عصابات الجريمة وسيلة الاحتلال لدفن الهوية الفلسطينية
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
عصابات الجريمة وسيلة الاحتلال لدفن الهوية الفلسطينية
الاحتلال الإسرائيلي يؤجج جرائم القتل التي تزايدت بشكل ملحوظ بالآونة الأخيرة، وطالت شخصية معروفة في المجتمع الفلسطيني.
ليس لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية استعداد أو نية لإنهاء ظاهرة الجريمة في الداخل المحتل التي طالت الأطفال وشخصيات اجتماعية لها مكانة خاصة.
بات أهلنا في الداخل أمام خيارات صعبة ولكنها ستكون ناجحة في مواجهة الجريمة فوحدة كلمتهم وشجاعتهم كفيلة بطرد هؤلاء المجرمين والخونة لشعبهم.
يجب تذويب الهوية الفلسطينية وتمزيق المجتمع الفلسطيني وإشغاله بقضايا ثانوية عن الهم الوطني المتعلق بذاته وهويته وعلاقته بامتداده الفلسطيني والعربي والإسلامي.
* * *
فتح مقتل الشيخ سامي عبد اللطيف (المصري) إمام مسجد قباء في بلدة "كفر قرع" أحد الشخصيات البارزة في الداخل المحتل، الملف الخطير جدا والذي بات يؤرق أكثر من مليوني فلسطيني في أراضي فلسطين 1948.
وذلك وسط شبه اتفاق فلسطيني على أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتأجيج جرائم القتل التي تزايدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وطالت شخصية معروفة في المجتمع الفلسطيني.
ويعرف عن الشيخ سامي عبد اللطيف، أنه من أبرز قادة العمل الإسلامي ورجال الإصلاح في الداخل الفلسطيني، ولديه خطب عدة تدعو إلى نصرة المسجد الأقصى. وحملت حركة "الدعوة والإصلاح" في الداخل المحتل، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن اغتيال الشيخ عبد اللطيف.
وارتفع عدد ضحايا جرائم القتل التي ارتكبت في بلدات الداخل الفلسطيني المحتل منذ مطلع العام الحالي إلى 160 ضحية بينهم عشر نساء.
فيما بلغت حصيلة ضحايا العام الماضي 109 قتلى، بينما جرى توثيق أكثر من 111 جريمة قتل في العام 2021.
وحمل الجميع المسؤولية عن الانفلات الأمني في المقام الأول والأخير للمؤسسة الرسمية الإسرائيلية بكافة أفرعها والتي تسعى إلى تمزيق نسيج الشعب الفلسطيني من خلال فتنة السلاح والجريمة، وإشغال الشعب الفلسطيني في الداخل عن قضاياه الرئيسية.
وتشويه المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل وإلى تشرذمه وصرف اهتمامه عن قضيته القومية وعن حقوقه المدنية، ما من شأنه أن يخفف الوطأة عن دولة الاحتلال.
ولم يعد خافيا على أحد بأن ما يجري هو مشروع صهيوني خبيث حبكه شياطين الإنس تحت جنح الظلام معاقبة للشعب الفلسطيني في الداخل المحتل لرفضهم "الأسرلة" و"التهويد"، وبسبب هبة عام 2000، وتزايد ذلك بعد هبة الفلسطينيين في الداخل المحتل في عام 2021 فيما بات يعرف بـ"هبة الكرامة"، وغيرها من هبات نصرة للقدس وللمسجد الأقصى.
ووصلت نيران الجرائم إلى كل بيت فلسطيني تقريبا وطالت كل المدن والقرى والبلدات العربية، ولا يوجد أي رد فعل إسرائيلي رسمي لمواجهة عصابات الجريمة وتجار المخدرات بل أن الاحتلال يسهل لهم الهروب من مكان الجريمة وحصولهم على الأسلحة والذخيرة طالما أن هذا السلاح يستخدم ضد أبناء المجتمع الفلسطيني ولا يستخدم في المقاومة.
وتعلم العصابات أن السلطات الإسرائيلية تغض الطرف عنها، وأن ما يهددها أكثر شيء هو حراك المجتمع من خلال أحزابه وقواه السياسية ومن خلال شخصياته الوازنة، لذلك يبدو أنها تحاول إجهاض أي تحرك ضدها، وما مقتل الشيخ سامي عبد اللطيف إلا رسالة من هذه العصابات بأنها لن تستثنى أي طرف يحاول مقاومتها.
الاحتلال الإسرائيلي يتعامل مع الداخل المحتل كتهديد استراتيجي، وحتى مراكز أبحاثها ظلت تتعاطى مع الفلسطينيين وتحديدا في الداخل كتهديد استراتيجي لها.
وتصاعدت هذه النظرة لدى المجتمع الإسرائيلي والأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية، مع مشاركة الفلسطينيين الواسعة في هبة القدس.
الاحتلال مقتنع بأن السنوات الطويلة من محاولة كي الوعي وتذويب الهوية الوطنية الفلسطينية بمختلف الطرق ذهبت هباء منثورا، وبأن الفلسطيني في الداخل المحتل ما زال متمسكا بهويته رغم كل أساليب الفصل ومحاولة التجزئة التي قامت بها هذه المنظومة الاستعمارية.
وبالتالي يجب تذويب الهوية الوطنية، وتمزيق المجتمع الفلسطيني وإشغاله بالقضايا الثانوية وعن الهم الوطني المتعلق بذاته وهويته وعلاقته بامتداده الفلسطيني والعربي والإسلامي.
لا يبدو أن لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية استعداد أو نية لإنهاء ظاهرة الجريمة في الداخل المحتل التي طالت الأطفال وشخصيات اجتماعية لها مكانة خاصة.
وبات أهلنا في الداخل أمام خيارات صعبة ولكنها ستكون ناجحة في مواجهة الجريمة فوحدة كلمتهم وشجاعتهم كفيلة بطرد هؤلاء المجرمين والخونة لشعبهم.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل الاحتلال الإسرائيلي عصابات الجريمة الهوية الفلسطينية سامي عبد اللطيف الداخل المحتل الاحتلال الإسرائیلی الفلسطینی فی الداخل المجتمع الفلسطینی فی الداخل المحتل عبد اللطیف
إقرأ أيضاً:
الصفدي: نقض المحتل الاتفاق كعادته ويجب ردعه لوقف عدوانه الغاشم على غزة
#سواليف
قال رئيس #مجلس_النواب #أحمد_الصفدي إن يد الغدر والإجرام الصهيونية، ما زالت تواصل عدوانها الغاشم على أهلنا في قطاع #غزة الجريح، وفي شهر رمضان المبارك حيث العائلات الغزية على أنقاض الركام تداوي جريحاً وتدفن شهيداً، وترمم القلوب والمنازل، تبرهن حكومة التطرف أنها لا تؤمن سوى بلغة الدم والقتل والإجرام.
وأضاف الصفدي في مستهل جلسة النواب اليوم الأربعاء: لقد نقض #المحتل كعادته الاتفاق، ودلل من جديد أنه لا يعير قانوناً دولياً ولا قواعد إنسانية أي اعتبار، وعليه نطالب المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية لوقف آلة الحرب، مثلما ندعو الحكومة إلى اتخاذ جميع الوسائل والتدابير مع الدول الشقيقة والصديقة والفاعلة في القرار الدولي، لردع المحتل وإلزامه بقرار وقف إطلاق النار ووقف القصف والعدوان بشكل فوري والذي أدى إلى ارتقاء مئات الشهداء وإصابة المئات من أهل غزة الجريحة، أرض الصبر التي ما تزال شاهدة على قضية الحق، لشعب عانى أكثر من سبعين عاماً من ويلات النكران الدولي، ومن التنكيل والدمار.
وأكد الصفدي أن استمرار #العدوان_الغاشم، ستكون آثاره وخيمة على المنطقة برمتها، ويجب على القوى الفاعلة في المجتمع الدولي إلزام دولة الاحتلال على ضمان ديمومة وقف إطلاق النار بمراحله كافة، وإعادة التيار الكهربائي في غزة، وفتح المعابر المخصصة لإرسال المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء القطاع الذي يعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
مقالات ذات صلة غزة تحت القصف: مجازر جديدة وأكثر من ألف شهيد وجريح 2025/03/19وختم الصفدي بالقول: نقف في الأردن بصف واحد خلف قيادتنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية، مؤكدين أن صلابة جبهتنا وتماسكها هي السبيل دوماً لمواجهة الأخطار، وعلى العهد نبقى مع أرض الأنبياء والمقدسات، مواصلين تقديم واجب الضمير مع إخوة نلتقي معهم في القضية والهم والمصير، مستمرين بتقديم مختلف المساعدات لأهلنا في غزة الجريحة، مطالبين المجتمع الدولي بمساندة كل الجهود الرامية لوقف نزيف الدم وديمومة وقف الحرب.