ماذا يحدث للحيوانات البحرية في المحيط أثناء الإعصار؟
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
عندما تضرب الأعاصير القوية الأرض، تكون الأشجار المقتلعة والمنازل المدمرة وغيرها من الدمار واضحة للعيان، ولكن ما يحدث في البيئات البحرية ليس واضحا دائما.
تعيش مجموعة واسعة من الحياة البحرية على طول شبه جزيرة فلوريدا، وهي الولاية الأمريكية التي تضرب فيها الأعاصير اليابسة في أغلب الأحيان.
وبهذا الصدد، قالت ميليسا ماي، الأستاذة المساعدة في علم الأحياء البحرية بجامعة ساحل خليج فلوريدا، ليس لكل الأعاصير التأثيرات نفسها.
لكن آثار العاصفة يمكن أن يكون لها آثارها المدمرة، بدءا من التغيرات في الملوحة إلى تدفق الرواسب والبكتيريا.
ماذا يحدث للحياة البحرية في أثناء الإعصار؟
في العام النموذجي، تحدث حوالي 10 أعاصير في حوض المحيط الأطلسي، الذي يشمل المحيط الأطلسي وخليج المكسيك والبحر الكاريبي، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
ويمكن لقوة الإعصار أن تخلق موجات يبلغ ارتفاعها 60 قدما، والتي تجمع الماء البارد من الأعماق مع المياه السطحية الأكثر دفئا لتندمج معا. ويمكن للتيارات الحاصلة إثارة الرواسب على عمق 300 قدم، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).
ويمكن للعديد من الثدييات والأسماك البحرية الانتقال إلى مياه أعمق وأكثر هدوءًا، عند استشعار قدوم عاصفة.
ولمعرفة كيفية استشعارها ذلك، تابع الباحثون تحركات أسماك القرش ذات الرأس الأسود خلال عاصفة استوائية عام 2001، ووجدوا أنها غادرت المنطقة قبل وصولها إلى اليابسة وعادت بعد خمسة إلى 13 يوما.
وافترض العلماء أن انخفاض الضغط الجوي، وتغيرات درجة حرارة الماء، والإشارات المماثلة تنبه الأسماك إلى أن هناك عاصفة وشيكة.
إقرأ المزيدواستذكر الخبراء إعصار أندرو عام 1992، حيث نفق ما يقدر بنحو 9.4 مليون من أسماك المياه المالحة، حسبما وجدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. وربما تكون الرواسب الناتجة عن الإعصار في الأعماق، قد سدت خياشيمها، أو ربما تكون تغيرات الضغط قد شكلت فقاعات غاز النيتروجين القاتلة في دمائها.
وتؤثر الأعاصير أيضا على الحياة البحرية الثابتة أو البطيئة الحركة. وقالت فاليري بول، كبيرة العلماء في محطة سميثسونيان البحرية، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى موقع Insider، إنه بعد الأعاصير، "دُفنت طبقات الأعشاب البحرية وشعاب المحار بفعل الرواسب المتحركة".
وجرف إعصار إيان، آنذاك، ما يقرب من 250 سلحفاة بحرية صغيرة إلى الشاطئ.
ماذا يحدث للمحيط بعد الإعصار؟
بعد أن تنحسر العاصفة القوية، يمكن أن تبقى القمامة والنفايات في المسطحات المائية لعدة أشهر أو حتى لفترة أطول.
وقالت ماي: "كان هناك الكثير من الحطام بسبب إعصار إيان في مصبات الأنهار. إن مياه الصرف الصحي يمكن أن تشق طريقها أيضا إلى المجاري المائية، حاملة معها بكتيريا مثل المكورات المعوية والإشريكية القولونية".
كما تؤدي الأمطار والفيضانات الناجمة عن الأعاصير إلى تدفق المياه العذبة إلى البيئات البحرية.
ويمكن للحياة البحرية في كثير من الأحيان أن تتحمل بعض التغيرات في تركيزات الملح، ولكن ليس التغيرات الجذرية أو طويلة المدى.
ومن ناحية أخرى، لا تستطيع الدلافين البحرية العيش في المياه العذبة إلا لفترة قصيرة دون أن تتعرض لآثار خطيرة.
وإذا دفع الإعصار مياه النهر إلى النظام البحري، فإنه يخلق ظروفا مواتية لتكوين أزهار الطحالب الكبيرة.
وأخيرًا، أوضحت ماي أن الأعاصير أحداث طبيعية. وقالت: "إن أنظمتنا البيئية مصممة في الواقع بحيث يتم القضاء عليها نوعا ما، من حين لآخر".
تجدر الإشارة إلى أن تغير المناخ قد لا يؤدي إلى زيادة عدد الأعاصير، لكنه قد يجعلها أكثر شدة، وفقا لوكالة ناسا.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أعاصير اكتشافات الاحياء البحرية بحوث عالم الحيوانات محيطات
إقرأ أيضاً:
التصعيد العسكري يغلق معبر تورخام ويعطل التجارة بين باكستان وأفغانستان.. ماذا يحدث؟
تحولت المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان حول معبر تورخام الحدودي إلى منطقة قتال حربية وذلك بعد توتر الأمور بين البلدين وصل إلى فتح النيران أفواهها، وفق ما ذكرت وسائل إعلام هندية وللدولتين المتنازعين أيضا.
ولمدة أسبوعين يستمر القتال بين البلدين عن معبر تورخام بين باكستان وأفغانستان.
ويستمر التصعيد الخطير في الأعمال العدائية بين البلدين، مع استمرار إطلاق النار والقصف المدفعي لليوم الثالث عشر على التوالي.
أدى ذلك إلى إصابة المنشآت الجمركية على الجانبين وتعطيل حركة التجارة والمسافرين علاوة على سقوط أشخاص.
حول سبب ذلك، فيأتى هذا التصعيد الحربي في سياق توترات متصاعدة بين البلدين، اللذين تبادلا في السنوات الأخيرة الاتهامات والضربات العسكرية على طول حدودهما المشتركة.
قالت مصادر باكستانية، إنه قد أدى تبادل القصف المدفعي وإطلاق النار الكثيف إلى وقوع خسائر بشرية ومادية، حيث قتل مدنيان في الجانب الباكستاني بينما أعلنت السلطات الأفغانية عن مقتل عدد من جنودها خلال الأسبوعين الماضيين نتيجة الاشتباكات.
كما تسبب العنف المتواصل في توقف الحركة التجارية بشكل شبه كامل، مما أدى إلى تعطل شحنات البضائع القابلة للتلف، وخسائر اقتصادية كبيرة لكلا البلدين.
وصرح رئيس جمعية الجمارك في تورخام، مجيب خان شينوارى، بأن مئات الشاحنات المحملة بالسلع المختلفة لا تزال عالقة على جانبي الحدود، مما يزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين يشعر السكان المحليون بقلق متزايد بشأن سلامتهم وسط الانفجارات وإطلاق النار المستمر.
نشأ القتال في ٢١ فبراير إثر خلاف حول إنشاء موقع حدودي أفغاني وهو ما رفضته باكستان واعتبرته انتهاكًا لحدودها.
ويعتبر هذا التوتر امتدادًا للخلافات التاريخية بين البلدين حول قضايا الحدود والمسلحين الذين ينشطون عبر الحدود المشتركة. في السنوات الأخيرة، تبادل البلدان إطلاق النار عدة مرات، واستهدف كل طرف معارضي الآخر على أراضيه، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
كما أدى غياب التنسيق الدبلوماسي الفعّال إلى تفاقم الوضع، حيث تتواصل الاتهامات المتبادلة بين الجانبين بشأن دعم الجماعات المسلحة.
مع استمرار إغلاق معبر تورخام، تتصاعد معاناة التجار والمسافرين. وأكدت "وكالة خاما برس" الأفغانية أن الإغلاق المستمر أدى إلى توقف حركة الأشخاص والتجارة، مما تسبب فى أزمة كبيرة للعمال والتجار الذين يعتمدون على هذا المعبر كمصدر رئيسى لدخلهم.
وذكر ضياء الحق سرهادى، مدير غرفة التجارة والصناعة الباكستانية - الأفغانية المشتركة، أن أكثر من ٥٠.٠٠٠ شاحنة محملة بالبضائع، بما فى ذلك الفواكه والخضراوات، ما زالت عالقة على جانبي الحدود في انتظار إعادة فتح المعبر، وإن هذه الكميات قد تفسد قريبًا.
طالبت المنظمات الدولية في باكستان وأفغانستان بضرورة التوصل إلى اتفاق سريع يسمح بإعادة فتح المعبر واستئناف الأنشطة الاقتصادية.
وتشير بعض التقارير إلى وجود محادثات غير رسمية بين مسئولين من الجانبين لبحث سبل التهدئة وإيجاد حل وسط بشأن الخلاف الحدودي، إلا أن هذه الجهود لا تزال تواجه تحديات بسبب غياب الثقة بين الطرفين.