، مطلع العام الجاري، بهدف تعزيز التواصل الحضاري مع الثقافة الفرانكفونية، وتنظيم الفعاليات والنشاطات الثقافية التي تعكس القيم الإنسانية والتنوع الثقافي لفرنسا والشارقة.
وكانت “دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة” قد أطلقت سلسلة من المبادرات والفعاليات، بالتعاون مع الرابطة الفرنسية، تستهدف تعزيز الروابط الثقافية والتعليمية مع الجمهورية الفرنسية، بما يتماشى مع رؤية الإمارة لأهمية ترسيخ التبادل الثقافي والمعرفي، وتشمل الإطلاق العالمي الأول لتطبيق “تي في 5” TiVi5 التعليمي والترفيهي التابع لقناة Tv5 Monde للأطفال، إلى جانب مشاركة الرابطة في “معرض المدارس والحضانات الإماراتية”، وافتتاح دورات لتعليم اللغة الفرنسية في “بيت الحكمة” و”الجامعة الأمريكية في الشارقة”.
وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لسعادة القنصل العام الفرنسي إلى الشارقة منذ تعيينه في منصبه سبتمبر الماضي، حيث ناقشت “دائرة العلاقات الحكومية”، خلالها تنسيق مبادرات مستقبلية مشتركة، تهدف إلى تعزيز التعاون بين الجانبين.