الخليج الجديد:
2024-10-03@10:55:36 GMT

جنود الرب.. ما بعد قتل السياسة في لبنان

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

جنود الرب.. ما بعد قتل السياسة في لبنان

"جنود الرب".. ما بعد قتل السياسة في لبنان

أجهزة الدولة تريحها ظاهرة "جنود الرب" طالما أن لا فكرة سياسية واحدة مفيدة في تفكيرهم ولأنهم يتناغمون كلياً مع التخلّف العام السائد!

حزب الله قتل السياسة كصراع حر وسلمي للأفكار والبرامج والمشاريع. وبقتلها، ترك فراغاً هائلاً يملأه فيضان الكراهيات بين الطوائف والأديان والمناطق.

الحسد الذي يثيره حزب الله يتّخذ أشكالاً، أحدها يستفحل منذ أربع سنوات في منطقة الأشرفية ذات الغالبية المسيحية من بيروت، تحت مسمّى "جنود الرب".

"جنود الرب" يتداخل في ظاهرتهم كل التخلف الديني للكنيسة الكاثوليكية في القرون الوسطى، مع الشكل التنظيمي لما قد يتحوّل إلى نازية لبنانية مسيحية جديدة.

تكسير عظام مشجعي منتخب المغرب السعداء بفوزه على البرتغال بكأس العالم في ديسمبر الماضي وسط الأشرفية لأنهم أتوا من الطريق الجديدة بالجزء السُني من بيروت.

إن كانت البابوية الكاثوليكية أعادت النظر بمحاكم التفتيش ومواقفها السابقة المحرّضة على إبادة المثليين، فإن "جنود الرب" قادرون على تلقينها دروساً في الدين واللاهوت وما أدراهم بالمسيحية هناك في الفاتيكان؟

* * *

من بين الكوارث الكثيرة التي يتسبّب بها حزب الله في لبنان، أنه يثير حسد البعض. وهذا البعض متعدّد الانتماءات دينياً وطائفياً، وكلاهما، الدين والطائفة، يتجسّدان في الحزب الوحيد في العالم ربما (ما عدا "جيش الرب" في أوغندا) الذي لا ينسب نفسه في اسمه إلا لله مباشرة.

هو حزبه وجيشه وقوته الضاربة الحصرية، فمن هو الذي لا يحسُده عندما يدرك أن "حزب الله هم الغالبون"، لا بالمعنى الذي تذهب إليه الآية القرآنية، بل كما أرادته إيران المؤسِّسة والمموِّلة والمدرِّبة وولية أمر كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالحزب؟

والحسد الذي يثيره حزب الله يتّخذ أشكالاً مختلفة، أحدها يستفحل منذ أربع سنوات في منطقة الأشرفية ذات الغالبية المسيحية من بيروت، تحت مسمّى "جنود الرب".

"جنود الرب" يتداخل في ظاهرتهم كل التخلف الديني للكنيسة الكاثوليكية في القرون الوسطى، مع الشكل التنظيمي لما قد يتحوّل نازية لبنانية مسيحية جديدة بقمصانهم السوداء الموحدة وخطابهم الرجعي وتحرّكاتهم العسكرية الحريصة على عدم إظهار السلاح.

وتفرّغهم لحماية المصارف في "المناطق المسيحية" من المنتفضين خلال "ثورة تشرين" 2019، وشعارهم الصليب المحاط بالأجنحة، وتمجيدهم "المقاومة المسيحية" وصليبها المشطوب في الحرب الأهلية، ودورياتهم الأمنية على مدار الساعة لرصد الألوان واختلاطها.

لكي لا توحي بأي شيء قد يفهمه عقلٌ على أنه يذكّر بقوس قزح، حتى ولو كان ينقصُه الكثير من الألوان في حملة توعية من سرطان الثدي مثلاً، وحتى ولو كان لوناً واحداً زهرياً لإعلان فيلم "باربي" التي تعلّم على المثلية كما نوّرنا أحد جنودهم على موقعهم الإلكتروني.

وإن كانت البابوية الكاثوليكية في روما قد أعادت النظر بمحاكم التفتيش وبكل مواقفها الدموية السابقة المحرّضة على إبادة المثليين واعتذرت عنها، فإن "جنود الرب" قادرون على تلقينها دروساً في الدين واللاهوت، وما أدراهم بالمسيحية هناك في الفاتيكان؟

قد يكونون تأثروا بمعاشرة العلمانيين والملحدين والمثليين لذلك صار كلام حبرهم الأعظم فيه تسامح وتقبل للاختلاف الديني والسياسي والجنسي والثقافي، فأخرجوه بفرماناتهم من ملكوت كنيستهم وأحلّوا مكانه كاهن ما من رَبْعهم من آخر حي في أبعد قرية لبنانية تقع على "أرض الرب" وفق معجم خرافاتهم.

"جنود الرب"، أو "أولاد الرب يسوع" مثلما يعرّفون عن أنفسهم بكل تواضع على موقعهم الإلكتروني، قرأوا السياق العام جيداً: في زمن انهيار الدولة، كل شيء مباح. الأمن الذاتي يأتي بشعبية، والبطالة تستدعي العضلات المفتولة القابلة للتوظيف.

المزايدة بالتخلف كلها فائدة. تجاوز الصواب السياسي وصفة للشعبوية ولخطابها. تكسير عظام مشجعي المنتخب المغربي السعداء بفوزه على البرتغال في كأس العالم ذات ليلة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي عند ساحة ساسين وسط الأشرفية، لأنهم أتوا من الطريق الجديدة في الجزء المسلم السني من بيروت، قد يجلب مئات المتطوّعين الإضافيين.

أجهزة الدولة تريحها ظاهرة مثل "جنود الرب" طالما أن لا فكرة سياسية واحدة مفيدة تجدها في أدبياتهم. هم يريحون أجهزة الدولة كذلك لأنهم يتناغمون كلياً مع التخلّف العام السائد في كل ما يتعلق بالقيم الأخلاقية المطلوب أن يكون كل المقيمين في لبنان صورة عنها. لهم موقع إلكتروني هارب من مفردات القرون الوسطى ومحاكم التفتيش.

ولأن لا شيء ينافس الجنون العام الذي يتملك اللبنانيين هذه الأيام ضد شبح المثلية، فإنك تجد في موقعهم أخباراً هي أقرب ما تكون إلى طلقات الرصاص في عناوينها وصياغاتها ومفرداتها (وكثير منها بالعامية) ضد "نسل إبليس" و"معالجة الشاذين" و"دعارتهم" و"طرد الشياطين" و"أنصار الشيطان في الكتب المدرسية" و"نواب الشيطان" (عن نواب وقعوا مشروع قانون لإلغاء تجريم المثلية) و"تهويل الإعلام الشيطاني" (عن أي خبر ينتقد "جنود الرب").

حزب الله قتل السياسة بما هي صراع حر وسلمي للأفكار والبرامج والمشاريع. وبقتلها، ترك فراغاً هائلاً يملأه فيضان الكراهيات بين الطوائف والأديان والمناطق، ومسابقة على البشاعة يتنافس فيها هؤلاء جميعاً لنيل لقب المستقوي الأول على أضعف الفئات، أكانوا لاجئين أو مثليين مثلاً. لقب يليق ببائعي صكوك غفران عائدين من ماضٍ يرفض أن يمضي، أكان اسمهم جنود للربّ أو حزب لله.

*أرنست خوري كاتب صحفي لبناني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان الأشرفية المثلية الكراهية جنود الرب حزب الله جنود الرب فی لبنان حزب الله من بیروت

إقرأ أيضاً:

تفاصيل جديدة عن مقتل 8 جنود إسرائيليين داخل لبنان

بعد إعلان إسرائيل أن 8 من جنودها قتلوا في معارك بعد توغل قواتها إلى داخل الأراضي اللبنانية، الأربعاء، كشفت تقارير صحفية تفاصيل أخرى عن مقتلهم في معارك مع حزب الله.

وتعد خسائر الجيش الإسرائيلي البشرية الأفدح على جبهة لبنان، بعد نحو عام من تبادل الهجمات المستمر بين إسرائيل وحزب الله.

والأربعاء قال حزب الله إن مقاتليه اشتبكوا مع قوات إسرائيلية في لبنان، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها الجماعة المدعومة من إيران عن وقوع اشتباكات برية، منذ بدأت إسرائيل التوغل عبر الحدود.

تفاصيل مقتل الجنود الثمانية، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية:

قتل 6 من قوات الكوماندوز التابعة للجيش الإسرائيلي، في قتال عنيف وسط الضباب جنوبي لبنان، بوقت مبكر من صباح الأربعاء. شن جنود من وحدة النخبة هجوما حوالي الساعة 4:30 صباحا، وواجهت عناصر حزب الله في مبنى قرب الحدود بين لبنان وإسرائيل. واجه الجنود الإسرائيليون نيرانا كثيفة، أطلقها مقاتلو حزب الله من أسلحة صغيرة وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون. أدت الظروف الجوية السيئة، بما في ذلك الضباب الكثيف والظلام، إلى تعقيد العملية. نفذت الطائرات الإسرائيلية ضربات على الطرق والمباني القريبة، بما في ذلك مسجد فر إليه بعض عناصر حزب الله. دمر المسجد في الهجوم، حسب "يديعوت أحرونوت"، ووردت أنباء عن مقتل ما لا يقل عن 30 مقاتلا من حزب الله. أصيب حوالي 30 جنديا إسرائيليا في الحادث، من بينهم ضابط و4 جنود تعرضوا لجروح خطيرة. في هجوم منفصل لحزب الله، قتل جنديان من وحدة الاستطلاع "جولاني" بصاروخ مضاد للدبابات، وأصيب 7 جنود آخرين بجروح خطيرة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقطع فيديو لتقديم العزاء: "نحن في ذروة حرب عصيبة على محور الشر الإيراني الذي يريد تدميرنا".

وأضاف: "لن يحدث هذا لأننا سنقف معا، وبمساعدة الرب سنفوز معا".

وذكر الجيش الإسرائيلي أن وحدات نظامية من المشاة والمدرعات انضمت إلى العمليات البرية في جنوب لبنان، وذلك بعد يوم من إطلاق إيران أكثر من 180 صاروخا على إسرائيل، مما أثار مخاوف من صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.

وقالت إيران صباح الأربعاء، إن هجومها على إسرائيل "انتهى ما لم تحدث استفزازات أخرى"، في حين توعدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على هجوم طهران.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل جديدة عن مقتل 8 جنود إسرائيليين داخل لبنان
  • تفاصيل كمين قوة الرضوان.. ضربة قوية من حزب الله ضد جيش الاحتلال
  • مقتل 8 جنود وضباط إسرائيليين
  • إسرائيل تُقر بمقتل 8 من جنودها في لبنان
  • بعد مقتل 8 جنود إسرائيليين.. هل سينجح حزب الله في صد الهجوم البري؟
  • جنود الجيش الإسرائيلي أمام حدث صعب... هذا ما حدث في مارون الراس
  • صورٌ تنتشر... ما الذي جرى لجنود العدوّ الإسرائيليّ اليوم في بلدة العديسة؟
  • جيش الاحتلال يعترف بإصابة 4 جنود من وحدة “دفدوفان”.. ما الذي يجري في مخيم بلاطة؟
  • الكنيسة الكاثوليكية تحتفل باليوم العالمي الـ110 للمهاجرين واللاجئين في القدس
  • كاهن في صور في رسالة مؤثرة: لم يبقَ أحد ليقتل