عواصف مطيرة عاتية تضرب بلغاريا.. الشوارع تتحول إلى أنهار وتجرف السكّان
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
لقي ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم في بلغاريا جراء فيضانات عارمة اجتاحت البلاد، وفُقد أثر اثنان على ساحل البحر الأسود. كما تأثر آلاف السياح بالأحوال الجوية العنيفة، مع سقوط ما يعادل عدة أشهر من الأمطار خلال 24 ساعة.
وتسببت الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية منذ مساء الإثنين في فيضان الأنهار وتدمير الجسور وقطع السبل إلى المنطقة الواقعة جنوب مدينة بورغاس الساحلية.
وبحسب إميل بافلوف قائد شرطة بورغاس، غرق عامل بناء يبلغ من العمر 61 عاماً، وتم انتشال جثة رجل آخر رصدته طائرة بدون طيار، كما جرفت الأمواج امرأة، دون أن يعرف حتى ورود التقارير ما إذا كانت من بين الشخصين المفقودين.
وأعلنت وزيرة السياحة البلغارية زاريتسا دينكوفا التي زارت الموقع، أن "حوالي 4000 شخص تضرروا" جراء الأمطار الغزيرة، مشيرة إلى مواجهة صعوبات لإجلائهم.
فيديو: مقتل شخصين جرّاء هطول أمطار غزيرة في بلغارياشاهد: الطائرات الورقية الملونة تتبع مسار الطيور المهاجرة فوق ساحل البحر الأسود في بلغارياالمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين رفض بلغاريا الاعتراف بزواج امرأتين في الخارجوفي حين أن ساحل البحر الأسود نادراً ما يتعرض للأمطار الغزيرة، فإن بلغاريا تشهد تزايد هذه الظواهر على خلفية تغير المناخ.
وحذر وزير البيئة جوليان بوبوف عبر قناة نوفا من الخطر الذي يشكله "سوء حالة البنية التحتية وزيادة أعداد المباني على الساحل".
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أول قمة للمناخ بالقارة السمراء.. نحو رؤية إفريقية موحدة لتبني الطاقة النظيفة مرصد كوبرنيكوس يرجح أن يكون 2023 العام الأسخن على الإطلاق شاهد: إعصار عنيف يضرب جنوب البرازيل ويؤدي إلى مقتل 21 شخصاً على الأقل ضحايا فيضانات - سيول بلغاريا تغير المناخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: ضحايا فيضانات سيول بلغاريا تغير المناخ ضحايا تركيا أزمة المناخ فرنسا قوات عسكرية الاحتباس الحراري والتغير المناخي الحرب الروسية الأوكرانية كربلاء بولندا توقيف سياحة ضحايا تركيا أزمة المناخ فرنسا قوات عسكرية الاحتباس الحراري والتغير المناخي
إقرأ أيضاً:
صوت الشارع العالمي.. حين تتحول المظاهرات إلى مقاومة دبلوماسية
سالم بن حمد الحجري
في مشهد يتكرر في شوارع العواصم الكبرى، من نيويورك إلى لندن، ومن كيب تاون إلى كوالالمبور، يخرج الناس إلى الساحات حاملين صور غزة تحت الركام، وأصواتهم تهتف للعدالة وتدين الاحتلال، هذه المظاهرات التي اندلعت ردًا على الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، ليست مجرد موجة عاطفية عابرة؛ بل هي تعبير سياسي وإنساني بالغ الدلالة.
المتظاهرون، من خلفيات وأديان وثقافات متعددة، يوحّدهم موقف أخلاقي ضد الإبادة، وضد صمت العالم وتخاذله. لقد بات واضحًا أنَّ هذه الاحتجاجات لم تعد فقط وسيلة لإفراغ الغضب، بل تحوّلت إلى أداة ضغط حقيقية تُحرج الحكومات، وتدفعها إلى مراجعة مواقفها وتحالفاتها، فالصور القادمة من غزة تمثل أبشع صور الإبادة الجماعية، بيوت مدمّرة وأطفال تحت الأنقاض، ومشافي تقصف وحتى مستودعات الطعام وأماكن الإيواء، وحصار ومنع لدخول مسببات الحياة من غذاء ودواء كلها مشاهد تهز الضمير العالمي، ولكن ما يُعطي هذه الصور وزنًا سياسيًا هو ذاك الصوت الجماهيري الذي يصرخ: "كفى"!
إنَّ ما نراه اليوم هو شكل من أشكال المقاومة العابرة للحدود، مقاومة لا تحمل سلاحًا، لكنها تملك سلاح الرأي العام والمقاطعة والدعوة للمحاسبة، هذه المقاومة لا تنتمي لجغرافيا محددة؛ بل إلى ضمير الإنسان، وفي زمن التواطؤ الرسمي والصمت الإعلامي الممنهج، يصبح هذا الحراك الشعبي بمثابة وثيقة حيّة تُدون الرواية الحقيقية، وتعيد تعريف مفاهيم مثل العدالة والكرامة والحرية، واصطفاف بجانب الحق الذي تمثله القضية الفلسطينية.
ورغم محاولات الاحتلال المستمرة لتشويه الصورة وخلط الأوراق، إلا أن الشارع لا يُخدع بسهولة؛ بل إنه يزداد وعيًا وتنظيمًا، ويجعل من كل مظاهرة منصة للفضح والمساءلة، ومن كل لافتة رسالة تتجاوز الحدود، ولكن، كما يعوّل الاحتلال على تفوقه العسكري، فإنه أيضًا يعوّل على تعب الناس ونسيانهم واعتيادهم على المشهد المتكرر للمجازر وآثار المجاعة والنزوح، لذا فإنَّ استمرار هذا الصوت، وتنامي زخمه، لم يعد ترفًا نضاليًا؛ بل ضرورة إنسانية عاجلة، فالصوت العالي وغضب الجماهير ليس مجرد ضجيج؛ بل هو رأي عام صادق يُمكن ترجمته إلى موقف سياسي ودبلوماسي يمكن أن تستثمره الحكومات؛ باعتباره مطلبا شعبيا وورقة ضغط دولي في المؤسسات الدولية الراعية للأمن والسلم، ويبني تحالفا دوليا يدفع إلى وقف الحرب ويُربك غرف السياسة المغلقة، ويمنح المقهورين أملًا، ويُبقي الذاكرة حيَّة، وكما يقول نيلسون مانديلا: "دائمًا ما يبدو المستحيل كذلك... حتى يُنجَز".
"لن نترك غزة وحدها" قالها الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وهو ما يجب أن يكون بكل وسائل المقاومة المتاحة، فلا بُد للقيد أن ينكسر.
لأجل غزة، لأجل العدالة، لأجل الإنسان... فلنُبقِ الصوت عاليًا.