عصابات الجريمة وسيلة الاحتلال لدفن الهوية الفلسطينية

الاحتلال الإسرائيلي يؤجج جرائم القتل التي تزايدت بشكل ملحوظ بالآونة الأخيرة، وطالت شخصية معروفة في المجتمع الفلسطيني.

ليس لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية استعداد أو نية لإنهاء ظاهرة الجريمة في الداخل المحتل التي طالت الأطفال وشخصيات اجتماعية لها مكانة خاصة.

بات أهلنا في الداخل أمام خيارات صعبة ولكنها ستكون ناجحة في مواجهة الجريمة فوحدة كلمتهم وشجاعتهم كفيلة بطرد هؤلاء المجرمين والخونة لشعبهم.

يجب تذويب الهوية الفلسطينية وتمزيق المجتمع الفلسطيني وإشغاله بقضايا ثانوية عن الهم الوطني المتعلق بذاته وهويته وعلاقته بامتداده الفلسطيني والعربي والإسلامي.

* * *

فتح مقتل الشيخ سامي عبد اللطيف (المصري) إمام مسجد قباء في بلدة "كفر قرع" أحد الشخصيات البارزة في الداخل المحتل، الملف الخطير جدا والذي بات يؤرق أكثر من مليوني فلسطيني في أراضي فلسطين 1948.

وذلك وسط شبه اتفاق فلسطيني على أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتأجيج جرائم القتل التي تزايدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وطالت شخصية معروفة في المجتمع الفلسطيني.

ويعرف عن الشيخ سامي عبد اللطيف، أنه من أبرز قادة العمل الإسلامي ورجال الإصلاح في الداخل الفلسطيني، ولديه خطب عدة تدعو إلى نصرة المسجد الأقصى. وحملت حركة "الدعوة والإصلاح" في الداخل المحتل، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن اغتيال الشيخ عبد اللطيف.

وارتفع عدد ضحايا جرائم القتل التي ارتكبت في بلدات الداخل الفلسطيني المحتل منذ مطلع العام الحالي إلى 160 ضحية بينهم عشر نساء.

فيما بلغت حصيلة ضحايا العام الماضي 109 قتلى، بينما جرى توثيق أكثر من 111 جريمة قتل في العام 2021.

وحمل الجميع المسؤولية عن الانفلات الأمني في المقام الأول والأخير للمؤسسة الرسمية الإسرائيلية بكافة أفرعها والتي تسعى إلى تمزيق نسيج الشعب الفلسطيني من خلال فتنة السلاح والجريمة، وإشغال الشعب الفلسطيني في الداخل عن قضاياه الرئيسية.

وتشويه المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل وإلى تشرذمه وصرف اهتمامه عن قضيته القومية وعن حقوقه المدنية، ما من شأنه أن يخفف الوطأة عن دولة الاحتلال.

ولم يعد خافيا على أحد بأن ما يجري هو مشروع صهيوني خبيث حبكه شياطين الإنس تحت جنح الظلام معاقبة للشعب الفلسطيني في الداخل المحتل لرفضهم "الأسرلة" و"التهويد"، وبسبب هبة عام 2000، وتزايد ذلك بعد هبة الفلسطينيين في الداخل المحتل في عام 2021 فيما بات يعرف بـ"هبة الكرامة"، وغيرها من هبات نصرة للقدس وللمسجد الأقصى.

ووصلت نيران الجرائم إلى كل بيت فلسطيني تقريبا وطالت كل المدن والقرى والبلدات العربية، ولا يوجد أي رد فعل إسرائيلي رسمي لمواجهة عصابات الجريمة وتجار المخدرات بل أن الاحتلال يسهل لهم الهروب من مكان الجريمة وحصولهم على الأسلحة والذخيرة طالما أن هذا السلاح يستخدم ضد أبناء المجتمع الفلسطيني ولا يستخدم في المقاومة.

وتعلم العصابات أن السلطات الإسرائيلية تغض الطرف عنها، وأن ما يهددها أكثر شيء هو حراك المجتمع من خلال أحزابه وقواه السياسية ومن خلال شخصياته الوازنة، لذلك يبدو أنها تحاول إجهاض أي تحرك ضدها، وما مقتل الشيخ سامي عبد اللطيف إلا رسالة من هذه العصابات بأنها لن تستثنى أي طرف يحاول مقاومتها.

الاحتلال الإسرائيلي يتعامل مع الداخل المحتل كتهديد استراتيجي، وحتى مراكز أبحاثها ظلت تتعاطى مع الفلسطينيين وتحديدا في الداخل كتهديد استراتيجي لها.

وتصاعدت هذه النظرة لدى المجتمع الإسرائيلي والأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية، مع مشاركة الفلسطينيين الواسعة في هبة القدس.

الاحتلال مقتنع بأن السنوات الطويلة من محاولة كي الوعي وتذويب الهوية الوطنية الفلسطينية بمختلف الطرق ذهبت هباء منثورا، وبأن الفلسطيني في الداخل المحتل ما زال متمسكا بهويته رغم كل أساليب الفصل ومحاولة التجزئة التي قامت بها هذه المنظومة الاستعمارية.

وبالتالي يجب تذويب الهوية الوطنية، وتمزيق المجتمع الفلسطيني وإشغاله بالقضايا الثانوية وعن الهم الوطني المتعلق بذاته وهويته وعلاقته بامتداده الفلسطيني والعربي والإسلامي.

لا يبدو أن لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية استعداد أو نية لإنهاء ظاهرة الجريمة في الداخل المحتل التي طالت الأطفال وشخصيات اجتماعية لها مكانة خاصة.

وبات أهلنا في الداخل أمام خيارات صعبة ولكنها ستكون ناجحة في مواجهة الجريمة فوحدة كلمتهم وشجاعتهم كفيلة بطرد هؤلاء المجرمين والخونة لشعبهم.

*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل الاحتلال الإسرائيلي عصابات الجريمة الهوية الفلسطينية سامي عبد اللطيف الداخل المحتل الاحتلال الإسرائیلی الفلسطینی فی الداخل المجتمع الفلسطینی فی الداخل المحتل عبد اللطیف

إقرأ أيضاً:

الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في غزة راح ضحيتها 47 شهيدًا

كشفت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 47 شهيدا و52 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل.

بالأرقام والنسب.. انهيار المنظومة الاقتصادية في غزة صحف عبرية: عائلات القتلى والمخطوفين فى غزة يطالبون بتشكيل لجنة تحقيق حكومية السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بشكل كامل

جدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي، أعلن سابقًا، "السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بشكل كامل"، مؤكدا أن قواته تقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة.

وحسب وكالة سبوتنيك، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إنه "قتل 20 مسلحا وعثر على 3 أنفاق خلال عملية السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح"، مؤكدا أن "معبر كرم أبو سالم مغلق وسيعاد فتحه عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك".

من جهتها، أعلنت هيئة المعابر في غزة، "توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى القطاع من خلال معبري رفح وكرم أبو سالم"، مؤكدة إغلاق معبر رفح بسبب وجود الدبابات الإسرائيلية داخل المعبر.

الجيش الإسرائيلي

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مهاجمة أهداف تابعة لحركة حماس شرقي مدينة رفح الفلسطينية. يأتي ذلك بعدما قرر "مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار العملية العسكرية في رفح للضغط على حماس لتحرير الأسرى وتحقيق أهداف الحرب، مع إرسال وفد للقاء الوسطاء في القاهرة لبحث التوصل إلى صفقة مقبولة".

وكان اللواء سيد الجابري الخبير الاستراتيجي ورئيس حزب المصري، قال إن الطرف الثاني في حرب غزة هو شعب قُهر وطُرد من أرضه ومُحتل منذ 75 عامًا، ولديه رغبة أكيدة في التحرر.

وأضاف "الجابري" خلال حواره مع الإعلامي الدكتور محمد الباز ببرنامج "الشاهد" المُذاع على قناة "إكسترا نيوز": "كل القرارات التي صدرت لصالح القضية الفلسطينية الطرف الآخر لا يحترمها".

وتابع: "لكي تتحرر الشعب تحتاج أن تدفع الثمن لأن مفيش حاجة هتتحرر ببلاش، في المنطقة العربية لدينا تجربة الجزائر التي ممكن أن يقتضي بها شعوب أخرى".

وأوضح أن تجربة الجزائر دفعت الثمن مليون شهيد، متابعًا: "أعتقد أن هذا هو الموجود والمترسخ اليوم في الإنسان الفلسطيني، رغم كل المآسي لكنه لديه رغبة دفينة قوية في تحرير نفسه، وهذه هي المرة هي الفرصة التاريخية للشعب الفلسطيني لتحرير نفسه والوصول إلى حل الدولتين ولكي يصل إلى ذلك يجب أن يقدم الفاتورة وتم تقديم الفاتورة بأرواح الشهداء والجرحى والأطفال والدمار البربري الذي نراه"، مؤكدًا أن الفاتورة غالية لكن يجب دفعها.

مقالات مشابهة

  • إدانات عربية للقرارات الإسرائيلية في الضفة الغربية ووصفها بـ "انقلاب كامل"
  • أبو ردينة: الاستيطان جزء من العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني
  • الرئاسة الفلسطينية: مخططات الاحتلال الاستيطانية ضمن الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني
  • ‏الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد قتلى العمليات الإسرائيلية في غزة إلى 37،834
  • محللون: التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية أخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني منذ 1948
  • النقد أم النقض.. إشكالية التخوين
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: استشهاد 19 من طواقمنا
  • الأردن يدين مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على شرعنة بؤر استعمارية
  • قيادي بحركة فتح: اعتداء كلب على مسنة دليل نازية المحتل (فيديو)
  • الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في غزة راح ضحيتها 47 شهيدًا