لأول مرة منذ بدء القتال.. عقوبات أمريكية على نائب "الدعم السريع"
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات على نائب قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقالت ليندا توماس جرينفيلد مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة للصحفيين خلال رحلة إلى حدود تشاد مع السودان أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة تتخذ اليوم إجراءات لمحاسبة الأطراف السيئة.
وأضافت، أن عبد الرحيم دقلو مستهدف بالعقوبات "لعلاقته بالانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق مدنيين في السودان، بما يشمل أعمال عنف جنسي تتعلق بالصراع، والقتل على أساس الانتماء العرقي".
ويُعد عبد الرحيم دقلو هو أول مسؤول من أي من طرفي الصراع ستفرض عليه عقوبات منذ بدء الحرب. وفرضت العقوبات السابقة على شركات، كما استهدفت الجيش السوداني.
أعمال العنف في غرب دارفورجاء إعلان توماس جرينفيلد بعد لقائها في تشاد لاجئين سودانيين فروا من أعمال العنف العرقية والجنسية في دارفور، وهو أمر قالت إنه يُذكّر بالفظائع التي ارتُكبت قبل 20 عامًا في الإقليم، ووصفتها واشنطن بأنها إبادة جماعية.
وخطوة استهداف عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، بالعقوبات هي الأبرز منذ بدء الصراع بين قواتهما والجيش السوداني في منتصف أبريل.
وتأتي ردًا فيما يبدو على أعمال العنف التي تشهدها ولاية غرب دارفور، والتي توجه اتهامات لقوات الدعم السريع وميليشيات موالية لها بارتكابها.
وتنفي قوات الدعم السريع الاتهامات التي توجهها لها جماعات تراقب مجريات الصراع وجماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وروايات شهود بأنها تقف وراء هذا العنف، وتقول إن أي جندي تخلص إلى تورطه فيها سيقدم للعدالة.
رئيس مجلس السيادة السوداني يصدر مرسوماً دستورياً بحل قوات الدعم السريع#اليومhttps://t.co/o0U8SWZFVJ— صحيفة اليوم (@alyaum) September 6, 2023تحقيقات الجنائية الدولية
روى بعض ضحايا أعمال العنف عن استهداف عرقية المساليت وتدمير أحياء بأكملها وعمليات نهب واغتصاب واسعة النطاق، ما دفع مئات الآلاف للفرار إلى تشاد، وأعلنت المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في أعمال العنف تلك.
وقالت توماس جرينفيلد: "سنواصل بذل كل ما في وسعنا لمنع الفظائع الجماعية والرد عليها".
واتهمت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان، عناصر قوات الدعم السريع بالضلوع في "أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك قتل المدنيين والقتل لأسباب عرقية واستخدام العنف الجنسي".
وأضافت الوزارة أنه منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل، توجه إلى قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها اتهامات موثوقة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في دارفور وأماكن أخرى.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عودة المدارس عودة المدارس عودة المدارس رويترز نجامينا الحرب في السودان عبد الرحيم دقلو قوات الدعم السريع عقوبات على قوات الدعم السريع قوات الدعم السریع عبد الرحیم دقلو أعمال العنف
إقرأ أيضاً:
إسقاط المسيرة الإيرانية.. الدعم السريع يحطم هيمنة الجو ويفرض معادلة جديدة
إسقاط قوات الدعم السريع لمسيرة إيرانية من طراز “مهاجر” بمحور الجيلي شمال الخرطوم بحري يكشف بشكل واضح تدخل إيران السافر في الحرب السودانية هذا التدخل الإيراني الذي يتجلى في تزويد الجيش السوداني بتكنولوجيا عسكرية متطورة يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة السودان ومحاولة لفرض أجندة إقليمية تخدم مصالح طهران على حساب أمن واستقرار الشعب السوداني
إيران معروفة بدعمها المستمر للعديد من الميليشيات والجماعات المسلحة في مناطق متعددة من العالم لتحقيق مصالحها الجيوسياسية وتعزيز نفوذها الإقليمي ومن أبرز هذه الأمثلة القبيحة أن إيران تدعم حزب الله مالياً وعسكرياً منذ تأسيسه في الثمانينات فالحزب يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ والأسلحة ويعتبر الذراع العسكري الأقوى لإيران في المنطقة
كما تقدم إيران دعماً لوجستياً وتسليحياً لجماعة الحوثي في اليمن بما في ذلك تزويدهم بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي تستخدم لاستهداف بعض الدول الجارة
إيران كانت الداعم الرئيسي لتشكيل الحشد الشعبي في العراق وقدمت التدريب والتسليح لهذه الفصائل المسلحة التي أصبحت قوة مؤثرة هناك كما أن كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق في العراق فصائل مسلحة تعد أدوات رئيسية لإيران في تنفيذ عملياتها داخل العراق وتعزيز نفوذها السياسي والعسكري
خلال الحرب الأهلية السورية دعمت إيران الميليشيات الشيعية في سوريا منها لواء فاطميون ولواء زينبيون وساهمت في تمكين نظام بشار الأسد من استعادة السيطرة على مناطق واسعة كما تقدم إيران دعماً مالياً وعسكرياً لحركة الجهاد الإسلامي و فصائل حماس في فلسطين
هذه الأمثلة توضح كيف تستغل إيران الميليشيات لتعزيز سياساتها التوسعية وتأجيج النزاعات الإقليمية على حساب استقرار الدول الأخرى وهذا التدخل الإيراني في هذا الصراع الدموي يعكس رغبة إيران في تحويل السودان إلى ساحة نفوذ جديدة واستغلال الأزمة السياسية والعسكرية لترسيخ موطئ قدم لها في منطقة البحر الأحمر ؛ فهذا السلوك العدائي يعزز من تعقيد الأزمة السودانية ويدفع بالصراع إلى مستويات أكثر خطورة من خلال دعم طرف على حساب المدنيين الأبرياء
إيران التي تشتهر بدعمها للمليشيات المسلحة والحروب غير النظامية تسعى اليوم إلى تصدير أزمتها الإقليمية إلى السودان متجاهلة بذلك المصالح الوطنية للشعب السوداني والمبادئ الإنسانية ويبرهن تدخلها الواضح على استهتارها بالشرعية الدولية ورغبتها في إثارة المزيد من الفوضى في المنطقة
نجاح قوات الدعم السريع في إسقاط المسيرة الإيرانية “مهاجر” يعكس تقدماً ملحوظاً في قدراتهم العسكرية وتكيفهم الاستراتيجي مع التهديدات الجوية المتزايدة وهذه الخطوة تعزز من مكانتهم كقوة ميدانية لا يستهان بها في ظل الصراع الدائر رغم التفوق الجوي والتكنولوجي الذي يتمتع به الجيش السوداني وحلفاؤه. إسقاط هذه الطائرة ليس مجرد نجاح تكتيكي بل يشير إلى تطور نوعي في تقنيات الدفاع الجوي لدى الدعم السريع وقدرتهم على مواجهة أدوات الحرب غير التقليدية
كما أن التكيف السريع مع التقنيات الهجومية المتطورة والقدرة على إسقاط مسيرة إيرانية الصنع يظهر استعداد الدعم السريع لخوض مرحلة جديدة من الصراع بما يعزز قدرتهم على مواجهة التحديات القادمة ومع تصاعد التوتر الإقليمي وتدخل قوى دولية وإقليمية يتوقع أن تصبح المواجهات أكثر تعقيدًا ودموية
هذا الإنجاز كشف أن الصراع في السودان لم يعد مجرد مواجهة داخلية بل أصبح جزءاً من توازنات قوى دولية تسعى لفرض نفوذها في المنطقة ما ينذر بتحول المشهد السوداني إلى ساحة صراع إقليمي بأبعاد خطيرة
و يجب أن يدرك العالم أن التدخل الإيراني لا يمثل دعماً لأي طرف وحسب بقدر ما هو محاولة لتعزيز نفوذ طهران وتأجيج الفوضى فيجب على الأطراف الإقليمية والدولية اتخاذ موقف واضح وصارم من هذه الممارسات التي تهدد أمن السودان والمنطقة برمتها
lanamahdi1st@gmail.com